متابعة/ نادين خزعل
في أجواء مفعمة بالوفاء والعرفان، أقام #وقف _كنيسة_ مار _الياس_ المريجة_ احتفالًا _تكريميًا _للرئيس_ السابق_ لبلدية_ المريجة_تحويطة _الغديرـ_الليلكي_ سمير_ بو _خليل_ بعد قداس الأحد، حيث اجتمع الحضور في صالون الكنيسة ليقدّموا له درعًا تقديريًا تكريمًا لمسيرته الطويلة الحافلة بالعطاء والإنجازات التي نقشت اسم المريجة في سجل التاريخ، بشراً وحجراً.شارك في هذا اللقاء التكريمي النائبان حكمت ديب وآلان عون، راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة سيادة المطران بولس عبد الساتر، رئيس المجلس الماروني ميشال متى، رئيس بلدية المريجة د.روني سعادة وعدد من أعضاء المجلس البلدي، كاهن الرعية الأب يوحنا روحانا، المهندس فادي ابو رحال، السيد سعد سليم، بالإضافة إلى عائلة المكرَّم الدكتورة فريدة سعادة، الدكتور بطرس أبي يونس وزوجته الدكتورة لين بو خليل وابنهما وديع، وحشد من الفعاليات والأهالي وذلك في لحظة جامعة من التقدير والامتنان.
سمير بو خليل لم يكن مجرّد رئيس بلدية، بل كان الرجل الذي حمل المريجة في قلبه كأمانة مقدسة. ورغم العدوان الإسرائيلي الذي لم يوفر حجراً في البلدة، ورغم تدمير مبنى البلدية، بقي بو خليل صامدًا، مؤمنًا بأن قوة المريجة تكمن في تماسك أبنائها وإصرارهم على النهوض من بين الركام. لقد أعاد بجهوده وجه البلدة الحقيقي، محافظًا على هويتها وتاريخها، ومتصدّياً لكل ما يمكن أن يطالها من محن أو أزمات.
منذ عام 1966، حمل سمير بو خليل مسؤولية البلدية، مؤمناً بأن خدمة المجتمع عهدٌ وليست منصباً، فكان نموذجاً للرجل الصلب في المواقف، المتواضع عند الإنجاز، والوفي لكرامة الناس ولأرضهم. لم يترك أبناء المريجة يوماً في أصعب الظروف، بل كان إلى جانبهم في الحرب والسلم، يعيد بناء ما تهدم، ويمنح الأمل بما يستطيع.
وطيلة الحروب التي شهدتها المنطقة، لم تقتصر إنجازاته على إعادة الحياة إلى كنيسة مار الياس وترميمها ، بل امتدت جهوده إلى بناء المبنى السكني الذي يضم اليوم أكثر من خمسٍ وأربعين عائلة من أبناء الرعية، ليكون شاهداً على عطائه وإيمانه بأن خدمة الناس هي أسمى أشكال الإيمان.
وفي عمق الضاحية الجنوبية، في المريجة، ترك الريس سمير بو خليل بصماته، فكان الجامع حين اشتدت التفرقة، وكان التلاقي حين استعرت نار الشرذمة، وكان صلة الوصل، مرسخًا لبنان الوطن النهائي لكل أبنائه.
خلال الاحتفال، ألقى أمين سر لجنة الوقف، سامي جوزيف نجم، كلمة مؤثرة قال فيها:
“عرفناك صلبًا عند المواقف، متواضعًا عند الإنجاز، متفانيًا في كل ما من شأنه أن يحفظ كرامة الناس، وكنت دائمًا بعيدًا عن الأضواء، قريبًا من العمل الصادق الذي يخدم البلدة والناس. لقد كنت صوت العقل حين تاهت الأصوات، وكنت وفيًا للأمانة ولم تتركها يومًا.”
وختم نجم قائلاً:
“باسم لجنة وقف المريجة وأبناء البلدة، نمنحك اليوم هذا الدرع عربون وفاء لعقود من العطاء. لقد كنت رجل المواقف، الرجل الذي لم يخذل الأمانة يومًا، وسيظل اسمك محفورًا في تاريخ هذه البلدة كرمز للصدق والعطاء.”
بدوره ألقى الرئيس سمير بو خليل كلمة شكر فيها الحاضرين على التكريم الذي تفاجأ به، معربًا عن إيمانه بأن المريجة ستبقى الصورة النمطية المثلى للاصرار وتجاوز التحديات وعدم الاستسلام للصعوبات والوقوف في وجه الاعتداءات.
في زمنٍ شهدت فيه الضاحية الجنوبية عموماً والمريجة خصوصاً ويلات العدوان وتداعياته القاسية، برزت شخصية سمير بو خليل كرمز للصمود والإصرار. فقد علّم الجميع أن الانكسار ليس خيارًا، وأن الأمل يُبنى بخطوات ثابتة رغم أنين الدمار وصدى المعاناة. بقي الرجل منارة تنير دروب أبنائه، يزرع فيهم الثقة بأن بعد كل عاصفة شمس تشرق، وأن وحدتهم وتماسكهم هما السلاح الأقوى في وجه كل تحدي. من خلال عزيمته التي لا تلين، ومن خلال عطائه الذي لا ينضب، يظل سمير بو خليل نبراسًا يُحتذى به، ورسالة حيّة بأن الأرض والإنسان أمانة لا يجوز التفريط بها مهما اشتدت المحن.