متابعة/ حسانة سليم
“إزاي (كيف) أقتله؟.. ده عشرة عمري!”، هكذا حاول طبيب العظام أحمد شحتة إنكار تهمة اشتراكه مع آخرين في قتل ودفن صديقه وزميله أسامة صبور المعروف إعلاميا بطبيب الساحل..شحتة تحدث عن القضية لأول مرة، خلال محاكمته بتهمة قتل صديقه بالاشتراك مع زوجته العرفي التي تعمل محامية ومساعده، أمام محكمة جنايات القاهرة التي انعقدت بالعباسية في وسط القاهرة..وقد أمر رئيس المحكمة عبد الغفار جاد الله بإخراج المتهمين الدكتور احمد شحته وزوجته العرفي المحامية إيمان محمد ومساعده أحمد فرج، من قفص الاتهام والوقوف أمام منصة المحكمة وسط الحراسة الأمنية..

وظهر المتهم الأول الطبيب أحمد شحتة حليق الرأس وبعد سماعهم أمر الإحالة وسؤال القاضي للمتهمين عن قولهم في التهمة المنسوبة لهم قال شحتة: “يافندم أنا ما خططتش لأي حاجة وما قتلتش حد، يا ناس ده صاحبي وعشرة عمري أقتله إزاي (كيف) وأخلص عليه إزاي لا يمكن أقتل صاحب، فيما اكتفت زوجته عرفيا المحامية إيمان محمد التي ظهرت في ملابس سوداء بالقول: “ما حصلش أنا معملتش حاجة” واستمرت في البكاء طوال الجلسة، فيما دفع محاميها بأنها مريضة ..وكان لافتا أن المتهمة احتدت على الصحفيين خلال خروجها من القفص وقالت “أيوة صوروا صورا أنا قدامكم أهو”.. وشهدت الجلسة حضورا مكثفا من ممثلي وسائل الإعلام نظرا لأن القضية وتفاصيلها الصادمة شغلت الرأي العام..كشفت النيابة العامة المصرية عن تفاصيل مروعة حول جريمة قتل طبيب الساحل، التي هزت الرأي العام.. وقالت النيابة العامة في بيان نشرته على صفحتها الرسمية في الفيسبوك إن تحقيقاتها خلصت إلى أن المتهمين الأول والثاني قد قتلا الطبيب المجني عليه، الذي كان على علاقة زمالة بالمتهم الأول عمدا مع سبق الإصرار، فيما اشتركت المتهمة الثالثة معهما في ارتكاب الجريمة بطريق الاتفاق والمساعدة، حيث أعد القاتلان له قبرا في عيادة الطبيب المتهم، وجهزا فيها عقاقير طبية وفرتها المتهمة الثالثة لهما لحقن المجني عليه بها حتى الموت”..وأضاف البيان: “استدرج المتهمون الضحية في البداية إلى شقة استأجروها، حيث اتصلت المتهمة بالمجني عليه وأوهمته بحاجة والدتها لتوقيعه كشفا طبيا منزليا عليها لكبر سنها وضعفها، فاستجاب لادعائها، والتقى كما اتفقت معه، بالمتهم الثاني الذي تظاهر بنقله إلى حيث مسكن المريضة، فاستدرجه بذلك تحايلا إلى الوحدة السكنية المشار إليها، التي كان يتربص له فيها الطبيب المتهم. وبعد وصول المجني عليه إليها، أجهز المتهمان عليه وحقنه الطبيب المتهم بعقار مخدر، ثم تعديا عليه بالضرب وبصاعق كهربائي وسرقا منه هاتفه المحمول بالإكراه ومبلغا نقديا كان معه وبطاقاته الائتمانية، وأحضر المتهمان بعد ذلك كرسيا نقالا، حيث تظاهرا، بعد غياب الضحية عن الوعي، بمرضه ونقلاه إلى العيادة التي تحتوي على القبر الذي حفراه سلفا، فألقيا به بعد أن قيدا حركته بوثاق وعصبا عينيه وكمّما فاه، ثم أمعنا في حقنه بجرعات إضافية من العقاقير المخدرة قاطعين سبل الحياة عنه بغية قتله، إلى أن أوديا بحياته، وغطيا جثته بالتراب”.. أشارت النيابة العامة إلى أنها عادت إلى دلائل تسجيلات كاميرات مراقبة المحيطة بمسرح الجريمة، التي رصدت واقعة استدراج المجني عليه إلى الوحدة السكنية ثم نقله إلى العيادة، فضلا عما ثبت بتقرير التشريح الصادر عن مصلحة الطب الشرعي، وما ثبت من فحص محتوى هواتف المتهمين من أدلة رقمية..

وبدأت وقائع الكشف عن الجريمة بعد أن تقدمت أسرة ” طبيب الساحل” ببلاغ إثر فقدان الاتصال به لمدة 4 أيام، وتمكنت السلطات من تحديد موقع الجثة داخل عيادته في منطقة الخلفاوي، وعُثر على الجثة مدفونة داخل حفرة في العيادة.. وقالت وسائل إعلام مصرية أن الطبيب يبلغ من العمر 30 عاما ويعمل طبيب عظام بمستشفى معهد ناصر، وأكد أحد زملائه أن صديقه أسامة توفيق استأذن منذ 4 أيام ولم يعد إلى العمل من بعدها..وتمكنت الاجهزة الامنيةمن كشف ملابسات الجريمة، عقب تفريغ كاميرات المراقبة، المحيطة بالعيادة..وبالفحص عثروا على جثة الطبيب مشوهه ومدفونة في حفرة داخل العيادة، وتم نقلها إلى ثلاجة الموتى تحت تصرف جهات التحقيق، التي أمرت بتشريح الجثة ثم دفنها.