السبت , مايو 18 2024

المخرج هشام اسامة انور عكاشة:”والدي كان مع فكرة القومية العربية وإِختلف مع السادات بسبب كامب دايفيد”

حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة/ من الارشيف)

اليوم ومع التحضير لعمل وثائقي عن الكاتب الكبير اسامة انور عكاشة الذب اغنى الدراما العربية بأهم المسلسلات، ارتأيت أن أنشر في خانة الارشيف اللقاء الاخير الذي سجلته مع نجله المخرج هشام الذي التقيته بمصر قبل رحيله على غفلة بيومين فقط، وكنت كلما كنت اقوم بتفريغ التسجيل دموعي كانت تغلبني عند أسمع صوت هشام الذي كانت تربطني به صداقة وطيدة تعود لسنوات مضت ولكن.. قدر الله وماشاء فعل.. وهذا الحوار سبق ان نشرته في موقع ” الجرس” واليوم أُعيد نشره في elmaw2a3.net

*بداية أبارك لك عودة إسم الوالد اسامة أنور عكاشة عبر الشاشة في رمضان بمسلسل”موجة حارة”؟

-“الله يبارك فيكي” موجة حارة مأخوذة عن رواية عنوانها “منخفض الهند الموسمي” قبل سنوات كنت قد حولتها لفيلم لكن الرقابة رفضته كونها تنتقد الأوضاع التي كانت سائدة أبان النظام السابق، بعد وفاة والدي إتصل بي المخرج محمد ياسين وهو صديق عزيز جداً على قلبي وطلب مني الرواية لأنه يريد تحويلها لمسلسل وعندما شعرت بحماسه للرواية وافقت على الفور خصوصاً انه كان يهمني في المقام الأول أن يعود إسم اسامة أنور عكاشة للشاشة ومن هذا المنطلق صرت حريصاً اليوم أكثر من ذي قبل أن يكون لوالدي أكثر من عمل على الشاشة سنوياً(ويتابع) وبالفعل أخذ محمد ياسين الرواية وبدأ يعمل بها ولم أسأله ماذا سيضيف عليها لأن الوالد كان يعمل بمبدأ الكاتب الكبير نجيب محفوظ وهو أن النص الأصلي ما أن يخرج من مكتبة كاتبه يُصبح ملكاً لصاحب الإبداع الجديد وانا أؤمن بهذا المبدأ، وبالفعل الكاتبة مريم نعوم وضعت صقلها بالعمل وشاهدت المسلسل وكان رائعاً للغاية.

المخرج هشام عكاشة مع الاعلامية ابتسام غنيم

نظام مبارك منع موجة حارة عندما أردت تقديمها للسينما!

*أفهم من كلامك أن الرواية تم الإعتراض عليها  في نظام مبارك وأُجيزت بعهد مرسي ما يعني أن سقف الحرية كان مرتفعاً؟

– “لا خالص”، أعترضوا عليها لأني كنت أريد تقديمها للسينما ورقابة المصنفات الفنية من حقها أن تعترض على ما يمس بنظام البلد، بينما المسلسل وضعه مختلفاً حيث قدم بقناة فضائية عربية لا تحكمها رقابة

*الهذه الدرجة كان الوالد يتنبأ بما يحصل اليوم من تشدد وتطرف ديني؟

– اسامة انور عكاشة عايش الموجة الحارة طيلة أربعين سنة وعانى منها كثيراً(يضحك ملياً ويتابع)لذا هو شعر بها من سنوات وفي يوم قال لي”إحنا حنوصل ليوم نحرق فيه الأرض كلها لنبدأ من جديد” كان يخاف على مصر جداً.

الرئيسان عبد الناصر والسادات

الجماعة هدفها الخلافة الإسلامية وإتفقوا مع الأخيّن أوباما أردوغان وقطر على تقسيم مصر!!

*لوأطال الله بعمر اسامة أنور عكاشة كيف سيكون رأيه بنظام الرئيس المعزول محمد مرسي؟

-لم يكن ليتحمله أبداً، في عهد الرئيس المخلوع مبارك الكل يعلم كف كان اسامة انور عكاشة يتصدى للظلم والفساد وكان سليط اللسان فما بالك بحكم الأخوان(يضحك ويعلق) أكيد كان سيُمنع من دخول مصر،(ويتابع) كان يشتم وينتقدهم من زمان لأنه يعرف فكر تلك الجماعة والى ماذا تصبو،”بصيي يا أختي العزيزة الأجيال السابقة تعرف حقيقة تلك الجماعة أما نحن فقد غشونا وقلنا نديهم فرصة وانا لسه فاكر انه بعد تولي مرسي الحكم بشهر قلت في حديث للتلفزيون المصري انو الشرط الوحيد الي لازم تلتزم به الجماعة هو تبقى ضمن الوطنية المصرية والا ستلفظهم مصر والمصريين” هذه الجماعة لا تعترف بمصر ولا لبنان ولا أي بلد عربي همها الوحيد الخلافة الإسلامية لأعتقادهم انها ستجمع العالم العربي كله ليصبح ولايات والدليل، انهم باعوا البلد حيث إتفقوا مع الأخ أوباما وأيضاً الأخ أردوغان وقطر (ويلا تقسيم في مصر على كيفهم) ومن الطبيعي أن لا يتقبل الشعب المصري مثل هذا الوضع، فما بالك لو كان واحد من المفكرين مثل اسامة انور عكاشة على قيد الحياة ويرى مصر تُقسم (يضحك ويعلق) حظو كويس انو مات عشان كان حيموت حسرة على البلد.

*أعمال كثيرة عُرضت برمضان مثل”الداعية”،”بدون ذكر اسماء”،وغيرهما لكن”موجة حارة” جعلنا نشعر أن اسامة أنور عكاشة حاضراً ناضراً معنا؟

– بتجرد شديد أقول أن اسامة انور عكاشة كان عبقرياً وفنه مرتبطاً بشعبه ولطالما كانت رؤيته سابقة عصرها.

اسامة انور عكاشة

لو بابا كان عايش كان مات بحسرتو من حكم الإخوان!!

*كان ناصرياً أم سادتياً؟

– كان مصرياً عروبياً من الصميم، ويحترم ويعتنق فكرة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر في القومية العربية، وبالوقت نفسه كان معترضاً على أخطاء حصلت بالحقبة الناصرية، وإتفق مع السادات بحرب تشرين وتحقيق النصر ثم إختلف معه عقب معاهدة كامب دايفيد

*لكن السلام جميل؟

-مع من يقدرونه فقط ، وإسرائيل لا تستطيع إجتياح مصر سواء كانت المعاهدة معقودة من عدمها،بدليل أن إسرائيل صارت تأذي مصر بعد معاهدة السلام وفق النظام العالمي الجديد، بينما في الحرب لم تستطع لأن كل الرادارات متيقظة ومن الصعب إختراقنا، لكن بعد أن حصل الإرتخاء عقب كامب دايفيد  حتى عادت الحرتقات، ولو عدنا بالذاكرة لنظام مبارك ماذا قدم للبلد غير البهدلة؟ وما نعاني منه اليوم في مصر سببه حكم مبارك وليس الجماعة التي هي نتيجة النظام الفاسد السابق، والحمدلله الرب أكرمنا، “والغمة اتزاحت برحيل مرسي علشان لو فضل قاعد أربع سنين كانت مصر ستختفي عن الخارطة لا محال”.

منه شلبي

ذوي الإحتياجات يملكون مشاعراً مرهفة أكثر من الناس العادية.

*تُحضر لمسلسل”أيام جليلة” ورشحت لبطولته منة شلبي

– العمل أوشك على الأنتهاء من كتابة الحلقات الأخيرة وهو من تأليف ممثل و مخرج مسرحي موهوب اسمه أكرم مصطفى، وستجسد البطلة أي منة في حال وافقت دور فتاة من ذوي الإحتياجات الخاصة

*كيف ستعالج مشاكل ذوي الإحتياجات الخاصة خصوصاً أن اسامة أنور عكاشة كان من أشد المُعترضين على مسلسل(سارة) الذي مثلت فيه حنان ترك نفس الدور؟

– صحيح،سألخص لك الموضوع بمجموعة أسئلة وهي من يطلق عليهم ذوي الإحتياجات الخاصة هل هم هؤلاء البشر أم المجتمع الذي سيعيشون فيه؟ ومن هم ذوي الإحتياجات الخاصة؟ هؤلاء الأشخاص لهم مشاعراً راقية جداً مثل كل البشر وكل ما في الأمر انهم في بعض الأوقات يخونهم التعبير وبالوقت نفسه الناس الطبيعيون يُسيؤن للآخرين.

عابد فهد

عملت في البلطجي بمحبة وآسر ياسين خذلني.

*وماذا عن جليلة البنت المُعاقة؟

-ستكون مفاجئة للناس

*لماذا منة شلبي دون غيرها؟

– لأنها أفضل من سيؤدي دور جليلة ومنة ممثلة موهوبة وبداخلها مكامناً لم تُستخرج بعد هي ممثلة بالسليقة قلّ نظيرها من قريناتها لكن يجب أن تُغير من جلدها الفني ولدي أمل كبير في أن أستخرج منها طاقات كثيرة.

سيرين عبد النور

 

أحببت سيرين في لعبة الموت وكارمن لبس هايلة.

*لو إعتذرت منة من ستختار؟

-فكرت أن أستقدم فتاة من ذوي الأحتياجات الخاصة ليكون العمل صادقاً أكثر، لكن المسلسل مدته طويله وقد يتعب ذهنها العصبي ولا أريد أن أرهقها وأستغلها لأجل إنجاح مسلسلي،(ويضيف) لم أوقع بعد العقد مازلنا نطبخ الموضوع أريده عملاً قوياً ومختلفاً لأننا منذ عامين ونحن ندور في فلك أعمال محددة ومنها “البلطجية الحواري العشوائية والرقصات”

*لماذا إنسحبت من إخراج مسلسل”البلطجي”لآسر ياسين العام الماضي؟

-ما حصل اني بدأت بالإخراج والمسلسل كان لا يزال طور الكتابة وفجأة بدأت تظهرالمشاكل الإنتاجية حيث لم تلتزم بجدول مُعين يتعلق بتحديد أماكن التصوير، ثم أن النص أي “البلطجي”بالنسبة لي منذ البداية لم يكن مجرد ظهور مسلح وأطلاق نار، بل أريد أن أتطرق له كأنسان وكيف زُج بالسياسة التي لا علاقة له بها، وفجأة صارت كتابة الحلقات تتغير وتأخذ منحى آخراً وتغير المضمون، كما اني لا أستلشق بالإخراج أعمل بهدؤ حتى يخرج العمل بشياكة ومن هنا تضاربت وجهات النظر وإنسحبت من العمل ووضعوا إسمي كمخرج للحلقات الأولى مع تنويه بالشكر(يضحك)

*شاهدت”البلطجي” عقب العرض؟

-لم أشاهد كل الحلقات بأمانة، ومن الحرام أن أحكم على عمل لم أتابعه كله.

آسر ياسين

أتمنى ألعمل مع كل ممثلي الوطن العربي.

*أحببته؟

-بصراحة”لاء ما حبتوش”.

*ما رأيك بآسر ياسين كممثل؟

-انا أخترته للدور بسبب روعة تمثيله مع المخرج داوود عبد السيد ي فيلم”رسايل البحر”، لكن كون لم يحصل بيننا كيميا إثناء العمل هذا لايعني انه ليس موهوباً وقد ظلمته الظروف(يصمت قليلاً ثم يُعلق) يوجد مشكلة لدى بعض الفنانين وهي ما أن يسطع نجمهم حتى يعتقدون أنهم أرباب الساحة الفنية

*لكن آسر ياسين كان مطيعاً مع داوود عبد السيد؟

-كان غير معروفاً واستاذ داوود مخرجاً كبيراً ولا يتجرأ أن يتعالى عليه احد

*هل يوجد نجوم يُسلمون أنفسهم للمخرج؟

-طبعاً وقد حصل هذا الأمر معي عندم تعاملت مع الكبير محمود مرسي في مسلسل”وهج الصيف” تابعت معه العمل قبل التصوير لمدة شهرين  وشهراً ونصف خلال التصوير وكان متواضعاً ورائعاً ويتعامل معي وكأنه تلميذ، مما سبب لي مشكلة مع الآخرين إذ صرت أقارن بين تواضع وعظمة محمود مرسي مع الممثلين الآخرين مع العلم والله شهيد على ما أقول من انني تعاملت مع “البلطجي” كمسلسل ومع آسر ياسين بالتحديد بحب شديد لكن للأسف لم يحصل بيننا تفاهم لأسباب سأحتفظ بها لنفسي،(يغص ويصمت)يوجد نجوم تحبينهم على الشاشة ولكن عندما تتعاملين معهم تُصدمين بتصرفاتهم ولا تستطيعين أن تتعاملي معهم مهما كانت المغُريات، وما حصل بيني وآسر ياسين خلاف شخصي.

محمود مرسي

محمود مرسي كان تلميذاً في البلاتوه ونجوم اليوم يتعلقون بالقشور والفشخرة.

*جيل اليوم عاق؟

– من يحب مهنته ليس عاقاً، لكن يوجد نجوم يتعاملون بالمظاهر والقشور وهؤلاء سيفشلون ولو بعد حين، الممثل الذكي هو من يُسلم نفسه للمخرج ليجعله يستنبط منه رؤية جديدة ونمطاً تمثيلياً مميزاً، في الغرب مارلون براندووجيمس دين وأمثالهما يسلمون أنفسهم لقائد العمل وهذا يُسعدهم ويجعلهم يُبدعون

*أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحاظ كان بينهما كيميا متفردة؟

– لدرجة التآخي حتى أن كلاهما توفي بنفس المرض والحالة والفارق الزمني بينهما سنة وسنويتهما تُصادف في مثل هذا اليوم، “الوالد وعم اسماعيل كانوا حالة قد لن تتكرر”

*هل بالأمكان أن تتولى إخراج روايات والدك بنفسك من دون أن تتعامل مع كُتاب وتختلف مع النجوم؟

-طبعاً لكن يوجد لوبي في عالم الإنتاج، وبالمقابل ظاهرة التعاون العربي المشترك تُبشر بالخير وبرهنت انها مهمة جداً، وقد لفتني “لعبة الموت” وأعجبني أداء سيرين عبدالنور،وأحببت”العراف” لعادل امام،”من دون ذكر اسماء” جيد جداً، أما مسلسلي “نيران صديقة” و “آسيا” مع التحفظ

* ما رأيك ببطلة “موجة حارة” رانيا يوسف؟

– تملك خامة تمثيلية واسعة وممتازة

* والبطل اياد نصار؟

-ممثل له نكهة خاصة وقلّ أن نجدها لدى الممثلين الشباب هو تركيبة متفردة تماماً مثل عابد فهد.

رانيا يوسف

عابد فهد خطير ونادين لبكي رائعة

*من أحببت أكثرفي “لعبة الموت” عابد فهد أم ماجد المصري؟

-كلاهما أبدعا بالتمثيل

*وماذا عن الدراما اللبنانية؟

-بدأت تنهض وبقوة وأيضاً السينما اللبنانية أضحت مهمة جداً وأحب كثيراً نادين لبكي، وجو بو عيد شاطر، جورج خباز خطير، وكارمن لبس هايلة وأتمنى أن أتعاون معها،ورد الخال ممثلة جيدة جداً ، وقد لاحظت أن الممثل اللبناني أكثر مرونة من النانين العرب بمعنى انه يُنجز بسرعة وقماشتهم التمثيلية طيعة جداً والتعامل معهم سهلاً للغاية وصدقيني كلنا كعرب بالأمكان أن نُكمل بعضنا كصناعة قنية قيمة، وما عجزت عن تحقيقه السياسية من وحدة عربية لنحققه نحن بالوحدة الفنية ولو أطال الله بعمري اتمنى أن يكون لي في كل عملاً ممثلاً من دولة عربية شقيقة.

شاهد أيضاً

تحية تقدير لاطفال الدراما المصرية في شهر رمضان

بقلم الاديبة/ ريتا بدر الدين ماهذا الابداع وهذا الابهار،مواهب متألقة جودة عالية في التمثيل والاداء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *