#الأبد_ هو_ الآن”_ هو_ معرض_ فني _معاصر_ يجمع_ فنانين _من_ مختلف_ أنحاء _المنطقة_ والعالم_ بدعوة للتأمل في عظمة حضارة قديمة من خلال عدسة رؤاهم الفنية. يُقام هذا المعرض سنويًا في موقع أثري عمره 4500 عام مُدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو: أهرامات الجيزة والهضبة المحيطة بها. هذه التحف المعمارية لا تمثل فقط رموزًا للقوة القديمة، بل تُعد أيضًا أوعية غامضة للأساطير والتاريخ المتراكم، ما زالت تأسر خيال العالم بأسره.
لطالما كانت الجيزة مفترق طرق، ونقطة التقاء في التاريخ العالمي من خلال التجارة القديمة، والهجرات، والبحث الروحي. من رحالة العصور القديمة إلى فناني ومُتأملي اليوم، تطورت قصة هذا الموقع مع كل لقاء جديد.
النسخة الخامسة من “الأبد هو الآن” تجمع أعمالًا فنية لا تحتفي فقط بالماضي المصري المُهيب، بل تطرح تساؤلات حول دوره ضمن إرث ثقافي عالمي أوسع. إنها تحية لسحر التراث الثقافي المصري القديم، في حين تعكس التركيبات الفنية المعاصرة التطور المستمر للفن.
وفي زمننا الحاضر المضطرب، يقود المعرض تأملًا مستلهمًا من الحكمة الغامضة للمعتقدات المصرية القديمة، حيث يغوص في موضوعات مثل التسامي، والأمل، والإيمان، وكلها متجذرة في معرفتنا بالماضي واكتشافاتنا المستمرة له، وفي قناعة راسخة بأن لا وجود للمستقبل دون التاريخ.
إننا ننظر إلى روايات الإنجاز في الماضي لنطرح الأسئلة، ونستلهم، ونسعى لفهم طبيعة الأجيال المتعاقبة. لكن “الأبد هو الآن 05” ليس مجرد إحياء لهذا التاريخ، لأن الماضي لا يكتمل أبدًا في الحاضر، بل هو مساهمة في إرث فني معاصر في مكان يحمل أهمية تاريخية عالمية.
هذا العام، نغوص في الدلالة الثقافية العميقة للأهرامات، ونستكشف الجاذبية الغامضة لمصر القديمة وتأثيرها العميق في الفن والثقافة والفلسفة. في قلب هذا الاستكشاف تكمن الرغبة الإنسانية في الخلود—وهو موضوع تجسده الأهرامات ذاتها.
يدعو المعرض جمهوره إلى استكشاف الطبقات الأسطورية والتاريخية لهضبة الجيزة، من الرمال إلى السماء، حيث تُعيد الأصوات الفنية المعاصرة تفسير معنى البقاء والإرث. وبينما نسير بين هذه المعالم الخالدة، يطرح المعرض تساؤلات وجودية:
ما هي القصص التي سنتركها وراءنا؟
ما الحقائق والأساطير التي ستُعرّفنا في المستقبل؟
في عالم دائم التغير، تقف الأهرامات كـ شهود أبديين، خالدين، يتحدوننا لنفكر في كيف سيُنسج حاضرنا في أساطير الغد.
يُمنح الفنانون في هذه الدورة فرصة للتأمل في مفهوم الخلود، مستلهمين من الأنماط التي وُجدت في الهيروغليفية، والأزياء، ولوحات الطقوس، وحتى في السماء—الأنماط الكونية. كلها تتصل لتنسج روابط وتطرح فكرة ورسالة وأيديولوجيا.
هذه الزخارف والأنماط، الرمزية والمُحمّلة بالمعاني، تُجسّد دورات الحياة والموت والبعث. يتفاعل الفنانون المعاصرون معها، ويعكسون أشكالها من خلال تركيبات ونُصب نحتية تستحضر إيقاعات الحِرف القديمة وألوان اللوحة المصرية القديمة، باستخدام تكنولوجيا العصر الحديث.
ومع قصص الملوك والملكات، والمعرفة المفقودة، والاتساق الكوني، تتلاقى الحقائق والخيال لتتحدى فهمنا للتاريخ، وتدعونا للتفكر في كيف تُشكل الأسطورة والتصميم رؤيتنا للزمان والمكان.