الأربعاء , ديسمبر 10 2025

نعمة بدوي :” تعرفت على مفاتيح اللعبة السينمائية من ناجي العلي”

حوار/ ريما خضر (من الارشيف)

هذا الحوار اجرته الزميلة الكاتبة الصحفية ريما خضر قبل سنوات مع الفنان نعمة بدوي قبل ان يشغل منصب نقيب الفنانين ، ونُشِر حينها في مجلة “نادين” الورقية واليوم نُعيد نشره في خانة الارشيف في elmaw2a3.net

الاعلامية ريما خضر والنقيب نعمة بدوي

 الفنان نعمة بدوي، بقدر ما هو شفاف في أدائه التمثيلي ومبادئه الإنسانية، بقدر ما هو مصلب وحاد في المواقف التي يرى أنه لا بد من طرحها.. وحين تدخل معه في حوار لا تجد متاعباً من أن تحاوره في كل الأمور التي تخص مختلف أوجه الفن..واللافت أنك ستجد لديه ما يريحك ويشفي غليلك مما وصلت إليه حال الفن في هذا الزمن. زارنا في مكاتب “نادين”، وكان حوار دار على كل المواضيع التي تهم الفن والإيمان، أعلن مواقفه وأوضح أموراً، وأظن أن لديه الكثير لكن الوقت لا يتسع لقول كل شيء.

*نعمة بدوي، في أي عمل وجد نفسه؟

– مسلسل “مواسم خير” الذي كتبه مروان نجار وأخرجته كارين دوفري، وعرض خلال شهر رمضان المبارك الماضي على شاشة الـ “LBC”. هذا المسلسل هو محطة مهمة ومفصل بالنسبة لي، وقد أعجبت بشخصية “احسان حامد” التي جسدتها، وشعرت أن جزءاً كبيراً من نعمة بدوي، ووجدت نفسي من خلالها، لأنها تجسد العائلة المثالية، فهي إنسانة مؤمنة تطرح الإسلام كما يجب، وبشكل منطقي وحضاري، وقبله.. قصة المسلسل تدور حول “احسان”، رب العائلة الذي يتعاطى التجارة من خلال مفاهيم الدين الإسلامي، ويعتمد على القرآن والأحاديث الشريفة كدستور في الحياة.
أما صديقه فشذ عن تعاليم الدين، ولهذا تطور الاختلاف في وجهات النظر بينهما إلى درجة أنهما أصبحا عدوين. وفي هذا السياق تشبك بقية الأحداث.. لقد أحببت هذا المسلسل لأنه من المسلسلات النادرة التي طرحت الإسلام كما يجب، وبشكل منطقي وحضاري،

*هل ترى تعدد الأدوار ضرورياً للفنان؟

-على الممثل أن يلعب كل الأدوار، وأنا ضد الشخصية النمطية، وضد وضعي ضمن كادر محدد يقيد به من يريد أن يكتب لي نصاً.. فدور الشرير مثلاً، قد يتعاطف الناس معه أكثر، لأن الشر وليد ظروف معينة. مثال على ذلك دوري في مسلسل “القصاص” الذي جسدت فيه شخصيتين، واحدة شريرة “زعيم الذئاب” والثانية خيرة.. وأعتز أيضاً بمسلسل “مع الإنسان” الذي كتبه إبراهيم الصادق وأخرجه وعد علامة، ووقفت فيه إلى جانب الفنان الكبير رشيد علامة، وفي هذا العمل لعبت حوالي خمس وعشرين شخصية مختلفة تماماً عن بعضها البعض، وهي تمثل شخصيات تاريخية.

 الإخراج عندي هواية وليس احترافاً

*أخرجت أعمالاً عدة، حدثنا عن تجربتك في الإخراج؟

-الإخراج بالنسبة لي هواية أكثر منه احتراف، منذ طفولتي أحببت السينما وكنت أتابعها في كل فرصة، وفي الجامعة درست ملف في الإخراج المسرحي، وقد أخرجت فيلماً فاز اسمه “قلم رصاص” عبارة عن قصيدة للدكتور عادل فاخوري مثّله الفنان أحمد الزين ومدته سبع دقائق. أما موضوعه فكان عن إنسان يعيش في المدينة (في فترة الانفجارات) فيشعر بأن كل شيء حوله سينفجر، إلى درجة شعوره بأنه هو نفسه قد ينفجر.. ثم كان فيلم “ناجي العلي”، الذي أخرجه المخرج المصري الراحل عاطف الطيب في بيروت، حينها طُلب تأمين مساعدين مخرج، وعندما زرنا أماكن التصوير لاحظ عاطف الطيب علاقتي مع الناس، فطلب أن أكون مدير إنتاج، كما أوكل إليّ أحد الأدوار. من هذا الفيلم تعرفت إلى مفاتيح اللعبة السينمائية وكانت تجربة قيمه وغنية

* لقد خبرتِ التلفزيون والسينما والمسرح، أين وجدتِ نفسك؟

-تجربتي في المسرح أعتز بها كثيراً، إذ تعاملت مع مخرجين مهمين جداً، أمثال نقولا دانيال، يعقوب الشدراوي، روجيه عساف، حسام الصباح، نزيه قطان، طلال درجاني، ومعظمهم كانوا أساتذتي.
أول عمل قدمته “نزهة ريفية غير مرخص بها”، واعتبرها ملحمة مسرحية لعبت فيها أكثر من شخصية.
ثم عملت في “الشهيد ابن البلد” و”الديوب” مع أحمد الزين، ثم في “زمن الطرشان” و”شتي يا دنيي”، وأخيراً “البحر”، وأستعد الآن للانطلاق في مسرحية جديدة (نص فلكلوري)، وقدمت خلالها الرقص والغناء والإخراج، وحصدت نجاحاً كبيراً، وحصلت عام 1978 في مهرجانات بعلبك على جائزة تصميم الرقص (من تصميم غازي قهوجي)

النقيب الفنان نعمة بدوي

 الفن والسياسة

*إلى أي مدى أنت قريب من السياسة؟

-الفن والسياسة لا يفترقان، فحين أضيء على قضية ما فإني أتحدث بالسياسة، مثال على ذلك ما قامت به أم كلثوم وعبد الحليم.. خلال ثورة عبد الناصر وأنا ضد أن أقدم قضية أو مأساة بأسلوب هزلي.

*ما رأيك بمسرح القوالين أو الـ “Chansonier”؟

-هو مسرحاً قائماً في العالم أجمع، ويمكننا تسميته “مسرح الكباريه”، لكن كثرته وإقبال الفرق والناس عليه خطر جداً، فبعد قليل يصبح المسرح اللبناني كله “Chansonier”. هذا ليس مسرحاً، مع أنه يقدم نمطاً من أنماط المسرح، لذا أنا أؤيد وجوده شرط ألا يطغى على المسرح.. نحن نعيش في انحطاط رهيب، جزء منه نتيجة الحرب، بحيث انحصرت الأعمال في بوتقة واحدة، وأنا ضد أي توقع مذهبي يخاطب شريحة واحدة من الناس.

عِلّة العمل النقابي

*كيف هي علاقتك بالنقابات الفنية؟

-أنا عضو بمجلس نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون وأرى العمل ابنقابي مضنيا وشاقا
* زوجتك من الوسط الفني؟

-زوجتي “فيروز البطرس بدوي” ليست من الوسط الفني، ولكن عملها له علاقة بالفن، فهي مصففة شعر، وتملك صالوناً، وعملت بكواليس “ناجي العلي”، كما انها الناقدة القاسية جداً لأعمالي. وأحترم آراءها، فنقدها نابع من المصلحة المشتركة، كما أنني أشاركها عملها، وأتابع معها اجتماعات نقابة المزينين، حتى أنني حضرت مرة مهرجاناً حبستني فيه ثماني عشرة ساعة.

(يضحك، وأضحك معه، ثم ننهي الحوار الشيق على أمل لقاء جديد يدور فيه حوار عن أعمال جديدة).

شاهد أيضاً

الطائر الفينيق يصرخ: “يا لبنانين حرام عليكم هلكتوني المصائب عندكم مابتخلص “

كتبت الاديبة/ ريتا بدر الدين(القاهرة) الطائر الفينيق يتذمر من “ثقالة دمنا” كل حرب وأزمة  نستدعي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *