الإثنين , ديسمبر 15 2025

حكاية القط الذي تنبأ بموت أكثر من مئة شخص !!

(جريدة الحوادث الغربية)/ نصر حلمي

في عام 2005 ظهر #القط_ أوسكار_ ليقدم برهانًا حيًا على قدرة الكون اللامحدودة على إدهاشنا في كل يوم.
فمحبو الحيوانات عمومًا، والقطط خصوصًا، يدركون جيدًا أن هذه الكائنات تمتلك صفات وقدرات قد لا تتوافر لدى البشر، لكن أحدًا لم يكن ليتخيل وجود قط قادر على استشعار المو.ت قبل وقوعه بساعتين على الأقل.
ليس هذا فحسب، بل إن أوسكار لم يكن يتقرب إلا من الأشخاص الذين كانوا يقتربون فعليًا من لحظاتهم الأخيرة، والأغرب من ذلك أن هذه القدرة لم تظهر مرة أو مرتين فقط، بل تكررت أكثر من خمسين مرة، الأمر الذي جعله واحدًا من أكثر الظواهر غرابة وإثارة للدهشة في العالم،ومن هنا تبدأ قصة القط أوسكار بكل تفاصيلها المدهشة.
في مؤسسة أمريكية تُعرف باسم مؤسسة ستير لرعاية المسنين، اعتادت مثل هذه المؤسسات على خلق أجواء هادئة ومريحة للنزلاء، لذلك كانت تجلب الحيوانات لتخفيف وطأة المرض والوحدة عن كبار السن، وعندما لم يكن عمر أوسكار يتجاوز ستة أشهر، دخل مستشفى دار ستير للمسنين ليكون أحد الحيوانات المخصصة للترفيه.
نشأ أوسكار داخل دار المسنين، وبسبب طبيعته الهادئة تم تخصيصه للإقامة في الطابق الثالث، وهو الطابق الذي كان يضم المرضى المصابين بالخرف، وهؤلاء المرضى عادة ما يكونون الأقرب إلى المو.ت، وكان هدوء أوسكار يتناسب بشكل غريب مع هذا الجو المشحون بالسكون والترقب، لكن منذ أيامه الأولى لاحظ الجميع أن هذا القط ليس كغيره، سواء من العاملين في المستشفى أو من المرضى أنفسهم، فقد كان هناك عدد من الحيوانات الأخرى، إضافة إلى ستة قطط في الطابق الثالث، إلا أن أوسكار كان دائمًا منفصلًا عنهم، مختلفًا في تصرفاته.
الصحف كتبت عن القط اوسكار
كان يوصف دائمًا بأنه قط غريب، وعلى رأسها ابتعاده غير المبرر عن البشر. فقد كان يتجنب البشر بشكل مبالغ فيه، ولا يقترب حتى من الممرضات أو الأطباء الذين كانوا يعتنون به يوميًا، فيبتعد عنهم فجأة وبسلوك يثير الاستغراب.
وإلى جانب ذلك، كان يمتلك عادة أخرى أكثر غرابة، وهي الاختفاء المفاجئ، فقد يكون جالسًا أمامك للحظات، ثم تنشغل عنه دقيقة واحدة لتعود فلا تجده، وتبحث عنه في كل مكان دون جدوى، وكأنه تبخر أو ابتلعته الأرض، ثم يظهر فجأة بنفس الطريقة الغامضة التي اختفى بها، ولم يكن أحد يعنفه أو يحاول فهم سبب غيابه، بل أضيف هذا السلوك إلى قائمة ألغاز أوسكار الكثيرة.
لكن أكثر ما أثار الدهشة والرعب في آن واحد كان سلوكه مع المحتضرين، وهو الأمر الذي جعل الجميع يتساءلون عن حقيقة هذا القط وما إذا كان كائنًا عاديًا أم شيئًا يتجاوز الفهم.
فقد بدأت القصة في فبراير عام 2006 عندما شوهد أوسكار لأول مرة يقترب من أحد المرضى ويتودد إليه، وهو تصرف لم يكن معتادًا منه إطلاقًا، ولم يدرك أحد وقتها دلالة ما حدث إلا بعد أن غادر أوسكار المريض بساعتين فقط، ليعلن عن و.فاة الرجل، ورغم غرابة الأمر، تم تجاهله باعتباره مصادفة.
بعد أيام قليلة، تكرر المشهد حين توجه أوسكار إلى غرفة مريض آخر، صعد إلى فراشه وجلس بجواره، وبعد أقل من ساعتين تو.في المريض.
بدأ الفريق الطبي يحاول تفسير ما يحدث وطرحوا افتراضات لا تتماشى مع المنطق العلمي الصارم، لذلك قرروا مراقبة أوسكار عن كثب، ومع كل مرة كان يتوجه فيها إلى سرير مريض ثم يمو.ت هذا المريض بعدها بساعتين.
على مدار سنتين لم تتغير تصرفات أوسكار، كان يظهر ويختفي متى شاء، لكنه كلما ظهر كان المو.ت حاضرًا معه، فالمريض الذي يحظى بقربه كان يفارق الحياة بعد أقل من ساعتين، ولم يكن يختلط بأي شخص أو حيوان آخر، حتى القطط التي تشاركه المكان، وكأنه كائن منفصل عن عالمهم. ومع تزايد الشكوك، قرر الأطباء إجراء تجربة حاسمة.
في أحد الأيام كان هناك مريض يحت.ضر بالفعل، وكان مو.ته مسألة وقت لا تتجاوز ساعة أو ساعتين،
فقرر الأطباء إدخال أوسكار إلى غرفته بالقوة لاختبار قدرته، لكن ما حدث كان صادمًا، إذ دخل أوسكار الغرفة، ثم هرب منها سريعًا دون أن يقترب من المريض أو يعيره أي اهتمام، ومرت الساعات ولم يمت الرجل، بل ظل حيًا لأكثر من اثنتي عشرة ساعة، ما أكد أن أوسكار لم يخطئ، وبعد نحو أربع عشرة ساعة عاد القط فجأة إلى الغرفة، صعد إلى سرير المريض وجلس بجواره وداعبه بذيله ثم غادر، ولم تمضِ ساعتان حتى تو.في المريض.
بعد ذلك لم يعد هناك مجال للشك، وأصبح أهالي المرضى يرون في وجود أوسكار إلى جوار أحبائهم قبل مو.تهم نوعًا من الرحمة والمواساة في لحظاتهم الأخيرة، وقد تنبأ بهذه الطريقة بأكثر من مئة حالة و.فاة، قبل أن يمو.ت هو نفسه عام 2010. وبعد رحيله، سعى العلماء لتفسير هذه الظاهرة، فذهب التفسير الأول إلى أن جسد الإنسان قبل مو.ته يفرز مواد كيميائية لا يستطيع البشر شمها بينما تستطيع الحيوانات ذلك، لكن هذا التفسير تم استبعاده لأن أوسكار لم يكن الحيوان الوحيد في المستشفى، بينما انفرد هو وحده بهذه القدرة، أما التفسير الثاني فافترض امتلاكه ملكة نادرة تجعله يشعر بالمو.ت قبل حدوثه، فإن قصة القط أوسكار ستظل واحدة من أكثر الألغاز إثارة وغموضًا في عالمنا.

شاهد أيضاً

وصول وفود الاتحاد الدولي للجري والعدائين المحترفين إلى المنطقة الشرقية استعدادًا للسباق العالمي

اوضح المتحدث الرسمي# لسباق_ الشرقية _الدولي_ (٢٧) الاستاذ حسين بن علي البلوشي انه سيتم التعريف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *