الأحد , مايو 19 2024

الدكتور يوسف حجازي.. هكذا تخلى عن الجغرافيا ليبتدع فن الحفر

كتبت/ ايناس الشامي

الدكتور يوسف حجازي إبن بلدة معركة في جنوب لينان الذي أستهوته حرفة الحفر على الفاكهة بكافة أنواعها لرسومات وصور مختلفة وزخرفات وورود بغاية من الإبداع والذوق والجمال، ويقول  الدكتوريوسف حجازي أنه بعمر العشرين عاما كانت الإنطلاقة الأولى له من على مقاعد الدراسة الجامعية، ولأجل الحصول على مدخول مادي كمصروف خاص به، تفرغ أيام العطل للعمل في أحد الفنادق حتى لفت نظره مشهد لصورة محفور عليها قطعة ثلج بشكل بطة ورسومات على البطيخ والشمام،. فشده فضوله لهذا المشهد وراودته أفكار في مخيلته للتقليد، ومن هنا كانت البداية لرسومات ورود رغم صعوبتها على بعض حبات البطاطا والتفاح والكوسا والباذنجان والجزر إلى أن تمرسّ نوعاً ما في هذه الموهبة..

ولفتت أعماله إدارة ومسؤولي الفندق، فبدأوا يعتمدون عليه في عملية التزيين للاحتفالات ومناسبات الأفراح التي تقام في الفندق كما لدى افتتاح محال تجارية او صالونات حلاقة بحفر ما يلزم من مجسمات وصور العرسان وورود وأسماك وحيوانات بحرية وطيور وشمع وغير ذلك على الفاكهة وتحديداً البطيخ  والشمام واللقطين،.

إلى حين بعد عشر سنوات على مزاولته العمل في المطاعم واحترافه مهنة الحفر على الفاكهة تزامن مع تخرجه من دار المعلمين كأستاذ لمادة الرياضة ومتابعته تحصيل الدكتوراه في مادة الجغرافيا عندها تخلى عن عمله في قطاع المطاعم وأستقل متفرغاً لهذا الفن بإنشاء محترف خاص به في منزله حيث يمارس أعماله ونشاطاته،إضافة لمهنة التعليم وبات له رصيد كبير من الشهرة والعلاقات العامة ومقصداً لكثيرين مِمَنْ يرغبون بإنجاز لهم فنون حفر على أنواع  الفاكهة لتتزين بها مآدب المناسبات على أنواعها..

وبعض المواطنين يختارون بأنفسهم المطلوب حسب المناسبة، خاصة أعياد الميلاد وما تتطلب من رسومات محددة أكانت لصاحب المناسبة ام لغيره، وأشار لنا انه لم ينتسب إلى اي معهد لهذه المهنة أو الحرفة والإتكال على ذاته وبنات أفكاره والذوق ومواكبة التطور وعمله دقيق جداً لا يتحمل أي خطأ..وهذا الفن يعتبره نافذة له حيث أطل من خلالها على المجتمع بارزاً مهاراته وإمكانياته وموهبته،حيث انطلقت شهرته من شرق آسيا، ويشدد على وجوب إيلاء هذا الفن الإهتمام  وإدراجه في المناهج التعليمية من قبل كلية الفنون ومديرية التعليم المهني التي تعّلم إختصاصات فندقية.

وهناك العديد من التلامذة الذين يسمع منهم تمنٍ بتعلم هذا الفن في المعاهد الرسمية، وهو شخصياً يعطي دروساً لبعض الطلاب والهواة ومع بعض الجمعيات الأهلية.. أما لجهة  التركيز على البطيخ والشمام واللقطين نظرا” لحجمه الكبير وسماكة القشرة التي تساعد كثيرا في عملية النحت والعدة المستعملة تقتصر على سكين رفيع فقط والموهبة التي من خلالها يتصور الرسمة المطلوبة والتعامل بدقة معها فبداية تكون عبر إزالة الزوائد في القطعة المراد الحفر عليها وقد يضطر أحياناً إلى إجراء عمليات توصيل على سبيل المثال رسمة الجناحين والذنب لطائر النسر حيث تخضع القطع المنفردة كل على حدى لعملية توصيل دقيقة وفنية في المكان المخصص لها بواسطة  عيدان “الكوردون” عبر غرزها بطريقة مخفية بين القطعة الأم لإتمام عملية التوصيل فيما بينها وهناك مدة زمنية لصلاحية أي قطعة لا تتعدى الـ 48 ساعة، شرط وضعها في البراد، ولا توجد أية عقبات تُذكر سوى فقدان بعض الفاكهة في موسم الشتاء، وقد شارك بعدة معارض عديدة منها في الجامعة اللبنانية  واحتفالات ومهرجانات تقيمها بلدية معركة وحصل على بعض التكريمات من عدة مراجع وجمعيات ونوادي وأهم شهادة حصل عليها في الشرق الأوسط مع ميدالية  ذهبية من جمعية  “الأوريكا” خلال المعرض في البيال..

ويحاول ألاّ يكرر نفسه بوضع لمسات مختلفة على كل صورة أو  رسمة  مواكبا” التطور من خلال إطلاعه على أعمال الفنانين  والنحاتين والرسامين في الداخل والخارج.. إنما يعتبر الطبيعة أكبر معلم ومصدر وحي وإلهام، وما يود قوله: أن الإنسان إبن بيئته،خلاّق مبدع بعدة فنون لا يستسلم لأي ظرف أو حدث،ولا يعتقد من وجود منافس له بهذه الحرفة.المواطن المشاهد يميز ويقيّم بين كل عمل وهو الحكم..

شاهد أيضاً

مهرجان أفلام السعودية يشيد بموسيقى فيلم “أنا الاتحاد” للمايسترو جورج قلته

خاص/ القاهرة ترشح المايسترو جورج قلته لجائزة أفضل موسيقى تصويرية في مهرجان أفلام السعودية عن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *