متابعة/ هبه شوقي
لم تكن ندوة #تكريم _خالد_ النبوي_ في_ مهرجان _القاهرة _السينمائي_ الدولي_ مجرد مناسبة احتفالية، بل كانت – في جوهرها – درساً؛ بمعنى أن تكون ممثلاً في هذا الزمن. جلس النبوي أمام الجمهور، لا كمن يحصي إنجازاته، بل كمن يستعيد رحلة روحية ومهنية حملت بين طياتها الشك والانتظار والدأب الطويل.
في الحوار الذي أداره الكاتب الصحفي زين العابدين.. افتتح بسؤال: لماذا أهديت التكريم لعمال السينما؟
قال إنه كان يصور «المهاجر»، وكان يوسف شاهين يحضر مشهد الحريق. كان هناك عم عباس صابر، ورينجو، وزنييدة، وحسن جاد، والأسطى أحمد، عمالاً بلا أسماء، في الأفيشات، يقضون وسط النار والغبار، كنت أراهم يعملون بتركيز يفوق حدود التعب، وكنت أخاف أن أخذلهم فقلت: “يا رب لا تضيع تعب هؤلاء”.
كان الأب يريد له أن يصبح طبيباً، وعندما التحق خالد بمعهد التعاون الزراعي غضب.. لكن مسرحية لافريد فرجاعادت اليه الرضا .. الأم كانت تؤمن به منذ البداية، وهذا ما لم ينسه خالد حين قال لاحقاً: “أنا لم أكن أعرف أنني أريد أن أصبح ممثلاً.. كنت أريد عملاً أحبه.. ويُدرَّ عائدًا يليق بالحياة”.

وقال خالد النبوي عن أساتذته في معهد الفنون المسرحية، وأنه لم يدخل ممثلاً فحسب، بل تلميذاً: “سعد أردش علمني يعني إيه أشوف الشخصية.. لما عملنا زواج السيد ميسيسيبي قال لي: أنا شايف فيك حاجة”.
وعن يوسف شاهين قال: “شاهين خلق مناخاً لكل لقطة.. كان يدير يد الممثل قبل الكاميرا”.. هنا، لا يتحدث خالد عن مخرج عظيم فحسب، بل عن صانع مناخ، «شاهين»، كان يعرف كيف يحول اليد أو العين.. لا الجملة أو الحدث.. إلى كينونة حية داخل الكادر.. في «المهاجر»، لم يكن المشهد مجرد تصوير، بل كان رحلة عذاب.. خلع روحك لتدخل روح الشخصية.
*ماذا عن أول بطولة سينمائية كبرى؟ قال: “جالي 2 أفلام – منها ديسكو ديسكو – ثم جاء يوسف شاهين وقال لي: لازم تتفرغ سنة له المهاجر.. قابلت إيناس الدغيدي، عرضت عليها الأمر، قالت لي: طبعاً، الأستاذ يوسف شاهين أهم مني”.
وعن فريد شوقي قال:” فريد شوقي شافني ووسط نجوم مصر.. نادي علي. قال لي: أنا شاورت عليك قبل بوابة الحلواني.. أداني الشرعية.. فؤاد المهندس دعمني بصمت المعلم.. عبد المنعم مدبولي قال له: «كملني ده بالنسبة لي كأنها بتغمرني من نافذة الخبرة والشغف.. دول أجيال، بتفتتح الباب للي بعدها.
*زين: وماذا عن صلاح السعدني؟
-أول مسلسل لي كان “شارع المواردي”.. صلاح السعدني كان بيلعب دور الوزير في المهاجر.. حصلت ظروف. اتبدل الدور لسيد عبدالكريم.. وحول الممثل الحقيقي قال: شخص غير عادي.. ماينفعش يتعب.. ماينفعش يتأخر.. لازم يعرف ينتقل للجانب الآخر، جانب الشخصية.. يفهم أدواتها.. يتحول.. ويتعاون مع الجميع.. “أن تنتقل إلى الجانب الآخر.. جانب الشخصية”.
وعن صورة الفنان المصري والعربي في السينما الأمريكية قال: العربي بالنسبة لي نجيب محفوظ، أحمد زويل، يوسف شاهين، محمد صلاح. كنت أرفض ألبس لبس وحش، حتى لو الشخصية فقير. الفقر مش إهانة.
وعن مشهد “Kingdom of Heaven” قال: “طلبت أصلي في مشهد الزنزانة، قالوا مفيش مياه. قلت: عندنا تيمم”.
وفي سؤال حول أعماله التي وصلت إلى ٢٥ فيلمًا في ٢٦ عامًا وهي رقم قليل؟ قال: “الدور وحده أربع مراحل.. أربع أفلام داخل فيلم”، رفضت أدواراً لم تضف شيئاً.. أردت علي الحلواني منفرداً.. أنا لم أعمل بعد. لدينا كنوز سينمائية اللعب مع الكبار لحسين فهمي، موعد على العشاء، وزوجة رجل مهم لأحمد زكي.. أنني لم نجد مثل تلك الأعمال”.
الموقع – مجلة الكترونية فنية شاملة elmaw2a3