الجمعة , نوفمبر 14 2025

مخرجا “ضايل عنا عرض”: فيلمنا رسالة صمود للشعب الفلسطيني”

متابعة/ عرفة محمود(القاهرة)

وسط #دمار_ الإبادة _الجماعية_ في_ غزة_ ترفض مجموعة من فناني السيرك الاستسلام لليأس. يتبع فيلم «ضبايل عنا عرض» فرقة «#سيرك_ غزة الحرة_» التي حولت حرفتها بعد نزوحها من شمال غزة إلى جنوبها خلال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائ.يل، إلى حالة من التحدي والصمود والأمل.

بينمــا يخيــم المــوت فــي الخلفيــة، تقــدم الفرقــة عروضهــا لألطفــال فــي الملاجــئ وفــي الشــوارع، مقدمــة لحظــات مــن الفــرح فــي أحلــك الاوقــات..يتجــاوز الفيلــم العــروض ليكشــف عــن الثمــن العاطفــي والجســدي لعملهــم، والــروح الجماعيــة والخيـارات المسـتحيلة التـي  تمسـك بهـم مع يواجهونهــا.. مـن خـلال عدسـة حميمـة وصريحـة، يتتبـع “ضايـل _عنــا_ عــرض_” حواراتهــم الصادقــة خلــف الكواليــس،
ولحظـات التأمـل الهادئـة، والطاقـة المبهـرة لعروضهـم فـي الشـوارع. فرقـة »سـيرك غـزة الحـرة« هـي شـهادة علــى قــوة الفــن كشــكل مــن أشــكال المقاومــة، فــي عالـم يحـاول محوهـم، يصـرون علـى البقـاء، يعيشـون، يبدعــون، ويذكروننــا بأنهــم مــا زالــوا هنــا. الفيلـم يمثّـل مصـر فـي المسـابقة الرسـمية الدوليـة لمهرجـان القاهـرة السـينمائي الدولـي، وهـو مـن إخراج مـي سـعد والمخـرج الفلسـطيني أحمـد الدنـف، حيـث
التقيناهمـا للحديـث عـن تلـك التجربـة.
*
كيف جاءت فكرة الفيلم؟
-(تقــول مــي ســعد): “كنــت أتابــع الابــادة الجماعيــة الاســرائ..يلية فــي غــزة مباشــرة علــى شاشــة التلفــاز طــوال الوقــت، وكان الشــعور بالعجــز طاغي أفكـر فـي كيفيـة رصـد وتوثيـق مـا يعيشـه أهـل غـــ.ـزة، وعـن طريـق صديـق صحفـي وبعـد نقـاش معـه، اقتـرح
التواصــل مــع مصــور فــي غ.ــزة وهــو مديــر التصويــر وشــريكي فــي الاخــراج أحمــد الدنــف، وتــم التواصــل بالفعــل. .وفــي الوقــت نفســه، كنــت أتابــع »ســيرك غــزة
الحــر«، فرقــة تقــدم عروضهــا للاطفــال رغــم الهجمــات العنيفــة التــي يتعرضــون
لهــا. شــجاعتهم وصمودهــم جعــل مــا تفعلــه الفرقــة يبــدو وكأنــه خيـال، مسـتحيل تقريباً.. قضيت  أسـبوعا أحـاول الوصـول إليهـم، واخيرًاً تمكنــت مــن ذلــك. ً

علــى الطــرف الاخــر كان محمــد، بصوتــه الدافــئ والمبتهــج، وعلمــت وعلمت لاحقاً انه مدير “ســيرك غــزة ً  الحر” فــي أول مكالمــة، أخبرتــه أننـي من مصـر، وأن مـا يفعلونـه يجـب أنُي يُوثــق، وأننــي أريــد صنــع فيلــم عنهــم..ذكرنـي محمـد لاحقـا أنهـم وثقـوا بـي بسـبب »أنـف المهـرج« فـي صـورة الملـف الشـخصي الخاصـة بـي. ً
ً وعندمـا علـم أننـي طالمـا حلمـت بـأن أصبـح مهرجـا محترفاً وضحك وقال:” اذن انت واحد منا” وبعد ثلاثـة أسـابيع فقـط مـن تلـك المكالمـة الاولـى، بدأنـا التصويـر
* هل تمكنت من السفر إلى غزة؟
تجيــب مــي ســعد: “حاولــت، لكــن الحــدود كانــت مغلقــة أمــام معظــم النــاس، باســتثناءات نــادرة مثــل الفــرق الطبيــة. لكننــا أنــا والدنف قضينــا أســابيع نعمل
عن كثـب عبـر اإلنترنـت، متجاوزيـن يومياً عـدم اسـتقرار الانترنـت، وانقطـاع التيـار الكهربائـي، والتهديــد المســتمر بالغــارات الجويــة. ومــع ذلــك، وبطريقــة مــا، مــن خــلال رســائل صوتيــة ومكالمــات عبـر الانترنـت والثقـة، أنشـأنا عمليـة لصناعـة الفيلـم
ســمحت بســرد القصــة مــن الداخــل.. تعرفنــا علــى بقيــة أفــراد الفرقــة، وأصبــح ســيرك غــزة الحــرة بالنســبة لنــا أكثــر مــن مجــرد ســيرك، لإنهـم دليـل حـي علـى القـدرة البشـرية علـى التمسـك بالضحـك والقـوة والامـل حتـى فـي أحلـك الاوقـات”.
الرحلة العملية للفيلم
تقــول مــي ســعد: »ذهبــت إلــى الشــركة المنتجــةوشــرحت لهــم الموضــوع، وقلــت لهــم بالضبــط: لا أعــرف إن كان مــا ســأقوم بــه ســيخرج فيلماً قصيراً أم طويـًلا، أو مــن الممكــن ألا يخــرج شــيء، لكنهــم بالفعــل كانــوا متحمســون وقالــوا لنبــدأ فــوراً
فريـق عمـل مصريـا مـن مهنـدس الصـوت، والمونتيـر،التلويــن، وجميعهــم لــم يتقاضــوا أي مبالــغ نظيــر، مشــاركتهم فــي العمــل، كانــوا يعملــون لدعــم الفيلــم
وبدأنــا العمــل.. صديقــي أحمــد الدنــف يصــور يومي
ويرسـل لـي الفيديوهـات، وكانـت هنـاك صعوبــات فــي الارســال بســبب قطــع الاتصــالات هنــاك.. كنـت أطلـب منـه تصوير الشــارع بشــكل معيــن واســتخدام عدســات محــددة«.
ِ * لمـاذا رصـدت حالـة هـذه الفرقة؟

-(تجيــب مــي ســعد): “شــخصياً أحــب فــن التهريــج والســيرك، وكنــت أتابــع هــذه الفرقــة التــي أدهشــتني قدرتهــا. كل مــا يحــدث مــن دمــار هنــاك، مجموعــة أشــخاص يقدمــون فــن التهريــج إلضحــاك النـاس وسـط المخيمـات؛ أحدهـم يلبـس رجـل خشـب
طويلــة، وآخــر يلبــس مناخيــر ويحــاول تقديــم فــن الجمبــاز. كنــت منبهــرة بالفرقــة ومــا تقدمــه،  الفيلــم يرصــد حيــاة هــذه الفرقــة، وانا كنت أرغــب فــي رصــد حياتهــم اليوميــة بعيــدا عــن هــذه العروض ”

* الفيلـم توثيـق لحيـاة الفرقـة أم لمـا يحـدث فـي غـزة؟
-توضـح مـي سـعد: “الفيلـم يتابـع فرقـة سـيرك غـزة الحـر أثنـاء وبعـد العـروض التـي يقدمونهـا. هـو فيلـم عن معايشة حياتهم ، ينقــل جــزء قبـل العـروض ومرحلـة التجهيـز لهـا، وأثنـاء العـروض وبعدهــا«.
رسالة الفيلم
تتــرك مــي الاجابــة عــن هــذا الســؤال لصديقهــا المخــرج أحمــد الدنــف الــذي كان معنــا عبــر ســكايب مــن غــزة ويقـول الدنـف:”هنـاك صورة نمطية انتشـرت عن أهل غـزة بأنهـم يحبـون المـوت ولا يحبـون الحيـاة. كنـا طوال الوقــت نريــد أن نثبــت العكــس، وأن أهــل غــزة يحبــون الحيــاة ولهــم حياتهــم الخاصــة، لكــن الحــرب دمرتهــا.كانــت هنــاك فرقــة وحــرب فرقتهــا، ولكنهــم رجعــوا وتجمعـوا مـرة أخـرى ليدخلـوا الفرحـة علـى أطفـال غزة
مــن خــلال عــروض ترفيهيــة. صناعــة الفرحــة وســط الدمـار أمـر صعـب، لكـن هنـاك مـن يصنعهـا”
الصعوبات أثناء رحلة الفيلم
تتابــع مــي ســعد: “كنــا نعمــل بإمكانيــات بســيطة،ســواء فــي مســألة الكاميــرات أو الانتقــالات، وحتــى عنـد إرسـال الفيديوهـات كانـت األمـور صعبـة، خاصـة مـع انقطـاع الكهربـاء. كنـا نسـتخدم كشـافات الموبايـل أثنــاء تصويــر بعــض المشــاهد بالليــل، وكان عنــدي عــدة إضــاءات وأجهــزة صــوت لكــن فقدتهــا. لكـن مـا أريـد قولـه إن الفرقـة نفسـها لديهـا إيمـان العـروض قصيـرة، طالمـا أنهـا تسـعد النـاس والاطفـال  او الكبار أو الكبــار. التفاعــل مــع العــروض كان لحظــة تفــاؤل وفرحــة وســط هــذه اإلبــادة. الفرقــة مؤمنــة بأهميــة الفـن فـي مسـاعدة النـاس، علـى الرغـم مـن معاناتهـم الخاصـة وهمومهـم الشـخصية، إال أنـه فـي لحظـة مـا يتحولــون إلــى مهرجيــن ليصنعــوا حالــة تبعــث الامــل لاهل غزة، الفيلم يحمل قدراً مـن التحـدي والصمـود ونشــر البهجــة للنــاس”. ■

ٍ

شاهد أيضاً

قبل آخر صفحة… من يقرّر ما يليها؟؟

كتب/زاهي حميّد / بيروت هي قصّة كاتب وجد نفسه يقف عاجزاً حائراً غير قادر على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *