ابتسام غنيم/القاهرة(من الارشيف)
بعد #رحيل _العندليب_ الأسمر_ عبد_ الحليم_ حافظ _في النصف الثاني، من السبعينيات، صارت الساحة الفنية شبه خالية ممن يقدمون اللون الغنائي العاطفي الذي يلامس القلوب ويخاطب أحاسيس الصبايا والشباب… إلى أن بدأت مرحلة الثمانينيات حيث ظهر عمرو دياب وسطع نجمه بسرعة قياسية، وتربع على قلوب الجماهير بأسلوب غنائي جميل وبإطلالة شبابية مميزة عن أقرانه، ورسم خطاً لمسيرته حتى صار نجم الغناء العربي بلا منازع.

لكن، منذ ذلك الزمن وحتى اليوم، ظلت تطارد عمرو شائعات كثيرة بهدف إفشاله، ومنها شائعة كرهه لعبد الحليم، وهو آثر في البداية التغاضي عن هذه الشائعة لاعتقاده أنها تموت مع الوقت، لكنه فُوجئ بأن البعض يتعمدون إثارتها بين فترة وأخرى، ومؤخراً أثبت بالوقائع عشقه اللامحدود لعبد الحليم وحرصه على التواصل مع فنه عندما زار منزله في الزمالك والتقى عائلة شبانة، وعلى رأسها السيدة عليا شقيقة العندليب وتوأم روحه، والتي أصرّ عمرو على لقائها ليطمئن عليها وجهاً لوجه بعد إصابتها بوعكة صحيّة.

عمرو أمضى ساعة في منزل عبد الحليم يجول في أرجاء شقته التي شهدت مجالس الكبار، ومنهم عبد الوهاب، صلاح جاهين، كمال الطويل، سعاد حسني، مرسي جميل عزيز، محمد الموجي، بليغ حمدي، عبد الرحمن الأبنودي، وغيرهم.
وجلس على سرير العندليب وقرأ الفاتحة عن روحه عدّة مرات، وأصرّ على أن تُؤخذ له صور إلى جانب «بورتريهات» للفنان الراحل.
عمرو أكّد لعائلة عبد الحليم أن ما الحروب التي تُشنّ عليه، وأن تهمة إساءته للعندليب الراحل في إحدى الجلسات لا تزال تلاحقه، وأضاف أنه زارهم ليس لتبرئة نفسه مما يُنسب إليه، بل لأنه يحب فعلاً عبد الحليم حافظ ويعشق فنه إلى أبعد الحدود، وأنه لطالما شدَا بأغنياته في حفلات مدرسته ببور سعيد قبل عشرين سنة.

هذه الزيارة تدحض كل ما أشيع ويُشاع عن عمرو الحريص فعلياً على التواصل مع كبار الفنانين، ليس على الصعيد الغنائي وحسب بل على الصعيد السينمائي والمسرحي، والمسرحي، وتوّج تواصله بلقاء# المخرج_ العالمي_ مصطفى _العقاد_ (الذي كنت متواجده معه حينذاك) على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث قصده الى فندق «غراند حياة» وتناولا موضوعات شتى تطرقت الى أكثر من موقف، وكان أبرزها حين التقيا ذات مرة في حفلة حضرها الإثنان معاً، وأبدى عمرو خلالها موقفاً قلّ نظيره بين الفنانين حين طلب من العقاد الإنصات الى مطرب صعد ما ترك أثراً إيجابياً كبيراً عبر عنه المخرج العالمي بكل إعجاب وتقدير لعمرو على موقفه.
هذا هو# عمرو _دياب_ الذي أحاطته الشائعات المغرضة في محاولة للنيل من انطلاق نجمٍ يثبت يوماً بعد يوم أنه متفرد بأدائه وإطلالته وأخلاقه.