الإثنين , أكتوبر 14 2024

برناديت حديب .. سندس “راحوا” .. للمرة الأولى الدراما اللبنانية تسلط الضوء على قضية اللاجئين

كتب/ حسن نشار

هي نجمة بدايتها كانت مسرحية مع القدير دريد لحام .. خلال مشوارها الفني جسدت شخصيات عديدة بواقعية .. لا تهتم بحجم الدور بقدر ما تهتم بالمضمون .. حتى لو كان مشهداً واحداً معبّراً .. تؤمن بأن الفن رسالة توعية  .. يلفتها مواضيع تتعلق بالمرأة ووجعها ورسالتها .. هي السمراء الجميلة والمثقفة برناديت حديب التي أطلت في رمضان بعد غياب ..  بشخصية سندس اللاجئة العراقية المقهورة في مسلسل “رحوا” ..لا تكثر حديب من ظهورها في الدراما .. وبعد “هروب” للكاتبة كلوديا مرشليان تعود الى نصوصها اليوم في مسلسل “راحوا” من إخراج نديم مهنا وإنتاجه بدور “سندس” وتراه كدور أقرب الى كاراكتير ..


مشهد جعلها تشعر بإنكسارها .. كونها ارتضت ان تعمل كومبارساً كي تعيش بكرامة .. فهذا حال بعض مدراء المسرح كيف يتعاملون مع الكومبارس في الحلقات المصورة .. “سندس” شخصية حقيقية من واقعنا .. هي من اللاجئين الموجودين في كل المنطقة العربية .. الذين لم تلحظهم الدراما .. وخصوصاً لبنان .. شخصيتها تحمل الكثير من الدراما والمشاكل والهموم التي يُعاني منها النازح من وجع وقهر وفقر .. “سندس” ظلمتها الحياة وعاشت بعيدة عن عائلتها تنتظر مصيرها ..  وجع المرأة العربية حرك الممثلة داخلها .. فالمرأة العربية بشكل عام مثقلة بالهموم والوجع وتحمُل الصعاب .. لهذا تراها تتكيف مع الظروف ..


مبدعة وراقية في لكنتها وحضورها .. ابتسامتها تخبىء الدموع التي تفضحها .. هي حال البعيد عن بلده وعائلته .. لا ينصفها كل من يعرفها ..
لكنتها مجبولة بالمحبة فهي ابنة العراق المتواجدة في لبنان .. بعض المغرضين لم يألفوا وجودها .. فنثروا سهامهم في وجهها لكن تلك السهام زادتها قوة ..
شخصية مركبة .. صعب على من لا يعرفها أن يفهم اسرارها ..في حديث لها .. رأت الممثلة برناديت حديْب أنه ولأول مرة في الدراما اللبنانية يُسلّط الضوء على القضية الانسانية للاجئين .. واعتبرت ان مشاركتها في مسلسل “راحوا” الذي يُعرض على شاشة “MTV” اللبنانية بدور “سندس” المرأة العراقية التي تعيش في لبنان بينما عائلتها في العراق .. يحاكي مسيرتها الفنية المناصرة لقضايا المرأة العربية ..


في حديث لبرنامج “عالموجة سوا” عبر صوت لبنان كشفت عن تحويلها بمساعدة أصدقاء عراقيين النصّ المكتوب لدور “سندس” من اللبناني الى العراقي مع الإبقاء على بعض المصطلحات اللبنانية ..كما أشارت الى عدم متابعتها للأعمال الدرامية خلال رمضان متسائلة لماذا يُعرض خلال الشهر الفضيل مسلسلات تتحدث عن الخيانة وتجارة المخدّرات بدل أن يكون هناك مسلسلات لها علاقة بالدين .. على حدّ تعبيرها ..وعن وضع المسرح أعربت عن حزنها لما آلت اليها أوضاع المسرح في ظل الوضع الإقتصادي الصعب معتبرة ان الثورة ثقافة وعمل يومي مستمر ..بالمناسبة حبس مسلسل “راحوا” منذ الحلقة الأولى أنفاس المتابعين بالأحداث والتطورات التي شهدها من كل النواحي ..  فقد شهدت الحلقة الأولى عملاً أرهابياً في أحد الملاهي الليلية حيث كانت تقام سهرة عيد .. وتقع الكارثة .. فيسقط الضحايا بين قتلى وجرحى في مشهد مستوحى من حادثة ملهى “رينا” في إسطنبول ..

والمميّز في مسلسل “راحوا” أنه عمل لبناني لناحية الإنتاج الضخم والممثلين .. وهو يضم أكثر من 20 اسماً من ممثلي لبنان المصنّفين فئة أولى .. وكل العوامل موجودة في العمل ليحقق النجاح حسب ما أكد منتج ومخرج المسلسل “نديم مهنا” الذي أعلن أن المسلسل يتضمن حوالى 10 خطوط روائية سيتابع المشاهد لأحداث 10 عائلات ومشاكلهم ، وأضاف:”هذا العمل هو مسلسلات عدة في مسلسل واحد .. وهو بمثابة تحية الى كل أم تشعر بألم وإلى كل زوجة خسرت زوجها وإلى كل طفل خسر والده في أي حدث أو كارثة كبيرة” .. وأشار إلى تعاطف الناس في الأيام الأولى مع الحادثة وكذلك الإعلام ..ولكن من بعد الفاجعة يُكمل كل شخص حياته بشكل طبيعي باستثناء من أُصيب أو فُجع بخسارة أحد من عائلته ..كما قدّمت النجمة اللبنانية نانسي عجرم شارة المسلسل وهي اغنية “ما تحكم عا حدا” التي طرحتها منذ مدّة وحظيت بنجاح لافت وهي من من ألحان شقيقها نبيل عجرم وكلمات الشاعر منير بو عساف ..


هذا واعتبرت الممثلة برناديت حديب أن إطلالتها في برنامج “عاطل عن الحرية” وتجسيدها شخصية ضحية لجريمة هزت البلد أخيرا على شاشة MTV .. زاد من قناعتها أن التراجيديا ليست بعدد المشاهد والحلقات والمسلسلات .. وهذا ما كانت استخلصته حين قامت ببطولة تيليفيلم “يوما ما” مع الفنان جورج خباز ..وشكرت برناديت للمخرج دافيد أوريان وصاحب البرنامج هذه الحلقة .. ولفتت إلى أن “ردة فعل الناس وإعجابهم كانت شهادة مميزة لها بما في ذلك رسالة والدة المغدورة لها التي تبعها التواصل الهاتفي” ..واعتبرت في حديث لها أن كل ما قدمته جاء بقناعة منها ولا ترى باستثناء مشاركتها في مسلسل “ذات ليلة” ما ينغص خطواتها ومسيرتها .. والممثلة التي خاضت التجارب الدرامية في مستهل حياتها الفنية مع الكاتب مروان نجار .. خاضت تجربة درامية واحدة مع المنتج ايلي معلوف في مسلسل “ذات ليلة” .. وتقول بإنها حين وافقت على الدور كانت تدرك أن ثمة ثغرات في معالجته الدرامية وقيل إنه سيتم إصلاحه لكن ذلك لم يحصل ..أما مع المنتج مروان حداد فلم تعمل ولم تلتق به .. على الرغم من أنه حصل اتصال بينهما لدور في مسلسل “حواء في التاريخ” إلا أنه لم يثمر تعاوناً ..وعن السينما اللبنانية التي حفرت في قطاعها اسمها في فيلم “لما حكيت مريم” مع المخرج أسد فولادكار .. قالت إنها متشوقة لخوض غمارها إلا أن التمثيل يبقى عرضاً وطلباً .

شاهد أيضاً

صاحب ” حلو الفن” فرنسوا حلو لامال فقيه:” يطلقون على انفسهم القاب، واغلب اصحاب المدونات لا علاقة لهم بالكتابة والصحافة”

“ما ارتهن ولا يوم لجهة معينة، أو استسلم , وساير الدارج، أسلوبو ماييشبه حدًا حتى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *