كتبت/ مايا إبراهيم
في زمنٍ تتقاطع فيه #السياسة بالإعلام، ويشتد فيه التحدي أمام من يحاول الحفاظ على المهنية وسط الزحام، يبرز اسم #ياسر_ شورى كأحد الأقلام التي لم تُهادن ولم تنكفئ. هو ليس مجرّد صحفي متمرّس أو مسؤول حزبي، بل حالة فريدة تمشي على خيط رفيع بين الالتزام والانفتاح، بين الانتماء والاستقلالية، بين التاريخ والواقع.منذ أن خطّ أولى كلماته في بلاط جريدة “الوفد”، بدا أن لهذا الشاب رؤيا أبعد من مجرد نقل الخبر. لم يكن ياسر من أولئك الذين يقفون عند حدود العناوين، بل غاص في العمق، صانعًا من التحقيقات السياسية والمجتمعية منصّة لمناصرة الحق وإبراز المهمّش.
لكنّ الحبر لم يكن سلاحه الوحيد. حين دخل إلى أروقة حزب الوفد، دخل بقلب الصحفي وعين المفكر، واضعًا نصب عينيه أن الإعلام ليس تابعًا للسياسة، بل شريكٌ في تشكيل الوعي، وبناء الموقف، وتحفيز التغيير. لم يرضَ بدور المروّج، بل سعى لأن يكون صانع محتوى هادف، ومهندس خطاب ح.زبي يليق بتاريخ “بيت الأمة”.ما يميّز ياسر شورى ليس فقط تألقه التحريري، بل أيضًا قدرته على التجدّد. بين الصحافة الورقية، ومنصات الفيديو، وتفاعلات السوشيال ميديا، عرف كيف يلتقط نبض الشارع، وكيف يقدّم المعلومة من دون أن يتخلّى عن المبدأ. ولعلّ الأهم من كل ذلك، أنه ظل صوتًا وفديًا يعبر عن الفكر لا المصالح، وعن الشعب لا الحاشية.ياسر شورى اليوم، لا يُقاس بعدد المقالات التي كتبها، ولا بالمناصب التي تقلدها، بل بالأثر الذي يتركه في قارئ، أو في فكرة، أو في لحظة صدق داخل صخب المشهد الإعلامي. هو رجل من زمن نادر، يكتب كما لو أن الوطن يقرأه فهو يُجسد نموذجًا للصحفي الذي يدمج بين الممارسة المهنية والعمل السياسي، مما يجعله صوتًا مؤثرًا في الساحة الإعلامية والحزبية المصرية.