الخميس , مايو 2 2024

ابتسام غنيم لندى عماد خليل:” لاأسامح ولا انتقم، ولم تعد الحياة ولا الاشخاص بنظري كما كانوا”

حوار/ندى عماد خليل(الحلقة الثالثة والاخيرة)

لم أجر مرة مقابلة مع احد الا وحرصت ان اكون امينة في نقل اجاباته بدقة لان الهدف الأهم من اجراء اي مقابلة،خصوصاً المكتوبة منها، إفساح المجال امام من نحاوره ليعبر عن نفسه ويوصل افكاره وما يجول في رأسه بطريقة تشبهه وخاصة به. كيف الحال ان كانت من احاورها هذه المرة إعلامية مخضرمة ، لها باع طويل في مجال الصحافة الفنية، وصاحبة موقع “الموقع”. حواري اليوم مع إبتسام غنيم لا يخلو من الجرأة وتسمية الاشياء بإسمائها، هي التي عاصرت اهم الفنانين في لبنان ومصر والوطن العربي كله، وقدمت الدعم والمساندة لكثر في بداياتهم، وحافظة اسرار العديد منهم. تناولت في حواري معها جوانب متعددة منها ما له علاقة بحياتها المهنية، ومنها ما له علاقة بحياتها الشخصية والعائلية، فأتى شاملاً ومتشعباً وطويلاً، لذلك سنقمسه الى عدة اقسام، في ما يلي القسم الثالث منه:

*لماذا لك اسمان وهويتان؟

-عندما حملت بي امي بعد سنوات طويلة من زواجها كانت مغرمة بالزعيم جمال عبد الناصر، الذي تمثاله لا يزال يزين بيتنا حتى اليوم، وكانت تريد ان تسميني جمال عبد الناصر ووالدي يريد ان يسميني على اسم والده محمد شعبان لاعتقادهما ان المولود سيكون ذكراً لا محال، وعندما شرفت كانت الكارثة شو بدنا نسمي البنت.. امي تقول لي انني ولدت مريضة وكان الامل بشفائي ضئيل وان خالتي هي من سهرت علي ورعتني لاعيش ،اما طبيبي الخاص فكان الدكتور صالح البصام الذي كان طبيب الملك فيصل وكان هاربا من العراق ويعيش في لبنان منذ الانقلاب الذي حصل ببلده.. المهم اختارو لي اسما قريبا لاسم اختي التي تكبرني بسبع سنوات ومن الطبيعي ان تغار من الزائرة الشقراء ،وبعد سنة كاملة عاشتها من العذاب والغيرة والمرض كان القرار بتغيير اسمي الى ابتسام، واجريت محكمة وتم تغير الاسم وحصل لغط بالتواريخ لاني ولدت في الحرب اللبنانية وتم اعتماد الهوية الجديدة،وتعذر عليهم تصليح الاخطاء.. وكلا الهويتين معي وبأمكاني نشرهما ايضا لمصداقيتي.

النجمة يسرا وابتسام غنيم

امي اجابت على السؤال الاخير ولهذا السبب تزوجت باكراً؟!

* نشرت موضوعا عن علاقتك بأمك رحمها الله، لماذا وما الذي اردت قوله من خلاله؟

-فعلا وتعمدت نشر هذا الموضوع لان الاغلبية “يتحولون” عندما تسألينهم عن واقعهم المعيشي.. عشت حرمانا منذ طفولتي ولم اكن مدلله مثل سائر الاطفال، لي أخان وهما بالمناسبة تؤام يكبراني بحوالي 15 سنة، واخت تكبرني بسبع سنوات يعني بيننا فرق اجيال.. والوالدة سامحها الله كانت تفرق في المعاملة بيننا وكنت اتذمر من تصرفاتها كثيراً، لكن عندما كبرت مرضت ومكثت معها بالمستشفى طيلة 4 اشهر اخدمها وقبل وفاتها “بكم اسبوع قالت لي بالحرف الواحد” والله شهيد على كلامي” انا ظلمتك كتير وقهرتك” قلتلا “معليش الي فات مات”.. وبعدها ماتت فغسلتها وكفنتها وعندما اردت ان اكتب عجزت لانني لا اعرف ان اكون متلونة مشكلتي انني واضحة وصادقة وهذا ما يجعل البعض ربما يخشاني، لكني لن اتغير وكتبت الحقيقة كاملة وكان عنوان المقالة ” امي رحلت وهكذا اجابت على السؤال الاخير”..(تصمت قليلا وتضيف)لم تكن علاقتي بأمي كسائر علاقات صديقاتي مع أمهاتهنّ فقد كنت أشعر ببعدها وهي أمامي وأفتقد حنّيتها وحضنها وهي على بعد خطوات منّي، كبرت وكبر هذا الشعور داخلي، ربّما هي لا تحبّني؟ هذا السؤال الذي لطالما راودني منذ الصغر، فأمي لم تكن تظهر عطفها نحوي ولهفتها تجاهي كباقي الأمهات مع بناتهنّ، لكن عندما مرضت ولازمتها بالمستشفى أصبحت أشعر أنها باتت طفلتي التي أعتني بها، تملكني حينها شعور غريب تجاهها لا أستطيع تفسيره؛ هو ليس شعوراً واحداً؛ بل خليط من المشاعر، شعور غريب وجميل  هذا الذي أتى متأخراً عمراً كاملاً بيني وبين أمي، لقد شعرت أنّني استرجعت حاجتي إليها، وأنني عدت تلك الفتاة الصغيرة التي تأخذ من أمّها أمّاً وصديقة ومصدر حنان ودعم ،ولكن الحياة التي أعادت إليّ تلك المشاعر أخذتها مني سريعاً، وسوف يبقى في وجداني ما حييت وجهها وعيناها اللتان أومأتا إلى الأسفل مجيبتان بـ “نعم” على سؤالي الأخير لها وهي على فراش الموت:” أمي هل تحبّيني؟”(وتعلق) بعد هذا المقال تفاجأت بكثر يكلمونني ويتصلون بي ويحدثونني عن سوء علاقتهم بذويهم او اخوتهم لكنهم لا يتجرأون على قول الحقيقة خوفاً من معايرة الناس او على شكلهم الاجتماعي، واسألك الم يكن اعمام النبي سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام كفرة؟ الم يحاول اخوة النبي يوسف قتله؟ اي مجتمع منافق هذا الذي نعيشه؟

* منذ متى انت متزوجة وكم ولد لديك؟

-تزوجت في سن مبكرة لانني كنت اريد ذلك، والداي انجباني بعمر متقدم وكنت اغار من رفاقي كيف ان ذويهم في عمر الشباب  بينما والداي كبيرين في السن، وكنت اقول في نفسي” بس اكبر بدي اتجوز بسرعة حتى الناس يفكروا ولادي هني اخواتي”، وهذا ما حصل بالفعل.. اليوم عندي عمر بكالوريوس بمرتبة الشرف بالبزنس وهو خارج لبنان حالياً وعمره 24 سنة وبرجه الميزان ولد يوم 6 اكتوبر عيد انتصار مصر على العدو.. وتوأمي عيسى ونور الهادي 17 سنة عيسى هوايته العزف على الغيتار وتعلمه منذ كان عمره ست سنوات، لكنه يريد ان ينتسب الى اختصاص يتعلق بالطب او التمريض او الصيدله الى جانب متابعة دراسة الموسيقى.. اما نور فهو في عامه الثاني فندقية ويدرس الغناء عند الدكتور نبيل جعفر.. انا اعتبرهم رفاقي، هم من تلقاء انفسهم يعشقون القراءة والفن، كما انهم مجتهدون بدراستهم، واهم شيء علمتهم اياه هو الصلاة وقول كلمة الحمدلله حتى في اشد المواقف، ومن انهم رجالا والحياة ستعاندهم، وان لا ينكسروا امام اول مشكلة تعترضهم في حياتهم..اما كيف تعرفت على زوجي احمد فقصتي متل كل القصص كان ابن جيراننا يسكن في شارعنا كنت في الثامنة عشرة عندما تواصلنا وكان هناك رفض كبير من طرف والدي وقفت بوجه العائلة كلها واصريت على الارتباط به بعد قصة حب دامت اربع سنوات يعني بسن 23 كنت عروس وحضر زفافي نضال الاحمدية وكل اسرة “نادين” والمطربة نهاد فتوح والمطربة جاكلين والمطربة جاكلين خوري والفنانة اماليا ابي صالح رحمها الله.. احمد لا يتدخل في عملي ويعرف طباعي جيدا، وطبعا نحن مثل اي زوجين تعرضنا الى خلافات ومشاكل كثيرة لكننا تغلبنا عليها.

النجم حسين فهمي وابتسام غنيم

لبنانيون مصريون ونفتخر، و نور اسمر مثل احمد زكي وعيسى يعشق الموسيقى

* كون زوجك مصري وانت لبنانية، ما مدى تأثير هذا الزواج المختلط على اولادك؟

-زوجي مزدوج الجنسية لبناني مصري اصوله من بور سعيد وتحديدا من بور فؤاد، شقيقه خدم بالجيش المصري وله عائلة كبيرة ببور سعيد بلد البواسل والابطال هو لا يتحدث اللهجة المصرية لانه ولد وعاش في لبنان واولادي يعشقون مصر هي وطنهم الام، وابني نور اسمر مثل النجم احمد زكي علما انه توأم عيسى الذي هو شبهي كما انه اي نور يجيد الكلام بالمصرية ” ودمه شربات”.

*هل يشعرون بالانتماء اكثر الى مصر ام لبنان؟

-لبنان عينهم اليمنى ومصر عينهم الشمال، كلنا نشعر بهذا لاننا لا نحب ان نكون اعور الدجال..

ابتسام غنيم عقب اصابتها بأنفجار المرفأ ببيروت

انفجار المرفأ هو الاصابة الثانية لي و” التالتة ثابتة”

* انت من الاشخاص الذين اصيبوا بانفجار المرفأ، ما كانت اصابتك وكيف اصبت؟

-كنت قرب المرفأ وجدت دخانا اسوداً يتصاعد بكثرة ،وفجأة طارت بي السيارة وتحولت الى كتلة من الدماء، لا اعرف كيف قفزت وركضت كما لم اركض في حياتي من قبل مسافات كثيرة قطعتها وانا لا اعرف الى اين اذهب كل ما اتذكره ان احدهم حملني ورماني في سيارة اسعاف صغيرة كنا فيها حوالي 17 شخص فوق بعضنا.. وصلنا الى مستشفى الوردية وجلسنا بالشارع لساعات وانا انزف لان المستشفى كانت مدمرة، بعدها اشفق علي مسعفا ونقلني مع الجثث الى مستشفى مار يوسف واصر على ادخالي واسعافي بقيت ساعة تقريبا عالجوني بسرعة، وبعدها اتت اسرتي واخذتني الى مستشفى العناية وتمت معالجتي كما يجب وبقيت قيد العلاج لفترة طويلة.

* هل ترك الانفجار اثار نفسية لديك؟

– “اوه كتير”.. فالحالة النفسية لم تعد كما كانت الحياة لم تعد تعني لي شيئاً خصوصا انه الانفجار الثاني الذي اصاب به، فالانفجار الاول كان في شارعنا عندما تم اغتيال المفتي الشهيد حسن خالد كنت حينها لا ازال بالمدرسة وتم سحبي من تحت انقاض بيتنا..(تبتسم وتقول) “عمر الشقي بقي” بس بالمقابل اؤمن ان الثالثة ثابتة وبالنهاية “ما حدا بموت ناقص عمر”.انا بطبعي قنوعة بأقل الاشياء واليوم اصبحت زاهدة ولا يعنيني شيء من متاع هذا العالم المزيف.

ازمات صحية ونفسية وهكذا انتحرت عمتي

*هل قصدتِ معالجا نفسيا ليساعدك وهل انت مع العلاج النفسي؟

-ناهيك عن اصابتي الجسدية، فأنا مررت بأزمات صحية كثيرة، ومن الطبيعي ان يحولني طبيب الغدة خاصتي الى معالج نفسي لاني عانيت من انهيارات كثيرة وكنت اعيش على المهدئات.الطبيب النفسي او المعالج مهم جدا في حياتنا سواء كنا نعاني من ازمات ام لا اذ يكفي ان تفضفضي لكائن لا يهمه سوى ان يعطيكِ العلاج المفيد والنصيحة التي تلائم الوضع الذي تعيشين فيه او الحالة التي تمرين بها سواء كانت حقيقة ام وهماً.. اتمنى على الاهل ان يراقبوا اطفالهم من الصغر وليس عيبا معالجة حالاتهم النفسية سواء كانوا يعانون من اضطرابات او قلق او عدم ثقة او خنوع وربما البيئة والمحيطة بهم يكون لهم تأثيراً سلبيا على نفوسهم.. لذا من المستحسن علاج وضعهم قبل تفاقمه لئلا يتحولون الى اشخاص غير اسوياء عندما يكبرون وهنا الطامة الكبرى.

ابتسام غنيم والنجم جميل راتب

*هل كانت جرأة منك ان تنشري قصة عمتك التي انتحرت!

-لم تكن جرأة مني لان ليس فيها ما يُعيبها.. وبالمناسبة انا لا اعرفها لانها انتحرت قبل ان اولد بسنوات طويلة جدا.. كانت صبية حلوة كتير “متل القمر “لا زلت احتفظ بصورتها التي كانت تزين جدران بيتنا.. كانت شابة وتزوجت وعانت الامرين من حماتها وانجبت طفلة وماتت على الفور، فأصيبت بحمى النفاس الذي تحولت الى ربو ،وهنا والدي اصر على ان تتطلق من زوجها لان مرضها كان بسبب الزعل الذي كانت تعيشه بسبب والدة زوجها.. انفصلت وعادت الى بيت والدي وكانت دائما حزينة ومكتئبة .. كانوا يعتقدون انها كذلك بسبب نوبات الربو التي كانت تعاني منها بشدة لكنني اجزم انها بسبب وفاة طفلتها والقهر الذي سببته لها حماتها التي كانت تغار منها، اقدمت على الانتحار واكثر من مرة والكل كان يعتقد لانها كانت مريضة وتكره الادوية.. عالجها والدي لدى افضل الاطباء واستأجر لها منزلا في الجبل لتتنشق الهواء العليل .. وفي ليلة ايقظت امي وقالت لها انها شربت السم ولا تريد هذه الحياة على الفور نقلوها الى الجامعة الاميركية وكانت تعاند وكلما ارادوا اسعافها كانت تبعدهم عنها بقوة غريبة وفي لحظة لفظت انفاسها.. هكذا اخبروني قصتها عندما كنت صغيرة واتأمل صورتها والحزن يعتصر قلبي لانها من دون شك كانت بحالة اكتئاب قوية ولم يكن احد يفهم ذلك .. دائما ازور قبرها واقرأ لها الفاتحة كل يوم لانها ماتت مقهورة من الدنيا ومن الناس الذين زرعوا الوجع فيها وهي لا تزال في مقتبل العمر.. رحمها الله..

* هل لديكم ميول انتحارية في العائلة، هل حاولت انت الانتحار مرة؟

– لا اعتقد. لكن انا شخصيا عانيت لسنوات من الاكتئاب جراء استئصال الغدة التي كما اسلفت حتى اليوم اعاني منها لكن بالمقابل الظروف الصعبة التي مررت بها اوصلتني الى اعلى درجة من الاكتئاب و”الديبراشن” وتعالجت لفترات طويلة لدى الاطباء، كما ان الحال وصل بي الى الانيميا الحادة وكنت الجأ للمستشفى ليضعوا لي الدم والحديد… احيانا كنت لا انام الا كل اربعة ايام، واحيانا لا استيقظ من سريري الا كل يومين ولا انكر اني انتحرت اكثر من مرة .. اليوم تلك الفكرة منبوذة من داخلي لان الانتحار ليس وسيلة للخلاص من الامنا ومهما كانت الضغوطات النفسية قوية علي ان اتقبلها واقول ونعمة بالله.

النجمة الكبيرة نادية لطفي وابتسام غنيم

عشت بغيبوبة واليوم  لا يهز لي جفن

*هل تعرضت الى الظلم في حياتك؟

-كتيراً على المستويين الاسري والمهني..في السابق كنت ابكي وانهار ولا اعرف كيف اتصرف.. كنت اعيش في غيبوبة وانا من ابادر للمصالحة.. اليوم اعترف ان قلبي صار غليظاً ولا يهز لي جفن .. (وتتابع) “حبيبتي ندى الخاطر الي بينكسر هيدا شعور واحساس وجرح بالقلب مش صحن ومنجيب بدالو، والعمر الي راح مش حيرجع ويرجعلك زهرة شبابك واحلامك”.

*هل ظلمت احدا عن قصد او بغير قصد؟

-اكيد، ظلمت وربما الرب عاقبني بصحتي وبتعرضي لازمات عدة لاتعظ.. كما اسلفت لك الم يكن بأمكاني يومها ان احذر سلاف فواخرجي ممن يكيدون لها لكني سكت يومها والساكت عن الحق شيطان اخرس، وغيرها من الامور التي حصلت وكنت اجد لها مبرراتها او ربما اختلق المبررات لاقنع نفسي لكن لو عاد بي الزمن لوقفت وقفة حق والعمر واحد والرب واحد.

ابتسام غنيم تحاور الزعيم عادل امام

يتقنون الكذب بصدق ويدعون الاتيكت واشتروا انجازات غيرهم ونسبوها لانفسهم!!

*خبرتك في الحياة كبيرة ومع ذلك تعترفين انك لا تجيدين تقييم الناس الا بعد فترة من معرفتهم، ايعقل انك لا تميزين بين الاشخاص المؤذيين وغير المؤذيين؟

-الاشخاص عبارة عن اطباع بشرية، مهما كنت رائعة وطيبة ومخلصة لهم وحتى لو قدمت الحب اطنانا ستضيع طاقتك ووقتك بلا نتيجة.. قد تكون معاملتهم جيدة معك لفترات وفجأة يلدغونك بلا مقدمات وهنا تتساءلين :”ماذا فعلت؟ هل انا اخطأت؟ يجعلونك تشككين في نفسك والحقيقة هي ان اطباعهم بانت على حقيقتها هم مزاجيون متقلبون ومصلحجيون ولا يعرفون الحب ولا الود.. هؤلاء من المستحيل ان تشكي باخلاقهم لانهم يتقنون التمثيل من خلال لبسهم والاتيكت والصوت الهادىء والطيبة والتباهي بانجازاتهم التي اشتروها ونسبوها لانفسهم هؤلاء صفر وقلوبهم سوداء ونواياهم سيئة ..

*هل يمكن ان يكرهنا انسان ويؤذينا من دون سبب؟

– طبعاً وهذا الكره ليس اذى هو رد فعل طبيعي لما قدمته له، الكره والاذى عند هؤلاء الاشخاص ليس لهما سبب تماما مثل الحب الذي يدب في قلوبنا فجأة.. من يكرهك هو في الواقع شخص كاره لنفسه، يكذب بصدق ولا يخشى قطع الارزاق ولا مخافة الله صدقيني وسأقول لك مثال على ذلك كلنا شاهدنا فيلم ” ريا وسكينة” في المشهد الذي تخنق فيه المجرمة ريا ضحيتها وتقتلها، تتذمر بعدها وتقول جملة مهمة” بنت الحرام عضتني وانا بخنقها كأني عدوتها”، تماما مثل المؤذي الذي نتحدث عنه يصدق نفسه على انه الضحية وانه على حق ويخلق لنفسه حالة وهم يصدقها ويعيشها ويتعامل مع الناس على اساسها، والحل الوحيد مع هذه الشخصيات اذا استمرت في اذيتك هو مواجهتها ولو بشراسة، ولا تنسي نحن نعيش في الدنيا وليس في الجنة واعتقد ان قابيل عندما قتل هابيل لم يكن الاخير مؤذيا بل كان كان ميالا للشر والشر موجود تماما مثل الخير، المهم ان لا ننغش ونحصن انفسنا منهم بشجاعة وثقة بالله.

النجمة منى زكي وابتسام غنيم

الوم جهات الانتاج والاعمال المشتركة من السبعينات

*بعيدا عن الكأبة والحزن.لمن تحبين ان تسمعي من المغنين والمغنيات؟

-لكثر ولعدة الوان متنوعة احب عبد الوهاب وبالمقابل اعشق عدوية والغناء الشعبي، بموت بالصبوحة وتأسرني وردة وشادية، كما احب عبد الحليم وقدود صباح فخري الحلبية، وحتى اغاني المهرجانات احب البعض منها التي تحتوي على الكلمة الشعبية الاصيلة.. احب شيرين عبد الوهاب جدا وكارول سماحة رائعة وحتى مسلسلها “الشحرورة” كان يجب ان يكون 60 حلقة لانها ممثلة مهمة.. احب جوليا بطرس، وديانا حداد، ووائل جسار ورامي عياش وصابر الرباعي ومي فاروق وريهام عبد الحكيم.. اي اغنية حلوة انجذب اليها لاني مع الشمولية بشكل عام.

* هل تتابعين المسلسلات المحلية؟

-المسلسلات المحلية حلوة لكن انتاجها ضعيف وليست محلية صرف.. واضع اللوم على جهات الانتاج التي عليها دعم الكاتب اللبناني والتنوع بالتعاون مع الكتاب ليكون لدينا دراما متنوعة.

* المسلسلات العربية المشتركة؟

-انا مع تلك الاعمال واشجعها لانها تجذب الجمهور من اكثر من بلد بالاضافة الى تبادل الثقافات، كما انها ليست بجديدة على لبنان قبل سنوات طويلة كانت الدراما اللبنانية فيها الكثير من النجوم من مصر وسوريا والعراق وغيرها من الدول يعني مثلا مسلسل ” المشوار الطويل” قدمه تلفزيون لبنان عام 1970 وكان يضم شوشو ومحمود المليجي ومارسيل مارينا، ومسلسل” قادم من الضباب” كان يضم منى واصف وهاني الروماني من سوريا ومحمود سعيد من فلسطين واكرم الاحمر من لبنان، و” الاستاذ مندور” كان من بطولة عبد المجيد محذوب من لبنان وشيرين من مصر.. يعني هذه الخلطات اعتدنا عليها منذ الطفولة، لكن في السنوات الاخيرة من النادر ان نجد عملا لبنانيا صرفاً لماذا؟ البعض يعتبر ان ان اسم الفنان العربي هو الذي يبيع، واخرون يؤكدون من اجل الانتشار العربي اكثر، والبعض يعتبر ان الزمن تغير.. علماً ان هناك اعمال كثيرة نجد ان شخصيات عربية موجودة فيها لمجرد ان تكون موجودة بالعمل وليس لها اي معنى يعني مثلا ” عرابة بيروت” الم يكن بالامكان ان يكون لبنانياً صرف؟ انا مع التبرير الدرامي لوجود شخصيات عربية وليس لبروزتهم على حساب الممثل اللبناني خصوصا انه في لبنان لدينا ممثلون مبدعون مثل عمار شلق الذي يقدرونه في مصر، وعلي منيمنة، وباسم معضم، وباسم مغنية الذي يحبونه بمصر وكانت له تجارب ناجحة، ايلي شالوحي،يورغو شلهوب، سعد حمدان، بديع ابو شقرا، طلال الجردي وجورج خباز وكثر غيرهم.

ابتسام غنيم والنجم المنتصر بالله

*هل كثرة الاعمال في رمضان امر صحي؟

-المبيع هو الامر الصحي بالنسبة للمنتج، اما المشاهد فيستمع بالعرض الثاني اكثر، وطالما قلت يا ليت يتم انتاج عدد من الخماسيات والسباعيات على مدار السنة حتى يعتاش الفنان اللبناني لا سيما في هذه المرحلة العصيبة التي نعيشها بلبنان.

تهاونت بحقي وهؤلاء “شبع من بعد جوع”

*ما اكثر ما يضحكك في الحياة؟

-“الي بجوع على جوع مع انو المثل بقول شبع على جوع”، اليوم العبارة تغيرت بجوع اكتر ويتبجحون بما هم ليسوا فيه.. شخصية مشهورة او بالاحرى اشترت الشهرة تقول انها من ذوي الاملاك وهي كانت تعيش بحارة واهلها بيلعنو بسيرتها كل ساعة.. واحداهن تقول انها تقيم بفيللا وهي شارية بيتها بالتشبيح.. هؤلاء يضحكونني لان الفقر ليس عيباً وعليهم ان يكونوا بغاية التواضع ويشعرون مع المساكين بدلا من التكبر عليهم..

*تسامحين الذين غدروا بك؟

-اطلاقاً، مابعرف سامح وبالتالي مابعرف انتقم، الله بياخدلي حقي”.

ابتسام غنيم والنجمة نيكول سابا

* ما الذي يحزنك ويبكيك؟

-“بتعرفي بتذكر اشيا قطعت فيها” وكنت في غاية الغباء وتهاونت في حقي هذا الامر بقدر ما كان درسا لي الا انه يبكيني، ايضا اتذكر كل الذين احبهم كيف فارقوني على غفلة اعلم ان الموت حق لكن ان تجدي اغلب الاوفياء والمحبين في عداد الاموات هذا الامر يؤلمني من الصميم وابكي من قلب محروق، علما انني لا اخاف الموت!

ابتسام غنيم والفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز

* الى اي مدى انت مؤمنة وملتزمة؟

-ربك رب قلوب.. قلبي يناجي الله دائما، هو يرتب اموري، ابثه وجعي وبيني وبينه علاقة روحية اصبحت قبل فترة اقوى من اية فترة سبقتها.. اصلي واصوم واقوم بواجباتي الدينيةـ لكنني ضد التطرف والتعقيد ومع الانفتاح على الاخر الى ابعد حدود يعني ملتزمة بس “سبور.. هيك راسي مبرمج المهم انو ما برمي فتن لان الفتنة اشد من القتل وما باكل مال حرام وما ببني اسمي على سمعة غيري وما بشتري البرواز لاني بني ادمة مش فاترينة متل غيري”.

* لو رجع بك الزمن الى الوراء ما الشيء الذي تغيرينه او تضيفينه الى حياتك؟

– الاقامة الدائمة بمصر مع  اقامة مشروع بيزنس الى جانب عملي بالصحافة.. وانشألله ستتحقق امنيتي قريباً.

(تمت وللحديث بقية لاحقاً)

شاهد أيضاً

ابتسام غنيم لندى عماد خليل:” حربوقة حاربتني، واعتذر لسلاف فواخرجي، ونجمة كبيرة افترت على هيفاء وهبي ببدايتها فآزرتها “

حوار/ندى عماد خليل(الحلقة الاولى) لم أجر مرة مقابلة مع احد الا وحرصت ان اكون امينة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *