الثلاثاء , أبريل 30 2024

فنان سابقاً متسول حالياً “حنفي جوز فوزية” الممثل محمد ابو الحسن من الشهرة الى النسيان وسهير رمزي الوحيدة التي ساندته في مرضه

اعداد/ محمد زكي(القاهرة)

قال عن نفسه: “أنا فنان سابقا.. متسول حاليا”، محمد أبو الحسن نجم سقط من ذاكرة الفن والفنانين، هو واحد من النجوم المبدعين الذين عانوا كثيرا ماديا وصحيا في حياتهم، مثل عبد الفتاح القصري ورياض القصبجي وزينات صدقي وغيرهم، الفنان محمد أبو الحسن عمل مهندسا زراعيا بمديرية التحرير في بداية حياته المهنية، وذلك بعد تخرجه في كلية الزراعة جامعة عين شمس، وبعدها التحق بالتليفزيون حيث عمل ممثلا ومخرجا ببرامج الأطفال، ثم انطلق بعدها في كثير من الأعمال الفنية في المسرح والسينما والتليفزيون.. ويعد دور حنفي جوز فوزية في مسرحية ” سك على بناتك” مع النجم الكبير فؤاد المهندس، واحد من الأدوار الخالدة في تاريخ المسرح الكوميدي.
ولكن رغم إبداع وكفاءة ونجاح محمد أبو الحسن في أداء هذا الدور إلا أنه تحدث عنه وقال إن هذا الدور كان سببا في تعطل مسيرته الفنية، حيث حاول المخرجون أن يحصروه في أدوار شبيهة به، فكان يرفض الكثير من الأعمال بسبب ذلك فتسبب ذلك في قلة الأعمال المعروضة عليه، كما أن كثرة عرض هذه المسرحية وقلة عرض أعماله الأخرى جعله يبدو وكأنه لم يقم في حياته بأداء دور غير حنفي زوج فوزية.. وفي أواخر أيامه تعرض الفنان محمد أبو الحسن لمأساة كبيرة، حيث تعرض لأزمة صحية كبيرة إثر إصابته بأمراض القلب وتعرضه لعدة أزمات أعقبها إجراء عملية تغيير 7 شرايين في باريس، وتلاها إصابته بجلطة في المخ، كل هذا حدث له بالتوازي مع تجاهل المخرحين والمنتجين له، وندر عرض أعمال فنية عليه، وبدا كما لو أنه قد سقط من ذاكرة الفن بعدما تنكر له الجميع، ولم يقف بجواره أحد إلا النجمة سهير رمزي، التي كانت هي الفنانة الوحيدة التي وقفت بجانبه في مرضه.. وخلال برنامج”90 دقيقة” للإعلامي معتز الدمرداش في أحد الأيام، قال من خلال برنامجه التليفزيوني وقتها، أنه جاءته رسالة على هاتفه نصها: “أنا محمد أبو الحسن، فنان سابقا ومتسول حاليا”، وظهر أبو الحسن على الشاشة حيث استضافه معتز الدمرداش, وتحدث عن معاناته وعن الذين تنكروا له رغم وقوفه معهم في بداياتهم وأجاب أبو الحسن على جميع الأسئلة بصراحة وتلقائية شديدة.. وتكلم عن سوء حالته المادية، وأنه يتناول وجبة واحدة فقط طوال اليوم، وقال إنه يطلب عملا لكي يعيش منه ولا يطلب مالا ولا صدقة من أحد.. وكان الحوار التالي مع الاعلامي الدمرداش:

*ماذا قصدت برسالتك التي تركتها لي علي الموبايل وقلت فيها أنا الفنان محمد أبو الحسن فنان سابقا ومتسول حاليا؟

-أنا فعلا متسول فن وليس مالا فالحمد لله ربنا لاينسى أحداً، فأنا اتسول الفن لأن الفن حياة ويمتع الإنسان ويسعده فالضحكة والابتسامة صدقة كما علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

*ماهو أخر عمل لك؟

-مسرحية للطفل اسمها “أسعد سعيد في العالم” تدور حول اختراع دواء عندما يتناوله البشر ينزع منهم الشر ويحل محله الخير، وبذلك يعم علي الجميع وهي مسرحية كوميدية كلها ضحك وسافرنا بها إلى المغرب وحصدت عدة جوائز.

*ألم تعرض عليك أي أعمال من وقتها الي الآن؟

-هناك كلمه كنا نرددها زمان وهي أصون كرامتي، وأنا دائما اتصل بمن أحبهم ولكن لا حياة لمن تنادي كما يقول المثل فهل هناك شيء أكثر من إنني عملت وقفة احتجاجية أمام مبني التلفزيون كما يفعل الكثير من أصحاب المهن كالأطباء والمهندسين والقضاة وخلافه وجلست ومعي يافطة مكتوب عليها “أين العدل يا مصر” وعليها صورتي.

*مامعنى هذه الكلمة؟

-هي رساله تعني أن العدل أساس الملك والملك لله وحده والمفروض أن يعم العدل كل شيء وليس لي وحدي بل لكل الفئات ولكل أفراد الشعب المصري، لإنه أجمل شيء في الدنيا, وأنا أري أن الناس تغيرت كثيرا عن الماضي والحب بينهم أختفي وأنا أنادي بأن يعم العدل كل شيء.

*عندما قمت بالوقفة الاحتجاجية هل سأل عنك أحد واهتموا بما تقوله وتنادي به؟

-أمسكوني قبل أن أجلس علي باب التلفزيون وذهبوا بي الي اللواء أحمد أنيس،” لإن كلهم أصدقائي فقلت له: أنا عملت هذا من أجل العمل وأنا أريد أن تعم العدالة كل شيء وفى كل مايعرض علي الناس ففي أي برنامج نجد “فاصل ونواصل” وأصبح الفاصل هو الغالب لإنه إعلانات فالإعلان يتحكم في الإعلام وهذا شيء صعب ويؤلم النفس”.

*هل أردت أن تلفت النظر إليك لكي تقول نحن هنا؟

-أنا أحب العمل لكي أمتع الناس طالما عندي ما أقدمه لهم.

*هل تريد أي عمل حتي لو بضعة مشاهد في مسلسل أم تريد أن تعمل في ثلاثين حلقة في رمضان مثلا؟

-الحمد لله أنا قنوع وهل لك أن تتخيل إنني أعمل في التلفزيون منذ كان أبيض وأسود ،والأجر الذي كنت اتقاضاه يعتبر حاليا أجر كومبارس يعبر أمام الكاميرا.


*كم تتقاضى؟-أحصل في الحلقة على ستة آلاف جنيه وغيري يأخذ في الحلقة ثلاثون ألف جنيه، وأنا لا أحسد أحدا فهم يأخذون الملايبن وأنا أخذ الملاليم، ولكن الحمد لله مازال البعض يفتكرني من المخرجين الحلويين ويرسلوا لي يطلبوننى فى مشهد في ثلاث حلقات وأكون سعيد جدا لأن العمل يشعرني بوجودي ويعيد لي الحياة من جديد.

*لماذا لا تقدم طلبا رسميا إلى الإذاعة والتليفزيون وتطلب فيه تحسين أجرك؟

-ماذا أقول فيه؟.. فالمفروض هم الذين يقولون أنا أساوي عندهم كام, وأقسم بالله إنني لست طامعا في المادة بقدر طمعي في إمتاع الناس وأنا كنت مخرجا لبرامج الأطفال في التلفزيون وكنا دائما نربط الدين بالعمل من خلال تقديم آية قرأنية في نهاية العمل لكي نعلم القيم والمبادىء للأطفال.

*لماذا لم يرسل لك أحد من المخرجين أحد الأعمال مع إنك خبرة طويلة في الفن ومازلت قادرا علي العطاء؟

-إنها مسأله القسمة والنصيب وأنا عندما أجلس مع أي منهم أو انصت إلي مايقوله أجد نفسي أملك معلومات أكثر منه وهناك بعض المخرجين أنا وقفت بجانبهم عندما كان لا يعرفهم أحد وكانوا مساعدون لي عندما كنت مخرجا بالتلفزيون، ولكنهم أصبحوا حاليا كبار.

*ألم يسندوا لك أي عمل ولماذا؟

-إطلاقا وقد يكون السبب في ذلك حتى لا اذكرهم بالماضي مع العلم إنني كنت أعمالهم بكل حب.

*هل تعتبر هذا نكرانا للجميل؟

-بالتأكيد ولكنهم نسوا المثل الذي يقول من “علمني حرفاً”.

*ألا تعلم إننا لسنا في المدينه الفاضلة؟

-الناس كانت تحب بعضها في الماضي أما الآن فالوضع تغير والرسول صلى عليه وسلم كان يوصي على سابع جار.

*لماذا لا يعمل الفنان أي حساب للزمن؟

-الرزق بيد الله والمثل يقول “أصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب”، وأنا تربيت على مبدأ أن الذي في يدي ليس لي والمادة سيطرت الآن على كثير من الناس وجعلتهم يبنون قصورا وينسون القبور وأنا عندي رضا بما قسمه لي الله.

*هل عندك أولاد ؟

-عندي أربعة ولدان وبنتان وثمانية أحفاد وأشعربالسعادة لإنها نعمة من الله.

*هل تشعر بداخلك بعد سنوات عطاءك للفن بإنهم نسوك؟

-هذا الشيء يؤلمني جدا خاصة عندما يقول لي الناس أين أنت الآن؟.

*أشعر أن لديك طاقة لإعطاء المزيد في الفن؟

-أكيد وأنا عندما أكون جالسا في المنزل أقلب القنوات أجد نفسي غير مقتنع بما يقدم الآن من فنون وأتساءل أين كوميديا ودراما الزمن الجميل.

*هل تقبل العمل ولو في دور صغير؟

-نعم وأكون مبسوط وأقول في نفسي أنهم الحمد لله لايزالون يذكرونني، وأنا دائما أدعو لله أن تنتهي حياتي وأنا علي خشبة المسرح لأنني أعشقه.

*ماذا كان شعورك عندما رأيت سيد زيان ومحمد الدفرواي والمنتصر بالله وهم يتحدثون عنك خلال عرض البرنامج وأنت في الاستراحة؟

-تذكرت الأيام الجميلة وزمن الفن الجميل وأنا الآن ادعوا لصديقي وزميلي وحبيبي الفنان جورج سيدهم فمن يسأل عنه الآن في محنته فنحن كنا زملاء في كلية الزراعة، وكان يجلس بجواري في المحاضرات فهو نعم الصديق الذي يعرف معنى الصداقة وهو الذي عرفني وأخذني لفرقه الثلاثي ودائما ما كان يردد مقولة أن المسرح أبو الفنون فأين الفنون الآن؟.

*بدون حرج هل أصبحت بدون دخل الآن؟

-الناس يأ كلون ثلاث وجبات في اليوم وأنا آكل وجبة واحدة من يد زوجتي المخلصة، وأنا قنوع جدا وربنا يطرح البركة في اللقمة الصغيرة.

*لماذا لا تأكل إلا وجبة واحدة؟

-“لإنني لست قد الثلاث وجبات”.

*ماهو شعورك وأنت تشاهد مسرحية “سك على بناتك”؟

-أغضب جدا لأن هذه المسرحيه أذيعت بعد تصويرها بعشر سنوات وأنا عملت أكثر من 15 مسرحية فلماذا لا تذاع رغم ما بها من ضحك ومعاني جميلة أكثر من “سك على بناتك”، وهذه المسرحيات فيها نقد لكثير من الأشياء الموجودة الآن خاصة قانون الضرائب العقارية الذين يتحدثون عنه الآن وفي أحد القفشات كنت أقول ناقص يأخذوا ضريبة على النفس.

*لكن الدوله تأخذ الضريبة لتحسين المرافق والخدمات؟

-أنا موافق بشرط العدل وأن يعطي الغني الفقير ونساعد بعضنا البعض.

وهكذا كانت حياة محمد أبو الحسن الذي عاش حياته محبا ومخلصا للفن، لكنه لم يحصد إلا تخلي زملائه من نجوم الفن عنه، وتوفي رحمه الله في الساعات الأولى يوم الأحد 8 يونيو 2014م، وهو إن كان قد عانى من تخلي زملائه عنه وعدم مساعدتهم له وسقوطه من ذاكرتهم إلا أنه ما زال حيا في قلوب وذاكرة محبيه من عشاق فنه الجميل… رحمه الله عليه

شاهد أيضاً

لماذا أصرت نادية الجندي على الزواج من عماد حمدي وما قصة افلاسه؟أسرار في حياة النجمين

متابعة/ حسانة سليم يحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير عماد حمدي فتى الشاشة الأولى كما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *