الثلاثاء , ديسمبر 23 2025
أخبار عاجلة

تشارلز ديكنز كتب عن المظلومين ومارس مع زوجته أقسى انواع الظلم وحقرها بالرسالة المنتهكة!!

يُحتفى #بتشارلز _ديكنز كأحد أعظم الأصوات الأدبية المدافعة عن المظلومين. كتب عن #الفقر _والقسوة _والظلم بروحٍ مفعمة بالتعاطف.. لكن في بيته، كان هو الظالم.
#تزوجت_ كاثرين_ هوغارث_ من_ ديكنز _عام 1836، وكانت في الحادية والعشرين من عمرها. وخلال ستة عشر عامًا، أنجبت عشرة أطفال ، عشرة حملات، وعشرة ولادات، وعشرة فترات نقاهة، بينما كانت تدير منزلاً لا يهدأ مع تزايد شهرة زوجها.
ثلاثة من أطفالها ماتوا صغارًا. دفنتهم وهي ما تزال تُربي الباقين وتدير حياة كاتبٍ مشهور، مطالَبة بأن تكون الزوجة الفيكتورية المثالية.
وحين بدأت ملامح التعب تظهر  حين زاد وزنها بعد عشرة حملات، وأثقلها الإرهاق، وغيّبها الحزن  انقلب عليها ديكنز.
اتهمها بالعجز، وأخبر أصدقاءه بأنها غير متزنة نفسيًا، وألقى عليها اللوم في كل ما يعكّر صفوه.
وفي الخامسة والأربعين من عمره، وقع في حب ممثلة شابة في الثامنة عشرة تُدعى إيلين تيرنان.. لم يكن الطلاق ممكنًا في إنكلترا الفيكتورية من دون فضيحةٍ تدمر سمعتهما معًا. فاختار ديكنز حلاً آخر وهو أن يمحو كاثرين من حياته.
عام 1858، وبعد اثنين وعشرين عامًا من الزواج، طردها من المنزل.وأمر بسدّ الباب بين غرفتي نومهما  جدارٌ من الطوب يوازي الجدار الذي بناه في قلبه..ومباشرة بعد ذلك بفترة وجيزة، في ربيع عام 1858 وقع خطأ سخيف كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. فقد وصلت إلى البيت ذات صباح هدية غير منتظرة، سوار مُرسل من تشارلز كان يفترض أن يذهب إلى عنوان ممثلة شابة في الـ 18 من عمرها، تُدعى إلين تيرنان.

انفجرت كاثرين غاضبة وأثارت في وجه تشارلز فضيحة كبرى، غير أنه أعطاها تفسيراً في غاية البساطة: “إن تقديم الهدايا للممثلات اللاتي يشاركن في مسرحياتي أمر عادي، لكنك، يا زوجتي العزيزة، تشعرين بالغيرة وترهقينني بهذه التصرفات المزعجة”. وبلغ به الأمر أن أصر عليها أن تذهب بنفسها إلى الفتاة إلين لتعتذر منها وتسلمها سوارها يداً بيد. لم يعد بإمكان كاثرين أن تتحمل أكثر، فهجرت البيت والأسرة والكاتب العبقري إلى الأبد..كان ابنهما الأكبر تشارلز جونيور الوحيد الذي رافق أمه، أما الآخرين، فقد كان لزاماً أن يقيموا مع والدهم حسب ما كانت تقضي به قوانين العصر الفيكتوري، ورغم أن ديكنز لم يمنعهم من التواصل مع كاثرين، لكنه لم يشجعهم على ذلك أيضاً. وقد كتبت عنها ابنتها كيت مرة تقول: “لم تكن هناك مساوئ في شخصية والدتي. لقد كانت لديها، مثلنا جميعا، مشاكلها وعيوبها الخاصة، لكنها كانت سيدة حقيقية، طيبة ولطيفة. لقد كانت أمي المسكينة خائفة من أبي، إذ لم يسمح لها أبداً بالتعبير عن رأيها أو مشاعرها”.

تشارلز وكاثرين ايام الحب

“الرسالة المنتهكة”

لكن قسوته لم تتوقف هناك. اذ نشر رسالةً علنية  تُعرف اليوم باسم “الرسالة المنتهَكة” ، قدّم فيها نفسه كضحية زواجٍ فاشل، وصوّر كاثرين كمصدر الشقاء، بينما ظهر أمام الجمهور بمظهر النبيل الصابر.
والجمهور الفيكتوري، الذي كان يعشق ديكنز، صدّقه. فمن يجرؤ على الشك في “ضمير الإنسانية”؟
لقد احبني ذات يوم
خسرت كاثرين كل شيء بيتها، مكانتها، وأعز ما لديها  أبناءها، إذ وقف جميعهم تقريبًا في صف أبيهم الشهير.
حتى أختها جورجينا اختارت البقاء مع ديكنز لتساعده في تربية الأطفال، وكانت تلك خيانةً موجعة..عاشت كاثرين ما تبقّى من عمرها بهدوءٍ وكبرياء، بينما نسيها الناس لبقية حياتها..
وعاشت كاثرين وحيدة تذكر زوجها حتى النفس الأخير. وقد عاشت بعده لـ 9 سنوات إلى أن فارقت الحياة عام 1879 متأثرة بمعاناتها من السرطان، ودُفنت في مقبرة هايغيت في لندن، إلى جوار ابنتها دورا التي فقدتها وهي مازالت رضيعة، لكنها لم تنسى قبل وفاتها أن تترك كل المراسلات التي لطالما تبادلتها مع تشارلز أمانة بين يدي ابنتها كيت مع وصية تقول: “أعطِ هذه للمتحف البريطاني، كي يعرف العالم أن تشارلز أحبني ذات يوم”.
وكانت قد احتفظت بشيءٍ واحد رسائل الحب التي كتبها لها ديكنز في بداياتهما، حين كان شابًا فقيرًا وهي كلّ عالمه.
وقبل وفاتها عام 1879، طلبت أن تُنشر تلك الرسائل بعد موتها، لتُثبت أنه  قبل الشهرة، قبل إيلين تيرنان، قبل القسوة  أحبّها يومًا بصدق.
لكن أمنيتها لم تتحقق إلا عام 1935، حين نشرتها زوجة أحد أبنائها، بعد مرور 56 عامًا على وفاتها، و65 عامًا على رحيل ديكنز نفسه.. بحلول ذلك الوقت، كانت عبقرية ديكنز الأدبية قد خلدت، بينما طُويت صفحاته المظلمة.
هذه هي كاثرين
كاثرين ديكنز لم تكن كسولة  كانت منهكة من حمل عشرة أطفال وتربيتهم وخدمة حياةٍ صاخبة.
لم تكن غيورة كانت مكلومة على من فقدتهم، ومحبطة من خيانة من أحبّته.
ولم تكن بلداء  كانت امرأةً عالقة في نظامٍ يمنح الرجل كل السلطة ويحرم المرأة من الصوت.
كتب ديكنز بإتقان عن الظلم، لكنه عجز عن رؤية الظلم الذي اقترفه بيديه..كاثرين ديكنز لم تكن المشكلة..كانت الناجية.
تحمّلت ما لا يُحتمل، فقدت كل شيء تقريبًا، ومع ذلك رحلت مرفوعة الرأس.

شاهد أيضاً

كيف علق عاصي الحلاني على خبرية طلاقه من كوليت وماذا عن ابنته ماريتا؟

الشائعات ضريبة الشهرة.. هكذا يردد الفنانون محاولين التخفيف من وقع الصدمة التي تصيبهم كلما أصابتهم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *