حوار/ ابتسام غنيم(من الارشيف)
#كارولين_ ميلان_ من _المخرجات_ الشابات_ العصاميات اللواتي اثبتن جدارتهن بعالم الاخراج والمفارقة انها رغم النجاحات التي حققتها لاتزال تتندر بصداقتها الجميلة معنا والتي تعود لسنوات طويلة فيها الكثير من الحلو والمر.. وهذا الحوار اجريته معها قبل سنوات ونشرته حينها بمجلة “الجرس” الورقية واليوم اًعيد نشره في elmaw2a3.net بخانة الارشيف
*اشتقنالك كارولين..
_(وانا كمان كتير شتقتلكن وما بنساكن أبداً)، أنتم رافقتم إنطلاقتي وكنتم من خيرة الأصدقاء لي في مجالي الفن والأعلام
حلو ومر أطلقني عربياً
*اليوم تغيرت الأجواء؟
_بلا شك كل شيء تغير في الحياة،وفي لبنان نعاني من مشكلة سببها قلة العمل، لذا كلما دخل مُحترف جديد على الخط تحصل بعض الحرتقات التي لا بد منها في مطلق مجال فما بالك بالفن والأعلام، ولا سيما الفن خصوصاً أن العاملين بحقل الدراما قليلون لذا من الطبيعي أن تحصل منافسة على الساحة،(وتضيف) عندما كنت أعمل في أخراج البرامج والكليبات لم يزعجني أحد البتة، وإنتقالي للدراما حصل صدفة رغم انها عشقي الكبير، والحقيقة انه عندما أخرجت برنامج (حلو ومر) لمدام نضال وعرض على قناة الـ (art) ولم تكن بعد مشفرة، حصل أن سافرت إلى القاهرة لمست مدى النجاح الذي حققه البرنامج ومن خلاله اصبحت مشهورة، بينما في لبنان للاسف كُتب يومها اني أريد محاربة كبار المخرجين وهذا الأمر اساء اليّ لانهم ظلموني، خصوصاً اني أعتز وأفتخر بمخرجينا الكبار، ولست من يتصرف على هذا النحو والكبير يظل كبيراً، اليوم أدرس بالجامعة وأستبشر بتلاميذي خيراً فلا أحد يلغي احداً، لكن حينذاك يبدو أن نجاح برنامج”حلو ومر)”نغص صفو الكثيرين، ومنه كانت نقلتي للدراما وبقلب قوي (وتتابع) كنت مبهرة بكُتابنا اللبنانيين مثل شكري أنيس فاخوري وقلت ان بدايتي اريدها معه، أو مروان نجار مع حفظ الالقاب خصوصاً أننا تربينا على أعمالهما وحتى اليوم أقبل على مشاهدتها عندما تعرض على تلفزيون لبنان لأنها ذات قيمة.

* ماذا عن كُتاب اليوم؟
_والله كثر فيهم الخير والبركة، قبل سنوات لم يكن لدينا انفتاحاً على الآخر، لم يكن عندنا فضائيات وانترنت، الزمن تغير وأصبح العالم كله يتواصل مع بعض، وتوارد الأفكار وارد فكم من قصة أو مشكلة تحصل في اي بلدٍ بالعالم تشبه حادثة حصلت في لبنان.
اذا أردت أن أصور بالسوليدير بياخدو 800 دولار معقول؟؟
*مسلسلات “ابو ملحم” ،”الو حياتي” ،”الدنيا هيك” ،”اخوت شانيه” وغيرها لا تشبة اي من الاعمال الغير لبنانية؟
_”اكيد لأ” ، أعمالنا اللبنانية لاسيما القديمة فيها نكهة مميزة،لكن لنكن واقعين نحن أولاد اليوم لو تمعنا بين قصصنا الجديدة وما يعرض بالقصص التي تحصل بالمجتمعات الاخرى سنجد أن بينهم خط مشترك إما من حيث قصة الحب أو الجريمة أو حادثة ما، يعني القصص تتكرر ولأننا نشاهد الحضارات والثقافات الأخرى صرنا نعتقد أن الامور مسروقة أو مقتبسة هذه وجة نظري، بالمقابل مجتمعنا تغير وصار مختلفاً ولا يمكن ان نقارنه بالمجتمع اللبناني عما كان عليه في الستينات، فالمرأة اليوم تضاهي الرجل بحيثات كثيرة ومن الطبيعي أن يتغير مسار القصص الدرامية كون هذه القصص مأخوذة من نماذج حاصلة، والمشكلة اليوم في الدراما اللبنانية لم نعد نقارنها بخصوصيتنا اللبنانية بل بالدراما العربية او العالمية، كما أن التاخير الحاصل بصعودها للواجهه من جديد ناتج عن الصرف المالي للإنتاج، حتى الكُتاب مكبلون في السابق كانت تبنى لهم ديكورات بالتلفزيون ويستأجرون القصور ويأمنون لهم كل التسهيلات، وفي مصر لديهم مدينة انتاج اعلامي، وفي سورية ساهمت الدولة في انعاش الدراما خاصتهم حيث فتحت لهم مدنٍ لصناعتها ومنها منطقة “باب توما” وأذكرعندما صوروا “اخوة التراب” الجيش السوري قدم لهم كل الأمكانيات وجند لهم اعداداً هائلة من العساكر ليقوموا بدور الجنود ككومبارس، اضافة للباس والمآكل بينما دولتنا للاسف اليوم اخرتنا جداً، وسأعطيكي (ابيخ مثل على هالشي، اليوم اذا بدي صور بالسوليدير) التي بُنيت على حساب كل لبناني كوننا لازلنا ندفع الضرائب من جيبنا ،وانا مع تلك الواجهه الجميلة التي نستأهلها، لكن عندما اريد ان اصور مشهداً عليّ دفع رسوم عن مدة ثماني ساعات مبلغ 800 دولار أو ما يعادلها معقول؟ بينما لو أردت ان أصور بأية منطقة بفي الجبل يقتصر الأمر على إذن ورسوم البلدية فقط، من هنا الدولة ليست داعمة للدراما اللبنانية يعني المشكلة الأساسية من دولتنا وليس من الاقتباس أو تشابه الافكار.
*و الفن في لبنان ليس مسيساً ايضاً؟
_سأتكلم عن نفسي، مرة لم أستحضر أي ممثل لأي دور جراء ضغط، أو واسطة أو محسوبية ولطالما شاركت بعدد من الأعمال وكل نجوم التمثيل عندي منوعين ومن مختلف الطوائف والمذاهب والأديان، كما اني عملت مع اكثر من جهة إنتاجية ومرة لم يتدخلوا بأختياراتي للمثلين أو يفرضوا عليّ أحداً ودائماً ما أتشارور والمتنج لنصل إلى إختيار موفق.
العائدة من أفضل المسلسلات وأؤمن بموهبة كارمن لبس
*اليوم يًعرض لك”كيندا” على الـ (lbc) وبمواجهته مسلسل”غزل البنات”؟
_”غزل البنات” ليس بمواجهة “كيندا”، كل له مضمونه المختلف ولا يمكن مقارنتهما ببعض كما أن زوجي هو مدير تصوير”غزل البنات”، وبيني ورندلى قديح معرفة ودية،وافضل ان لا أتكلم عن أعمال غيري لأني مخرجة مثلي مثلهم(تضحك وتقول) مابدي احكي عن حدا حتى لا يفهم رأي غلط ويزعل مني البعض وكلهم احترمهم واحبهم لانهم من اهل البيت
*العمل المحلي الذي جذبك العام 2012؟
_مسلسلي “العائدة” ،(تضحك وتتابع) لا اعلم ماذا ميّز هذا المسلسل عن سواه ربما لأني طبخته بنفس مفتوحة، وغيري تذوقه وكان الإجماع على إنه مسلسل صادق ومميز، اليوم نحضر للجزء الثاني مع الكاتب شكري انيس فاخوري
*هل سيتحول للاعمال المجزئة مثل المسلسلات التركية والمصريةو”العاصفة تهب مرتين”؟
_”يارب انشالله يارب”، ولنكن صريحين لست انا من سيفتح بوابة المسلسل المجزء، بل الكاتب وهذا أمر بمتناول يد الاستاذ شكري انيس فاخوري المبدع
*كارمن لبس نجمة “العائدة” و”كيندا”؟
_أحبها جداً ومؤمنة بموهبتها الى أبعد حدود وممثلة ممتازة، ايضاً يوجد فنانات كثر احبهن وربما لو تغافلت الان عن ذكر اسمائهن سيزعلن، لكني تحدثت الان عن كارمن لأنك سألتني عنها كما انها نجحت في مصر بأدوار محترمة وقيمة كدوري آسيا داغر وبديعة مصابني

_تحبين السير الذاتية؟
_جدا،أكثر مما تتخيلين وكنت أول من فكر بتقديم سيرة ذاتية عن فنان لازال حياً
*تقصدين المطربة صباح؟
_بالظبط، لكن لن أخوض بتفاصيل هذا الموضوع ثانية لانه سبب لي مشاكل عدة
*اليوم لن يسبب لك مشاكل حدثينا متى التقيت بالمطربة صباح؟
_عندما كنا نصور”حلو ومر)”مع مدام نضال الاحمدية، خطرت ببالي الفكرة أي أن تقدم حياتها بعمل درامي، لكن يومها الشركة المنتجة التي كنا نتعامل معها لم يكن لها الحق أن تتناول حياة صباح التي وقعت عقدا حينها مع الـ (ftv) هو”مشوار حياتي” وبعده أنتقل العمل للمنتج الصباح
احببت “اسمهان” و” اسماعيل ياسين”
*أحببت الشحرورة؟
_حلو لا انكر ذلك، لكن كان ببالي أفكاراً اخرى غير تلك التي شاهدناها ولو نفذت لربما كان العمل أقوى، كنت أريد ان تطل صباح بشخصيتها بالحلقة الاولى من غرفتها التي يسودها ضؤ باهت لا يوضح معالمها ثم تقف على الشرفة وتنظر الى البعيد وتشاهد فتاة صغيرة تنط على الحبل تتمعن بها وتنتقل الكاميرا الى البنت التي تلعب وصوت امها يناديها من داخل المنزل(جانيت يلا فوتي عالبيت) وتبدأ الاحداث هذا مشهد مختصر، لذا كانت ستكون لغة المسلسل مختلفة وفق برؤيتي الفنية.
*اسمهان؟
_احببته جداً رائع هذا العمل، وللاسف لم اشاهد تحية كاريوكا ولا محمود درويش، بينما شاهدت(ابو ضحكة جنان) عن حياة اسماعيل ياسين الذي مثله اشرف عبد الباقي وكان جميلاً جداً.
*الشخصية التي تتمنين تقديم سيرتها من لبنان؟
_كثر على رأسهم الست فيروز أرى قصتها مشوقة جداً، طفولتها خوضها الغناء، إرتباطها بالرحابنة، أريد أن أبين فيروز الام والزوجة والوجة الاخر من تلك الانسانة التي يكتنفها الغموض والحب في آن (تضحك وتقول) هل تعلمين أقولها بكل صدق وبلا مجاملة أرى أن أكثر سيرة ذاتية ستكون مشوقة الى أبعد حدود هي سيرة مدام نضال الاحمدية، لأن حياتها عالم مليء بالأسرار والقصص والنجاحات والصعوبات، ايضاً عيني على حياة السيدة صولانج الجميل نشأتها ارتباطها وحبها لبشير الجميّل ووفاة ابنتهما مايا بالإنفجار ثم اغتيال بشير وتحملها مسؤولية اولادهما وكيف بقيت وفي لعهده حتى اليوم، ومن المخرجين مارون بغدادي مسيرة حياته مشوقة فيها تنوع كما أن موته الغامض هو حكاية بحد ذاتها ولم يحصل لي شرف مقابلته الا مرة واحده بمهرجان عام “الله يرحمو”.
*الافلام التي جذبتك؟
_”هلاء لوين” لذيذ، “33 يوم” كان رائعاً وأحببت أداء الممثلين كلهم لاسيما باسم مغنية والإنتاج كان قوياً،”تنورة ماكسي” لم أشاهده للاسف لكن سأحرص على مشاهدته عبر الفيديو، كما سأشاهد اليوم فيلم الزميل سليم ترك، ضروري مشاهدة كل اعمالنا اللبنانية، وأعترف اني مقصرة بسبب انشغالي في بعض الأحيان لكن ضروري أن نقبل على مشاهدتها لدعم الأفراد وأقصد المنتجين حتى يستطيعون رد رأسمالهم، كما إننا في لبنان قليلون جداً يعني حتى لو أتى الـ (3مليون لبناني المقيمين بالبلد وحضروا الفيلم ما بردوا حقوا) لكن يبقى القول انه يكفينا شرف المحاولة والمشاركة بالمهرجانات العربية ولعالمية،(وتتابع) انا قدمت فيلمين هما “ليلة عيد” الذي عُرض على التلفزيون حتى الآن 56 مرة وأصبح بمثابة الفيديو كليب، وفي السينما عندما عرض إستمر حتى عيد الشعانين وكان من المقرر أن يبقى لعيد الميلاد المجيد لكن للأسف سُرق وطُبع (dvd)، ايضاً “مدام بامبينو” حقق نجاحاً كبيراً
ساندرا نشأت تشبهني والأخت تريزا أهم أعمال حنان ترك
*كان يوجد مشروع فيلم مع فادي وكارين وجيهان قمري؟
_فعلا وحصلت بعض الظروف وسافر فادي وكارين وألغي بعده العمل وكانت جيهان قمري ستطل بشخصيتها الحقيقية أي النجمة التي تغار منها كارين على فادي، انا مؤمنة بجيهان قمري ولا أعرف لماذا هي مُغيبة في لبنان ولا نستفيد من طاقتها، تابعتها بعدد من الأعمال المصرية وكانت رائعة حتى بفيلم(عمارة يعقوبيان) كانت مذهلة كضيفة شرف بأربعة مشاهد
*من جذبك من النجمات اللواتي عملن في مصر؟
_نادين الراسي، كارمن لبس،نيكول سابا، ونور تشعرين انها مصرية بحت ومن الجيل السابق ليز سركسيان ومادلين طبر(وتتابع) برأي الطاقات اللبنانية مظلومة ، ومن المخرجين اسد فولادكار في السيت كوم “راجل وست ستات” كما احببت تجربة سعيد الماروق بفيلم”365 يوم سعادة”

*من تلفتك من المخرجات الغير لبنانيات؟
_من سوريا رشا شربتجي شاطرة، ومن مصر ساندرا نشأت “بتجنن” اشعر انها تشبهني بنفسها الاخراجي وفيلميها “الرهينة” و”المصلحة” رائعين، ايضاً منال الصيفي لها نكتها بالإخراج خصوصاً انها ابنة المخرج الكبير حسن الصيفي، وكاملة ابو ذكرى لها رؤية متفردة.
*المسلسلات العربية التي جذبتك هذا العام؟
*كنت اصور “كيندا” ولم أستطع مشاهدة الأعمال الرمضانية بأستثناء بضع حلقات من مسلسل حنان ترك “الأخت تريزا” القصة رائعة من حيث المعالجة الذكية وحكاية الاختين التؤام واحدة مسيحية والثانية مسلمة “فكرة بتجنن” المسلسل بيّن ان كلاهما من دم واحد رغم اختلاف الديانة كونهما لقيطتين، والفكرة جديدة على الدراما العربية.
*المسلسل من أقوى المسلسلات لكنه هوجم؟
_(لانو الحرتقجية كتار ما بدن عمل مهم يلم الشمل بيكفي طائفية وفتن هيدا عمل فني قيم عيب يهاجموا) وكنت أتمنى على حنان أن تبقى بالفن وهي بالحجاب.
ندمت على مطلوب رجال ويجب دعم السينما اللبنانية كثيراً
*متفائلة بالوضع الذي نعيشه؟
_(تصمت ملياً وتقول) هل تعلمين أشعر اني مخدرة، الأمور ليست واضحة ولست متفائلة على صعيد الوطن العربي، لكني لست خائفة على لبنان، ومن هنا أتمهل بخطواتي الإخراجية التي تعرض عليّ الخارج، لكن لا أخفي عليك اني ندمت على اعتذاري لاخراج “مطلوب رجال” الذي أحببته جداً وخلطتة العربية، لكن بلبنان يجب أن نتوسع أكثر وأن تُحل مشكلة التمويل لنعود كما كنا بالسابق على الاقل،أن تقدم اعمالاً درامية أكثر وأكثر لننتشرونظهر طاقاتنا، رغم أن كلفة الحلقة الواحدة من مسلسلنا 16 الف دولار بينما في مصر أغلى بكثير ومع ذلك يعملون، حتى بعد الثورة خفضوا أجورهم لتدور عجلة الإنتاج خاصتهم من جديد ويبقوا في الصدارة وبرافو عليهم، لذا علينا نحن في لبنان أن نتكاتف ونجتهد أكثر حتى نرتقي بالدراما التي تعاني من صرف مالي سيء جداً، كما أن التأمينات التي تستطيع شركة الإنتاج تغطيتها ضيئلة جداً لا سيما وأن أرباحهم قليلة بسبب الحالة الأقتصادية التي نعاني منها لدرجة أن المحطات تتأخر بالدفع للمنتجين، ومثل هذا الوضع يُلغي من رأس المبدع المزاج الفني، انا لا اطرق أبواب شركات لكني جاهزة لأي عرض يأتيني وسأتفانى كثيراً لأن بداخلي طاقة فنية مكبوتة، كما أؤمن بالمواهب الشابة وأتذكر في مسلسلي “الزاوية” كان يوجد فنانة اسمها نعمت عساف كانت دائما تقدم دور البنت الطيبة وفي يوم كنا نشرب القهوة لمحت عينها ترف (لقطت عيني المشهد) وقررت تقديمها بدور زوجة الأب الشريرة الكل إستغرب لكني راهنت عليها، وبالفعل هذا الدور جعل الناس تكرهها لأنها أوصلت المشاعر ببسهولة بتمثيلها التلقائي، من هنا أحرص على تنوّع الممثلين ومنح الفرصة للجميع.
*اليوم لديك نية بالعودة الى الكليبات؟
_اكيد ولدي عروضات عدة
*عينك على من؟
_المطربة ماجدة الرومي، وكاظم الساهر يمكن أن اقدم حياته سينمائيا بكليب.