حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة)
فنان حقيقي، مثقف وثائر على الدوام، يقول رأيه ببساطة وعفوية، يُسمي الاشياء بأسمائها بلا تردد، وينتقي ادواره بعناية ويحرص على التلون بالشخصيات، #طارق _النهري_ الذي شاهدناه هذا العام بأكثر من شخصية في مسلسلات رمضان، التقيناه بالقاهرة وكان معه الحوار التالي
#صرحت من انك كنت تتمنى التواجد في #عزاء _الموسيقار_ الكبير_ زياد_ الرحباني_
-طبعاً،زياد الرحباني احببناه بفكره الثوري، والحانة العبقرية، ومسرحياته التي سبقت الزمن، متأثراً به لانه من الفنانين الذين يحترمون فنهم وما يقدمونه للشعوب العربية بالكلمة واللحن والاحساس المميز، بالاضافة الى ان #فيروز_ هي علامة متفردة بالفن العربي، وانا متيم بها جداً، خصوصاً اغنية” بحبك يا لبنان” لانه تشعرنا بالام التي تحتوي ابنها والابن هو الوطن.

*هي غنت لـ#مصر_ ولـ شط اسكندرية والبنت الشلبية، اقصد انها تغني للوطن وليس للحكام؟
-صحيح، وغنت للقدس ايضاً، فيروز قوتها انها عندما تغني فهي تُعظم بلوطن ولا تُمجد الحاكم، تثير اشجان شعب لينهض ويقف ضد معتدي او ظالم، فيروز من علامات الفن السياسي الراقي..(ويضيف) اغنيات زياد كانت تثير فيما بيننا جدلاً واسعاً وبالتالي أثارت نقاشات حول قضايا اجتماعية وسياسة،و أحدثت تأثيرًا كبيرًا في #الموسيقى_ العربية_ هو يحكي بالغنوة وكل ما يدور من صراعات، وعلاقة المواطن ببلده، عندما يقول “الجوع كافر” في اغنيته فهو يحكي عن السخط والتمرد على الواقع المرير الذي يعيشه الإنسان، الظروف القاسية مثل الفقر والجوع والظلم.، مع التأكيد على أن الإيمان بالله لا يتعارض مع رفض الظلم ومواجهة الواقع.
*بحكم الاخوان في مصر حضر زياد واعترضوا على وجوده وهو اصر على البقاء والغناء بساقية الصاوي مؤكداً انه لبنانياً عربياً والشأن المصري السياسي اثار حفيظته حينذاك جراء ما حصل من مشاكل؟
-زياد يحتوي كل المشاكل العربية، وتاريخ العلاقة بين مصر ولبنان وطيداة، ففي نكسة 1976 نزل كل المصريين وعملوا في لبنان وقدموا اعمالاً مشتركة وكانو سعداء، في ازمتنا حينذاك كان #لبنان_ بيتنا، وكزياد الرحباني العاشق لمصر من الطبيعي ان يثور معنا على منع الاغاني ويرفض تحريم الفنون ويأتي الى مصر، ويجاهر برأيه ويكون تعبيره بالغناء وتصرفه كان نابعاً من قلبه، كما انه يلمس حب المصريين له ومع كل نغمة يعزفها على البيانو تتغلغل بمشاعرنا وقلوبنا..للاسف خسرنا نوعا من الفن الراقي الذي لا قدمه زياد رحمه الله.
رجب الجرتلي وتقلبات الشخصية
*لنتحدث عن “اش اش” وشخصية الجريتلي الذي ظلم كابوريا وحرمها من ابنتها التي اغدق عليها كل حنانه، حدثنا عن تقلبات ومراحل الشخصية التي جسدتها؟
-المخرج محمد سامي حافظاً لتفاصيل كل الشخصيات التي يكتبها، ويلقن الممثل متى يكون لطيفاً ثم قاسيا ثم شريراً ليعود حنوناً..يعني نقدم الشخصية وكأننا نمشي على التلال ، والجرتلي رغم شروره لكنه كان يحب ابنته كثيراً ويخاف عليها، حنان الاب هذا اعيشه مع ابنتي ياسمين، وكنت استحضر مواقفاً تجمعنا لاجسد الجريتلي الاب مع ابنته،(ويعلق) في “جعفر العمدة” جمعني مشهد مواجهة مع ايمان العاصي التي كانت تجسد دور ابنتي، وقبل يوم كنت مختلفاً مع ابنتي ياسمين، فاستحضرت ما حصل وقلت لها انا اعيش لحظة معينة وقدمت المشهد وبكت ايمان وصفق لنا استاذ محمد سامي، انا احفظ دوري جيداً والتزم بتعاليم المخرج، واقدم المشهد بيني وبين نفسي اكثر من مرة امام الموبايل، واتفرج على نفسي واعيد وازيد الى ان اصل الى المطلوب مني بعفوية وبلا مبالغة..وبالتالي لاكون راضيا عن نفسي ولارضي المخرج والمشاهد..

*احببت فرج الجريتلي؟
-الشخصية صعبة لما فيها من انفعالات شديدة وتصرفات غير محسوبة، وهو ما تطلب مني مجهودًا مضاعفًا،وردات فعل فرج كانت عشوائية لاسيما في اتخاذ القرارات من دون تفكير، وهذا طبيعيا كونه كان ببئية سيئة بالكباريهات حيث الرقص والشرب كما نصب على زوجته ورماها بالسجن واوهمها ان ابنتهما ماتت ،وتحول بالوقت نفسه للاب والام لابنته التي كانت كل شيء بالنسبة له ،ورغم شروره الا انه ضعيفاً امام ابنته ويفعل المستحيل ليحميها..(ويقول)لذا اريد ان اقول للاجيال الجديدة “يا جماعة زاكروا الشخصية جيدا قبل الوقوف امام الكاميرا).
*ربما يكونون على ارتباط بأكثر من عمل؟
-انا كنت مرتبطاً بـ”المداح”و”سيد الناس” و”شباب امرأة” ومع ذلك قدمت كل دور من كل قلبي وتفانيت به.
“شباب امرأة” والنهاية المفاجأة
*في “شباب امرأة” كانت شخصيتك جديدة اي ليست موجودة بالمسلسل؟
-صحيح كنت اباً لثلاث بنات وقدمت شخصية المعلم مدبولي الذي يطلب شفاعات اي غادة عبد الرازق للزواج، وشخصيتي كما اسلفت الذكر كانت إضافة للأحداث ولم تكن موجودة بالفيلم، والنقلة من الأبيض والأسود إلى الألوان، كانت بحاجة إلى جهد من المؤلف والمخرج والشخصيات المشاركة في العمل، لافتا إلى أنّ شفاعات الشخصية الرئيسية في الفيلم اي تحية كاريوكا ، تختلف عن شفاعات مسلسل “شباب امرأة” في رمضان 2025 الذي يجسد بنت الحارة المصرية التي ترتدي ملابس جميلة وأنيقة، وكل الشكر للشركة المنتجة التي اقدمت على انتاج العمل.. و(يعلق)دوري كالمعلم مدبولي يعتبر دوراً مضافاً على الأحداث وليس موجودا في الأصل، إذ إنّه لم يكن ضمن القصة الأصلية، لكني خرجت من دائرة الانتقادات بشكل جيد وأحببت العمل مع الفنانة غادة عبدالرازق ومحمد محمود وحسن أبو الروس.
-النهاية تغيرت بالنهاية وكنت مفاجأة العمل؟
-المفروض ان يكون القاتل محمد محمود شخصية “حسبو” وهي نفس الشخصية التي قدمها الفنان الراحل عبد الوارث عسر، لكني الوحيد الذي كنت اعرف النهاية ويوم التصوير لم يكن غيري في البلاتوه ومعي غادة عبد الرازق وفريق التصوير والمخرج ومحمد محمود الذي تأثر كونه ليس القاتل لكن المؤلف اقنعه من ان نهاية العمل معروفة من الفيلم، لذا تم التعديل، وانا اقتنعت بنهاية العمل.
الخلاف مع عمرو سعد والزعل من محمد سامي
*هل صحيح انك على خلاف مع عمرو سعد اثناء تصوير”سيد الناس”؟
-“لانه في المشاهد كان يسب ويشتم ويشوشح بأيديه”.

*ربما اخذته الجلالة؟
-“مافيش حاجة كدة”، كزا مشهد كان يزيد من الشتائم وكنت اسكت كي لا تحصل مشكلة، ولم يكن يعتذر وانا لم ازعل منه لانه كان على المخرج ان يتدخل لكنه لم يفعل، وبالنهاية كلنا ادينا ادوارنا وانا كنت ضيفاً شرفياً بالعمل بطلب من سامي (يسكت قليلاً ويضيف) مؤخراً زعلت من محمد سامي، بعض الناس نقلو له رسالة من اني اتحدث عنه كلاماً غير مقبولاً ،فقلت له يا استاذ سامي اليوم بالاجهزة المتطورة يتم دمج وتقليد الصوت فلم يقتنع، ولا اعتقد اننا سنتعاون بالفترة المقبلة سوياً، علماً اني احب سامي واعتبره طفلا كبيرا رغم عصبيته، واذكر مرة انه اختلفنا في اللوكيشن وصار يصرخ، وفي اليوم الثاني التقينا ونظر اليّ ملياً وقال لي”يا اخي لما اعصب خدني بحضنك” وانتهى الموضوع، لكن هذه المرة اولاد الحلال افسدوا العلاقة بينا او طرفه على الاقل، (ويتابع) كنت اتحدث مع احد على الموبايل واروي له تفاصيل مشادة بيني وسامي وتم ادخل جزئية لم اقلها ضمن كلامي وارسلوها اليه فسمعها وزعل “ومافيش مشكلة الايام كفيلة بتصفية القلوب”، كل الناس بتغلط وبتتعصب،” هو الأنا عنده عاليةحبتين” فالمسموح له ممنوعاً على غيره.. وببساطة شديدة كان بالامكان ان نتعاتب لكنه اخذها بعزة نفس، لكن “ما ينفعش يقول انا حاضربو واعمل وأسوي، لذا اقول له انا مش سهل ولغاية هنا وخط أحمر”،هو لا يريد ان يتذكر ان بينا عيش وملح وأعمال واقولها علانية انه كان سبباً بظهوري مجدداً، وهو اختلف مع الكثيرين مثل غادة عبد الرازق وماجد المصري ونسرين امين وغيرهم لانه لا بيتحكم بأعصابه لكني احتويه وليس من الضروري ان”نوقف لبعض على وحدة”.
جودر والملك المسحور
*تجربة “جودر” والملك النصفه حجراً كان رائعاً؟
-ياسر جلال “حبيب قلبي” كلمني وقال لي انه يريدني بثلاث حلقات لثلاث مراحل، وارسل لي السيناريو قرأته اعجبني جداً، ومرة لم يسبق لي ان قدمت مثل تلك الشخصية، والمكياج اخذ منا مجهوداً حتى وصلنا للشكل النهائي، وارتديت قميص الجبس الذي هو مفروض مسحوراً وصار نفسه حجراً، وجاء مشهد الضرب من نور بالكرباج على ظهري، الضربة الاولى كانت ممتازة ولم تلمسني، الثانية كانت على كتفي فصرخت واستمر المخرج بالتصوير لتضربني الثلاثة بقوة اكثر فصرخت اكثر من شدة الالم، ومع كلمة ستوب سألتني نور: ” في حاجة؟”، قلتلها :”ابداً بس اكلت 3 كرابيج زي الفل”.. وشافو ضهري وكيف تعورت.
*جودر استقطب جمهورا من الاعمار؟
-كان عملاً ممتازاً، ‘حياء حكايات “ألف ليلة وليلة” بطريقة مشوقة وجذابة، اذ ساهم في الحفاظ على هذا التراث ونقله للأجيال الجديدة،فكرة البطل الشعبي في قالب درامي مشوق، واستعرض العديد من العادات والتقاليد المصرية القديمة، مثل الاحتفال بالسبوع، مما يعزز الهوية الثقافية. تم عرض المسلسل على العديد من المنصات الأجنبية، مما ساهم في انتشاره على نطاق أوسع.

المداح والمعلم الصايع
*وماذا عن المداح؟
-سيكون الجزء السادس والاخير هذا العام وكلنا سنكون فيه.
*اليوم يُعاد عرض “المعلم” الذي ظهرت فيه بلوك جديد؟
-“حطيت سبراي على شعري” اتدخل بما اراه يصب لصالح العمل، فالشخصية لرجل صايع وطبيعي ان شكله “عايق” ومتزوج من اثنتين ويسهر بالكباريهات بصراحة احببت الشخصية جداً.
بطولات حرب اكتوبر
*انت مخرجاً ولك تجارب بهذا المجال؟
-صحيح، واليوم اجهز حلقات عن بطولات حرب اكتوبر “وازاي البطل ده ضحى بحياته” في سبيل تراب مصر، واكتب الشخصيات وزرتهم واسميت العمل”رجالاً صدقوا الله على ما عاهدوه عليه”.
*مثل هذه الاعمال الجيل الشباب لزاماً ان يحضرها ليعرف التاريح والابطال؟
-الاجيال الجديدة ليست واعية، والسوشيل ميديا”بوظتهم” وحتى العلاقات الانسانية خربتها، التواصل صار من خلال هذا الجهاز”الموبايل”،”وبعدين الفيديوهات السخيفة اللي شوهت صورة المرأة المصرية”، فالعيال صارت تستقبل كل شيء منه وتفرح، العدو اخترقنا من خلاله، وبرافو ان الاجهزة الامنية تلقي القبض على الاشخاص الذين يبثون محتويات مبتذله وليت يمنعنون الاطفال من حمل الموبايلات، الاهل لزاما عليهم ان يعلموهم القيم والمبادىء وان يتسلحون بالثقافة، الحل سيخذ سنوات طويلة.. (ويعلق)من فترة شاهدت فيلماً حول قرية ينقطع عنها الانترنت، ويوما بعد يوم يعود اهل القرية الى سابق عهدهم يتجالسون ويتسامرون ويحلون مشاكل بعضهم ويتقرب الجميع من بعض، وعندما يتم اصلاح النت يرفضونه، لانه يريدون ان يعيشون الحياة الاسرية صح، الفلاح عاد ليزرع والموظف الى مصنعه، والاسرة تجتمع ويحلون مشاكلهم بانفسهم، اليوم كل واحد يحط بوست عن مشلكتو والتعليقات هي الحلول، العدو لن يحاربنا بالدبابات والطيارات فقط، بل ثقافيا وسيخترقنا من التكنولوجيا، و”لازم اولادنا “يعرفوا تاريخنا العسكري حتى لو بحلقات تعرض على المنصات.
الماسونية وتغلغلها
*المنصات تروج للمثلية والماسونية وغيرهما؟
-شادي عمار يكتب اليوم عن الماسونية، حيث سيظهر وجهها القبيح وكيف تظهر وتتغلغل وتدمر اجيالا وعلماء وعائلات..
*الماسونية دمرت اسطورة مايكل جاكسون؟
-واي عالم او شهير يصطادوه ويرمون عليه المشاكل اذا شاكسهم او يشترون دماغه ويمشي على منهجهم..” لازم نضوي على الافكار المسمومة للشعوب”.

السادات والقضية الفلسطينية
*تحب الرئيس السادات؟
-صحيح، علماً انه كان سبباً بترك والدي لمصر لفترة حين كان رئيس تحرير الجمهورية، ووالدي كان مع شخصا يدعى محسن يعملون بشركة الاعلانات المصرية، وحصل خلاف مع السادات اول الخمسينات وتسبب في ان يترك والدي مصر، لكن بعد ان اصبح رئيسا للجمهورية ،لمست مدى ذكاؤه وفطرته، فصرت احبه وطريقة تفكيره وكيف كان ثورجياً ، وخاض حرب اكتوبر وانتصرنا وبعد كامب دايفيد كان يريد ان يصب اهتمامه على القضية الفلسطينية، لكن الاخوان كان لهد هدفاً اخراً فاغتالوه..(وتابع) في ثورة يناير تم استغلالها بشكل خاطىء وللاسف كانت عقول الشباب مسمومة وكنت استغرب كيف يقتلون ضابطاً لمجرد انه ليس على هواهم، الثورة للتغيير ولأصلاح البلد، هذا ما قلته فصاروا يقولون “انت خاين وعميل وضد الاخوان ايوه انا ضدهم”، وبعد ان اعتلى الاخوان الحكم “قالولي معك حق، طب بعدايه؟ بعد ما تم اعتقالي عندما اشهرت مسدسي بوجه الاخوان.. تجربة السجن زادت من ثقافتي واعطتني السكينة و”شفت اراء كثيرة”، وعرفت افكار الناس لماذا تسممت بلا وعي وكيف انهم “حافظين مش فاهمين” للاسف.