حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة/ من الارشيف)
#سميحة_ ايوب_ من فنانات الزمن الجميل عن جدارة وتحديداً بفن المسرح الذي عشقته وعاشت له، وحملت لقب سيدة المسرح العربي لتفانيها لخشبته، معرفتي بها تعود لسنوات طويلة منذ حضرت الى لبنان لتكون ضمن المكرمات في مجلة ” نادين” التي كنت اترأس مكتبها الفني بمصر ومسؤلة قسم التحقيقات الفنية بلبنان، ومن هنا بدأت الصداقة خصوصاً ان نجلها محمود كان لا يفارقها وايضاً صديقتها المقربة الفنانة سناء جميل وعندما توفي نجلها واعز صديقاتها كانت تحمد الله وهي مكلومة.. وظلت الصداقة وتوطدت بالسنوات الاخيرة حيث كنت ازور منزلها بالزمالك ونشرب القهوة” بالكوباية” ونتحدث بمواضيع شتى.. وهذا الحوار هو من ضمن احد الحوارات الذي سجلته معها واعيد نشره اليوم.. رحم الله سيدة المسرح واسكنها فسيح جناته
*لقب #سيدة_ المسرح_ العربي_ تفردتي به وحدك حتى اليوم؟
-هذه الموهبة وعشقي للمسرح هي هبة من رب العالمين، ومنذ طفولتي وانا أعشق خشبة المسرح، ثم أن الفنان الحقيقي لا يشتري ألقاباً ولا ينسب لنفسه تسميات، هذا اللقب حملته عن جدارة ومن جمهوري العربي، لايمانهم بموهبتي، وهذا اللقب نلته من الرئيس السوري حافظ الاسد الذي كرمني قبل سنوات طويلة.

المسرح عشقي ومنى واصف صديقتي
*كرست نفسك للمسرح؟
-لاني وفية لخشبته، وأشعر بكياني وانا أمثل أمام الجمهور، وأنا بطبعي أحب كل ما هو صعب وكل المسرحيات التي قدمتها كانت صعبة وتتضمن شخصيات مركبة، وكل شخصية كنت أدرسها لمدة ثلاثة أشهر بالاضافة الى دراسة المسرحية ككل، والجمهور زمان كان مختلفاً تماماً عن جمهور اليوم، وجمهور الخارج مختلف عن جمهورنا وبصراحة النجوم العرب أقوى من الاجانب بالتمثيل المسرحي بنما هم يتفقون علينا بالتكنيك المسرحي فقط، وعلى فكرة انا بالمسرح اعتمد على صوتي واحب أن اوصله بنفسي ولا استخدم الميكرفون.
*هل صحيح أن #منى _واصف_ زعلت عندما منحك #الرئيس _الاسد_ لقب سيدة المسرح؟
-البعض إعترض ، والرئيس السوري بصراحة قالها علناً سميحة ايوب خط أحمر، وعلى فكرة علاقتي بها جيدة جداً كنا صديقتان، وعندما نلت اللقب “زعلت شوية” وبعدها تقابلنا وعادت الصداقة بيننا.

المحاربات والنجاحات
*المحاربات تسود الاوساط الفنية والاعلامية بشدة هذا الزمن اكثر من ذي قبل؟
-صح، زمان كانت المنافسة شريفة، والغيرة مباحة لتقديم الافضل، اليوم نجد بعض النفوس تريد تحطيم كل ما هو ناجح ومجتهد، الشللية كثرت، ولغة المال سيطرت وباتت تسلط الضؤ على الفاشلين بمقابل مادي، لكن في النهاية الرب موجود ومن يحمل بداخلة موهبة او حب الخيرسينتصر شرط أن يتبع مقولة ” أسعى يا عبد وانا أسعى معاك”، ” مش يقعد يندب حظو”.
*جاهدت في حياتك؟
-كثيراً، تعبت وكافحت واعتنقت عملي الى أبعد حدود.
*تعرضت للمحاربة؟
-كان يوجد بعض الغيرة من بعض الفنانات وهي غيرة مشروعة، وبالمقابل كان لي محبين كثر، وجمهور كبير في الدول العربية وبالخارج من الجاليات أيضاً، لاني جلت بمسرحياتي بكل العالم.
*من هن الفنانات اللواتي كن يغرن منك؟
-“الي كان نفسهم يبقوا زي سميحة ايوب بس ماعرفوش”، ومن هنا صرت أدرك أن الذي يهاجمني هو معجب بعملي ولا يستطيع أن يكون مثلي.

الحصان وسناء وعبدلله
*كان يوجد كيميا تمثيلية قوية بينك والفنان القدير# عبد_لله_ غيث_؟
-طبعاً، خصوصاً بمسرحية ” الوزير العاشق”، حتى في حياتنا العادية كان بيننا حالة سلام، وعلى المسرح كيميا رهيبة، كان أخاً وصديقاً غالياً رحمه الله، شكلنا ديو رائع على المسرح.
*مسرحية ” الحصان” قدمتها صديقتك الراحلة سناء جميلة ثم انتقلت لك كيف حصل ذلك؟
– بيني وسناء صداقة وأخوة عميقة، رحمها الله كنا نتنافس تنافس المثقفالت الواعيات، ونتعامل مع بعض مثل الاخوات، رحمها الله كانت صديقة عمري، ” الحصان ” من تأليف كرم النجار ومثلت المسرحية سناء في البداية وبعدها إنشغلت بأعمال تصويرية فأنتقل الدور لي، وكل منا مثل الشخصية بأسلوبه، ثم أن مسرحية ” الحصان ” عندما صورناها للتلفزيون كانت تختلف بالمدة الزمنية عن العرض المسرحي.
ظلموا عبد الناصر
*المسرح اللبناني ماذا عنه؟
-كل أعمال الرحابنة والسيدة فيروز أحبها، مسرحيات ميوزيكال تحرك المشاعر والاحاسيس وتنقلك لعالم الجمال والسحر والاسقاط السياسية.
*في لبنان سقف الحرية اعلى؟
-“وبرضو بمصر في حرية”، أبان عهد عبد الناصر كان يوجد فيلم ” شيء من الخوف” وأشاعوا انه يُسيء للزعيم عبد الناصر لما فيه من اسقاطات سياسية، فما كان منه الا أن أجازه ولم يرد، وقال بالحرف ” النظام الذي يخاف من مسرحية ليس نظاماً “.. الزعيم عبد الناصر ظُلم واليوم التاريخ أنصفه.
*ماذا عن عهد السادات؟
-كان فناناً ويحب الفن، لكن عندما أقدم على مشروع الانفتاح” اتلخبطنا”، لكنه كان مُحباً للفن.
*مسرحية ” الشخص ” للرحابنه التي قدمتها عفاف راضي بمصر مُنعت في عهد مُبارك لانها تركز على القضاء على الحاكم الظالم والبحث عن الشخص العادل؟
-كل مسرحياتنا المصرية تشير الى هذا الامر.

*لكن لم يعارض احداً عن هذا المنع الا الفنان علي الحجار؟
-بصراحة لست على دراية كاملة بهذا الامر، لاني لم أسمع عن هذا الحدث، ونحن في مصر نحب الرحابنة وعندما كنت ازور بيروت كنت اتعمد ان يكون التوقيت فيه عرضاً لمسرحية للرحابنة حتى أشاهدها.
*ماذا عن مسرحيات صباح؟
-جميلة تدخل الى قلوبنا البهجة بمسرحياتها بعيداً عن السياسة.
ارفض فن المراهقين
*ما رأيك بالممثل الاوحد على المسرح؟
-المونودراما لا احبها ولا أحبذها والفنان يبرهن عن قدراته امام المجموعة المشاركة معه بالمسرحية وليس شرطاً أن يتفرد بالعمل لوحده.. انا اسميه فن المراهقين لممثل ليفرد عضلاته ويتفذلك المسرح عمل جماعي وليس فردياً، اليوم للاسف لا يوجد مسرحية تناقش حالة او قضية او مشكلة أسرية، كل مافي الامر فكرة وتجريد.
*المسرحية التي تلفتك؟
-التي تتضمن حوار راقي وقيمة ومناقشة موضوع، الشعب بحاجة لمثل تلك الاعمال التي تمثل المثقفين والسياسيين وغيرهم على شاكلة أسرة.. يعني مثلا مسرحيات شكسبير تطرح الحب والقسوة والقتل والتضحية.
*مثل مسرح محمد صبحي؟
-آه مسرح محمد صبحي يحمل وجهة نظر.
*مسرح فؤاد المهندس؟
-كانت مسرحيات اجتماعية جميلة جداً بسمة نظيفة.
*سمير غانم؟
-مسرحية ” المتزوجون ” رائعة وسمير دمه خفيف.
*اليوم ماذا عن ” تياترو مصر” لاشرف عبد الباقي؟
-عبارة عن اسكتشات.

سعيدة بتيتا رهيبة ودور المسيحية
*كيف أقدمت على تجربة فيلم ” تيتا رهيبة ” الذي شكل لك جمهوراً من الاطفال؟
-(تضحك ملياً وتقول)الدور محترم وانا اصلاً تيتا واعيش عمري وهذا أجمل شيء في حياتي، احببت التجربة كانت جميلة وكسبت جمهوراً من الاطفال، اليوم اينما أذهب الاطفال يلتفون حول ويطلبون صورة مع تيتا واكون بغاية السعادة، علماً اني كنت بالفيلم تيتا قاسية لكن الاطفال أحبوني.
*كانت جراءة منك بتقديم دور المسيحية بفيلم “اوان الورد”؟
-صحيح الدور كان عظيماً البعض هاجم لانه متعصب وخايب والمسلسل حقق نجاحاً ساحقاً.