يعد# أحمد_ محرز _من تلك الشخصيات الإنسانية والفنية التي رغم قلة ظهورها على الشاشة، تركت أثرا خاصا وبصمة واضحة في السينما المصرية عبر مشاركات محدودة ولكنها ذات عمق وجودة فنية.
أحمد إسماعيل محرز في 11 يونيو 1949 لعائلة عريقة تجمع بين العلم والنضال المجتمعي؛ فوالده أحد أكبر الأطباء المصريين ومن أطباء العائلة المالكة قبل الثورة، بينما والدته شريفة هانم رائدة من رائدات الحركة النسائية في مصر. ورغم أن رصيده السينمائي لم يتجاوز 5 أفلام فقط، فإن كل عمل شارك فيه كان يحمل خصوصية وتميزا، ومن أبرز أعماله فيلم “الأقدار الدامية” للمخرج خيري بشارة عام 1982، والمستوحى من رواية “الحداد يليق بإلكترا” للأديب يوجين أونيل، وأعد السيناريو والحوار شقيقه الكاتب والصحفي علي محرز.
ولا يمكن الحديث عن أحمد محرز دون التوقف عند تعاونه مع# المخرج_ الكبير_ يوسف_ شاهين_ حيث شارك معه في 4 أفلام مهمة: “#عودة_ الابن_ الضال_” الذي يعد من أشهر أفلام تلك المرحلة، مع #المطربة _ماجدة_ الرمي_ الذي غنى معها الديو الشهير”الشارع لنا” ثم فيلم “إسكندرية ليه” الذي شارك فيه كممثل وكما مساعد إخراج ليكتسب خبرة مضاعفة أمام وخلف الكاميرا، وكذلك فيلم “حدوتة مصرية”، حيث كرر العمل مع يوسف شاهين بنفس المنهجية، فكان حاضرا في كافة تفاصيل التصوير والتمثيل، وآخر مشاركاته السينمائية كانت في فيلم “سكوت هنصور” عام 2001، ليظل اسمه حاضرا ضمن توليفة أفلام شاهين التي شكلت جزءا أساسيا من الذاكرة السينمائية.بالإضافة إلى السينما، ظهر أحمد محرز في تجربة وحيدة بالتلفزيون من خلال مسلسل “شباب أونلاين” عام 2003 إلى جانب أسماء شابة مثل أمير كرارة، لقاء الخميسي، وأحمد الفيشاوي، فقدم حضورا مختلفا لجيل جديد من المشاهدين الذين تعرفوا عليه كممثل من طراز خاص.وظل أحمد محرز حتى لحظاته الأخيرة محتفظا بسمعته كفنان هاو و”باشا” مثقف، جمع بين الرصانة الأرستقراطية وخفة الظل، ولم يكن كثير الظهور أو البحث عن الشهرة، بل آثر أن يكون اسمه متصلا فقط بالمشاريع التي تحمل معنى وقيمة فنية، الى ان رحل عن عالمنا عام 2008 عن عمر ناهز الـ59 عاما.
ورغم قلة أدواره فإن الكثير من النقاد أشادوا بأدائه، وقد كتب عنه الناقد محمود عبد الشكور في كتابه “وجوه لا تنسى”.وقال الناقد الكبيرطارق الشناوي عنه :”أحمد محرز نموذج لفكرة الفنان الهاوي الغني ماديًا، المستغني، طموحه في السينما والتمثيل مش كبير ولكن يمثل بروح الهواه..وأضاف الشناوي :”أفلام محرز خمسة فقط، ماكنش حريص أنه يتواجد في المسرح أو التلفزيون، هو كان هاوي فقط، ويوسف شاهين منحه التواجد، وخد مساحات في فيلم “عودة الابن الضال” كانت واضحة جدا، لكن لم ينفتح على سينمات أخرى..أفلام أحمد محرز لم تحقق نجاحا جماهيريا طاغيا، لكنه شكل في وجدان كالناس اسم ممكن يستعيدوه.أحمد محرز يظل بالنسبة للمهتمين بسينما يوسف شاهين مشروع ممثل هاوي ولكنه لم يكمل طريقه”.