#فيلم _”المرأة _المجهولة” _من أفضل الأفلام في #تاريخ _السينما _المصرية _و قدمت الأسطورة شادية أقوى أدوارها على الإطلاق في هذا الفيلم وهو إنتاج عام 1959. الفيلم من إخراج محمود ذو الفقار زوج الفنانة مريم فخر الدين في ذلك الوقت. الفيلم مأخوذ عن مسرحية عالمية اسمها “مدام X” وقام بكتابة السيناريو محمود ذو الفقار و محمد عثمان.

لفيلم “المرأة المجهولة” حكايات كثيرة بدأت منذ التحضير للفيلم في سنة 1958 عندما قرر المنتج الشهير حسن رمزي تقديمه ،و طلب من المخرج حسن الإمام إخراجه. قام الإمام بعد قراءته للسيناريو بترشيح نجمته المفضلة وأحد أكتشافاته هند رستم، التي وافقت على الفور بعد أن قرأت السيناريو وطارت من الفرحة لأنها وجدت دورا مختلفا ستقدمه لأن الدور به العديد من المراحل التي ستبرز موهبتها، وبعد شرائها لملابس الفيلم واستعدادها لدوران الكاميرا، فجأة اختلف حسن الإمام مع محمد حسن رمزي على الأجر مما جعله يعتذر عن إخراجه للفيلم، وساندته هند في موقفه واعتذرت هي الأخرى عن دورها فرشح حسن رمزي المخرج محمود ذو الفقار لإخراج الفيلم.

حكى الفنان الراحل #كمال_ الشناوي_ أن محمود ذو الفقار عرض عليه دور الدكتور أحمد الذى قام به بعد ذلك الفنان عماد حمدي. قام كمال الشناوى بقراءة السيناريو كاملا و أعجب جدا بدور عباس أبو الدهب و أصر على تقديم ذلك الدور وهو ما جعل الجميع يعارضوه ويقولوا كيف لدنجوان السينما المصرية وفتي أحلام الفتيات أن يؤدي هذا الدور ولكنه أصرعلى ذلك.
آمن محمود ذو الفقار بقدرة شادية علي أداء دور البطلة و كان متحمسا جدا لذلك وتحكي الفنانة مريم فخر الدين هذه الواقعة حول الفيلم حيث قالت أنه في أثناء تحضير محمود ذو الفقار للفيلم وقد كنت في هذا الوقت زوجة له فقرأت سيناريو الفيلم وعجبني جدا دور البطلة فطلبت من محمود أن يجعلني أمثل الدور وذلك قبل اتصاله بشادية ليعرض عليها الدور ومكثت الح عليه حتى قام وقذفني بالكرسي في وجهي، وقالي: “ما حدش هيعمل الدور ده غير شادية” لأنه كان يؤمن بقدرتها التمثيلية الهائلة وأنها لديها طاقات لم تكتشف وأعترض بعض القائمون علي العمل علي أختيار شادية وذلك لسببين:
أولهما : كون شادية النجمة الجميلة فتاة أحلام الشباب ليس في مصر فقط بل في الوطن العربي فكيف ستتخلى عن جمالها ويتقبلها الناس في هذا الدور الذي ستمثل في مرحلة منه دور العجوزة التعيسة التي هي أم لشاب.
ثانيهما: شادية وكمال الشناوي ثنائي فني قدم العشرات من الافلام كحبيبين وعاش الثنائي الفني الجميل في وجدان الجماهير فكيف ستؤدي شادية دور المرأة التي راحت ضحية لظروف اجتماعية قهرية ففقدت كل شيء وصارت حطاما بعد ان كانت آية من الجمال والحيوية، ومأساة حياتها طبقا لأحداث الفيلم علي يد كمال الشناوي فكيف سيصدق الجمهور ذلك.
ولكن إصرار محمود ذوالفقار ومعه كمال الشناوي على إسناد الدور لشادية أسكت الجميع. أما الأسطورة شادية نفسها فقد أعجبت جدا بالدور وأعتبرت الدور تحدي لها وأنه سوف يثبت للجميع قدراتها التمثيلية و سيقدمها للجمهور كواحدة من أفضل الممثلات فى التاريخ على الإطلاق.

فوجئت شادية بأخيها طاهر وكان مديرا لأعمالها فى ذلك الوقت يعارضها ولا يرحب بأن تؤدي الدور ويطلب منها أن تعتذر عن أداء هذا الدور، ولما سألته شادية عن سبب ذلك قال لها كيف ستتخلي يا شادية عن جمالك وليس هذا فقط بل تقومي بدور أم لشكري سرحان الذي يكبرك في العمر بسبع سنوات والذي سبق أن أديتي معه دور زوجته في فيلم” الستات ميعرفوش يكدبوا”، و دور حبيبته في أفلام اخري كثيرة. لكن شادية الذكية صاحبة الشخصية القوية أدركت بذكائها أن هذا الدور سيكون علامة فارقة في تاريخها الفني وأنه سوف يبرز موهبتها الحقيقية، وبالفعل وافقت شادية علي أداء الدور وبدأت تستعد له بقوة وتحدثت مع رمضان إمام وهو المسئول عن المكياج في الفيلم بأنها تريد مكياجا كاملا لدور العجوزة في الفيلم فقد كانت بطلات السينما فى ذلك الوقت عندما يستدعي الدور أن تظهرن متقدمات في العمر يقومون بوضع خصلة بيضاء في شعرهم فقط لتدل علي تقدم العمر حتى يظلوا بأناقتهم لكن شادية رفضت ذلك وأصرت علي أن يبدوا علي وجه هذه السيدة علامات الزمن والشقاء والتعاسة وكان يتم تركيب لها ماسك من الجلد ليدل علي الترهلات أسفل العينين. وتحكي شادية أنها أثناء أزالتها في أحد الأيام لهذا الماسك وكان ملتصقا بشدة أسفل عينيها فؤجئت بانتزاع رموشها السفلية مع نزع الماسك.
وتروي شادية حكايات طريفة لهذا الفيلم، منها انه جاءت لها والدتها لزيارتها في الاستديو أثناء التصوير ولم تستطع التعرف عليها وظلت تبحث عنها وشادية تضحك لأن والدتها لم تعرفها. أما عن شادية فقد كانت تتقمص الدور من لحظة خروجها من المنزل ويلاحظ العاملون في الاستديو ذلك ويقولون النهاردة المدام سوف تؤدي دور العجوزة عندما يجدوها محنية الظهر وليست مثل عادتها في الضحك وجو المرح الذي تشيعه في المكان وعندما يجدوها كعادتها بخفتها وشقاوتها يقولون النهاردة المدام حتعمل دور الشابة وتضحك شادية عندما تسمعهم يقولون ذلك.

من الحكايات الطريفة أيضا عن هذا الفيلم أن دور سمير ابن شادية في الفيلم والذى غنت له #الأغنية_ الخالدة _”سيد_ الحبايب”_ لم يكن في الحقيقة ولد و إنما كان فتاة تدعى إكرام عزو (و هي بطلة فيلم “عائلة زيزى” الشهير بإفيه “المكنة طلعت قماش” لفؤاد المهندس) والاغنية اي “سيد الحبايب” كانت من أقوى أسباب نجاح الفيلم أغنية سيد الحبايب حيث أدتها شادية بثلاث طرق مختلفة خلال أحداث الفيلم و أبكت الملايين من خلالها.

ونجح فيلم “المرأة المجهولة” نجاحا فاق جميع التصورات والتخيلات وحصد الجوائز الكثيرة في المهرجانات العالمية وجعل أبطال الفيلم وفي مقدمتهم شادية يقومون برحلات مكوكية لحضور حفلات عرض الفيلم. و تم استضافة اسرة الفيلم في مهرجانات كثيرة و عرض الفيلم في الاتحاد السوفيتي وحقق إيرادات تجاوزت المليون جنيه و هو رقما فلكيا في ذلك الوقت وعرض في يوغسلافيا وحقق نجاحا هائلا، وبذلك ختمت شادية مرحلة الخمسينات بفيلمها الذي جعلها في صدارة نجمات عصرها وجعل جميع النجمات تعمل لشادية ألف حساب بل بدأت تجاهها بعض الحروب لإزاحتها في فترات مختلفة ولكن الفن الصادق يكون دائما ثابتا ولا يهتز فاستمرت شادية على عرش السينما ملكة متوجة حتى اعتزالها الفن فى عام 1986.