السبت , مايو 18 2024

الكاتبة لبنى مرواني:” عشرة عمر اللبناني نجح بالمقارنة مع جعفر العمدة وماريتا مثلت بعفوية وكل التقدير لمروان حداد”

حوار/ ابتسام غنيم(بيروت)

كتاباتها جدية ومتزنة وتعيد الى أذهاننا زمن الدراما اللبنانية البحتة الجميلة، تعرف كيف تحبك الاحداث وكيف تربط التسلسل بلا ملل، انها الكاتبة لبنى مرواني التي لفتتنا هذا العام بمسلسل ” عشرة عمر” الذي كان العمل اللبناني الوحيد على الشاشات، ودخل الماراتون الرمضان قبل حلول الشهر الفضيل بأسبوع، كما وان احداث المسلسل جأت متشابهه جداً لاحداث مسلسل ” جعفر العمدة”، بالاضافة الى ان الشخصيات التي رسمتها لبنى كانت قريبة من المشاهد اللبناني، كما تطرقت بالعمل لعدة امور هي الخداع الغدر الخيانة وتعنيف المرأة وارتكاب الاخطاء الصغيرة بلا قصد كيف تُكلف صاحبها غالياً.. المسلسل كان جميلاً ومع ذلك لم ينل نصيبه من الانتشار الاعلامي كما يجب لكن في كل الاحوال هو دراما لبنانية راقية فرضت نفسها ودخلت كل البيوت.. مع الكاتبة كان اللقاء التالي:

*” عشرة عمر” كان عملاً راقيا وأسرياً لكن اقلاماً كثيرة غيبت الكتابة عنه علماً انه المسلسل الوحيد اللبناني صرف؟

-بالفعل، للأسف نحن في لبنان لا نُكرم بعضنا على نجاحاتنا، وبالمقابل هناك من يُقلل من شأن الدراما اللبنانية علماً اننا نعمل ونتعب ونوصل ” الليل بالنهار” ليخرج عملاً لبنانياً يُشرفنا، (وتضيف) خلال تصوير ” عشرة عمر” كان الممثلون يعملون 18 ساعة من أصل 24 ساعة يعني ” من شق النهار لآخر الليل” وضعوا كل طاقتهم بالمسلسل، وللأسف كثر بخلوا بالاشادة بعمل لبناني بحت .

*تزعلين من النقد؟

-النقد البناء مهم وضروري، لكن ما حصل تغييّب لذكر العمل، استاذ مروان حداد همه الاستمرار بتواجد الدراما اللبنانية البحتة، ليس من خلال نصوصي فقط، بل بنصوص الزملاء الكُتاب الآخرون ايضاً، ومع احترامي لكل الدراما العربية الا اننا في لبنان لسنا أقل شأناً من أحد على الاطلاق..(وتتابع) ربما البعض انشغل بعجقة المسلسلات وربما البعض الآخر له طقوسه الخاصة في الشهر الفضيل.

*كتبتُ عن كمية التشابه بالاحداث بين مسلسلك ومسلسل ” جعفر العمدة”؟

-(تضحك وتقول) وأحمد الله أن مسلسلي تم عرضه قبل رمضان والا كنت ستتهمينني من اني سرقت الفكرة والاحداث..(وتعلق) فعلاً التوارد بالافكار موجود بين كل البشر وبعدما قرأت المقارنة بين مسلسلي ومسلسل “جعفر العمدة” في مقالك، عمدت الى مشاهدته ولاحظت كمية التشابه بالاحداث والشخصيات مع الفروقات بالبيئة وتصرفات الشخصيات وفق المناخ الذي عاشوا به.. وعلى فكرة ” جعفر العمدة” كان عملاً رائعاً استحوذ على أعجاب كل المشاهدين بالوطن العربي.

*وانتاجه ضخم والدعاية المخصصة له كانت كبيرة؟

-صحيح، نحن في لبنان لا زالت التكاليف محدودة و”الله يعطيهن العافية”، وأوجه تحية للمنتج مروان حداد الوفي للدراما اللبنانية الذي لا يزال يصر على تقديمها رغم الظروف الصعبة التي نعيشها ليقينه أن شركته مرتبطة بكثر يعيشون من خلالها، وهو لا زال صامداً من اجل هؤلاء المخلصين له ولم يذهبوا للعمل بشركات اخرى، كونه أول من تعامل معهم بعز الانتاج اللبناني قبل سنوات.

*من أختار ماريتا الحلاني لدور بيرلا؟

-مروان حداد والاختياركان موفقاً فقد جسدت شخصية البنت الطيبة ببساطة متناهية بلا تكلف كما اننا استغلينا الشبه الكبير بينها وبولين حداد التي قدمت دور امها وكانت مشاهداً كثيرة تجمعهما يتكلمان بها مع بعضهما من خلال لغة العين، وعرفت بولين كيف توظف مشاعرها تجاه بيرلا التي قالوا لها من انها ليست ابنتها لكن حنيتها واحساسها كانا يفضحانها من نظرات عينيها، وبالتالي كانت تلك النظرات تتحول وتتمرد عندما تنظر الى دانا التي أوهموها من انها ابنتها.. ايضاً لمى لاوند لعبت دور آسيا بأقتدار كبير وعرفت كيف توصل انفعالاتها بعفوية، وروزي الخولي كانت رائعة ولبست الشخصية بسلاسة وترجمتها بأداء السهل الممتنع.

*الشبه بين بولين حداد وماريتا حلاني كان كبيراً؟

-بالظبط ونحن استعلينا هذا الامر وبالصور وباللقطات تشعرين انهما أم وابنتها عن ” حق وحقيق”، كما ان كلاهما طيبتان ورقيقتان.

*جويس قزي التي عنفها وقتلها زوجها غيرت من جلدها بهذا الدور كما انه في يوم عرض الحلقة تم مقتل الضحية مريم على يد زوجها وامام اولادها الثلاثة؟

-صحيح، احداث عدة واكبت عرض حلقات المسلسل وكانت متزامنة مع تطوراته.. وجويس مثلت الشخصية بعدما انصهرت بها كلياً، وقدمت نماذجاً لسيدات عدة يتم تعنيفهن كل يوم وبالتالي قتلهن بحجة الشرف..(وتضيف) وبالمناسبة جويس عمدت بعد ذلك لتقديم فعاليات تتعلق بحقوق المرأة، وهذا يدل على ان الفنان الحقيقي عندما يتأثر بدور لا بد ان يترجم بعض من حالاته بالواقع..(وتضيف) مسلسل ” عشرة عمر” كان مباراة فنية بين كوكبة من الممثلين لا سيما استاذ جان قسيس الذي أكن له كل التقدير، وأريد أن أقول من أن المخرج أحمد حمدي تفانى الى ابعد حدود لاخراج المسلسل بأبهى صورة.

*مشهد تبيان الحقيقة أي معرفة بيرلا لامها الحقيقة جاء وقعه بارداً على عكس مشهد ظهور الحقيقة بمسلسل ” جعفر العمدة”؟

-كانت الام مصدومة وكذلك الابنة كونها اعتقدت في اولى الحلقات ان بيرلا هي ابنتها ثم غرروا بها فعاشت مشاعراً مختلطة قلبها يؤكد لها ان بيرلا ابنتها والاوراق والدلائل تقول من ان دانا هي ابنتها، كما انها عاشت صراعا آخرا وهو اعتقادها من ان زوجها يخونها، لذا عندما عرفت الحقيقة صُدمت من تراكم الاحداث التي عاشتها، هذا بالاضافة الى ان مستواهم المعيشي يتحكم بتصرفاتهم ويدارون مشاعرهم ويتصرفون بحساب يعني هم لهم ظروفهم واسلوبهم الحياتي الخاص بطبيعتهم وبيئتهم.. اما في مسلسل ” جعفر العمدة” فالام ثريا( اي مي كساب) عندما عرفت ان سيف (اي احمد داش) هو ابنها لم تتمالك نفسها وانهارت وضمته الى صدرها لتعود جدته صفصف (هاله صدقي) تأخذه بحضنها، ومن ثم والده (الذي قدم دوره النجم محمد رمضان) يشده اليه ويقبله هم جسدوا المشهد وفق بيئتهم كون الاسرة تنتمي للطبقة الشعبية حيث التلقائية في الكلام والمزاح والاكل وحتى في الحزن البكاء، لذا كان المشهد حميمياً لدى المتلقي.. هذا تحليلي للفرق بين المشهدين المتشابهين من حيث الاحداث وليس التجسيد.

*ماذا عن ” ستهم” و” تحت الوصاية” اللذين تطرقا لمشكلة الارث للانثى ووصاية الارملة لاولادها؟

-نحن في لبنان بحاجة لمثل  تلك الاعمال ولكن هل سيتم تغيير شيء؟ ” تحت الوصاية” عقب عرضه غير من قانون الوصاية للارملة، وقبل سنوات طويلة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة قدمت فيلم ” اريد حلاً” وعلى أثره تم تفعيل قانون الخلع لصالح المرأة.. للاسف في لبنان نصفق للعمل المؤثر ولكن ما من أحد يتحرك ساكناً، يعني في مسلسلي ” عشرة عمر” عندما يقتل وجيه صقر زوجته قالت لي امي:” معقول في هيك” فقلت لها:” اكيد” وفي اليوم نفسه كان قد تم مقتل السيدة على يد زوجها وضج لبنان بالخبر وبعد ذلك اسدل الستار على الضحية والقاتل، وكأن شيئاً لم يحدث.. صدقيني الدراما خير رسالة لتفعيل وتصحيح أمور عدة ولبناء مجتمع سليم، ولكن في لبنان حدث ولا حرج.

*المسلسلات التي شاهدتها؟

-” واخيراً، ” الزند”،” زقاق الجن”، مربى العز”،” ابتسم ايها الجنرال”، النار بالنار” و”جعفر العمدة” ،البعض شاهدته في رمضان والبعض الاخر بعد انتهاء الشهر الفضيل..

*الممثلة التي لفتتك هذا العام؟

-كاريس بشار تفوقت على نفسها في ” النار بالنار”.

*مع الورش بالكتابة؟

-لا،  أفضل أن أكتب لوحدي لاني أؤمن أن لكل كاتب وجه نظر، وفي حال حصل تضارب قد يقع العمل، علماً أن نادين جابر وبلال شحادات اتقنا كتابة ” عشرين عشرين”  وكانا متناغمان بالوجدان، وهذا نادراً ما يحصل وانا معجبة بطرحهما الدرامي جداً.. نادين مخضرمة تعرف من اين تؤكل الكتف، واتمنى لبلال المزيد من النجاحات وأن يقدم لنا أعمالاً اكثر.

جعفر العمدة وعشرة عمر

*اغلب الكُتاب يعيشون صراعات ويتكتمون عنها؟

-صحيح، عشت هذه التجربة وكنت أسكت لاني أريد أن أعيش بسلام

*كتاباتك وُقِعت بأسم غيرك؟

-(تصمت قليلاً وترد)- بالظبط لكن فيما بعد تمردت وقدمت ” الزوجة الاولى بجزئيه” ومن ثم ” عشرة عمر”  “وستروبيا ” الذي سيتم تصويره بعد عشرة ايام  وسيعرض بعدها على منصة “شاهد”،  واليوم بجعبتي ثلاثة أعمال ضخمة أتمنى أن تنال اعجابكم.

شاهد أيضاً

ابتسام غنيم لندى عماد خليل:” أسرار الكبار برأ هشام طلعت من مقتل سوزان تميم، وفنانة قضت على مواطنتها المطربة بالسحر، وواكبت انطلاقة استديو الفن بمصر مع سيمون اسمر”

حوار/ندى عماد خليل(الجزء الثاني) لم أجر مرة مقابلة مع احد الا وحرصت ان اكون امينة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *