الأربعاء , نوفمبر 19 2025
أخبار عاجلة

المخرج امير يوسف:” شريطاً وحيداً لوالدتي دفعني لايمان كفكرة روحية وأًم لا تغيب رغم الرحيل”

متابعة/ سالي الجنايني(القاهرة)

​بعض المشاعر التي تلازمك قد تخرج منك إبداعًا وفنًا، ومن الألم يولد الأمل، وهذا ، ما حدث مع #أمير_ يوسف_ مخرج_ فيلم _«إيمان»_ الذي يُعرض عالميًا للمرة الأولى ضمن #مسابقة _الأفلام_ القصيرة _بمهرجان_ القاهرة_ السينمائي_ الدولي_

*يقول المخرج أمير يوسف قصة فيلمه «إيمان» ويقول: ​الفكرة بدأت من تجربة شخصية جداً، لأن الفيلم مرتبط اًبوالدتي واسمها «إيمان». كانت سيدة بسيطة جداً من عائلة قبطية من المنيا. وتوفيت سنة ٢٠١٧. وبعد رحيلها بفترة قصيرة اضطررت للسفر إلى فرنسا لإكمال دراسة الماجستير، وكان هذا أصعب وقت في حياتي، لأنني لم أستطع أن أعيش الحزن أو أودّعها كما كنت أريد. (ويضيف أمير يوسف): في فترة الغربة وجدت بالمصادفة شريط فيديو قديماً من عيد ميلادنا أنا وإخواتي عام ١٩٩٦. وكان هذا الشريط هو الذكرى الوحيدة التي بها صوت وصورة لوالدتي. وكانت تلك اللحظة شرارة الأولى لفيلمي، ووقتها قررت استخدام هذا الأرشيف وبناء قصة عليه عن الفقد، والغربة، والعلاقة التي تستمر بين الأم والابن حتى بعد الرحيل. والفيلم بالنسبة لي رحلة بحث عن «إيمان»، ليس عن أمي كشخص، بل كرمز للإيمان نفسه، والحضور الروحي الذي يستمر رغم الغياب.

وعن شعوره بعد اختيار فيلم «إيمان» للمشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يقول المخرج أمير يوسف: شعوري مزيج من الفخر والسعادة الكبيرة، لأنها أول مشاركة لفيلمي وأول عرض عالمي لي في بلدي مصر وأمام الجمهور المصري. وهذا فخراً مضاعفاً وإحساساً يصعب وصفه، مليء بمشاعر الفخر والامتنان، خصوصاً كوني مخرجاً من الإسكندرية، وحلمي دائماً مرتبط بالسينما.. وعندما وصلتني رسالة الاختيار موقعة من الأستاذ والفنان حسين فهمي، شعرت أن هذا تتويج لتعب سنين طويلة، خاصة وأن مهرجان القاهرة له قيمة كبيرة جداً بالنسبة لي، لأنني من خلاله ومن خلال السينما المصرية تعلمت أنا وأجيال كثيرة.

أما عن فترة العمل وخروج الفيلم إلى النور، يجيب أمير: الفيلم استغرق وقتاً بدأت العمل على فكرته وأنا في فرنسا أثناء دراستي في مدرسة الفنون المعاصرة، وهناك وجدت المساحة والدعم اللذين مكناني من التعبير عن هذه التجربة الشخصية.
​الفيلم كان بالنسبة لي رحلة علاجية ونفسية أكثر من كونه مشروعاً فنياً فقط. التجربة استغرقت عامين تقريباً، من لحظة اكتشاف الشريط القديم إلى أن قررت ترجمة هذه المشاعر إلى صورة وسينما. وخلال هذه الفترة كنت أحاول أن أخرج الفيلم بطريقة شاعرة تشرك الجمهور بإحساسي، دون أن أتحدث بشكل مباشر، ولكن من خلال الصورة والذاكرة والصوت.

​من إيمان هل هو اسم والدتك وبطلة الفيلم؟ أم يقصد به شيء آخر؟ ​يجيب أمير: «إيمان» هو في الأساس اسم والدتي، لكنه في الفيلم يمثل أكثر من ذلك. هي ليست مجرد شخصية أو ذكرى، لكنها رمز لكل أم، ولكل شخص فقد عزيزاً. الاسم يحمل معنى «الإيمان» كحالة روحية، كقوة تجعل الإنسان قادراً على أن يرى ويشعر بمن حوله. الفيلم يحاول الربط بين الإيمان كفكرة روحية، وبين «إيمان» كأم وكروح لا تغيب.

وبخصوص قصة الفيلم وما يريد توصيله للجمهور، يتحدث أمير ويقول: ​قصة الفيلم تدور حول شاب يمر برحلة فقدان والدته، ويحاول أن يجد حضورها من جديد في تفاصيل حياته اليومية. استخدمت في الفيلم صوراً أرشيفية وشخصية ومشاهد جديدة في رحلة بحث بين الذاكرة والواقع، بين الماضي والحاضر، ومن خلال رمز المتاهة كفضاء بصري، وفي الوقت نفسه كرمز ديني في الأماكن المقدسة. ليست القصة عن الحزن فقط، بل عن «الحضور الغائب»، عن الإحساس بأن الأشخاص الذين نحبهم يظلون بداخلنا حتى بعد الرحيل. وما أريد توصيله للجمهور من خلال الفيلم هو أن الفقد ليس نهاية، وأن الذكريات يمكن أن تكون مساحة للاتصال، وأن الإيمان بالحب يجعل الروح تعيش إلى الأبد. مدة الفيلم 15 دقيقة، ويشارك في بطولته الكاتب والمصور الفرنسي آلان فليشر، والفنان والممثل التونسي أشرف نومي الذي يجسد شخصيتي في الفيلم.​ورغم ذلك، يظل هناك حضور قوي جداً لشخصيتي الحقيقية من خلال المواد الأرشيفية وصوت والدتي، الذي يشكل العمود الفقري للفيلم.​أما عن أكثر الصعوبات التي واجهتها، فكانت التعامل مع المادة الشخصية. لأن مشاهدة الفيديوهات القديمة كانت تعيدني في كل مرة إلى مشاعر الفقد والحنين.​أما على مستوى التصوير، فكانت التجربة في فرنسا تحدياً كبيراً، خاصة مع تنوع الثقافات داخل فريق العمل، لكن روح التعاون جعلت التجربة ممتعة ومليئة بالتعلم.​ومن اللحظات المميزة التي لا تُنسى كانت أثناء تسجيل المقطوعة الموسيقية للفيلم داخل كاتدرائية، حيث قمنا بتسجيلها بالكامل هناك بمشاركة مغن، وعازف أورج، وعازف جيتار.​كانت لحظة استثنائية ومؤثرة، إذ كنا وحدنا داخل المكان نسمع إلى كل ارتداد صوت وكل نغمة تتردد بين جدران الكاتدرائية.

شاهد أيضاً

سارة فرنسيس:” غامرت وتوترت فكسبت الرهان”، نداء واكيم:” عشت مشاعر المهاجر بالواقع”، شيرين كرامة:” انصهرت باللبنانية المتمسكة بوطنها”

حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة) “كلب ساكن” هو #الفيلم_ الروائي_ الوحيد _اللبناني_ الذي كان ضمن عروض #افلام_ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *