بقلم الناقد و الفنان التشكيلي /حسين نوح(القاهرة)
#محمد _نوح_ لمن لا يعرفه او تعامل معه هو كتلة من نار. تشعلك حماس احيانآً وتدفئك حنان ومحبة أحياناً رجل كالبحر تجده هادئ يمتعك وانت امامة وتتلاطم أمواجه مع صخور الحياة مرات تحاول ان تحاصره عبثا فتجده متحررآً ويصبح تياراً جارفاً وجاذباً لمحبيه ولمعشوقته مصر ..هو خليط من حماس وانفعال واصرار ونشاط وبهومية وتمرد احياناً وعشق وطيبة وقهر وسعادة.

محمد نوح تركني في ٥ أغسطس/آب ٢٠١٢
هو حالة انسانية خاصة ومركبة تحبه كثيرا ويدهشك احياناً تركيبة من صدق وإخلاص وزهد. وطموح وشغف وحماس نوح وكما يظهر في حفلاته صارخاً هل يغني ام يؤدي بحماس فلديه شيئ يبتغي إيصاله محاولاً هل استطاع ٠ كيف لا ٠
كان هو الاب والعائل لأسرة من سبعة افراد بعد وفاة والده وكان لم يتجاوز الواحد والعشرين من عمره. أصبح الكبير
شكراً ابي فقد كنت السبب في ان اجالس الكبار واستمع وأشتري الكتب وأعشق المعرفه وأكون ما انا عليه فكنت معك استمع د. لاسامة الباز، وزكي نجيب محمود وليوسف ادريس وامل دنقل ومدكور ثابت ويوسف شاهين وصلاح طنطاوي وجالست عمر الشريف وسعد الدين وهبه ونجيب محفوظ في منزلنا مع يحي شاهين وأدركت انه بارع دقيق وهو متحدثاً بقدر عظمته وبراعته في الروايه وفي حضور رجاء النقاش واستمعت للعاشقين لمصر. دكتور ابرهيم دسوقي اباظة وفؤاد سراج الدين وعباس طرابيلي وسمير سرحان. وصاحب البوابة التنويريه د عبد الرحيم علي وكنت يا أخي سبباً حين كنت أدير استديو النهار ان أتعامل مع الدكتور م د محمد عبد والوهاب واستمع له واستمتع حين كنت أسجل مع الفرقة الماسيه بذكريات احمد فؤاد حسن وحكاوي من العازفين عن اهتمام عبد الوهاب واتقان ام كلثوم وذكريات كثيرة عن حكايات الكبار من نجوم الابداع واسمع وها انا الان اكتب في. أكثر من مطبوعه عن كيف كان الكبار وكيف كان الاهتمام وكتبت كثيراً عن ذكريات مع مبدعين سواء في مرحلة الموسيقى او مرحلة الانتاج فقد تعاملت مع النجوم الكبار. وكيف كان نور الشريف عاشق لفنه ومدى التزامه وكيف كنت استمتع بالحديث مع جميل راتب، شخص شديد الخصوصيه يعشق تراب مصر وناصري عاشق لجمال عبد الناصر وكيف كان يحكي المبدع والموهوب استاذي احمد توفيق الذي يتذكره الناس بقولة والنبي. أنا عتريس في ملحمة شيئ من الخوف للمبدع ثروت اباظه.
وهل أغفل ذكرياتي مع موتسارت العرب بليغ حمدي وكنت احضر مع شقيقي تسجيل اغاني مسلسل الاذاعة “حبي أنا “مع عفاف راضي وكيف كان الرجل معجب بأداء محمد نوح ورشحه يغني من ألحانه وبالمثل حدث مع الكبير محمد الموجي حين غنى له نوح في مسلسل “ناعسه”
بليغ حمدي قابلته انا وحمد نوح في باريس فترة اتهامه في مقتل سميرة مليان في منزله حين قفزت من شرفة المنزل. وترك بليغ مصر. وحين شاهدناه في احدى مقاهي الشانزليزيه الفوكيت يجلس مع بعض شباب من شمال افريقيا. أسرعنا إليه واخذ يحدثنا عن مصر معشوقته ورغبته ان يعود وفعلا لم يمر الكثير من الوقت وعادولم يمهله القدر ومات
قرر محمد نوح. عمل حفل تأبين لبليغ في مسرح النهار حضره أخيه د مرسي سعد الدين واخته ومديحة يسري وكم كبير جداً من محبي موتسارت العرب العملاق بليغ حمدي
لقد تعلمت من محمد نوح كيف تنتمي لمحيطك في المنزل والشارع وتتوسع علاقتك بمن حولك وتعشق المنزل الكبير مصرلقد شاهدت نوح يغني وكنت معه في الجامعات والنوادي ويصرخ بحب مصر وكان يغني في الجبهه للجنود ويرددون. معه
مدد شدي حيلك يا بلد. إن كان في ارضك مات شهيد فيه ألف غيرة بيتولد
بكرا الوليد جاي من بعيد راكب خيول فجره الجديد
يا بلدنا قومي واحضنيه. دا معاه بشاير ألف عيد
قومي انطقي سيبك بقا. من النومه جوه الشرنقة
دا النصر محتاج للجلد

ويردد معه الشباب في الجامعات والنوادي
الله حي بكره جاي راكب مهره
جايب مهره قصر ونصر لمصر وضي
بكره يا بكره وصلني بريدك
ايوه جميع الناس بتريدك
توصل بكره فارد ايدك
بالأعلام الخضرة وعيدك.
طاوي الليل الظالم طَي والله حي
الله حي برغم الكفرة
رغم الضلمة الكاتمة. القمرة
بكره حيوصل لازم بكره
مالي جيوبه بأعظم نصرة
دايس كل الناس الني والله حي
قومي يا بلدي صفوف ع إلمينا
باركي خُطانا وسمي علينا
خلي الشوك ف صدورنا جنينة
بكره حنملى شوارعك زينة
يلي مفيش في طيابتك زي. والله حي
ويقول في حب مصر
يا مصر عمري فداكي.
يا مصر قلبي معاكي
يا مصر ابني وبنتي، واخويا، وامي، وابويا. لجل النصرفداكي
عارفه يا مصر. أنا ليا وصيه
يوم ما إستشهد طلي عليا.
يوم ما استشهد. طلي عليا
لم يكن محمد نوح يغني إلا قناعاته بعشق مصر واهمية الحفاظ عليها. لقد كان قارئ للتاريخ واهتم بالتاريخ المصري القديم وأدرك اننا نستطيع ان نكون في مصاف الدول الكبري وذلك يتحقق بتفعيل قيم الولاء والانتماء ويدرك ان ذلك يتحقق بتنمية الوعي وإعمال العقل والاهتمام بالمعارف كان دائما ً يقرأ في كل نواحي الحياة ويسافر ويأخذني معه لنتعرف على المسرح الانجليزي وعظمته ورسالته التنويريه كانت ثقافة محمد نوح وعشقه للمعرفه هي السبب في الاهتمام بالكلمه وكما قال عبد الرحمن الشرقاوي الكلمة نور وبعض الكلمات قبور ومن هنا حين نقرأ ما ذا كان يغني. نعرف كم عشقه لمصر واهمية الكلمات فكانت كما ذكرت. مدد شدي حيلك يا بلد. والله حي بكرا جاي. للشاعر العملاق. إبراهيم رضوان. وكانت اكثر اغاني نوح شهره هي اغاني عشقه لمصر وأحيانا. يغني لها كالحبيبه ويكبر العشق ونعرف ان الحب لمصر
قال في اغنية “احميني”
احميني
احميني لميني ضميني. خدي عمري وهاتي جنيني وامسحي بقميصك طيني وان كنت غشيم ربيني
أنا ابنك فارد حيلي وف حبك اقول مواويلي.
محتاجك يا ه تعاليلي
يا حلوه يا غاليه يا منتصره يا عظيمه يامصر
اتابع ما يحدث في الغناء الان ولدينا اصوات عظيمه اعرف قدرها. وايضاً وسط زخم غنائي وسيولة فنيه ظهرت طحالب لا علاقة لها بالغناء وكائنات تغني كلمات. لا يصح ولا يجوز ان تخرج من بلد سيد درويش وعبد الوهاب. وام كلثوم ونجوم استعراض وطني حبيبي الوطن الأكبر..مصر حالياً محاطة بصراعات واطماع ونوايا خبيثه تستحق منا أن ندرك خطورة الاحداث ونقف جميعاً على قلب رجل واحد ونقدم فنون بحجم تاريخ بلد. عريف بلد قدم الكبار في الابداع فهل لنا من يقظة