بيروت / خاص
مع إسدال الستار على #مسلسل_ “_فرانكلين_” الذي عرضته منصة نتفليكس في تجربة درامية مشوّقة ومكثّفة، خرج اسم #النجم_ اللبناني_ بيار_ داغر_ في_ طليعة_ الممثلين_ الذين أثاروا الإعجاب والنقاش، بعد تأديته البارعة لشخصية “إدوارد”، العقل المدبّر لعالم الجريمة والمنطقة الرمادية بين السلطة والضعف.العمل، المؤلف من ست حلقات، جاء بتوقيع الكاتبة شيرين خوري، وإخراج المخرج المصري حسين المنباوي، وإنتاج شركة “إيغل فيلمز” للمنتج جمال سنان، وتميّز بجرأته في تناول شخصيات مكسورة ومتناقضة، تبحث عن خلاصها وسط عتمة الخيارات.
في هذا السياق، جسّد داغر شخصية “إدوارد” بأسلوب بعيد عن التصنّع أو المبالغة. لعب الدور ببرودة قاتلة وحضور خافت في الشكل، لكن كثيف في الإيحاء، فكان خصمًا ذكيًا، وغريمًا يصعب سبر أغواره. صمته أحيانًا كان أبلغ من أي حوار، ونظراته رسمت سيناريوهات موازية في ذهن المشاهد.
تميّز أداؤه بالتوازن الدقيق بين القسوة والإنسانية، وقدرته على بناء طبقات نفسية عميقة داخل الشخصية، من دون أن يقع في فخ الإبهار المجاني. وقد علّق عدد من المتابعين أن حضور داغر في كل مشهد كان كافيًا لرفع منسوب الترقّب والتوتّر، وجعل “إدوارد” من أكثر الشخصيات تماسكًا وتأثيرًا في العمل.
“فرانكلين” لم يكن مجرد مسلسل قصير، بل نافذة على تجارب تمثيلية نوعية، وقد أكّد بيار داغر من خلاله أنّه ممثل من العيار الثقيل، قادر على التجديد في أدواته، والتوغّل في الأدوار المركّبة دون أن يكرّر نفسه.
بهذا الدور، يكتب داغر سطرًا جديدًا في مسيرته، ويبرهن أنّ المسافة بين النجم وصانع الأثر يمكن أن تختصرها شخصية واحدة… شرط أن تُمنح لمن يعرف كيف يجعل من كل مشهد لحظة لا تُنسى.
وقد كان من اللافت تناغم داغر مع باقي فريق العمل، خصوصًا في مشاهده مع النجم محمد الأحمد الذي لعب دور “آدم”، الخصم الغامض الذي تتقاطع حياته مع “إدوارد” في سلسلة من المواجهات الذهنية والنفسية المعقّدة. كما شارك في البطولة كلّ من دانييلا رحمة، فايز قزق، جورج شلهوب، وسمارة نهرا، في توليفة تمثيلية جمعت بين التنويع والحضور الطاغي.
في “فرانكلين”، لم يقدّم داغر أداءً اعتياديًا، بل انخرط في الشخصية كمن يكتبها من الداخل، متوسّلًا أدوات داخلية هادئة لكنها بالغة التأثير. فكان زعيمًا دون صراخ، ومجرمًا لا يُقرأ بسهولة، وخصمًا لا يُنسى .