الإثنين , أكتوبر 27 2025

ريما خضر كتبت..”ماجدة الرومي صورة الملاك هل خافت يسرا من الوقوف امامها؟”

النجمتان يسرا وماجدة الرومي

قبل سنوات التقيت بالنجمة العزيزة #يسرا_ في القاهرة حيث كنت اسجل معها حواراً صحفياً، وضمن سياق الحوار سالتها عن مشاركتها للمطربة #ماجدة _الرومي_ اغنية_ “طوق_ الياسمين”_ فاكدت لي انها تعتز بهذه التجربة كثيراً ، وعن عدم تصوير الاغنية الى كليب كان رد يسرا :” انا جاهزة في اي وقت”.. ومرت السنون ولم يخرج كليب “طوق الياسمين “الى النور ، وهو العمل الذي أثار الجدل عندما أُصدرت الاغنية عام 1999 وقامت الزميلة الكاتبة الصحفية ريما خضر بتحليل الاغنية ونشر مقالها عبر مجلة “نادين” الورقية ، واليوم أُعيد نشر هذا المقالة في خانة الارشيف لانه من التعليقات المهمة والتي تنم عن حرفية وتمكن الكاتبة ريما خضر من نقدها الموضوعي فاليكموه.

بقلم/ ريما خضر(من الارشيف)

الكاتبة ريما خضر

وفزت انا بشرف الكتابة عن “طوق الياسمين” وماجده الرومي.
ليس غريباً أن تجتمع أسرة التحرير بكاملها لتناقش موضوعاً ما، لكنها المرة الأولى التي يدور فيها حوار حول اغنية، وليس أية اغنية إنها “طوق الياسمين”.
اجتمعنا في المكتب وكان النقاش بمثابة حزورة طرحتها علينا الزميلة #مديرة_ التحرير _نضال_ الأحمدية_ وقالت من:”يعرف كيف يفسر هذه الأغنية يفوز بكتابة مقال حولها”.. وادارت جهاز التسجيل لنستمع ولنكون آذانا صاغية لصوت المطربة ماجدة وكلمات الشاعر الراحل نزار قباني والحان الفنان كاظم الساهر. وهكذا فسر كل مستمع المعنى مكلماً فهِمهُ وتَراعى له، وعلى كثرتنا أتت تفسيراتنا مختلفة.

تحليلات

الأغنية لدى سماعي العنوان “طوق الياسمين” خلت أن المكتوب يُقرأ من عنوانه، فرحت أحلل، وأخذت كل كلمة على حده فكان “الطوق” حسب المفهوم الدارج فإن الطوق هو ما يحس الأنفاس تبعاً لما نعرفه من عبارات “طوق أمني” أي حصار أمني وربما حصار معنوي، لكن الكلمة الثانية “الياسمين”، ليست سوى اسم لزهرة نقية، بيضاء ترمز إلى الطهارة وتبعث رائحة زكية تدغدغ القلب.. وبلغ عندي الفضول حده، لسماع هذه القصيدة المغناة التي تحمل عنواناً متناقضاً محاكة مخيلة الشاعر الكبير الراحل نزار قباني ولحنه الفنان كاظم الساهر ليغنيه بصوت ماجدة الرائع..أول ملاحظة سجلتها هي صوت ماجدة الذي
الفناة أوبراليا حاداً، وإذا به ينساب بخيال مع الكلمات التي توقعتها تتحدث عن امرأة مملوكة بسلطة رجل تحبه، فكانت أسيرة لحبه ولطوق الياسمين.. وبعدما قرأت بأذني القصيدة أدركت المعنى الذي استحوذ على وقتٍ واستلزم جدلاً دعاه العنوان والأسماء الثلاثة الكبيرة من الشاعر إلى الملحن إلى صاحبة الصوت الذي شرف القصيدة والنغمة..
فالقصيدة تحكي عن امرأة شفافة تتمنى طوق الياسمين الذي يهديه رجل وهو الحبيب المترَف، لصديقتها التي تشكره على الطوق (العقد أو الأسوارة) وتضحك ساخرة: (الصوت للنجمة المصرية (يسرا) وتسأل صديقتها: “ما ترتدي ؟”ويقع الاختيار على اللون الأسود فتقول لها: “لكنه لون حزين.. لون كأيامي حزين”.. من هنا نعرف أنها انسانة تعيش الحرمان والحزن والأسى.. بينما الأخرى التي تلقت الهدية لم تعرف معنى “طوق الياسمين” لوقعها في حالة تشبه الجنون.
ودائماً يتكرر الكلام: “آه لو تعرفين معنى طَوق الياسمين يأتي به رجل إليك”.. وهي إنما تتجمل للفف الأنظار وتبحث عن المغامرات وتنتقل من رجل إلى آخر، مدندنة لحناً فرنسياً حزيناً.
وكما سخرت في البداية كذلك في النهاية التي حصلت سريعاً، فرسمت باستهتار طَوق الياسمين، إذ حسب مفهومها ذبل ومات ليعطي الحياة لغيره، وهكذا دواليك.. أيضاً قالت للرجل ساخرة، حين هم بالتقاطه عن الأرض: “لا تنحني إنه فقط طوق من الياسمين”.
بينما الأولى التي تسددها للنصح في الملبس وغيره، تدرك أخيراً من خلال اسألتها المتكررة واهتمامها بالموضوع أنها تحب الرجل صاحب الطَوق، وتكتفي لو أنه طَوقها هي بدل صديقتها أو ربما هي تسعى للحب الذي تفتقده وترتجيه

تناقضات
جميل أن تحمل أغنية كل هذه التناقضات بين الحب الصادق ونقيضه أي العابر، بين الشفافية والإحساس المرهف والسطحية في المشاهد. بين من يقدّر الزهرة ويتعامل مع الأشياء بكل هذه الشفافية وبين من يسعى إلى بريق الذهب ويتمسك بمدّعيات الحياة.

كم نفتقد في هذا الزمن إلى الإحساس المتناهي، وكم نصادف أناساً يتحملون ويتزينون بينما هم في الواقع فارغون، وحسبما يقول المثل الشعبي “من برّا هالله هالله ومن جوّا يعلم الله”.
أهمية هذه الأغنية تكمن في تفاصيل مضامينها وبُعد معانيها، والأهم هو كيف أوصلتها ماجدة الرومي بغنائها الرائع إلى مسامع الناس.
لكن أن تؤدي “طوق الياسمين” إلى كل هذا الجدل، وإن تحمل تفسيرات ومعاني عدة، فهو أمر يدعونا إلى الطلب من الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي الإسراع في تصوير فيديو كليب خاص بهذه الأغنية، كي يصل المعنى، ولا تكثر في التفسيرات وربما جاء تفسيري مخطئاً، ونحن نعلم أنها، أي ماجدة، ماضية في التحضير لتصوير “طوق الياسمين” من بين الأعمال الغنائية الأخيرة التي أنجزتها.

لماذا تراجعت يسرا؟
وما يثير التساؤل أيضاً هو لماذا امتنعت الفنانة يسرا عن التصوير بعدما وضعت صوتها على الأغنية؟ وهذا ما توصلنا إليه أيضاً خلال الجلسة حول ماجدة في مكتب الإدارة، حيث إنه ترك بعض الالتباس لأنه يُشبه إلى حد كبير جداً صوت الفنانة آثار الحكيم، وعلمنا من مصادر موثوقة، إن يسرا عللت الرفض بخوفها من الوقوف أمام المطربة ماجدة الرومي.. وهذا أمر يدعو إلى الكثير من الاستغراب، كيف تدخل كلمة “خوف” في قاموس يسرا المهني، وكيف تهاب ممثلة معروفة ومشهورة لها رصيداً وفيراً في السينما المصرية ووقفت أمام كبار الفنانين من الوقوف أمام شخصية رقيقة مثل ماجدة الرومي؟ اللهم إلا إذا كان هذا هو السبب خصوصاً أن الدور الذي سوف تؤديه يسرا هو دور المرأة المستهترة التي تنشد اللهو، أما دور ماجدة فيجسد المرأة التي تحب بصمت وتتعب وتتغلب بالرقة والشفافية، وهو ليس ببعيد عن شخصيتها الحقيقية.
لربما خافت يسرا فعلاً من لعب هذا الدور وتبيان هذا التناقض، علماً أنها سبق أن قامت بأدوار مماثلة خلال حياتها السينمائية.
ولربما خافت من صدق النبرة في صوت ماجدة والتعبير العميق، خافت من صورة الملاك ومن كل ما يجعل من ماجدة “سيدة الغناء” بحق.
رحم الله #نزار_ قباني_ كان يتحدث عن تجاربه بإيحاءات وعبارات جميلة.. لكنه كان دائماً يصب الزيت على الجرح علّ الرائي يعتبر..
واتمنى من خلال الكلمة واللحن والصوت أن تنال هذا المراد، وإن يشكل هذا الجدل حافزاً ودافعاً لشعرائنا يحثهم على الكتابة بهذا الصدق وهذا الإحساس..
وإلى اللقاء مع طوق آخر تشبكه أيادٍ محترقة.. وشكراً لنزار وكاظم وماجدة.

 

شاهد أيضاً

فهد العبدلله:” الاسبان اخذوا الفن منا ، ولا للمخنثين بفرقتي، واللبنانية تمسك قطار الدبكة”

حوار/ ابتسام غنيم- نداء عودة(من الارشيف) هذا اللقاء اجريته والزميلة نداء عودة مع #الفنان_ فهد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *