في مشهدٍ يختصر معنى العطاء المدني، بادرت #جمعية _Brain_ Beirut_ إلى_ إنارة_ نفق_ نهر_ الكلب_ لتؤكد بالفعل قبل القول أنّ المبادرات الأهلية قادرة على أن تترك بصمة مضيئة في وجدان الوطن. هذه الخطوة لم تكن مجرّد عمل تقني لإعادة الإضاءة، بل فعل رمزي أراد من خلاله القيمون على الجمعية إعادة الاعتبار إلى معبرٍ تاريخيّ يشكّل صلة وصل بين المتن وكسروان، وبين الماضي والحاضر.
النفق الذي يشهد يوميًا مرور آلاف اللبنانيين والزائرين، تحوّل في لحظة إلى مساحة تُعيد رسم صورة# لبنان _التي يطمح إليها أبناؤه: مضاء، آمن، ومفعم بروح الانتماء. فالإنارة هنا لم تكن مجرد كهرباء، بل رسالة واضحة بأنّ النور ممكن حتى في أحلك الظروف.
منذ تأسيسها على يد #الأستاذ _سعيد_ حديفة_ ابن _الأشرفية _وعضو_ مجلس_ بلدية_ بيروت_ حملت Brain Beirut مشروعًا يتخطى حدود العاصمة إلى مختلف المناطق اللبنانية. فالجمعية لم تكتفِ بالمبادرات الرمزية، بل جعلت من عملها الأهلي وسيلة لإحياء الفضاءات العامة، وزرع الجمال حيث يغيب، وفتح نافذة أمل حيث يخيّم الإهمال.
اليوم، يبرهن هذا الإنجاز في نفق نهر الكلب أنّ النوايا الصادقة قادرة على أن تُحوّل الحلم إلى واقع، وأن تجعل من مبادرة صغيرة خطوة نحو تغيير كبير. وما إنارته سوى محطة أولى في مسار طويل تسعى فيه Brain Beirut إلى أن يُصبح كل شارعٍ ونفقٍ وزاوية في لبنان مشعًّا بالضوء… وبالمحبّة.
ولا تكتمل الصورة من دون تحيّة صادقة إلى أبطال الدفاع المدني، الذين تولّوا شطف الجدران السوداء داخل النفق، فحوّلوها إلى جدران بيضاء ناصعة كقلوبهم. بجهودهم الصامتة وتفانيهم المستمر، أثبتوا أنّ العمل التطوّعي النبيل قادر أن يعيد الحياة إلى الأمكنة، تمامًا كما يعيد الأمل في قلوب الناس.