الموقع – مجلة الكترونية فنية شاملة elmaw2a3
حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة)
لم يكن اهتمام #غادة_ الجمل_ بالمطبخ المصري وليد اللحظة، بل عشقته وأجادته منذ كانت صغيرة، وتعلمت كيف تطبخ طبقاً مصرياً من الاساسيات الموجودة بالبيت المصري العادي، ومن هنا برنامجها “بالهنا” إستقطب عدداً كبيراً من المشاهدين كونه يُعرض على #التلفزيون_ المصري_ والفضائية المصرية، كون غادة تطبخ وتخاطب #الست_ المصرية_ وتعلمها كيف توفر وتصنع أشهى الأطباق في آن واحد.. بالاضافة الى انها وسعت معرفتها بعالم الطبخ فأجادت الاطباق العربية، وأيضاً الحلويات وهي اليوم بصدد تقديم فكرة جديدة بمحطة مصرية، الى جانب سعيها بأطلاق كتاب خاص بها.. في القاهرة التقيتها وكان معها هذا اللقاء الشيّق.
*حدثينا عن عالمك بالمطبخ والطبخ والاعلام؟
-أحب كل ما هو تحت مسمى الاعلام بكل ما تحتويه الكلمة من معنى، المهنة بحد ذاتها شرف وأمانة، والمطبخ بالنسبة لي حباً وعشقاً وليس مهنة فقط..
*درست كورسات عن الطبخ؟
-“خالص، جت معايا كده”، انا شاطرة بالطبخ وطورت نفسي بنفسي، وبدلاً من أن اكون “شيف” ست بيت، صرت شيفاً ببرنامج خاص بي هو”بالهنا”، وسعت معرفتي بعالم الشيفات وصرت اضطلع على هذا العالم الجميل بكل البلدان لأجدد بمطبخي المصري الذي اردته أن يكون متنوعاً، قرات كثيراً مقالات متخصصة وواظبت على مشاهدة فيديوهات تعليمية ركزت على التوابل وكيف أستخرج منهم معطرات للبيت ومسكات للشعر ايضاً، الموضوع بالنسبة لي لم يكن محدوداً.
“بالهنا” للست المصرية
* هل تستعرضين ببرنامجك “بالهنا” الذي يُعرض في التلفزيون المصري الاكلات المصرية فقط؟
-تعمدت أن أطل على المشاهدين لتعليمهم الاكل المصري لسبب مهم، اولاً لتقديم المكونات الغالية للست المصرية بطريقة مبسطة تستطيع ان تُحضرها ببيتها من دون تكلفة كبيرة، أعلم تماماً ان الجميع يُعاني من ضائقات مادية والظروف الاقتصادية تُشكل ضغوطات، لذا كان من الضروري أن أتماشى مع حال الاغلبية، وأطرح عليهن مأكولاتي التي أُجهزها من “حواضر البيت” أي الاساسيات الموجودة بكل بيت مصري وهي الدقيق(الطحين)، العدس، الرز،المعكرونة، الشعيرية، السكر، الزيت، السمنة البلدي، والزبدة،(وتتابع) أما على السوشيل ميديا فأنا انوع بمطبخي اذ اقدم الطبق اللبناني والمصري والاردني والحلويات على مختلف انواعها، لكن فيما خص التلفزيون المصري فقد تعمدت أن يكون طبقي كما أسلفت مناسباً للأسرة المصرية للإفادة منه،(وتعلق) أحياناً اقدم لهم اطباق من الخضار المتنوعة، مع أكلات من دون لحوم أو دجاج، يعني مثلاً قدمت مؤخراً طبق “بطاطس مهروسة مع طشة الملوخية المكونة من التوم والكزبرة” وكان شهياً للغاية وبأمكان كل ست بيت أن تفعله بكل بساطة وبلا تكلفة، الاكلة هذه تشبة “البطاطا الحرة عندكم في لبنان،خدي بالك سأقول لك شيئاً”، منذ سنوات كثيرة عندما كنت صغيرة اتذكر أن والدي أحضر لنا من السويس سمك السبيط المصري وحجمه صغيراً يومها لم أقطعه لأقليه، بل سلقته وحضرت حشوة الرز والطماطم زي اللي منعملها للمحشي، وحشيت السبيط وحطيتهم على نار خفيفة، يومها لم أكن ادرك أن ما أفعله هو فن الطبخ، خصوصاً أن الكل أحب الأكلة التي صرت أحضرها في عزومات العائلة، حينها لم يكن يوجد فيديوهات لأوثق هذا الامر، وانتشرت الاكلة ولم أسميها وقتها، اليوم صارت هذه الاكلة بمتناول الجميع ولا أحد يعلم اني من اخترعها، وأيضاً اتذكر حين كانت صديقتي تزورنا ومعها ابنتاها الصغيرتان وكنت يومها “الف كرونب أي الملفوفط بطريقة معينة يومها صورتني فيديو من الكاميرا وكانت مبهورة بطريقة التقطيع واللف، واليوم صرت أًعلم هذه الطريقة للبنات وأقاربي والمشاهدين وصارت ترينداً لكن للأسف هناك من نسب هذا الامر لنفسه، وكان أن لذت بالصمت، لكن تعلمت أن لا اسمح لأي شخص غير موثوقأان يصورني وانا أبتدع اية فكرة طبخ”..(وتضيف) وبالعودة لطبخات الاسرة المصرية” هناك المحشي والورق عنب والكرونب الذي صرت أطبخهم بالطاجن وقلت للمشاهدين إشهدوا انا أول من طبخت المحشي على انواعه بالطاجن”(تضحك وتعلق): اليوم انا متفاعلة على التيك توك حول الطبخ، لكن للأسف المحتويات المهمة ليس عليها اقبالاً كبيراً من المشاهدات.
*مصر مشهورة بالحمام المحشي؟
-صحيح، الحمام أحشية بخلطة الرز مع الجمبري، ايضاً دبابيس الدجاج أُشوحها بالفرن وأُزينها بطبق الرز بخلطة الجمبري، البعض لم يستوعب الفكرة “ازاي سمك مع فراخ، يا جماعة الجمبري مش زفر خالص، والجمبري بالحمام تحفة” وأعلم أن البعض يستغرب أول الامر طريقتي لكن عندما يتذوقون يؤكدون على المذاق الطيب للأكلة.
*والمعجنات؟
-أستغل عجينة واحدة لأكثر من أكلة، يعني البيتزا غالية فلماذا على ست البيت أن تشتريها، من هنا علمتهم كيفية صنع العجينة بالبيت،”آخدها نص تشويح” بعدها أرش مكونات البيتزا البسيطة الجبن، والزيتون، والفلفل، والبصل وأضعها بالفرن فنحصل على بيتزا بأقل تكلفة يأكل منها كل أفراد البيت الواحد وبتكلفة بسيطة جداً، معتمدة على أساسيات الخزين أي المونة.
تريند”دهن الليّة” المغشوش
*ما قصة تحويل “دهن الليّة” الى سمنة بلدي الذي صار ترينداً وحذرتِ الناس منه؟
-انتشر فيديو من انه بالامكان صنع سمنة بلدي من “لية الغنم”، وصارت السوشيل ميديا تنشره بكثافة لاسيما سيدات البيوت اللواتي لهن قنوات عبر اليوتيوب، تابعت الموضوع فأستنتجت انه خدعة كبيرة، ووجهت رسالة قوية للناس قلت لهم فيها:” صدقوني لما يجي يوم الحساب وانتي بقبرك حتتمني لحظة ترجعي بيها للدنيا عشان تمسحي الفيديو ده، لانه من ابتدع هذه الفكره، جعل ربة البيت المصري البسيط تهدر من الدقيق والحليب وقزازة سمنة وحليب والزبدة، وطلع في الآخر مش سمنة بلدي !!، يعني قزازة الزيت خلصت على الفاضي بدل ما تقلي بيها البطاطس، والحليب بدل ما يشربو العيال إتحط ضمن الخلطة الفالصو وده حرام وما يرضيش ربنا”، أين شرف المهنة؟ هذه الخلطة لا تستطيع ست البيت أن تفعل بها البسبوسة ولا الكنافة ولا الرز المعمر ولا أية طبخة مصرية.. وانا دائماً ببرنامجي أقول للست المصرية “حاسبي انا غلط بالطبخة دي مرة أوعي تعملي كدة مثلاً، وحطي هذا القدر وما تحطيش كدة”، الغلط وارد لكن أن يكون متعمداً لكسب التريند ونغش الناس “ده مرفوض تماماً”، وانا لا أسكت على أية غلطة كانت مقصودة أو غير مقصودة.. الطبخ بالنسبة لي شغف وأمانة.
*الاكلات اللبنانية التي تحبينها؟
-أحب شيخ المحشي وأجيده، والكبة النية والسودة النية، والكبة بلبن، والتبولة احضرها لأولادي، وعلى فكرة دائماً أشرح لأصدقائي المصريين “من ان السودة النية لازم تكون طازة”.. ايضاً أحب المناقيش بالجبنة والزعتر و”السفيحة”.
*هل تنوين إطلاق كتاب طبخ مثل كتاب”أبلة فضيلة”المشهور؟
-أكيد،و ساقول لك شيئاً،”انا ست قديمة شوية، لاني حتى اليوم لم استغني عن الورقة والقلم”، ولازلت أدون افكاري بدفتر مخصوص، حتى بالمطبخ أكتب ما أريد أن افعله على ورقة والصقها على الحائط، ولا أستخدم اللابتوب، وأقصى أُمنياتي إطلاق كتاب خاص بالطبخ، لأن فكرة الكتاب بحد ذاتها قيمة وسأظهر شغفي بعالم الطبخ من خلاله..وعلى فكرة الاكلات”مالهاش صاحب وكذلك الوصفات لذا في كتابي سأدون إسم كل من علمني أية طبخة”.
لا للأكل المجمد
*من يملك نفساً طيباً بالأكل والدك أم والدتك؟
-والدي كان ذواقاً للغاية، وايضاً كل اخوتي يتذوقون الأكل اللذيذ من عدمه، وأُمي كانت شاطرة بالطبخ، كلنا بالبيت نملك ذوقاً بطعم الاكل ونعرف اذا كان بالزيت أو السمنة البلدي وأيضاً ما هي التوابل الموضوعة فيها، نحن لسنا أكولين بل أكيلة والفرق ان الأكول هو الذي يأكل كثيراً، بينما الأكيل هو الذي يتذوق الطعام، وانا تربيت ببيت يمنع دخول الطعام المُعلب، السمنة البلدي كانت والدتي تصنعها وعلى الطريقة الفلاحية “بتاعة الارياف” وتصنع الزبدة، وكل الاكل كان صحياً بأمتياز.
*اولادك حتماً يطلبون وجبات ؟
-أكيد، لكن من حين لآخر، لانهم يحبون طعام البيت، انا عودتهم على ذلك، و هما ينتقدان الاكل في حال كان طعمه غير لذيذ او صحي حتى لو في “احسن المطاعم”، وعلى فكرة انا أملك نفساً خاصاً بي بالطبخ لاسيما الملوخية المصرية.
*تعملين بمهنتك بتصالح تام؟
-طبعاً، وبداخلي رضا كبير رغم اني لم أُحقق هدفي الذي أصبو اليه على المستوى المهني، لكني اشعر اني “حاجة كبيرة ويكفي اني لا أغش أحد ولا أدعي ما ليس لي”.
*شقيقتك #الفنانة _رحاب_ الجمل_ تُجيد_ الطبخ؟
-جداً، جداً، لكن رحاب قد تستخدم ملوخية مفرزة ، بينما انا أستخدم الطازة ، وعندما أكون بمنزلها تحضر لي الملوخية الخضرا وتقول لي:”عيشي حياتك وأطبخي براحتك” لاني ضد الأكل المجمد، وهي عندما تزورني أحضر لها المعكرونة بالباشميل والملوخية، وايضاً المندي اليمني.
*برنامجك هل ستطورينه؟
-أتمنى، وأحب أن أطل ببرامج خارج صندوق المطبخ ،أريد أن اقدم برنامجاً اجتماعياً لربة البيت المصرية وأُحذرها من عواقب كثيرة عن حالات عامة لا تنتهي، ومشاكلاً نتعرض لها على مر الازمان وليس عن مشاكل وقتية، لا أُحب الفقاعات، ولا مانع ايضاً من مخاطبة الشباب ونقنعهم أن المستقبل ليس بالجولات على التيك توك ولا الفلوس، المستقبل بالموروث الثقافي والجهد “وما يعملوش حاجة تكسفهم ويطلعوا السلم درجة درجة بدليل ان مشاهير التيك توك مقبوض عليهم بتهم متنوعة وفلوسهم ما طلعتهمش براءة”..(وتتابع): أريد برنامجاً يخاطب ذهن وعقول المشاهدين، وبالتالي أحرك شغف الست المصرية على انجاز “الحاجة اللي تحبها سواء بالطبخ او الخياطة أو اية مهنة تهويها”.
*شغفك بعيداً عن الطبخ؟
-التجميل، انا أُحب التجميل كثيراً بشرط أن لا يكون مبالغاً، أحب السيدة الجميلة التي تهتم بشكلها ولياقتها البدنية وشياكتها، وعلى فكرة تلفتني الست اللبنانية بمحافظتها على رشاقتها وحبها للحياة وللعمل ولكل ما هو جميل..(تضحك وتعلق) عندما تزوجت تفاجأ زوجي بي كوني ست بيت شاطرة وأجيد الطبخ، فقلت له اني أول درس تلقيته عندما كنت ببيت أهلي هو الطبخ وتحضير السفر والحلويات، لكن كل هذا لا يمنع من أن أكون انيقة وسبور وحلوة.
