الأربعاء , مايو 8 2024

محمد سلام ابن مصر العظيمة و” الجدع الشهم” انسانيته غلبت “الفريش دولار”

كتبت/ ابتسام غنيم(بيروت)

عُرِفت الإنسانية بشكلٍ عام بأنها مجموعة من وجهات النظر الفلسفية والأخلاقية التي تركّز بشكلٍ أساسي على قيمة الإنسان وترتبط بالاستدلال والتفكير، في حين يدخل مفهوم الإنسانية ضمن اعتبارات فلسفيةبشرية ومشاعر أيضاً لا يستطيع المرء في كثير من الأحيان السيطرة عليها ، خاصةً في ظروف صعبة ، وأليمة. فهي مجموعة مشاعر ، تفيض بها النفس إكراماً للإنسان فرداً كان أم جماعة كما أنها عاطفة وجدانية جياشة عند الناس لا يستطيع الإنسان السيطرة عليها في كثير من الأحيان فيخرج من صميم الشخص كلمات ومشاعر لا مبالغات فيها ولا مزايدات ، بل أراء عفوية ومشاعر شفافة ولو كانت عكس ذلك لكان الشخص المُستفيد درس وهَندَسَ ودوزن كلماته كما يدوزن صاحب العود عوده للعزف ، بل طبيعة الإنسان العفوية تدل على تأثره كما غيره من الناس التي لا تملك قدرة على دراسة وصياغة وهندسة كلماتها ..

 

فجاء تعبير الفنان محمد سلاّم لما يحدث في غزة وأرض فلسطين مواساةً لروحه التي يتشارك بها مع إخوته العرب، لا سيما الشعوب العربية جميعها التي طالبت بإيقاف هذه المجازر فوراً والتي تهتف ضد العدوان على الأطفال والنساء والعُجّز تضمناً مع أهلنا الذين يُبادون ويُقتلون كل يوم مشاعر صادقة لا مزايدة فيها على أهل الخير الذين يعتبرهم أهله وناسه وإخوانه وأحبّته، بل تضامن روحياً معهم ومشاركاً إياهم مشاعره كما جميع الإخوة العرب، سيما في المملكة العربية السعودية دام عزها وأرضها وشعبها وعلى رأسها حبيب قلوبنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده حفظهم الله ورعاهم وطبعاً رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح، السيسي وجميع الحكام والقادة الأشراف ولم يكن تعبيره عن عدم المشاركة في العمل الفني الكبير الذي أُحِب سوى حالة نفسية وإكتئاب حاد حال ذلك، وكان له كل الشرف أن يكون مشاركاً مع أحبائه..

وماذا بعد؟

لا شك ان الفنان الجميل والموهوب محمد سلام سيتعرض لاحقا لحرتقات وضرب من تحت الحزام خصوصا اننا نعيش في وسط مليء باصحاب “المليون وش”.. فمحمد سلام اثار عاصفة من الجدل بانسانيته ووطنيته واخلاق دينه عندما اعتذر عن عرض مسرحيته بموسم الرياض بالسعودية وقال انه من المستحيل ان يمثل ويضحك ويقدم استعراضات واشلاء الاطفال تملأ ارض غزة.. هذا التصريح جعل الوسط الفني ينقسم البعض ايده واثنى على موقفه، والبعض الاخر قال انه كان بالامكان ان يقدم العمل ويتبرع بالاجر لفلسطين والقسم الثالث مثل الاعلامي عمرو اديب طالبه بعدم المزايدة على وطنية المملكة العربية السعودية وتصريح اديب اوصله الى هاشتاج مقاطعته وبرنامجه والمحطة التي يعمل بها..

محمد الانسان أقوى من الفنان المطبل!!

ايا كان ارى ان محمد سلام تصرف من منطلق انساني بحت فهو فنان لا يلهث للشهرة ولا يسعى للتريند وزاده هو اجره الفني اذ ليس لديه اي مكسب رزق اخر ومبلغ ٨٠ الف دولار لقاء عرض العمل مغر وجيد للغاية.. ولكن عقيدته وانسانيته العالية تغلبتا على “الفريش دولار”علما ان اعتذاره عن عرض العمل قد يؤدي به الى ما لا تحمد عقباه.. لكن في النهاية الرازق هو رب العالمين وتضامنه مع القضية الفلسطينية ومايحدث في غزة لا يزيداه الا فخرا حتى لو عادا اليه بنتيجه عكسية ويؤثران على عمله .. محمد سلام بعبارته”لو اعتذرت مش حموت من الجوع”برهن ان الانسان الذي بداخله اقوى من الفنان الذي يتفشخر ويطبل ويهلل متجاهلا ان الذين يضحكون له اليوم ويدعمونه بالبروزة والمال سيتجاهلونه وربما يسحقونه في اقرب فرصه.. وبعد، محمد سلام صاحب موقف مشرف، رجلاً بكل ما للكلمه من معنى في زمن قلّ فيه الرجال وبرهن انه ابن مصر العظيمه و”الجدع الشهم”.

شاهد أيضاً

ملاحظات رمضانية .. ماذا عن نوال كامل، فايا يونان ومحمد الاحمد؟

كتب/ جهاد ايوب *صقر الدراما المشتركة السوري محمد الاحمد منذ انطلاقته كتبت انه بالقريب العاجل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *