الجمعة , مايو 17 2024

تعزيز ثقافة السلام والتسامح .. سفيرة السلام اادولي الدكتورة روناك الجاف من كوردستان العراق

يعني مصطلح ثقافة السّلام مجموعة الأنماط السلوكيّة الحياتيّة ، والمواقف المختلفة التي تدفع الإنسان إلى احترام إخوانه من بني البشر، ورفض الإساءة إليهم والاعتداء عليهم ، وممارسة العنف ضدّهم، وقبول الاختلاف بين الناس .. إن لنشر ثقافة السلام بين الناس فوائد عديدة تعود بالنفع على الفرد والمجتمع ، ومنها إحساس الناس من شتى أصقاع المعمورة بالأمن والسكينة والطمأنينة ، وعدم الخوف أو الجزع سواءً على النفس أو المال أو العرض أو الأرض، ممّا يجعل الإنسان أكثر إيجابيّة، وأكثر قدرة على البذل والعطاء والتضحية في سبيل الآخر, مع التقريب بين الناس مهما اختلفوا في آرائهم ووجهات نظرهم، وجمعهم على الخير والمنفعة والعمل المشترك لما فيه مصلحة البشريّة , والحفاظ على البيئة من المَخاطر العديدة التي تهدّدها , إذ تُعدّ الحروب وما ينتج عنها من أبرز هذه المخاطر , و استغلال الموارد المختلفة بالشكل الأمثل دون استنزافها فيما لا طائل يُرجى منه  , فضلا عن عُمران الأرض، ومكافحة المشاكل الاقتصاديّة التي تهدّد نسبة كبيرة من السكان , فلو استُثمِر ما يُنفق على الحروب لمصلحة البشريّة لكان الوضع أفضل .
 ويحتاج نشر ثقافة السّلام بين الناس من الجميع توحيد الصفوف في مواجهة صنوف التطرّف الفكري المتعدّدة , كإقصاء الآخر، والدعوة إلى العنف ، وما إلى ذلك ، ويتمّ ذلك أولاً بتربية النشء الجديد على القيم الفاضلة والعظيمة ، واستغلال التعليم في ذلك ، ويجب تفعيل دور وسائل الإعلام المختلفة ، والوسائل التقنية الحديثة ، وشبكة الإنترنت ، ووسائل التواصل الاجتماعيّ التي تغلغلت في سائر نواحي الحياة المختلفة ، والتي تُعدّ شديدة الصّلة بفئة الشباب , وهي تلك الفئة الأكثر استهدافاً من قبل المتطرّفين، وأصحاب الأفكار المنحرفة .. من هنا نجد بأن نشر العلم والثقافة دور كبير في نشر ثقافة السّلام ، فسيطرة مثل هذه الأمور على عقول الناس ، تجعلهم أكثر جُنوحاً نحو السّلام واللاعنف، وأكثر انفتاحاً على الآخرين , إذ لم يعد دور التعليم الآن يقتصر على تخريج عقول متعلمة ومنتجة لخدمة مجتمعها والعالم أجمع فحسب ، وإنما يمتد كذلك إلى تخريج عقول واعية ومستقلة في الرأي والتفكير النقدي والأخلاقي ، وذلك من خلال تعزيز مفهوم السلام وتطوير المهارات السلوكية التي لا تقل أهمية عن بناء الفرد علميًا وفكريًا ، ولذلك يتوجب على جميع الأطراف المعنية العمل معًا على تعزيز دور المؤسسات التعليمية حول العالم في مناهضة خطاب الكراهية وتجفيف المنابع الفكرية للتطرف والإرهاب والإسهام في تعزيز ثقافة السلام ..  كما أن على قادة الرأي والعلماء من ذوي الاختصاص دعوة الناس إلى التقارب ، وتوحيد الصفوف ، وزيادة التلاحم الاجتماعيّ ، فكلما تقارب الناس من بعضهم أكثر امتلكوا القدرةَ على مواجهة العنف ، وتعاظمت محبتهم لبعضهم البعض، وهذا كلّه سيؤدي في نهاية المطاف إلى إحلال ثقافة السّلام .

شاهد أيضاً

عبدلله يتطاول على الذات الإلهية والشرطة السعودية تلقي القبض عليه

متابعة/ حسانة سليم اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية خلال الساعات الماضية موجة غضب عارمة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *