الموقع – مجلة الكترونية فنية شاملة elmaw2a3
كتبت/ ابتسام غنيم(بيروت)
” الفن لم يكن اختياري”، هكذا استهلت كلامها #الفنانة_ التشكيلية_ العالمية _شاليمار_ شربتلي_ في_ بوداكست_ عربي_ مع الاعلامية سماح السعيد ، واردفت:” والدتي خريجة فنون جميلة، وقلت هذا الكلام بكل المحافل العالم، وطفولتي لم تكن ملونة بدمية واطفال والعاب، بل كانت عبارة عن اني كنت طفلة بين اربع صبيان ، وكانت طفولتي مزيجاً من الحب واللعب بالكرة ، الى جانب المجهود النفسي ان اسمع اغاني للكبار واقراء جان بول سارتر ونجيب محفوظ وانا في سن الحادية عشرة ، وهذا يدل على ان امي كانت مهمومة من ان البنوتة الوحيدة التي عندها ان تنشأ بطرح مختلف ، فتلونت الدنيا يعيناي عن باقي الاطفال الذين كان كل همهم اللعب واللهو ، الدنيا التي عندي كانت مليئة بأكثر من دنيا وما زلت الى الآن لم افقد الدهشة، وما زالت الطفولة بداخلي، وما زلت اعيش حياة المغترب والمسافر الغير مطمئن طوال الوقت”..
(واوضحت):” يوجد هاجساً عند الناس وهو ان الطمئنينة هي المال ،انا ولدت وبفمي ملعقة من الالماس ، والدي هو #معالي_ السيد_ حسن_ شربتلي _المحسن_ الكبير_ واهم _رجالات_ الدولة_ السعودية_ وكان مفرباً من جلالة الملك عبد العزيز ، لذا ولدت منعمة ومقربة من والداي واخوتي واهلي واصدقائي ولدي حماية دائمة، لكن بداخلي سؤالاً وهو حين اذهب الى ربي وحيدة من يبقى معي؟ سيبقى عملي ، لذا هذا السؤال لم يتركني ابداً ومن هنا كان اصراري على ان انال الماجستير بالعلوم الجنائية من الجامعة اللبنانية ثم الدبلوم لاعرف كيف يتكون السلوك الاجرامي “.. _وتضيف):” عندما اجريت حوارا ببرنامج ” خليك بالبيت” لتلفزيون المستقبل في لبنان قبل سنوات لم يكن يوجد حينها سوشيل ميديا كما اليوم ، فتم شن هجوم عليّ وصار اولادي اخوتي يبكون ويقولون لي “يا عمة بيشتموكي على الفيسبوك” وكان ردي:” يوجد طريقان الاول يتسلل في الايام ويختبأ، والثاني يمتهن مهن تليق به، وكل واحد حر بالطريق الذي يختاره ، الناس اذواق وتختلف على اشياء كثيرة حتى على الرُسل ، واشير ان لوالدي فضل كبير عليّ من انه كان فخوراً من ان ابنته الصغيرة تكون فنانة تشكيلية ، واذكر انه ذات مرة اجري معه حواراً في مجلة الرجل نشر في 16 صفحة ، قال ضمنها انا ابنتي هي الفنانة التشكيلية شاليمار شربتلي وكنت حينها ابلغ من العمر 16 سنة ،وهذا الكلام اسعدني لانه من والدي معالي السيد حسن شربتلي وكان دافعاً لي ، امي شكلتني نفسياً وان الحياة ليست تافهه وعبارة عن فستان شيك، كل هذه الامور تجاوزتها في ثقافة الاغنياء وخصوصاً في السعودية لا نتعلم الا العطاء والشبع، ولا ننظر الى اشياء غيرنا ، لكن بالمقابل تعرضت لمواقف وصعاب حتى اعزز اسمي كفنانة تشكيلية “.. وعن اول معرض لها قالت:” كنت في سن الـ13 سنة وذهبت حينها الى الاستاذ عبد العال في مجلة صباح الخير ووضع لي احدى رسوماتي على غلاف المجلة ومن هنا اثبت نفسي لاني استثنائية ، كل بني آدم اتعجن بخبيز معين وليس كل الناس من طينة واحدة ، ورب العالمين وضع الاراضين في كواكب منفصلة فجأت مستوياتها مختلفة ، وكل بني آدم له تركيباته، ووشخصياً طوال حياتي متحدية ولم يكن همي مثل سائر البنات كان همي ان اتفرج على اللوحات وازور المعارض والمتاحف واتعرف على المثقفين”.
وعن اكثر لوحة تحبها قالت:” يوجد لوحة رسمت بها فارس الكوتشينة وشقيقي احمد وهو بالمناسبة رساماً كبيراً ، اخذها ووضعها عنده ، وهي حتى اليوم عندي ولم ابعها لانها تعني لي الكثير ، وبالتالي يوجد لوحات كثيرة لم احبها مزقتها وحرقتها ورميتها ، الرسم معركة بيني وبين اللون، الرسام فارساً يمتطي جواد اللون اما ان اكون على قدر من الرحلة او يكسر رقبتي ، انا ارسم وكأني اتنفس وحتى اصبح رقماً في معادلة فمن الطبيعي ان امر بمراحل من الصراعات”..
كلام شاليمار عن طفولتها كان فيه الكثير من الاشارات لكيفية تعليم وتهذيب نفسية الاطفال ،فثقافة الاسرة تؤثر بشكل مباشر على شخصية الطفل وتطوره ، فالأسرة هي المؤسسة الأولى التي تزرع القيم والمعارف والسلوكيات. فالبنات بدلاً من ان ينشأن على اللهاث وراء التوافه ، يسعين بتوجيههن الصحيح من الاهل الى تطوير مواهبهن بالمعرفة والتمرس بالتراثات الفكرية والآدبية والفنية ممّا يجعل لديهن غنى فكري واسع ، ومن هنا كانت والدتها القدوة الحسنة التي تعتز بها ، ووالدها شجعها على الاستقلالية والتفكير، والتقدير، والتعبير عن آرائها، فصارت شخصية ناجحه بجهدها، ومن هنا كان معالي السيد حسن شربتلي الاب المثالي الذي قدم لابنته حباً غير مشروط اذ لم يقتصر عطاؤه على المال، بل إمتد ليشمل الحنان والدعم وفخره بأبنته علانية ومن هنا تنبطق عليه عبارة ” الأب الحنون أهم إنسان يؤثر فيك على مدار الحياة ” رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
