الثلاثاء , مايو 7 2024

رندة كعدي:” حنان وعبدلله مودة ورحمة للموت، ولو دعمتنا الدولة لادهشنا العالم، وانجو رسالة قيمة رغم اعاقتها”

حوار/ ابتسام غنيم(بيروت)

نجمة من الطراز الرفيع، صاحبة موهبة بمثابة كنز لا يُقدر بثمن، جوكر الاعمال القيمة، وممثلة تعرف كيف تتقمص الشخصية وتوصلها للمتلقي بأداء السهل الممتنع، كما انها صاحبة رأي وفكر وثقافة ورسالة هادفة تجعلنا نفتخر انها من لبنان.. انها النجمة الممثلة رندة كعدي صاحبة الف وجه ووجه فني.. معها كان هذا اللقاء الحصري.

*اعتدنا أن نراك في أكثر من عمل رمضاني كل عام؟

-صحيح، لكن هذه السنة سأطل في الشهر الفضيل فقط في مسلسل “للموت”، الفن يا عزيزتي مثل موسم الزيتون “مرة منيح ومرة ومش ظابط”، ومن هنا اختيارات الفنان الحقيقي يجب أن تظل دقيقة حتى يبقى مُحافظاً على مستواه، لذا أختار أفضل العروض التي أتلقاها، وستشاهدونني في شهر رمضان المبارك بمسلسل ” للموت” فقط.

*” للموت” كان من أجمل الاعمال العام الماضي؟

-وهذا العام ستندهشون من حبكته الدرامية، ووجود عدد كبير من الممثلين، واهنأ من قلبي الكاتبة نادين جابر على مهنيتها العالية، حيث كتبت في الجزء الثاني محاور واضافات غير مسبوقة، كما أن شركة “ايغل” المنتجة أسخت على العمل وكان التعاطي اثناء التصوير يسوده المحبة، هذا بالاضافة الى رؤية فيليب اسمر الاخراجية المُتميزة، ومن هنا كان مسلسل “للموت” خطوة ثابتة.

*ماذا عن حنان في ” للموت”؟

-هي عنصر مهم بالعمل تُجسد مع عبدلله اي الفنان الكبير احمد الزين أجمل قصة حب يسودها الرحمة والمودة والاحترام، كما انها تظل الام الحنون لريم وسحر رغم عدم رضاها على اسلوب حياتهما، كذلك سنرى كيف ستكون علاقتها مع الجيران واهل الحي بالجزء الثاني،(تضحك وتقول) لن اتحدث عن الاحداث كي لا احرق المفاجآت التي يحملها العمل.

*شكلت ديو جميل مع احمد الزين؟

-حنان وعبدلله نموذجاً يُحتذى به، فيه الحب الصادق، والعطف، والرحمة رغم تقدمهما بالسن، صدقيني اية علاقة حب كانت بين شخصين يجب بحكمتهما ان يحفاظا عليها كلما تقدم بهما العمر، وأن يكونا عِبرة جميلة يُقتدى بها، هذا بالاضافة الى ان كلاهما أي عبدلله وحنان يتمتعان بالطيبة والسمعة الجيدة وسط أهل الحي، كما انهما عطوفان ويربيان البنت الصغيرة التي اتت بها دانيللا رحمة من الشارع كونها تذكرها بطفولتها المعذبة، وبالفعل يربيانها وتتوالى الاحداث..(وتضيف) والفنان احمد الزين مدرسة فنية قيمة وجسد شخصية عبدلله بأسلوبه السهل الممتنع.

 

*تتحدثين بحب كبير عن مسلسل “للموت”؟

-لانه اكثر من عمل رائع، “عنجد هو من اجمل المسلسلات الاجتماعية”، واحداثه كثيرة وتحصل في كل المجنمعات العربية وحتى الغربية، كما انه بعيداً عن المط والتطويل وفكرة التشويق موجودة في كل الحلقات، ” للموت” في الجزء الثاني سيُرفع على الأكف “لانو شغلة كتير مهمة”، كما سنجد نجوم لم يشاركوا في الجزء الاول مثل نقولا دانيال وبديع ابو شقرا وليليان نمري وكارمن لبس وغيرهم، ” يعني مسلسل دسم” واضافة قيّمة للدراما اللبنانية.

*ستظلين الحنونة مع سحر وريم؟

-سأظل الحنونة وصوت ضميرهما ولا اتخلى عنهما.

*ماذا عن انجو في مسلسل “بكير”؟

-احببتها من صميم قلبي، وتقمصتها الى أبعد حدود، وقد صاغتها الكاتبة كلوديا مارشليان بحرفية رائعة، كما ان اخراج المسلسل للاستاذ سمير حبشي كان مُبهراً، والانتاج لشركة” داي تو بيكتشرز” المحترمة، والعمل ككل لاقى نسبة مشاهدة كبيرة،(وتضيف) انجو وجهت رسالة للأهل الذين يقسون على اولادهم من أن لا يتعاطوا معهم على هذا النحو، بدليل انها تعرضت للأعاقة بسبب ضرب والدها لها، لكنها ظلت صامدة ومؤمنة وأصبحت ذات شأن في المجتمع، بل ورفضت أن يُعامل شقيقها ابنته بقسوة واحتضنتها، أي رفضت أن يُعيد الزمن نفسه مع ابنه شقيقها كما حصل معها، فأحتوتها..(وتضيف) الفن رسالة وليس مُتعة وترفيه، هو يُزيدنا والمتلقي ثقافة وخبرة بكيفية التعاطي بالحياة، والدليل أن أعاقة انجو جعلت منها دكتورة تُدرس في الجامعة رغم انها على كرسي مُتحرك، وشخصية هادئة تبتسم وتتكلم بصوت هادىء، وتعرف كيف تعيش حياتها من دون تعقيد.

*ما هو العمل الذي ستتابعينه؟

-(تضحك وتقول) “للموت”.

*البرومو الذي جذبك عربياً؟

-يوجد مسلسل للنجمة نيللي كريم تظهر فيه تبكي ومُعنفة، عنوانه” فاتن امل حربي”، وما لفتني أكثر هو خطاب فخامة رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي عندما شدد على ضرورة دعم المرأة في اليوم العالمي للاحتفال بها، وان الدراما يجب ان تعزز من شأن المرأة في الاعمال التي تُعرض كي لا تتعرض للضرب، بصراحة سعدت جداً وياليت حُكامنا كلهم يتنبهون الى أهمية الدراما وقيمتها، صدقيني لو دولتنا دعمت الدراما اللبنانية لادهشنا العالم، لاننا نملك طاقات رائعة بالكتابة والتمثيل والاخراج والتصوير والثقافة، والفنان اللبناني اينما حلّ ” ببيض الوش”، نحن في لبنان نملك نبع من المثقفين والمبدعين ولكن اين الدعم؟، ومع ذلك وفي ظل تلك الظروف التي نمر بها نجد ان الدراما اللبنانية تركت بصمة منذ سنوات طويلة ولا تزال، فما بالك لو كان الدعم والتوجبه من الدولة؟ لدينا كماً هائلاً من القضايا التي بالامكان ان نتناولها وستكون معروضة على مدار السنة ولا تقتصر على موسم واحد، وبذلك نُعزز للبنان مجده الفني الراقي بصورة جديدة.

*عرضتم الفساد في ” راحوا”؟

-صحيح، وايضاً في “عشرين عشرين” لشركة الصباح التي تُقدم اعمالاً هادفة دائماً، لكن هذا لا يكفي يجب أن نقدم اعمالاً اكثر وبدعم من دولتنا، ولو حصل هذا الامر لاصبحت الدراما اللبنانية من التراث، كما اني مع تبادل الثقافات والاعمال المُشتركة للنهوض بالفن العربي ككل لاني أؤمن بالعمل الجماعي.

*ما رأيك بالمنصات؟

-جميلة جداً، والكل يتجه اليها لاسيما الشباب، انا مع التطور لما يُفيد الفن، وبالمناسبة شاهدت فيلم “اصحاب ولا أعز” ولا أعرف لماذا أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، العمل “مُلببن” بشكل جميل، لا يوجد فيه ما يخدش الحياء او النظر، بل القى الضؤ على “المازة” اللبنانية والاصدقاء الاصحاب الذين يجتمعون حول طاولة واحدة، وتناول الاحداث بشكل شيك، وكنت قبلها قد شاهدت العمل بالنسخة الفرنسية وكيف طُرحت الاحداث، حتى مشهد الفنانة منى زكي وهي تخلع لباسها الداخلي كان عادياً، بينما بالنسخة الفرنسية كان مُختلفاً.. القصة جميلة والكل أدى دوره كأجمل ما يكون، بدليل ان البلبلة انتهت والفيلم أثبت نجاحه لموضوعيته وصدق أحداثه التي قد تحصل في مكان ما او زمن ما او بلد ما، وأرى ان مثل هذه الاعمال يجب أن ندعمها، ونُشيّد بها، بدلاً من ان نسكت ونغض النظر عن التهريبات وقمع الحريات والسرقة بالصناديق المسكرة.. يجب ان يعي من يهاجم لمجرد الهجوم ان الحرية هي تعبير وتفكير وليس هجوماً بلا مُبرر على عمل فني ممتاز.

*شاهدت لك لقطة مع ليليان نمري في كواليس “للموت”؟

-“حبيبة قلبي ليليان انا كتير مبسوطة انها معنا بالمسلسل”، علماً انه لا يجمعني بها ولا مشهد، وأريد أن أقول أن ليليان من الممثلات اللواتي احترم واجل موهبتهن، واقدر نضالها بالفن وبرهنت انها ممتازة بالكوميديا والتراجيديا على السواء.

*ما اخبار ابنتك الفنانة تمارا؟

-تُحضر لعمل مسرحي.

*لم تأخذ فرصتها كما يجب رغم شطارتها؟

-لكنها تعشق الفن مثلي، ويوماً ما ستثبت نفسها.. في بدايتي كنت صغيرة جداً وجاهدت كثيراً، واليوم اقظف ثمار تعبي ونجاحي.

*لو طُلب منك الوقوف امام عمل شبابي من المغمورين الموهوبين؟

-“مش غلط فيما لو كان العمل جيداً وقيماً”، في بدايتي وقفت امام استاذتي الست لطيفة مُلتقى بفيلم قصير(بروجيه لتلميذ) من معهد الفنون، والسيدة لطيفة من اهم الممثلات منها كنت اتعلم، وربتنا تربية فنية حقيقية، واكثر ما اعتز به اني امتهنت الفن وكان الرعيل الاول من المبدعين لا يزال يعمل بالتمثيل، وكان من حظي اني وقفت امام ليلى كرم وليلى حكيم ولمياء فغالي ورينيه ديك، لكن لم يحالفني الحظ بالقوف امام الست علياء نمري التي كنت اعشق تمثيلها رحمها الله.

 

*لكن يوجد نجوم كثر في الوطن العربي لم يدرسوا الفن وبرعوا من خلال موهبتهم؟

-صحيح، لكن كوني أكاديمية أنصح الشباب الموهوب بتصقيل موهبته بالدراسة، وفن زمان اختلف عن اليوم حيث التطور التكنولوجي، لذا الست لطيفة ملتقى بالاضافة الى دراستنا عززت فينا عشق الفن الاصيل وكيف نختاره ونقدمه..(وتضيف مختتمة): “التكنولوجيا تتطور وتبرمج وتُغير وتُجمل” لكن الفن الحقيقي يترك بصمة لا تزول مدى الحياة.

شاهد أيضاً

ابتسام غنيم لندى عماد خليل:” أسرار الكبار برأ هشام طلعت من مقتل سوزان تميم، وفنانة قضت على مواطنتها المطربة بالسحر، وواكبت انطلاقة استديو الفن بمصر مع سيمون اسمر”

حوار/ندى عماد خليل(الجزء الثاني) لم أجر مرة مقابلة مع احد الا وحرصت ان اكون امينة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *