الأحد , مايو 19 2024

ليليان نمري:” حكيمة بنت شارع فهل يعقل أن تأكل كافيار وتكون كلاس ولماذا التعليقات المستفزة تزامناً مع نجاح للموت؟”

حوار/ ابتسام غنيم(بيروت)

هي الزعيمة بلا منافس، وقفت على على خشبة المسرح وهي ابنة ست سنوات، تشربت عشق الفن من والديها(عبده وعلياء نمري)، تلونت في أدوارها، فكانت حبيبة الاطفال، والزوجة المكسورة، والكوميديانة التلقائية، احبها الجمهور لعفوبتها لانها ممثلة بالسليقة ودخلت الى البيوت والقلوب معاً.. واليوم في مسلسل ” للموت” نجد أنها غيّرت جلدها الفني وقدمت شخصية حكيمة التي لا تُشبهها ابداً ومع ذلك تفوقت على نفسها وعلى الدور على السواء.. انها النجمة الزعيمة الممثلة القديرة ليليان نمري التي خصتنا بهذا الحوار الشيق.

*ليليان هل خفت من ” حكيمة ” عندما عُرضت عليك؟

-“بصراحة نقزت”، لا أحب أن يكرهني احداً لا سيما أن لي جمهوراً كبيراً من الاطفال، لكني اولاً واخيراً ممثلة وعليّ أن اتقمص الدور كما يجب واقدمه، ولا انكر ان الشخصية نافرة والجمهور نفر منها، وهذا يعني اني اوصلتها بأمانة، (وتضيف) البعض اراد تشويه الشخصية بتعليقات غريبة عجيبة، لكني لم أرد، ” ما بعرف ليش في ناس بحبو يكسرومن مقاديف الواحد بس ينجح”.

*تعاطفت مع حكيمة؟

-ابداً، بالعكس كرهتها، مهما كانت لها مبرراتلا أقبل أن تكون على هذا النحو، ارى انها الشر بعينه، لا يُمكن أن أشفق على مثل هؤلاء الاشخاص.

*ربما لها ظروف دفعتها لتصبح لما هي عليه اليوم؟

-مهما كانت هذه الظروف قاسية بأمكانها ان لا تكون شريرة وحرامية، هؤلاء مثل الذين يدخلون السجن بتهمة القتل مع سبق الاصرار والترصد، كثر طحنتهم الحياة، لكنهم عملوا بمهن شريفة وعاشوا بأمان، وسعداء بفقرهم وخبزهم كفاف يومهم..لم يذهبوا لتجارة اعضاء البشر ولا المخدرات ولم يتخلوا عن انسانيتهم، ” وصدقيني حتى الدودة الله ما بيقطع فيها”، لكن جشع بعض الناس يدفعهم للشر والاجرام، ثم نضع الحق على الظروف ” العالم كلو ظروفو تعبانه، وهيدي مشكلتنا بعالمنا العربي منتخبى ورا اصبعنا ومنقول الحق على الظروف معقول؟”.

*الكل يُعلق على الفاظ حكيمة رغم يقينهم انها ابنة شارع والعام الماضي ايضاً علقوا على الفاظ ريم وسحر مثل (ابو مخطة) و(وابو لحسة)؟

-” عجبك؟”، يعني حكيمة من الطبيعي ان تكون الفاظها نابية، وكلامها جارح، وكذلك الامر بالنسبة لريم وسحر بحكم طبيعة تصرفاتهما واسلوبهما بالحياة وتربيتهما في ملجأ ثم الهروب منه الى الشارع،، لكن حكيمة عاشت بجو مختلف، بالنهاية العمل متكامل ومحبوك ورائع، وكلنا عملنا بقلب وبمحبة، ومثل تلك التعليقات لا تهزني، والدليل ان حكيمة صارت تريند..(وتتابع) لو عدت للاعمال القديمة ستجدين ان الشخصيات النافرة تستقطب الجمهور وهذا ليس بجديد على فننا اللبناني.. ” واكيد في حدا مقهور وبدو يزكزك او مدسوس ليكتب تعليقات بلا طعمة”، الجمهور ذكي ولا يتأثر بمثل هذه الحرتقات،(وتعلق) صحفية سياسية صديقة لي قالت عني جملة اعتز يها وهي ” ان جرحي ناعم مثل القطنة”، ومن يكتب الكومنتات المسيئة اقول له ” اذا اتتني مذمتي من ناقص فهي شهادة لي بأني كامل”.

*يُعلقون على الفاظ حكيمة كون الدراما تدخل البيوت؟

-ليس مبرراً لهجومهم السخيف، هذا هو الجهل بالعالم العربي يريدون ان نتقوقع، ” وابن عشر سنين اليوم معو تلفون بفوت منو على مواقع ما هب ودب”، كفانا حروباً ضد بعضنا، الفاظ حكيمة من بنات افكارها عاشت بالشارع لا تعرف الاتيكت، ولا الملابس الفاخرة فمن الطبيعي ان تتكلم بهذا الشكل،(وتضيف) من فترة كنت ازور صديقة لي وانا ” طالعة على الدرج سمعت صريخ وشتائم ومسبات، جمدت بأرضي، يعني كلام لا يُقال ولا يُكتب ولا اعرف من اي قاموس جابتو هالست”، لاحظت صديقتي ذهولي، فقالت لي انها الجارة التي تسكن بالطابق الاول كل يوم تشتم اولادها على هذا الشكل، اندهشت وتسألت:” معقول بالحياة في أم بتحكي هيك؟” فما بالك بحكيمة مثلاً التي عاشت بالشوارع وتربت على السرقة وبعمرها ما اكلت ” كافيار وبعمرها ما بتعرف شو يعني المدرسة..(وتتابع) انا ضد الالفاظ النابية لكن من جهة اخرى ” مش لازم نكون معقدين”، ثم ان حكيمة تتفوه بكلام شوارعي ولا تقوم بأيحاءات مثيرة مثلاً، ولا تتكلم ضد الدين ولو شخصية حكيمة قُدمت بعمل اجنبي كانوا سيتقبلونها ويمدحونها.

*ايضاً علقوا من ان شخصية حكيمة مستوحاة من ” الكتعة” بفيلم “العفاريت” علماً انها لا تشبهها؟

-مسلسل ” للموت” يُحقق نجاحاً كبيراً، ولا أعرف لماذا يحرتقون عليه، وحكيمة لا تُشبه ” الكتعة” بالعفاريت لا شكلا ولا مضموناً، مع احترامي الكبير للفنانة نعيمة الصغير رحمها الله، كما ان قصة الفيلم كلها مبنيه على سرقة الاولاد وعملهم بالتسول، والفيلم كان جميلاً، لكن لا علاقة لحكيمة بشخصية الكتعة، والانكى من ذلك انهم وضعوا صورتي وصورة الفنانة الصغير وصاروا يكتبون تعليقات ومقارنات، الهذا السبب يغيظهم نجاح ” للموت”؟، في الجزء الاول هاجموا ريم وسحر؟، اليوم يصبون هجومهم على حكيمة، “والمسلسل مقلع متل الصاروخ”.

*ماذا تتابعين من مسلسلات؟

-“ماعندي كهربا وبنطر لتشحن البطارية وبحضر للموت”.. اعيش بالعتمة مثل كل اللبنانييّن.

*سعيدة بالنجاح الذي احرزته؟

-كثيراً، واعرف ان الشجرة المُثمرة ترشق دائماً، “بس انا بلشت بنت ست سنين بالتمثيل وما في شي بهزني”، وكثيرات قلدنني وكانت النتيجة ان مكانتي كبرت ولمعت اكثر، وهن بقين محلك سر.

*شاهدت لك فيديو مع الفنانة رندى كعدي التي صرحت لي كم انها متأثرة بوالدتك الراحلة الفنانة علياء نمري؟

-“حبيبة قلبي ست رندى، وانا بحبها كتير”، اشعر انها قماشة فنية نادرة، ناعمة مثل الحرير، تلقائيتها وعفويتها لا مثيل لهما، واجمل ما فيها تنوعها بالادوار، ومحبتها للجميع، وانا اشعر في لقطات معينة تمثلها، انها تُشبه والدتي علياء نمري من حيث البساطة بالاداء.

*وماذا عن الطفلة تالين؟

-هذه الطفلة موهوبة بالسليقة ولو استمرت بالفن ستكون ذات شأن وتذكروا كلامي، عندما تكبر يجب ان تدرس التمثيل، الرب اعطاها موهبة وهلى الاهل أن يصقلوها.. عندما وقفت على المسرح كان عمري ست سنوات، والعمل عن المسرح يختلف عن التلفزبون والسينما، لانه مباشر مع الجمهور، لكني أندمجت وأكملت مسيرتي والحمدلله وصلت لما انا عليه اليوم.. وأشكر ربي على نعمة موهبة التمثيل التي منحني أياها، لأن التمثيل بالفطرة صعب جداً ، وقلة الذين يتقنونه.

*ايضاً اشدت بالممثلة الين الشامي التي لعبت دور الحامل رغم انها اطلت بمشهدين معك؟

-صحيح، ” مش غلط نضوي على المواهب الجيدة” ونشجعهم وهي في هذه اللقطة كانت تعابيرها رائعة وهي تتوسل وتبكي لتشاهد ابنها لمرة واحدة.. “لازم نشجع بعضنا وايضاً الجيل الصاعد لان الفن مثل الراية يحملها جيل بعد جيل.

*ماذا تتمنين؟

-ان لا يدخلوا الفن بالسياسة، وان تدعم دولتنا الكريمة الدراما اللبنانية  والفن اللبناني، لدينا طاقات مبهرة، وصدقيني من كل عمل تعيش مئات العائلات، ليتنا نحب بعضنا البعض ونساند يعضنا ونكون يداً واحدة، و”مش غلط نشتغل بالدراما المشتركة” المهم النهوض بالفن العربي، لان الفن يمنحنا الثقافة والجمال بينما السياسة للأسف تُدمر حياتنا.

شاهد أيضاً

مسرحية “متل الحلم” ساعة تختصر دهراً من الواقع الأليم

كتب /هشام فارس عُرضت مسرحية “متل الحلم” على مسرح ميترو المدينة/ بيروت، وهي مسرحية تُحاكي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *