كتب/ بول شاهين
يكفينا أن نذكرَ اسمَه حتى نختصرَ بهِ تاريخاً من المسرحِ والشعر والموسيقى والألحان والحب والإيمان وبالتأكيد الوطنية. هو حالةٌ إستثنائية وطبعاً لا شبيه لها فصوتُه الصدّاح سواء كان هادراً أو مليئاً بالإحساس بالإضافة إلى نكهتِه المتميزة بإبداعاته في كل ما قدٌم رفعوه لؤلؤةً ثمينةً، رُصِّع بها تاجُ الفن فأُبهرنا بلمعانها.
إيلي شويري الذي خطى خطواتِه الأولى برُفقةِ الكبار، كان كبيراً منذُ بداياتِه وشبابه، وها إنٌ ألحانَه وأغنياتِه التي لا تموت خيرُ دليلٍ على عظمتِه. كيف لا وهو الذي جمع بين موسيقاه ونغماته الشرقية الأصيلة من جهة، وأناشيده الإيقاعية التي تمتاز بتعدد الأصوات من جهة أخرى.
بتعامله مع الرحابنة وفيروز بالإضافة إلى جوزف عازار وكثير من الأسماء التي تشرّف الفن اللبناني وصولاً إلى الصبوحة صديقة عمره، حفر تاريخاً لا يمكن أن يمحى من الذاكرة. كتب إسمَ بلاده “عالشمس الل ما بتعيب” فكُتب اسمُه على شُعاع نورٍ لا ينطفئ.
رحلتَ بالجسد وهذا حكم الطبيعة البشرية ولكنّك من خلال ما قدّمتَه في حياتِك، أيقظتَ في قلوبِ وضمائر الناس الثورةَ على الظلمِ وحب الوطن والوحدة من أجله. فمنّا لروحك ألف تحية تقدير وشكر ومحبة.. أطربتَنا وأفرحتنا و”رقّصت الحلوين على عودك” وبواسطة أغانيك وكلماتك وألحانِك وعودِك أسستَ سرٌَ خلودِك.