حوار/ ابتسام غنيم(بيروت)
#غريتا_ الزغبي صاحبة القصّة الأغرب والتي شغلت الملايين بعد نشر قصّة الخطأ الذي حدث عند الولادة وأدّى إلى تبديلها مع طفل آخر ولم يُكتَشَف الأمر إلا بعد أربعين سنة، ممّا أدّى إلى مشاكل عائلية كبيرة وإلى ضرر نفسي لكلّ معني بالقصّة… غريتا أثارت قضيتها فضول الرأي العام في #لبنان_ ومصر_ وكل_ الدول_ العربية_ ولقيت تعاطفاً كبيراً… هي التي حاولت التعايش مع الحقيقة الجديدة وبحثت وتعبت لتجد أخيراً أهلها البيولوجيين،،،فكيف أصبحت حياتها ما بينهم وما بين أهلها الذين ربوها؟ ومن المنتج الذي سوف يتبنى إنتاج قصتها دراميّاً ؟ وماذا تعني لها اغنية “كان ياما كان”؟… عن هذا وأكثر حدثتنا غريتا الزغبي في لقائنا الحصري هذا معها.

*قبل ثلاث سنوات شاهدنا قصتك عبر حلقتين في ليلة الميلاد المجيد ورأس السنة، ومن يومها تضاربت الاقاويل بعثورك على أهلك من عدمه؟
-بعد ظهوري بالاعلام وعدم عثوري على أهلي وفشلت كل محاولاتي ، الا انني قررت المضي بالبحث عن اهلي بمفردي.
*وقتها كان يوجد امرأة اسمها #ابتسام مخول هي الوحيدة التي فقدتم الامل بالعثور عليها؟
-صحيح،لكن بعد البحث والتدقيق من كافة الجهات المعنية بالدولة ، ولوائح الشطب، والسجون لم نجد سيدة بهذا الاسم على الاطلاق، ما يعني ان السيدة التي وضعت طفلها اوطفلتها بتاريخ ميلادي ربما انتحلت اسم وصفة سيدة اخرى لسبب ما.. (وتتابع) القاضي كان قد طلب مني اسماء السيدات اللواتي خلفن اولادهن قبلي وبعدي، وكانت الاسماء معي، وهنا صرنا نبحث وقمنا بتحليل dnaببنك في اميركا، لأعرف شجرة عائلتي وفئات الدم من خلاله ، وبقيت على هذا الوضع طيلة عاماً كاملاً من أجراء التحاليل والبحث والتواصل مع كل من أشك انهم أهلي الى أن عثرت عليهم..
الاستبدال
*منى والدتك التي كانت ترافقك برحلة البحث كيف كان شعورها؟
-لم تكن معي، لكن عندما عثرت على أهلي اخبرتها، لم تصدق للوهلة الاولى لكنها استجابت للأمر الواقع ،(وتتابع) استغربت وقالت لي”انتي يا غريتا عملت كل هالشي؟” فقلت لها :” ايه ماما ”
*اين ابنه منى؟
-مع أهلي الحقيقين، ما حصل انه تم استبدالنا.

*كيف العلاقة بين العائلتين؟
-“منيحة”(تضحك).
*من تشبهين أكثر امك أم والدك
-والدي
*كم أخ واخت لديك؟
-اخاً واختاً اكبر مني وأخت أصغر مني، ترتيبي هو الثالث بالعائلة.
*اختك البديلة أي ابنة منى هل اتت وتعرفت على والدتها الحقيقية؟
-هي متزوجة أتت الى لبنان وأجرت التحليل لانها بدورها صُدمت، وكذلك أهلي وكانت النتيجة ايجابية.
*كيف تم استبالكما؟
– بالغلط نتيجة إرتكاب الفاعل غلطة فظيعه حينذاك، بين كل ولادة وأخرى الفارق الزمني خمس دقائق فقط، يعني ابتسام مخول ولّدت وبعد خمس دقائق ولدت أُمي منى، وبسجل الولادات يوجد شطب ما يعني ان احداً كان يرتكب فعلاً ويريد طمسه، لكن ما عرفناه أن ابتسام مخول انجبت ولداً، و”زمان كانوا يحبون خلفة الصبي، وبالتالي لم يكن يوجد تصويراً لمعرفة نوع الجنين، وحصل ان وضعت السيدات الثلاث بنفس التوقيت، وحصل الاستبدال بالغلط..(وتتابع) بصراحة انا فعليا ولدت في 1/ ايار واختي أي ابنة أمي الحقيقية ولدت في 30 نيسان أي الفارق يوماً ونصف اليوم..
*مازالت الدعاوى بينك و#مستشفى_ الروم_؟
-مازلنا في المحاكم
*لكن المدير والاطقم الطبية والتمريضية تغيرت كلها ؟
– صحيح، لكن بالقانون كانت الشكوى مرور زمن، لكن كل ما يتعلق بالدم لايلغيه القانون مع مرور الزمن.

“بالدم”
*على سيرة الدم هل شاهدت مسلسل”بالدم” خصوصاً ان قضيتك حق عام وملهمة للكُتاب؟
-(تضحك كثيراً وتقول)أول حلقتين “فتحولي جروحاتي”، الحلقات الاولى تشبه قصتي جداً، لكن التفاصيل والنهاية لا علاقة بحكايتي..
* الاغنية “انا مين” هذه العبارة كنت دائماً تقولها في رحلة البحث ” بدي أعرف أنا مين”.
-(تضحك وتعلق)كل الذين أعرفهم أعتقدوا اني بعت قصتي وهذا غير حقيقي، كل ما في الامر تشابه، وهذا وارد.
الدراما مهمة
*قصتك مهمة وضروري طرحها درامياً خوفاً من اختلاط الانساب، او تجارة الاطفال وبيع الاعضاء؟
-صحيح، وخلال رحلتي بالبحث التقيت بأشخاص كثر في الاربعين من العمر، اتوا الى لبنان للبحث عن عائلاتهم ، ما يعني انه خلال العقد الماضي وبفترة الحرب كانت هناك تجارة أطفال، وانا مع الاضاءة على تلك المواضيع المهمة والانسانية.
*قبل عدة أعوام ظهر مع #الاعلامي_ مالك_ مكتبي_ شاب يبحث عن شقيقاته الذين باعهم والدهم خلال الحرب؟
-صحيح، القصص تتشابه وموجودة بكل بقاع الدنيا.

*نهاية قصتك تتكتمين عليها؟
-أكيد لان بحوزتي تفاصيل دقيقة وحساسة للغاية.
*في مصر يوجد سيدة تدعى “الحجة صيصة” كانت حكايتها ملهمة لمسلسل”ستهم” لروجينا ومسلسل”تحت الوصاية” لمنى زكي..
*”كتير حلو” طالما تلك الحكايات تحصل في مجتمعاتنا العربية وتتناول قضايا المرأة والاسرة من الطبيعي أن تكون ملهمة للكُتاب لمساندة بطلة القصة التي تكون بحياتها قد تعرضت لعدة أزمات.. وقصتي قد يكتبها أحداً من لبنان أو مصر أو الخليج.
انفصال منى وجوزيف
*منى والدتك هل عادت لوالدك جوزيف؟
-“لاء، كانوا يحبوا بعض كتير،بس البابا شك فيها” وهي لم تتحمل أن يعتبرها زانية فكان الانفصال.
*هل ما زلت على تواصل معهما؟
-أكيد، كل اسبوع ازورهما ثلاث مرات، وأهلي الحقيقيون مقيمون بفرنسا.
*زوجك متفهم ويحبك وساندك برحلة البحث عن أهلك؟
-امين هو كل حياتي ولولاه لما توصلت لاهلي.. هو الذي ساندني ووقف بوجه كل من كان يقول له “انسى الموضوع”، لكنه أصر على دعمي ومساعدتي.. وكنت صباح كل يوم أنظر اليه واقول له”امين قلبي حاسسني انو أهلي موجودين”، فيرد:” وأنا حدك ولا يهمك”، صدقيني أوضاعنا المادية صارت تحت الصفر..
*في الحلقة التي ظهرت فيها عبر “الجديد” قلت انه في طفولتك رفيقتك قالت لك انها لعبت بالجبل مع بنت تشبهك؟
-صحيح، والبنت هي اختي تخيلي انها كانت تلعب مع اختي.

*يوجد سيدة وشاب أجريا معك التحاليل كما رأينا ماذا حصل بعدها؟
-السيدة تعاطفت معي وأجرت الحليل كما شاهدت بالحلقة، رغم ان زوجها كان معارضاً، ومن بعدها لم نعد نلتقي، الشاب تعاطف معي جداً ووالديه زعلا جداً حتى أن والده قال له لو اجريت التحاليل سأتبرى منك، لكنه أصر وكانت النتيجة سلبية، ومن بعدها لم أراه، وانا احترم رغبات اهاليهما.
*اليوم قصتك قد تبصر النور في أي وقت؟
-صحيح، والتفاصيل والمفارقات ستكون مفاجأة لانها حقيقية مئة بالمئة.. حتى مشواري كان محفوفاً بأشياء لا تخطر على بال بشر.
لقاء الاهل
*كيف كان اللقاء مع أهلك؟
-كان بداخلي شغفاً كبيراً لأراهما، وعندما شاهدتهما لم أعد قادرة على الوقوف أو المشي.
*وعلاقتك بأخواتك؟
-علاقتي بأخوتي من منى وجوزيف رائعة للغاية، الترابط “مش بالدم صدقيني” المشاعر والحب والتضحية والصدق هم الاقوى.. منى وجوزيف اغلى مافي حياتي.
*كيف كان لقاء الاهل؟
-جميلاً جداً، وتعرف جوزيف ومنى على ابنتهما الحقيقية، وقلت لهما انا لا أغار هي ابنتكما مثلي تماماً وانا سعيدة اني وجدت ابنتهما،(وتتابع) كان هدفي معرفة الحقيقة كيف حصل التبادل، ومن اهلي والاهم تبرأة منى من تهمة الخيانة لانها اشرف من الشرف” وبالتالي العثور على ابنتها او ابنها الضائع.
*هل صحيح انه تم توجيه اتهام لمنى انها باعت طفلها؟
-صحيح، منى ظُلمت كثيراً للاسف.
*لوكتبتُ قصتك ما هو العنوان الذي تختارينه لها؟
-“اختاري على زوقك”.

*”غريتا والمستحيل” لان مشوارك كان مستحيلاً بل اقوى من المستحيل، لكنك وصلت لمرادك.
-فعلاً كنت أقوى من# المستحيل_ أحببت العنوان كتير.”
*من ترشحين لتجسيد شخصيتك؟
“مابعرف المخرج هو صاحب الرؤية”.
*انت مبتسمة دائماً حتى في لحظات الحزن؟
-صحيح ،”دايما بشوشة”smile face
*تحبين ان تكون دراما لبنانية او عربية؟
-أحب الاعمال المصرية جداً، وأيضا الدراما المشتركة المهم ان تُنقل التفاصيل بحذافيرها.
“كان يا ما كان”
*أكثر أغنية تنطبق على قصتك؟
-“كان يا ماكان الحب مالي بيتنا”، لان بيتنا كان مليئا بالحب، واكتشفت من خلال فحص الدم اني لست ابنة منى وجوزيف فحصلت المشاكل وتحول البيت المليء بالحب الى شك وخلافات وقطيعة(تغص وتتابع) “خربت البيت من دون ما اقصد،منى أطيب ست بالعالم وجوزيف حبيبي ابو الزوز أحن أب بالدني بس خلص افترقو بسببي”.
*لو أهلك كانوا من غير دين وملة وجنسية كنت ستقبلين بهم؟
-أكيد، انا مؤمنة كثيراً، وكنت أضع ببالي أن اهلي قد لا يكونون من ديانتي ولا مشكلة لدي، انا متفتحة ومقبلة على الآخر وضد التطرف والتعصب.

امين:” ما حصل مع غريتا جريمة بحق الانسانية”
(وأسأل امين زوج غريتا)*”لديك 2 حموات”؟
-(يضحك ويقول):” عندي 2 حموات، وعمين، وأولادي لديهم ثلاث جدات وثلاث جدود، انا محظوظ وأوريجينال بس حبيبة قلبي وحدة اسمها غريتا..(ويعلق) ما حصل بقصتنا شيئاً فريداً وغريباً ومُعذباً لنا، غريتا عندما اكتشفت أن منى وجوزيف ليسا والديها بدأت المعاناة بالمنزل، المشكلة بدأت من تسع سنوات عندما وضعت غريتا طفلتنا ومن يومها تغيرت حياتنا، يومها اكتشفت بالصدفة أن فئة دمها لا تتطابق مع فئة دم والديها، اتصلت بي وأخبرتني فكان “جوابي شو المشكلة”، بعدها تواصلت مع دكتور صديقي واخبرته فقال لي اما أن تكون زوجتك من رجل غير والدها أو طفلة متبناة.. صدمت ومن هنا بدأت المعاناة بالبيت، ابنتي تراجعت بدراستها وكذلك ابني، وغريتا انهارت وتركت عملها وصارت منزوية، يعني هي عانت قبل رحلة البحث عن أهلها، كل الناس تخلت عنا، والكل كان يسعى للسكوب، وهنا زادت حالة غريتا النفسية سؤاً مما أثر على العائلة كلها، وايضاً على عملي وانتاجي، “بيتنا نخرب”، وغريتا لا ذنب لها، الحق على المجرم الذي بدل الاطفال هذه الجريمة ضد الانسانية، وصدقيني اشخاص كثر تواصلوا معنا فيما بعد يريدون التعرف على اهلهم،حتى الدولة اللبنانية مشكورة وضعت “اكيب” لغريتا للبحث عن أهلها لكنهم وصلوا لطريق مسدود، يومها قالت لي:” بدك توقف حدي او تتراجع”،كان امام حلان اما أن ننفصل،أو أن اساعدها،صليت ليلتها قبل أن أخلد الى النوم وفي الصباح قلت لها:” انا حدك بكل شي رغم اني لم أكن أملك قرشاً حينها”، كنا نبحث عن إبرة في كومة قش، لم نترك دولة لم نبحث بها الارجنتينن المانيا،اميركا، اوستراليا وغيرها، والرب كان معنا بكل المراحل، حتى المال كان يتيسر لنا “مابعرف كيف صار هيك كان معنا قوة الهية”،أثرنا قلقاً بالمجتمع بكل مرحلة، كان يوجد مخاطرة، تخيلي اثناء تصوير الحلقة مع غريتا بالتلفزيون ، أمطرت وطافت”الدني” انتقلوا للتصوير بضيعة اخرى، وهذا المكان كان يسكن فيه أهل غريتا الحقيقيون ولا أحد يعلم، الصدفة لعبت دوراً، نحن اشخاص طيبون، الحياة ظلمت غريتا التي بلا قصد خربت عائلتان رغم حبها الشديد لهما الا انها تشعر بالذنب، وكانت السبب بتشتتهم.. معاناتنا فيها الكثير من الاكشن والدراما الانسانية القوية.