حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة/ من الارشيف)
صداقة وطيدة ورائعة كانت تربطني بالكاتب الكبير #كرم _النجار _وايضاً بالمخرج #هشام_ عكاشه_ ابن _الكاتب_ اسامة _انور_ عكاشة_ والمفارقة ان الكاتب النجار كان بدوره على علاقة قوية بالكاتب المبدع عكاشه ونجله، وكنت كلما أزور القاهرة احرص على ان نلتقي ثلاثتنا انا والاستاذ كرم والمخرج هشام الذي وافته المنية وهو في ريعان شبابه، مما شكل صدمة للاستاذ كرم الذي كان يعتبره ابنه الغالي.. والطريف ان كرم الجار القبطي هو أول من كتب حلقات #مسلسل” _محمد _رسول_ الله” _وهشام عكاشه المسلم كان يفتخر بأعمال والده حيث انه كان حريصاً على تقديم شخصيات مسيحية راقية ومتسامحة ومصرية حتى الصميم لانه كان ينبذ الفتنة والتطرف.. ومن هنا كان لي معهما في احدى اللقاءات هذه الدردشة اثر انفجار حصل بكنيسة القديسين بمصر ،وأرتأيت ان أُعيد نشر هذا اللقاء بموقعي بخانة الارشيف لان فيه اشارات من طرف الكاتب النجار تحصل اليوم في وطننا العربي حيث استهل يومها الاستاذ كرم الكلام وقال:
– انفجار #كنيسه_ القديسين_ امراً مخططاً له مسبقا بغيه احداث الفتنه في مصر بين المسلمين والمسيحيين، يوجد مخطط اسرائ.يلي اميركي لضرب استقرار الشرق الاوسط، يعني العراق انفرطت، والسودان انقسمت جنوبا وشمالا ،وفي لبنان الطائفيه سادت فيه بالفتره الاخيرة، ولو تمعنا بتاريخ مصر ستجدين اننا عشنا سنوات طويله من دون نزاعات بين المسلمين والمسيحيين ، يعني حتى الاسلام فى مصر لا يفكرون بشكل مذهبي، ثم ان كلمه قبطي معناها تدين المسيحي المصري حتى المنشقون عن الاسلام الذين يتبعون البهائيه في مصر هم قله قليله جدا جداً، وبالتالي هم وافدون الى مصر..( ويتابع):” عندما كنت في المدرسه اذكر اننا كنا نتعلم بعض ايات القران الكريم مثل “وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا” بالاضافه الى عبارات مأخوذه من الانجيل مثل “اكرم اباك وامك كي تطول ايام حياتك على الارض”..( ويعلق هشام) وبالفعل المنهج التعليمي المصري كان مميزا من حيث الشكل المشترك اذ لم يكن هناك ما كان يدعو للتعصب او التفرقه

الفن والدين
*الفن برايكما الى مدى ساهم في تعزيز التفرقه وبالتالي الى انعدامها؟
-(يرد هشام): زمان شاهدت اجمل الاعمال الدينيه والتاريخيه وكلها حملت تواقيع مسيحيين مثل فيلم” وا اسلاماه” الذي انتجه رمسيس نجيب، و”رابعه العدوية” لحلمي رفله ،و”بلال مؤذن رسول الله” انتجه الياس خوري، “الناصر صلاح الدين” اخرجه يوسف شاهين وانتجته اسيا داغر وكلاهما من مسيحي لبنان، يعني كان هناك صناعاً لتلك الاعمال التي تظهر الاسلام بابهى صوره بتواقيع مسيحيه من دون تحيز..

( ويقول كرم): قبل 42سنه اتصل بي الاستاذ سعد لبيب من مكتب التلفزيون وطلب مني ان اكتب سيناريو وحوار لمسلسل “محمد رسول الله” عن كتاب توفيق الحكيم ،ذهلت واندهشت و”اتلخبطت وقلت له ازاي دانا مسيحي؟” فرد علي بالقول اني كلما تعمقت في ديانه وفلسفه الاخر كلما تميزت بالكتابه وبالمناسبه فان الكتاب عباس محمود العقاد كتب عبقريه المسيح، وفي اليوم الثاني ذهبت الى البلد لاستشير والدي وديع بولس النجار كوني كنت وحيداً لتسع شقيقات وكان يعاملني معامله الصديق اكثر مني كأبن له، المهم اخبرته بما عرض علي وسعد وشجعني وقال بالحرف الواحد:” افتخر بأبني المسيحي المصري ان يكتب عن سيد الانبياء محمد رسول الله”، وطلب مني ان ابذل اقصى جهودى ليخرج العمل بابهى صوره وهذا ما حصل بالفعل وقام ببطولته عبد الله غيث وتريزا دميان ويضيف هشام والدي الكاتب اسامه انور عكاشه كان عاشقا للاسكندريه ويحب الاقامه فيها دائما وقد تطرق بمسلسلاته الى العلاقات الطيبه التي تجمع بين المسلمين والمسيحيين الاسكندرانيين ،وطرح التعايش الجميل بينهم وتحدث عن الثوره والانفتاح في” ليالي الحلميه” والقوميه العربيه في” ارابيسك” وقوه المصريين واصالتهم في” الشهد والدموع” واظهر الشخصيات المسيحيه مثل الاسلاميه تماما من دون تملق او تحفظ ، ومن هنا ارى اهميه دور الفنان بترسيخ الوطنيه عند الناس ومحاربه التعصب ..(ويعلق كرم): للاسف كيف كنا وكيف اصبحنا ،زمان لم يكن يوجد تفرقه اليوم الفضائيات عمت وكل يفسر دينه على ليلاه، الفجوه كبرت بين الاغنياء والفقراء، والكراهيه طغت على التسامح ..(ويعلق هشام): البابا شنوده قال في كتابه “الهدوء “انه هديه لعالم ينقصه الهدوء ،ونحن فعلا بحاجه الى اصحاب فكر وابداع من مسلمين ومسيحيين حتى نرتقى بفننا ووطننا والامه العربيه قاطبه من دون انحياز او اقليميه وتعصب وتهميش للاخر ايا كانت ملته او ديانته.