كتب/ زاهي حميّد
في ظلّ الشّحّ الّذي يسيطر على الحركة المسرحيّة في لبنان بسبب الأزمات المتتالية، وفي ظلّ غياب الدّعم المطلوب لهذا القطاع، نصادف بين الحين والآخر أعمالاً تأتي بمثابة استثناءٍ لتكسر قاعدة الشّحّ هذه، وتشكّل مُتَنَفّساً للمسرح الّلبنانيّ ومحبّيه…
أجدد الأعمال المسرحيّة “MAGMA” والّتي يتمّ عرضها حاليّاً على خشبة مسرح دوّار الشّمس، تقوم ببطولتها منفردة النجمة الّلبنانيّة برناديت حديب والّتي تحكي خلالها قصّة كلّ لبنانيّ منّا وما يواجهه من مشاكل وأزمات وظلم وتوتّر وقلق في الحياة اليوميّة؛ فيكون أمامه إمّا أن يواجه وينتفض ويصحو من ثباته أو يبقى غارقاً في هذا الثّبات إلى الأبد…
أجاد كلّ من الممثّلة برناديت حديب وكاتب ومخرج العمل عصام بو خالد توصيف حالتنا وتفاصيل يوميّاتنا في ظل كل ما مررنا ومازلنا نمرّ به من أزمات، وما خلّفته تلك الأزمات على وضعنا المادّي والصّحّي والنّفسيّ… أبدعت برناديت بلعب دورها وحيدة…نعم كانت وحدها ولم يشاركها البطولة أحد.. إلّا من حضر المسرحيّة… فكانت صوت كلّ واحد منّا، وجعلتنا نشعر أنّنا نتشارك البطولة معها وإن كُنّا متفرّجين…برناديت حديب من الطّاقات التّمثيليّة ذات الإمكانيات العالية في عالم المسرح أو السينما والتّلفزيون، فهي تعيش دورها وتقدّمه ببراعة متحكّمة بكل جزء من جسدها وبنبضات عروقها لتقدّم محتوى يليق بموهبتها، ويلتمس وجدان جمهور مسرحها الّذي أبى إلّا أن يحيّيها وقوفاً ويصفّق لها بكلّ إعجاب وامتنان…تمّ تمديد فترة عرض المسرحيّة، والعروض القادمة أيام ٨، ٩، ١٠ و ١١ شباط على مسرح دوار الشّمس.