كتبت/ ابتسام غنيم(بيروت)
رغم الحزن الشديد الذي كان يلفها.. إلا أنها كانت تأبى أن تظهر ذلك، وتعمد إلى المكابرة مرة بابتسامة، ومرة بضحكة، وثالثة بصمت ثقيل.. إنها #المطربة_ التونسية_ ذكرى_ التي تميزت عن زميلاتها المطربات بحضورها اللافت ونظرتها الواعية إلى الحياة.. ومع ذلك نجد كانت أنها لا تكاد تنتهي من أزمة حتى تقع في أزمات، ومنها كانت التشكيك بانتمائها إلى وطنها الأم تونس، وتعريضها لأزمة قلبية، إضافة إلى شائعات عدة لاحقتها، لكنها لم تتمكن من التأثير في قناعاتها.
لماذا منعت أُغنياتها في تونس؟
ذكرى التي لها جماهيرية كبيرة في مختلف الدول العربية، مُنعت من الغناء في تلفزيون بلدها، وذلك حين أطلقت عبر القناة الفضائية المصرية في برنامج “عرب نجوم وطرب” وقالت أثناء الحوار معها إنها تعتبر نفسها مطربة عربية أولاً وتونسية ثانياً، الأمر الذي لم يرق للمعنيين في تونس فَعَمدوا إلى منعها من الغناء، علماً أنها لم تكن تقصد التنكر لأصلها.. وكان الأجدر أن يتم تقديرها واحترامها لأنها تعتز بعروبتها، و#العروبة_ قبل هذه التجزئة هي من أقطار الوطن الواحد. فذكرى عربية أولاً وتونسية ثانياً هكذا يقول تاريخ أمتنا الذي نعتز به، وهكذا نجد أنها لم تخطئ بل بالعكس هي أصابت حين اعتبرت العروبة من الأولويات.

الشائعات
أيضاً، لم تسلم ذكرى من الشائعات المغرضة التي قد تسيء إلى سمعتها وأخرها كانت شائعة ارتباطها برياض نجل المطربة الكبيرة وردة، علماً أن بينهما وبين هذه العائلة علاقة صداقة متطورة بحيث تصل إلى حدود الرابطة الأسرية، وهذا الأمر دفعها إلى الابتعاد عن السهرات والمناسبات تجنباً للأقاويل، مع العلم أنها أكدت منذ قدومها إلى مصر أنها لم تأت للسهر والانضمام إلى الشلليات بل لتحفر بصمة فنية واضحة، وهكذا كان.
مشاكل القلب
ولأنها تعطي من وقتها وجهدها لعملها متجاهلة أن لبدنها حقاً عليها، فقد تعرضت ذُكرى لأزمة قلبية نتيجة الإرهاق الذي تعانيه في عملها، وقد عالجها على أثرها مجموعة من الأطباء وعلى رأسهم الأخصائية الدكتورة علياء حسين، التي شخصت الحالة بأن فيها خللاً خلقياً أسفر عن ضعف في عضلة القلب. وقد وضعتها تحت العلاج لفترة غير قصيرة، ومنعتها من الإجهاد على المسرح وفي الحفلات، وطلبت إليها اتباع نظام غذائي معين.
لم تنكر فضل هاني مهنا عليها!!
وذكرى المشهود لها بصدقيتها مع نفسها ومع الآخرين، لم تنكر فضل الفنان الموسيقي هاني مهنا عليها خصوصاً أن أعمالها الغنائية الأخيرة نجحت بشكل منقطع النظير، مؤكدة أن هذا التألق ساهمت فيه مجموعة كبيرة من الشعراء والملحنين الذين ساعدوها بإرشاداتهم وخبرتهم، وعلى رأسهم الموسيقي هاني مهنا، الذي لعب دوراً إيجابياً في حياتها الفنية حين قدمها عام 1994 من خلال ألبوم “حياتي عندك” رغم الخلافات السابقة التي حصلت بينهما وتبادلا على إثرها الاتهامات.

النهاية المأساوية
وإزاء عرضنا لكل الأزمات المتتالية التي عصفت بحياة ذكرى،كنا دائماً نتمنى عليها البقاء قوية متماسكة كما عهدناها دائماً، لأنها فنانة عربية حقيقية لا يختلف على أصالتها اثنان.. الا ان نهايتها للاسف كانت مأساوية للغاية إذ قتلها زوجها أيمن السويدي، بـ30 طلقة، ثم تخلص من حياته في الوقت ذاته.. وقالت الممثلة المصرية كوثر رمزي، صديقة ذكرى المقربة، هي الشاهد الوحيد على الحادث، حيث نشب خلاف بين الزوجين، أثناء وجودها، وطلب أيمن السويدي، من كوثير مغادرة الغرفة بحجة مناقشة أمور شخصية مع ذكرى زوجته، في حين طلبت ذكرى منها ألا تغادر لأنها خائفة من زوجها، الذي وصل إلى مرحلة من الغيرة المرضية، إلا أن كوثر استجابت له وغادرت، رغم طلب ذكرى، لتفاجأ بعدها بخبر مصرع صديقتها على يد زوجها.
الموقع – مجلة الكترونية فنية شاملة elmaw2a3