بينما تتلقى #المطربة_السيدة_ فيروز_ العزاء_ في_نجلها_إلى_ جانب_ ابنتها_ ريما_ الرحباني_ كان الحضور اللافت لعاصي مصدر اهتمام الجمهور ووسائل الإعلام،وفي لحظة وداع إنسانية مؤثرة، حضر عاصي مع زوجته إلى الكنيسة لتقديم العزاء بالسيدة فيروز وعائلة الراحل، والتقطته عدسات الصحافة وهو يجلس في صالون الكنيسة مرتديًا بدلة سوداء، يتلقى التعازي من المقربين لوالده ومن يعرفونه عن قرب ليتجدد السؤال: من هو هذا الشاب؟#عاصي_ هو _نجل_ دلال_ كرم_ زوجة_ زياد_ الرحباني_ الأولى_ التي تزوجها عام 1979 بعد قصة حب نشأت خلال عملهما في مسرحية “ميس الريم”.لكن الزواج لم يدم طويلًا، فسرعان ما بدأت الخلافات وانفصل الزوجان بعد أشهر قليلة من ولادة عاصي، الذي سُمي تيمنًا بجده الموسيقار عاصي الرحباني.ورغم أن زياد لم يكن يرغب في الإنجاب في تلك الفترة، فإن علاقته بعاصي ظلت محدودة للغاية، إذ نشأ الفتى تحت رعاية والدته، دون وجود فعلي لوالده في حياته.وفي عام 2004، أقام زياد دعوى قانونية لإثبات عدم نسب عاصي إليه، مؤكدًا أن هدفه لم يكن التشهير أو الإساءة، بل توضيح الحقيقة من أجل صحة عاصي النفسية، على حد تعبيره.

تحليل الحمض النووي
تحليل الحمض النووي أثبت بالفعل أن عاصي ليس ابنًا بيولوجيًا للموسيقار الراحل، لكن اللافت أن علاقة الود بينهما لم تنقطع، وظل بينهما قدر من الاحترام والتواصل.ومع ذلك، عاد زياد لاحقًا ليرفع دعوى ثانية يطالب فيها بشطب اسم الرحباني من اسم عاصي، وهو إجراء لم يُنفذ حتى يومنا هذا.

عاصي الذي بات اليوم في الأربعينيات من عمره، متزوج من اللبنانية جوي نجم ويعيش معها ومع طفليهما في دبي. يحمل شهادة في الإخراج السينمائي والتلفزيوني من جامعة الكسليك، ويمتلك خبرة تتجاوز 18 عامًا في مجال الإنتاج الإعلامي، حيث تولى مناصب إدارية في مؤسسات إعلامية مرموقة وأشرف على مشاريع كبرى..وودّع عاصي زياد بكلمات مؤثرة مقتبسة من قصيدة المحبة للأديب جبران خليل جبران، تعبيرًا عن مشاعره رغم كل ما مر بينهما. كما ظهر خلال مراسم التشييع إلى جانب زوجته، حريصًا على إلقاء نظرة الوداع الأخيرة.

قصة حب زياد ودلال
#تزوج_ زياد _من_ دلال_ عام ١٩٧٩، كان له من العمر ٢٣ عاماً وكانت هي تصغره بسنة. فهو من مواليد عام ١٩٥٦، وقد تعرّف اليها في التمارين التي كانت تقام لمسرحية «ميس الريم». كانت هي تعمل في فرقة الدبكة وكان هو يرافق التمارين، فوقع الحب ثم كان الزواج. ويبدو أن عاصي وفيروز ما كانا راضيين عن هذا الزواج المبكر، فهما لم يزورا العريسين للتهنئة إلا بعد ٦ أشهر، أما هدية فيروز للعروس فكانت خاتماً اختارته من بين خواتمها. هذا الأمر ظلت دلال تردده أمام الأصدقاء معتبرة أن فيروز لم تحبها يوماً مثلما كانت فاترة في علاقتها بحفيدها عاصي. وهي لم تره أصلاً طوال أعوامه الخمسة والعشرين سوى أربع مرات. وهذه طبعاً ليست علاقة جدّة بحفيدها الوحيد الذي لن يكون لها أحد سواه. هل كانت تشك فيروز بأن عاصي ليس ابن زياد منذ ذلك الحين؟

لم يكن زياد يريد أن ينجب وقد أجبر زوجته على الإجهاض أربع مرات، كما اعترفت لاحقاً. لم يحب زياد فكرة الأبوّة، فهو لم يخلق ليصبح أباً. لكنه ما لبث أن وجد نفسه أباً من غير أن يريد. على أن مجيء عاصي الصغير لم يبدّل مزاجه الصعب وإدمانه الشرب وعيشه بحرية تامة وخيانته زوجته. وكانت دلال تقول دوماً انها هي الضحية، فلا عائلة ولا منزل ولا مال، وفوق كل هذا كان زياد يخونها. هذا ما صرّحت به مراراً. وقالت مرة أن زياد كان يخونها بمرأى منها وهي تعرف الكثير عن حياته العاطفية ما بعد الزواج. لكنها عندما تقدمت بدعوى الطلاق اعترفت أن زياد لم يرفع يده عليها مرة أو يضربها. كان زياد ينسحب كلما يبدأ التوتر في العلاقة. وقد حاولت دلال الانتحار مرتين بعد أن بلغت معاناتها الذروة. كانت الديون تتراكم وزياد غائب أو مع الشباب أو الرفاق، وهي وحدها ولولا مساعدة أهلها لماتت جوعاً كما تقول احدى صديقاتها.

تبرأ زياد من عاصي
بدا عاصي الابن مختلفاً عن والده زياد. فالأب شديد التشاؤم حيال الأوضاع في لبنان الذي كان يحلم في مطلع شبابه بتغيير صورته أو لنقل نظامه، وقد# التحق_ باليسار _اللبناني_ والحزب_ الشيوعي_ منذ بداية الحرب عام ١٩٧٥ وانتقل للعيش في بيروت الغربية هاجراً بيت أبيه وأمه في ضواحي انطلياس. أما الابن عاصي فنشأ نشأة سياسية مختلفة، فالجو الذي عاش فيه في المنطقة الشرقية كان لبنانياً جداً ويمينياً ان جاز القول، وكذلك الوسط العائلي المسيحي الماروني. ولم يكن مستغرباً أن يؤيد الجنرال ميشال عون عندما أعلن حرب التحرير ضد الجيش السوري، ثم ما لبث أن انقلب في موقفه ليؤيد تيار ١٤ آذار المناهض لسورية. لكنه سرعان ما اكتشف عبثية الانتماء السياسي في لبنان، وآثر أن يبتعد عن أي تكتل أو اتجاه، محققاً حريته الشخصية كمواطن لبناني يرفض الطائفية ويدعو الى وحدة لبنان. ولعل هذا ما عبّر عنه في فيلمه.

وبعد سنوات شعر زياد في الآونة الأخيرة أنه لم يعد قادراً على الصمت في شأن عدم أبوته لعاصي، فالشاب الرحباني لم يدع فرصة إعلامية إلا تحدث فيها عن جذوره الرحبانية قائلاً انه سيكمل المشروع الرحباني ولكن على طريقته. مثل هذه التصريحات أثارت حفيظة زياد لا سيما ان عاصي بدأ يلمع اسمه في سماء الفن، فما كان منه إلا أن أقام دعوى أمام محكمة الدرجة الأولى في قضاء المتن الشمالي ناكراً فيها أبوّته لعاصي زياد الرحباني، وطالباً شطب اسمه عن خانته، ومنعه من استعمال شهرة الرحباني، وتدوين خلاصة الحكم في سجل النفوس. وكان رفع هذه الدعوى بمثابة الحدث، الذي سيثير الكثير من الضجة لاحقاً، بعد أن تلفظ المحكمة حكمها. فالأب هو زياد ابن عاصي وفيروز، وقد تبرأ من ابنه بعد أن أصبح ابنه في الخامسة والعشرين. وأكد زياد أخيراً لبعض الصحف أنه تمّ اجراء فحص للحمض النووي له ولعاصي أثبت أنه ليس أباه ولا هو ابنه. لكنه اعتبر أن عاصي لا ذنب له في هذه القضية المأسوية وانه هو أيضاً لا ذنب له فيها. وسمّى عاصي «هذا الإنسان» وكأنه تنصّل للتو من أبوّته.