الموقع – مجلة الكترونية فنية شاملة elmaw2a3
كلما كنت ازور مصر كنت احرص على لقاء #الفنان_ الموسيقار_ حسن_ ابو_ السعود _الذي كان يشغل منصب نقيب الموسيقيين ، وكنا نسجل حوارات متنوعة ، وكنت اشعر بمدى حبه للبنان واللبنانيين، وهذا الحوار من ضمن عشرات الحوارات التي اجريتها معها ونشر حينها بمجلة “نادين” الورقية ، واليوم أُعيد نشره عبر elmaw2a3.net في خانة الارشيف خصوصاً ان الراحل كان قيمة وقامة فنية لن تتكرر
حوار/ ابتسام غنيم/ القاهرة(من الارشيف)
عاصر نقيب الموسيقيين في مصر حسن أبوالسعود الجيل الأول من العمالقة وكانت له معهم صولات وجولات لا سيما في بيروت قبل الحرب ومنهم الموسيقار فريد الأطرش صباح ووديع الصافي فيلمون وهبي عبود عبد العال وغيرهم. وأبوالسعود لايزال حتى اليوم يذكر لبنان بالخير، وولد وترعرع فيه ويتحدث باللهجة اللبنانية من حين إلى آخر.. من القاهرة انطلق حوارنا من هذه النقطة.
-بكل منطقة وكل حي من احياء لبنان لي تاريخ جميل جداً، يا سلام، كانت أيام عزّ وفرح، عملت خلالها مع الموسيقار فريد الأطرش، وأقمت في الكازينو خاصتةً، وعزفت مع عمر خورشيد «بِصّ شوف عمر بيعمل إيه» وأيضاً عبود عبد العال كنت أتباهى وإياه بالتقسيم الشرقية، وكان أعظم عازف كمان في العالم، ولا أنسى موقفه معي في نقابة الموسيقيين في لبنان حين أرادوا استبعادي كوني لا أحمل الجنسية اللبنانية، فقد قال للمُعترضين عليّ «لا يوجد في لبنان عازف أفضل من حسن، وأنا أصرّ على بقائه معنا»، وهكذا كان..
الأكل اللبناني زاد وزني 30 كلغ
(يضحك ويقول) حتى الأكل اللبناني أحبه كثيراً لدرجة أن وزني ازداد ثلاثين كلغ من أكل الحلويات والفراخ المشوية.
*لم يتسنّ لك العزف مع السيدة فيروز حينها..
-كان يعزف على الأوكرديون في فرقتها عازف عالمي اسمه «الكس»، وكان ماهراً، لكن كانت لي محطات رائعة في الصبوحة ووطني حنّا وفيلمون وهبي ونهـاد طربيه. (يضحك ويقول) أذكر أني اشتريت أيامها سيارة «داتسون» آخر موديل بمبلغ ٢٦٠٠ ليرة لبنانية، وحتى أول حب لي كان في لبنان لابنة مسؤول كبير لكن لم يحصل نصيب.
*أي أغنية عن لبنان تحبها أكثر؟
-«لبنان يا قطعة سما»..كان الأستاذ وديع الصافي يغنيها في باريس أيام الحرب وكنت أعزف خلفه، وحين يصل إلى كوبليه «مهما يتدمر بيرجع يتعمر» كانت دموعي تنهمر بغزارة. هذه الأغنية ملحمة وطنية والأستاذ وديع نهر العطاء الصافي الذي لا ينضب.
لن أردَّ على راقصة
*لندخل إلى عالم الفن اليوم؛ أين أصبحت الأزمة التي حصلت بينك وبين الراقصة بوسي سمير؟
اسمي أكبر من أن أرد على راقصة، هي اتهمتني بالرشوة وأنا سأرفع دعوى ضدها. فغير مسموح لأي كان أن يتكلم بلا تصريح وهي غنّت بالكليب لتخلع ملابسها. كان عليها أن تخضع لامتحان وإذا نجحت تدخل النقابة. في النقابة لم تُمنح، وتكاليف الانضمام بسيطة جداً (وستندهشين).
ستقولين لي روبي ليست مطربة. صحيح لكنها تغني بشكل صحيح على الأقل، ثم إن انضمامها إلى النقابة كان من أجل غنائها في فيلم “٧ ورقات كوتشينة”، ومبلغ الستين ألف جنيه الذي دفعته هو تبرع لصندوق النقابة، وليس واسطة كما روج البعض.
*بصراحة ما رأيك بالظواهر المنتشرة حالياً؟ ألا تشكل حالة إحباط لبعض المواهب الحقيقية؟
_بالتأكيد، بدليل أنني أذكر عبد الوهاب وأصالة وأمال ماهر ونانسي عجرم، وكلهم أصوات رائعة.
مفاجأة ماجدة الرومي
*سمعت أنك أنجزت لحناً لماجدة الرومي؟
-صحيح، وسيكون مفاجأة للجمهور لأن ماجدة..تغني الالوان الشرق بمهارة رغم أن صوتها أوبرالي، واللحن الذي اختير لها سيكون بمثابة نقلة نوعية في حياتها الفنية.
*أعلم أنك عاشق لصوت ميادة الحناوي؟
ـ دى الأستاذة، ومن في غيبتها لسنوات يظل يرددها طلابها، ومن نطأ لا يجب أن يُقارن بها، تصديرها للمدرسة التي أسسها العملاقان عبد الوهاب وعبد الحليم، والدليل على أنها لا تزال متربعة على عرش الغناء العربي وضروري أن نعود إلى السماعة بقوة لأننا بحاجة إليها.
*المطربة سومة هي من اكتشافك، ماذا تتوقع لها؟
ـ صوتها رائع وستصبح بإذن الله نجمة من نجوم الغناء في مصر والوطن العربي.
*وتامر حسني؟
ـ صوت جميل جداً وقدمت أغنيات جيدة جداً، لكنها لم توفق في اختيار الأغاني بعد، وهي تملك مستقبلاً باهراً.
قصة راغب مع “بنت السلطان”
حين نسمع بنت السلطان، يتبادر اسمك إلى الأذهان:
ـ هذه الأغنية غناها أحمد عدوية، وبعد عشر سنوات أتى راغب علامة إلى باريس وكله طموح وقال لي أريد أن أغني بنت السلطان، فقلت له حين تغني سواح، لأن الحليم يدفع مالاً حتى لا تُغنى له. الأغنية كانت انطلاقة راغب الأولى وقد أحبها الناس كثيراً، وكان موزعها طارق عاكف، وهي من كلمات عصام شعبان. والأغنية بقيت معه سنوات ولم يسجلها رسمياً إلا حين تعاونا في ألبوم كبير يرافقه عليه في ذلك عازف عمر خيرت، وهي من أجمل وأقوى ما الأغاني التي غناها راغب.
*من ترشح اليوم لغناء بنت السلطان؟
ـ برضه راغب علامة.
*كيف كان لقاؤك مع وليد توفيق في بداياته؟
ـ حين أتى إلى باريس كانت الحرب اللبنانية على أشدها ونصحته بأن يقصد مصر لأنه فنان جميل جداً، وهذا ما حصل بالفعل، وقدم أفلاماً غنائية مميزة وأعمالاً رائعة.
الاتزال تعتبر جورج وسوف زعيم الغناء؟
ـ (يقطعني ويقول): وأزيد على ذلك زعيم الكرم والإخلاص، فمشواري مع جورج جميل جداً، وانا ضد اي فنان يقلده لانه هو الاصل وهو البرنس بفنه ، حين قصد باريس احتضنته وهو يعترف بذلك ، وعلمته اشياء كثيرة لكن هو علم الناس الكرم الحقيقي والاخلاص (ويتابع): عندما لحّنت أغنية في ناس بتاخذ كل حاجة، وعرضتها عليه قال لي يا حسونة مبارح غنيت “كلام الناس”، وبدك ياني غني مرة تانية عن الناس؟ عندها أعطيت الأغنية لخالد عجاج، وضربت، وإذا جرح يتصل بي ويقول لماذا لم تشدّ على أذني وتجبرني على أن أغني الأغنية؟
*وماذا عن ملحم بركات كملحّن؟
-أحب الحانه لكن لا أحبه كشخص.
*وجورج يزبك، لماذا زعلت منه؟
-ذكرياتي معه ليست جميلة. كنت أعلم ابنته مايا اغنية”حبيبة يا عيني” التي سبق ولحنتها لاخمد عدوية بكلمات ” حبيبي يا واد” لأحمد عدوية ، وعندما سجلتها نسب اللحن إليه.
*هل من رسالة توجّهها إلى أحد ما في لبنان؟
-رسالتي أوجّهها إلى الأمن العام اللبناني متمنّياً عليه أن يسمح لبعض العازفين المصريين من دفع ٥٠٠ دولار لدى دخولهم إلى لبنان للعمل حرصاً على العلاقة الودّية والأخوية بين لبنان ومصر، فأنا لو تعاملت مع العازفين اللبنانيين بالحلال ستزداد الأمور سوءاً، وقد أرسلت كتاباً إلى نقيب الموسيقيين في لبنان ووعدني خيراً، صديقي، كثر يأتون إلى مصر ويعملون بتأشيرات سياحية ويكسبون ولا تتعرض لهم النقابة لأنهم أخواننا أولاً وأخيراً، وأرجو أن نتعامل بالمثل.
