الخميس , مايو 2 2024

أيقونة الإعلام اللبناني داليدا إسكندر معيكي…توقظ لبنان الاغتراب من تأوّهات غربته في “نجم النجوم”

كتبت/د. هند صعيب(بيروت)

من صلابة شخصيتها تعرفونها ،من شموخ كلماتها تشهدون على أصالتها،من دفء يراعها تقرأون وطنيتها ،ثقافتها شاملة لبقة فهي التي تتلمذت على كبار الأدباء في الجامعة اللبنانية التي لطالما تفتخر بها ، إنّها الإعلامية داليدا اسكندر معيكي التي اختصرت الإعلام شكلاً ومضموناً ،تألّقت داليدا وبرعت في الحقل الإعلامي والصحافي وشغلت مناصب عدّة ،من الاذاعة الى التلفزيون حتى بات أثير صوتها إدماناً لمحبيّ لبنان في الاغتراب،فهي الغارقة في حب لبنان وجيشه الباسل ،متعلّقة بتفاصيله،بجوهره وكيانه رغم مغادرته الى الاغتراب.

سعت داليدا إسكندر معيكي لتكون صلة الوصل ما بين لبنان المغترب ولبنان المقيم ،فحملت في جعبة غربتها هموم الوطن وتأوهاته وانكساراته وانجازاته ،حتى باتت مرجعية للعلم والخبر،لا تهدأ ولا تمل في استحضار الوطن وتخشى أن يغادرها بفعل الاغتراب ..فهي التي تمتلك كل مقومات الإعلامية البارعة لما تتمتّع به من الكفاءة العلمية واللغوية،اذ تتميّز بأسلوبها المرن في صياغة الخبر وطرحه،بينما بلاغة حروفها تخترق قلب المستمع قبل أذنه،صوتها الاذاعي ذات صيغة مختلفة ومتفردة يهمس دفئا فيحمل المغترب من جفاف البعد الى عمق اللقاء،هامساً شغوفاً،وكيف بالحري حين اعتلت مسرح “نجم النجوم” للمرة الثانية على التوالي وهي مسابقة تُقدم من عام لعام والتي أطلقتها مجلة النجوم في أستراليا ،وهي محطة سنوية للمواهب الواعدة اذ ترنّح المشاهد فرحاً وتأهباً ، حيث قدّمتها بحرفيةٍ ومهنيةٍ وتألقٍ وبتنا كمشاهدين من لبنان وفي الاغتراب وكأننا أمام مسابقة عالمية ضخمة ،اذ شكّل حضورها لغة مختلفة من الفرح فاستطاعت العبور من خلاله الى كل المشتركين بدقة وتوازن رغم رهبة الحدث ..رافقت بآدائها اللّين مخاوفهم،فسطعت نجمةً من نجوم الحفل ،ما بين الأبيض والأسود والفضي اختارت إطلالتها،كاختيار كلماتها الثابتة الراسخة المنطلقة إيقاعاً واندفاعاً وفق تعرجات الحفل ..


داليدا …رفيقة أعوامي وأيامي، لطالما اجتمعنا مراراً على الكلمة فنذرنا أيامنا حروفاً على مذابح الأدب والفكر واليوم أجزم على تبلور نجاحك الباهر في حفل “نجم النجوم” إذ يُعيدنا الى الزمن الذهبي ،فنستعيد معك صوت سعاد العشي ،وحيوية رياض شرارة ،وحكمة جورج قرداحي وغيرهم من الكبار ،
مع صوتك ويراعك نستعيد مجد الكلمة وقلب لبنان الجريح..


واليوم أجول في رحاب هذا النجاح علّني ألتقط تلك البراعة الذهبية التي أطلقتها داليدا كحالة استثنائية وبدّلت في نهج الإعلام الاغترابي متعمّدة نشره ضمن سياق جوهري بعيداً عن شكلياته الفارغة…
داليدا …حلّقي يا أيقونة الاعلام الاغترابي ،واحجبي بصوتك ويراعك سحابة الحزن التي تلوح في أفق وطننا …

شاهد أيضاً

ملاحظات رمضانية:” عمار شلق حصان رابح، عبد المنعم عمايري جوكر، كارمن لبس متلونة، غلطة 2024، وسرقة احداث المسلسلات بالجملة”

كتب/ جهاد ايوب *تحية إلى الممثل السوري الشاب ملهم بشر يتميز بدوره في ” مال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *