الأربعاء , يوليو 30 2025

الفنان حسين نوح عن زياد الرحباني:”جعل الآلة الموسيقية تتكلم،وفضح لعبة التكفير، واشار على اثرياء الحرب في امريكا مين؟”

حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة)

حسين نوح صاحب المواهب القيمة من الفن التشكيلي لكتابة الرواية للانتاج الفني والموسيقي، لا يفوت مناسبة الا ويتحدث بها عن الرحابنة وفيروز وزياد (خصوصاً ان تعاوناً بين شقيقة المبدع الكبير محمد نوح والرحابنة حصل من خلال مسرحية”الشخص” التي عرضت بمصر وتم منعها لاسباب سياسية وفتاوى دينية)، وفي كل لقاء كنت اجريه مع القدير حسين نوح كان يتكلم بحب شديد عن زياد الرحباني والسيدة فيروز ولبنان، وما ان انتشر خبر موت زياد حتى كان حسين نوح اول المعزين كما راح يكتب المقالات عن عبقرية زياد بالصحف المصرية وخصنا بهذا الحوار الحصري

يقول #حسين_ نوح _عن_ رحيل_ العبقري _زياد_ الرحباني_:” كوني اعمل بالتنوير والثقافة والسينما والفن التشكيلي اعرف جيداً قيمة زياد الرحباني الفيلسوف والمثقف، هو موسيقياً حقيقياً، يعرف قيمة معنى محض الموسيقى وليس تنغيم الكلام، وهذا ما جعل عظمة الرحابنة تهتم بعلوم المسرح الميوزيكل، زياد اختلف عن والده وعمه لكنه أسس نفسه من خلال ما سمعه من اهله، اي منتج البيت الذي ولد وعاش به، تخيلي بيتاً يضم ثلاثة من العباقرة عاصي وفيروز ومنصور ومن هنا الجذور امتدت لزياد والذي بدوره مد فروعه لعلوم الموسيقى، زياد الرحباني  اعظم من يوزع الموسيقى ويدرك قيمة اللحن المعتمد على آله الكونترباص والهاردن، زياد يعرف يكتب لآلات النفخ لذا حين تسمعين مقدمة موسيقى مسرحية”ميس الريم” للسيدة فيروز والتي لحنها زياد تسمعين كل آلة ماذا تقول وكأنها تتكلم معك..(ويضيف) بالاضافة الى ان زياد عازف بيانو من الطراز الاول، ومسرحي متفرد وكاتب هايل يعني موسوعة قيمة قل أن يجود الزمن مثلها..(ويعلق) زياد قدم ما كان ينادي به الراحل سيد درويش، كما انه قدم فيروز بلون يتناسب مع الزمن.. “هو تخيل لو عاصي ومنصور كانو لسه عايشين حيقدموا فيروز ازاي وده الي عملو بالظبط وابدع فيه”.

فيروز ونجلها زياد الرحباني

*ابن 13 سنة لحن لوالدته”سألوني الناس عنك ياحبيبي”..

-اذكر اننا اي انا وشقيقي محمد نوح عندما سمعنا الاغنية حينذاك ذُهلنا،  هي اول أغنية يلحنها الابن لوالدته وكان بعمر 15 عاما، أصيب يومها على ما اذكر والده عاصي بوعكة صحية ألزمته المستشفى، وتزامن ذلك تحضير فيروز لتأدية الدور الرئيسي في مسرحية “المحطة”، كتب منصور الرحباني كلمات أغنية “سألوني الناس عنك يا حبيبي” التي تعبر فيها فيروز و افتقادها لزوجها المريض، ولحنها زياد بأبداع يفوق الوصف، يومها قالي لي شقيقي محمد”اللي يعرف يحب امو وبيتو ووطنه حيعمل اجمد من كده” يعني هذا الحب سيتوسع ويشمل معشوقته الكبيرة العالم والفن، زياد كان فيلسوفاً حتى بالكلمة هو قال اننا نولد لا نختار اسمائنا ولا اهلنا ولا ديننا ولا اوطاننا  ومع ذلك الناس تحاسبك على تصرفاتك، وهذا الكلام بسبب  التعددية في لبنان.. هذا الرجل مهما تكلمت عنه لن اوفيه حقه وسأكتب عنه اكثر من 10 مقالات،زياد الرحباني مرجعاً لكل نغمة ولكل كلمة كتبها.

*يعني يجب ان يكون في موسوعة”غينيس”؟

-“طبعاً ويكون  في كل حته مثال للموسيقي المتحضر صاحب وجهات النظر بالحياة”هو عالمياً والعالم يعرف اللغة الموسيقية التي تعامل بها زياد الرحباني، لذا كان يضع موسيقاه على الاعمال بالخارج مثل المانيا، زياد حين نسمعه يتكلم يملك نفس القدرة على ابداعه الموسيقي، وهذه النقطة مهمة جداً كونه يملك عدة مواهب مثل شارلي شابلن وصلاح جاهين والعظماء هم الوحيدون الذين يملكون التعددية بالفنون.

*”كيفك انت ملا انت” كانت صدمة للجميع؟

-طبعاًن وذلك عام 1991، واثارت حدلاً واسعاً لكنها كانت تجديداً لمسيرة فيروز، وزياد دوماً هو السباق،أغنية اختزلت في ثلاث دقائق وجع الحب، وتجديدًا لصوت فيروز بطريقة لم يعرفها الجيل الجديد.. وايضاً باقي الاغنيات التي لحنها لها بعدها مثل “ولا كيف”، “مش كاين هيك تكون”، “أنا عندي حنين”، “بصراحة”: أعمال أعادت تقديم فيروز كامرأة حقيقية، لا فقط رمزًا سماويًا، تحمل وجع القلب والخذلان والعتاب الصامت، اذ فتح زياد بابًا جديدًا لجمهور فيروز، بابًا أقرب، إنسانيًّا، صادقًا، وتركه مواربًا على جرحٍ جميل.

*زياد الرحباني كتب ولحن وغنى “انا مش كافر بس الجوع كافر بس الفقر كافر”

-“يا عزيزتي الكلمة نور وبعض الكلمات قبور، المسيح كلمة، الله كلمة، الكلمة فرقان بين نبي وبغي، الكلمة يعرفها امثال زياد الرحباني منتج الثقافة والبيت الفني والترحال والتفكير، هذه الاغنية فضح زياد من خلالها لعبة التكفير التي يتقنها المستفيدون من مشاريع خلط الدين بالسياسة، اولئك الذين يلوحون بسيف الايمان ليحكموا قبضتهم على الجائعين، فيما يقتاتون على عرقهم ويصادرون احلامهم، زياد كان حتى الرمق الاخير من حياته واعياً لما يحصل الآن حتى في غزة وهذا هو الفنان الحقيقي.

زياد الرحباني وفيروز

*و”شياطين امريكا” وعبارة” عرب الباقيين تعابينهم” قدمها باللهجة المصرية..

-تمام لانه يعرف ان امريكا هي شيطاناً وشريكاً متواطئاً مع كل الدموية والبربرية والنازية، وهو قصد ان يقول ان هناك من العرب ناس متواطئة لما يحصل من خيانات وعمالة، الا يوجد اثرياء الحرب؟ في مصر خونة من بقايا الاخوان ، وفي لبنان عملاء يخونون الوطن من اجل المال، الخيانة موجودة في كل مكان وبكل الحروب، وهو قصد انه علينا ان نكون اكثر وعياً،(ويضيف) “يا جماعة انا رجلاً تجاوزت السبعون وعامل مؤخراً كتاباً قلت فيه كل ما اريد، لانه لم يبق لي في هذه الحياة سوى الكلمة والكلمة نور وبعض الكلمات قبور.

*ختاماً ماذا تقول؟

-قلبي ينزف دماًن واشارك الشعب اللبناني الذي عشت فيه اسعد ايامي حزنهم اليوم على فراق العبقري زياد الرحباني الذي ترجل وهو احد عظماء الكلمة واللحن والذي اعطى الموسيقى التي عشقها حقها، حيث أسّس نهجًا اتسم بأعلى درجات التحرر والتجريب لحنًا وكلمة.

شاهد أيضاً

مسرحية La vie en rose المهاجر اللبناني الباحث عن الأمل

كتب/ زاهي حميّد(بيروت) يتجلّى دور المسرح الأساسي بأنّه واجهة الشعب ومرآة المجتمعات وخير ناقل للأوضاع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *