الموقع – مجلة الكترونية فنية شاملة elmaw2a3
حوار/ ابتسام غنيم(من الارشيف)
امام عتبة العام الجديد كان اتفاق على لقاء عبلة في بيروت حيث تعرض مسرحيتها “جنون البشر”، ولدى وصولي إلى الفندق الذي تنزل فيه، تفاجأت بحشد من الناس يصطفون أمام الاستعلامات، يتحدثونها واحداً تلو الآخر، مبدين إعجابهم بعبلة الإنسانية والفنانة.
تسللت من بينهم حتى أصل إليها إذ كنت قد اتفقت معها مسبقاً على موعد لإجراء حوار شيق، بسيط، وعمّيق المضمون، واستقبلتني #عبلة _كامل_ بابتسامتها المعهودة وكان هذا الحوار الذي اجريته معها قبل سنوات ونشرته في مجلة “نادين” واليوم اُعيد نشره في خانة الارشيف بـelmaw2a3.net لانه من الحوارات التي افتخر واعتز بها
*”جنون البشر” هو العمل الخامس الذي يجمعك بالكاتب لينين الرملي، هل هذا صدفة أم عن سابق تصميم؟
-“مش صدفة ولا حاجة”، لكن الاختيار وقع عليّ للمشاركة في البطولة، كما أن الدور جذبني كثيراً، خصوصاً أنني أرحب كثيراً بالتعاون مع الأستاذ لينين لأنه كاتب كبير له تاريخ مميز ومسرحه راقٍ، كما أنه أول من قدّمني للمسرح من خلال مسرحيتي “وجع دماغ” و”عفريت لكل مواطن”.. ثم كرت السبحة فمثلت “وجهة نظر” مع محمد صبحي ثم “الحادثة” مع #حسين_ فهمي_ وحالياً “جنون البشر” ممدوح وافي.
نجومية الإحساس
*لماذا أنت بعيدة عن نجومية السينما؟
-النجومية برأيي هي نجومية الإحساس والتعبير الصادق من خلال دور هادف، وهنا أثبت جداريتي، وتنوعت في أدواري، وإذا كانت خطواتي بطيئة بعض الشيء، فهذا الأمر صادر بقرار مني، فأنا أفضل أن أقدم فيلماً أو فيلمين كل عام أحقق من خلالهما ذاتي، بدلاً من عشرة أعمال لا تضيف شيئاً إلى رصيدي.
وجهة نظر خاصة
*لكن عليك مأخذ وهو أنك تلعبين البطولات الأولى في التلفزيون، في حين أنك في السينما تقدمين الأدوار الثانية؟
-“شوفي يا ستي”، أنا لي وجهة نظر خاصة حول هذا الوضع، فلا مانع عندي من أن أقدم في السينما مشهداً واحداً، إذا ما كنت مقتنعة به وشعرت بأنه عمل مؤثر.
(واستطردت):
أدواري في السينما بدأت من أول فيلمين مثّلتهما مع المخرج يوسف شاهين وهما “وداعاً بونابرت” و”اليوم السادس” مروراً بـ”مرسيدس” و”إسكندرية كمان وكمان” وصولاً إلى “إنساتي سادتي” و”سارق”.
شخصية مؤثرة
*دور فاطمة في “لن أعيش في جلباب أبي” مازال راسخاً في أذهان الناس.. مرسم خطوط هذه الشخصية المؤثرة؟
-الخطوط العريضة للشخصية هي من وضع الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس، خفت في بادىء الأمر من تجسيد الدور، بقيت أسابيع عدة أقرأه بتمعن شديد لأستوعبه أكثر. والحقيقة أن المخرج أحمد توفيق أعطاني الثقة لأقدم الدور بمزاجي الخاص، والمخرج المنفذ السيدة رباب حسين كانت لي أكثر من معاونة، بالإضافة إلى الدعم المعنوي الذي أحاطني به الأستاذ نادر الشريف، ومن هنا جاءت شخصية فاطمة، المرأة المصرية التي لا يباراها أحد في حبها.
تعابير عفوية
*التعابير التي بدرت منك هل كانت عفوية أم متفق عليها مع المخرج؟
(تضحك وتقول):
– “والله فيه تعابير كثيرة بدرت مني من دون قصد”، ما كان يفاجئني المخرج خلال التصوير. مثلاً زوجة ابني بالمسلسل كان اسمها “روزالين”، فكنت أناديها بشكل عفوي أحياناً باسم قطرة العين “بروزالين”، وبعد انتهاء المشهد أتذكر ما قلته فأضحك.
*الممثلات اللواتي لعبن أدوار بناتك، كن يضمن فعلاً وأنت تؤدين دورك؟
-(تضحك ملياً وتقول) صحيح، وخصوصاً وفاء صادق وحنان ترك، وكان المخرج يصور هذه اللقطات بعفويتها ما أعطى انطباعاً بأن عائلة عبد الغفور البرعي هي فعلاً أسرة واحدة وأنا الأم الحقيقية لأولاد.
حنان شاطرة وموهوبة
*ما رأيك بحنان ترك التي شاركتك في مسلسلي “لن أعيش في جلباب أبي” و”المال والبنون”؟
– حنان بنت موهوبة وملتزمة بمواعيد العمل، إضافة إلى أنها تمثل بشكل عفوي ومن نوع خاص.. وعلى فكرة لما لعبت دور بنتي في “جلباب أبي” كنت بحس إنها بنتي..الحقيقية، ولما مثلت دور اختي الصغيرة “بالمال والبنون” برغم براءته شعرت انها اختي الصغيرة.
أرفع القبعة لنور الشريف
*ما رأيك بما قاله النجم نور الشريف عن انه يرفع لك القبعة ثم عاد وحذرك من أن تقعي في مطب التلقائية.
-(تبتسم وتجيب) أسعدني كثيراً مديح الأستاذ نور الشريف.. وأنا بدوري أرفع له قبعات العالم كلها تقديراً لروعته كفنان.. أما بالنسبة لمطب التلقائية الذي حذرني منه فاعتقد بأنه يقصد مطب النمطية فدعاني لئلا أبقى محصورة ضمن أدوار معينة، وأسعى للتنوع طالما أملك الموهبة والبساطة في آن.
اعتذرت عن أم كلثوم
*سمعنا أنك رُشّحتِ لدور أم كلثوم عبر المسلسل الذي يتناول قصة حياتها؟
-“مضبوط” لكني اعتذرت للمخرجة إنعام محمد علي.
*لماذا؟
-(تضحك وتجيب) لأنني أؤمن بمقولة “رحم الله امرأً عرف قدر مقامه”.
)أفهم من كلامك أنك تشكّين بقدراتك لذلك اعتذرتِ عن الدور؟
-لا أبداً، أنا واثقة من قدراتي، لكني في الوقت ذاته أعتبر نفسي في أول مشواري الفني، لذا فضّلت عدم المجازفة.
معجبة بماجدة الرومي وزياد الرحباني
*وماذا عن أغنية “سمراء النيل” التي جمعتك بالمطربة ماجدة الرومي؟
-التجربة بشكل عام مميزة جداً، وقد سعدت كثيراً أن أتعامل مع السيدة ماجدة الرومي من خلال قصيدة “سمراء النيل” التي لحنها د. جمال سلامة، والتي تتحدث عن نيل بلادنا، لذا وقع الاختيار عليّ لأكون الوجه المصري المعبر في “الكليب” عن معنى القصيدة. وعلى فكرة أنا معجبة جداً بصوت السيدة ماجدة الذي فيه كل الرقي والإحساس، وأيضاً بأعمال الأستاذ زياد الرحباني الذي أعتبره مزيجاً من الإبداع والتلقائية، ونجماً مهماً في المنطقة العربية كلها.
أعشق فني وأعيش حياتي كأي سيدة مصرية
*سبق وصرحت بأنك تعملين في الفن لكي تعيشي؟
-(تقاطعنـي وتقول باستغراب)” مين قال كده انا ما قلتش الكلام ده أبداً، التمثيل بالتحديد ما ينفعش أي حد يتعامل معاه على إنو وظيفة.. ده رسالة مهمة جداً وواجهة أي بلد” وانا بالتحديد اعشق فني ومن منطلق هذا العشق امتهن مهنة ومتى شعرت اني موظفة في الفن فسوف اعتزل على الفور.
*عبلة نلاحظ إنك تتعاملين مع نفسك كإنسانة عادية وليس كنجمة؟
-مضبوط “ما انا برضه من الناس دول اللي بيحبوني”، وكانوا السبب في نجاحي وشهرتي، لذا لا أحب أن أشعر أني نجمة “وغير كل الستات” خشية أن يؤثر هذا الأمر على تفكيري وحياتي الشخصية، كما أني أحب أن أعيش بشكل عادي جداً وكأي سيدة مصرية لها مشاغلها ومتاعبها وافراحها. يعني دائماً أفصل ما بين عملي وحياتي الشخصية، وصدقيني انا سعيدة جداً بهذا النمط الذي أتبعه بحياتي، لأني أحصل على ردة فعل طبيعية ومباشرة مائة بالمائة من قبل الناس بدون أي مجاملة منهم.
أمومتي جميلة وأتفائل بالفضة
*لماذا لا نعرف الكثير عن حياتك العائلية؟
-أنا يا ستي “سيدة مصرية عادية جداً” تربيت على تقاليدنا العربية العريقة، درست الفن، وعملت به لأثبت وجودي، كما أنني أم لابنتين توأم وقد سميتهما فاطمة وزينب.
*وما شكل تربيتك لهما؟
-“أنا بربيهم زي ما اتربيت يعني على القيم والمبادئ والدين والأخلاق”، أومومتي جميلة جداً وإن كنت قاسية معهما بعض الشيء.
*لماذا تحبين التزين بالفضة؟
-(تبتسم وتقول) لأنني أتفاعل بها وقد ورثت هذا الحب من جدتي، لذا تجدين عندي أساور وخواتم وسلاسل كلها من الفضة، وحتى التحف في منزلي محصورة بالفضة أيضاً.
*وأخيراً لماذا كل نجمات الفن يتفقن على إعجابهن بك؟
-“الحمد لله رب العالمين” على كل حال أنا واحدة من هذه الأسرة الفنية، وبدوري معجبة جداً بأداء كل نجمة منهن وافتخر بأعمالهن المشرفة، التي تساهم برقي حضارتنا العربية.
