الأربعاء , أكتوبر 16 2024
أخبار عاجلة

الاعلامي اسامة البدري:” اعلام اليوم وباء يهدد الرصانة و المهنية، و”الجنة والنار” العراقي احدث انقلاباً في المنصات”

حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة)

في عالم مليء بالتحديات والتحولات السريعة، يأتي الإعلامي أسامة البدري كمثال حي للإنسان الذي ينجح في الجمع بين العلم والفن، بين الإبداع والجدية، وبين الإعلام والثقافة..وبدأت رحلة البدري الإعلامية من خلال تقديم برامج إذاعية وتلفزيونية ناجحة، حيث كان يتمتع بحضور قوي وصوت مميز يجذب الجمهور من خلال قناة الطليعة الفضائية وإذاعات مختلفة مثل النهار 87.5 FM، العراقية 103.3 FM، والرابعة 88.3 FM،ونجح البدري في تقديم برامج أصبحت جزءًا من الذاكرة الجماعية للجمهور العراقي، مثل “صباح عراقي” و”شربني قهوة”.كما قدم برامج إذاعية مؤثرة مثل “لحظات” و”نهايات”، تميزت بمحتواها العميق وقربها من الواقع الاجتماعي والثقافي.لم يقتصر إسهام البدري على الإعلام فقط، بل كان له دور ريادي في العديد من المؤسسات الثقافية والفنية. فهو رئيس مؤسسة نايا للثقافة والإعلام، ورئيس مركز إيليا للتصوير الفوتوغرافي، بالإضافة إلى تأسيسه صالون أسامة البدري الثقافي. كل هذه المناصب تعكس رؤية البدري الشاملة لتعزيز الثقافة والفنون في العراق وخارجه، وتقديم منصة للمبدعين من مختلف المجالات.بجانب ذلك، يعتبر البدري عضوًا فعالًا في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ونقابة الفنانين العراقيين، ما يؤكد على مكانته كواحد من المثقفين والفنانين الذين يسعون لتطوير المشهد الثقافي في البلاد. ويأتي هذا جنبًا إلى جنب مع عضويته في العديد من المؤسسات الثقافية والفنية التي تعزز من قيم الإبداع والتواصل الثقافي.. وحصل البدري خلال مسيرته على العديد من الجوائز والأوسمة، مثل وسام العطاء ووسام الثقافة، تقديرًا لإسهاماته المتنوعة والمتميزة. كما شارك في العديد من المهرجانات الشعرية والأدبية، أبرزها مهرجان المربد الدولي للشعر العربي 2022، حيث تألق بين نخبة من الشعراء والمثقفين..ولم تكن مساهمات البدري محصورة داخل العراق فقط، بل تعدت حدود الوطن لتصل إلى العالمية، حيث نُشرت مؤلفاته في مكتبات جامعات ألمانية، وشاركت أعماله الفنية في معارض دولية مثل “باريس آرت” 2020، مما يعكس التأثير العميق لإبداعاته على الصعيد الدولي. معه بالقاهرة كان الحوار التالي

*كرئيس صالون ثقافي، كيف ترى دور الصالونات الأدبية في دعم الحراك الثقافي والفكري في العراق؟

-كانت وما زالت الصالونات الثقافية نافذة كبيرة يطلّ منها كل ما هو مائز متحرك و يحمل الكثير من الاشتغال الفني الحسيّ بعيداً عن التابوات المجتمعية، تضمن الصالونات الثقافية لمرتاديها ( رغم قلتهم ) صناعة حقيقية للجمال المسروق من ساعات ايامهم الباهتة.

المارد الالكتروني

*كصانع محتوى على اليوتيوب وكمقدم برامج في مختلف المنصات الإعلامية، كيف تتعامل مع التحديات الجديدة التي يفرضها التحول الرقمي على الإعلام التقليدي؟

-بتنا وللاسف حبيسي هذا التحول رغماً عنّا، نحاول جاهدين أن نضع قدماً هنا واخرى هناك او نمسك تلك العصى من الوسط ولكننا نستقرىء الأفضلية لذلك التحول بسبب السهولة المستوردة من الخارج و التي باتت لزاماً علينا وعلى كل مستخدمي تلك التطبيقات


*هل ترى أن الإعلام الرقمي قادر على تجاوز الإعلام التقليدي في التأثير على الجمهور؟

-بكل سهولة وسلاسة و الايام القادمة حُبلى بنتاج ذلك المارد الالكتروني ولكن تبقى الرصانة و المهنية هي الجادر الصلب الذي يتكىء عليه المحتوى

*تم إختيارك ضمن أفضل 100 شخصية شبابية مؤثرة.كيف ترى هذا التكريم وما هي الرسالة التي تود أن توجهها للشباب العراقي في ظل التحديات الراهنة؟

-أود ان اشكر هنا مدينة النجف الاشرف في العراق و أخص بالذكر الاستاذ سيف المنصوري و تجمعه الشبابي الذي كان سباقاً دوماً في دعم كل تأثير ايجابي في المجتمع الشبابي، اختياري ضمن افضل ١٠٠ شخصية شبابية مؤثرة وضع على عاتقي المسير في اتجاه مثالي بصورة متعمدة وعدم الانجراف او الانجرار وراء كل ما هو سلبي

الكتاب سفيرنا الى اوروبا
*بعد إدراج مؤلفاتك في المكتبات المركزية بجامعات ألمانيا، كيف ترى تأثير كتاباتك على الجاليات العربية هناك، وما هي الخطوات القادمة لتعزيز هذا التأثير دوليًا؟

-حقيقةً ارى ان افضل سفير لمجتمعاتنا العربية في اوروبا هو الكتاب لما يحمل بين سطوره كل ملامح الوجع و النشوة و الخوف و الإنتصار وكل تلك التناقضات التي اجتمعت في الشخصية العربية وجعلتها منفردة عن أي شخصية اخرى تناظرها في العالم اجمع، سعيد لوصول مؤلفاتي الى اوروبا و تحديداً بعض جامعات المانيا التي اعطتني دافعاً كبيراً للإستمرار لما أبرزت لي العديد من الرؤى و التعليقات الايجابية و كان هناك دوراً اكبراً لمعارض الكتاب الدولية التي شاركت بها.

الكتابة والرسم

*كيف يوازن أسامة البدري بين فن الكتابة والرسم، وصناعة المحتوى الإعلامي، خصوصًا مع تنوع الأدوار التي يشغلها في التلفزيون والإذاعة؟

-حقيقةً بالرغمِ من جمالية الانتقال بين كل ما ذكرتيه من تلك الفنون إلا ان الامر يحمل من الحيرة الشيء الكثير والسبب الرئيسي هو عامل الوقت وكيفية تقسيمه بطريقة صحيح تتلائم مع حجم النتاج الابداعي فننجح تارةً ونفشل في اخرى بالنهاية المبدع انسان له وعليه واجبات و التزامات تجاه مجتمعه و عائلته و غيرهما من امور حياتية، واذكر هنا قولاً قاله لي الكاتب الجنوبي الرائع الدكتور  سلمان كيوش  قال ” اتمنى على الدولة رعاية الكاتب وتوفير كل احتياجاته لدرجة تفرغه التام للكتابة فقط “، فما بالكِ بالاعلام و الرسم و الجوانب الابداعية الاخرى

المشهد الاعلامي كارثة

*كيف تصف المشهد الاعلامي بظل دخول كل من هب ودب عبر السوشيل ميديا وباتوا يطلقون على انفسهم لقب اعلاميون وسفراء الاعلام؟

-كارثة حقيقية و وباء يهدد الرصانة و المهنية في ذلك المجال، التكنولوجيا الحديثة و للأسف صدرت لنا كم من الـ ( رثاثة ) الصورية و الـ ( قيء ) السمعي والذي بات يتصدر المشهد في وسائل التواصل و الامر المرعب الاكثر هو دخول هذا المحتوى الى الشاشة الصغيرة من خلال بعض القنوات التي تبحث عن المشاهدات فقط على حساب نوعية المحتوى.

المدارس اللبنانية الاعلامية

*الاعلام اللبناني تحديدا كيف تصفه بكلمه ومن تحب من الاعلاميين ولماذا؟

-المدارس الاعلامية في لبنان مدارس تأسيسية كبيرة ذات منهج علمي رصين امتزج بين الابتكار و الثبات حقيقي وعدم الانجرار، لو عملنا دراسة صغيرة عن عدد الاعلاميين الذين قاموا بتأسيس قنوات عربية او اجنبية و تربعوا على عرش ادارة تلك القنوات سنجد اغلبهم و بنسبة كبيرة من لبنان وذلك يدل على مهنية الاعلامية اللبناني و طريقته المحببة في ادارة ذلك المجال، البرامج الحوارية الكبيرة في العالم العربي ٨٠٪؜ من مقدميها لبنانيين، لن اختزل الاعلام اللبناني بأسم شخص واحد اكيد ولكن هناك الكثير منهم الذي اشعر بفخر عظيم لو جمعني بهم لقاء او حوار او ربما حتى صورة تذكارية

*الشخصية الفنية التي تحب ان تحاورها في لبنان سواء كانت من الفن او الادب او الرسم من؟

-وكأنكِ تضعينني امام فراديس مليئة بالزهور و تطلبين مني قطف الاجمل، من اين ابدأ ؟! ومع من ؟! السؤال بالنسبة لي مرعب جداً .

الاعلاميان اسامة البدري وابتسام غنيم

نعشق الصباح مع فيروز
*لمن تستمع من الاصوات اللبنانية؟

-تنوع الصوت اللبناني بين الدافء الجميل و الجبلي الصلب و كلها محببة لقلوبنا نحنُ العرب على وجه العموم و كعراقيين على وجه الخصوص، نعشق الصباح لانه يبدأ بفيروز هكذا تعلمنا ومنذ الصغر ان لا يبدأ يوماً جميلاً بلا الاسطورة اللبنانية فيروز ثم و جميع الاصوات هي ما بعد تلك شمس الاغنية اللبنانية إبنة الكرم نجوى و علامة الطرب راغب علامة و مروان خوري و القائمة تطول .

*الكتاب واللبنانيون الذين تركو اثرا في شخصيتك من (جبران ام ميخائيل نعيمة ام توفيق عواد) ولماذا؟

-تنوع الادب اللبناني وتناغمت عقول القرّاء مع كل نتاج جديد يصدر او يُنشر من ادب الرسائل الى الروايات و نصوص المسرح و الشعر بفروعه و حتى جدار السياسة و ما خطت انامل مبدعيه فكان وما يزال الادب اللبناني مكتظ و ممتلىء بالاحترافية الواقعية والدهشة غير المكررة، بصفتي شاعراً فالأقرب لقلبي و قلمي هم حُراس الشعر في هذا العالم و ارض لبنان ولّادة وتزدحم بالكثير.

الدراما العراقية

*الدراما العراقية نشطت بالسنوات الاخير ولم تقتصر على التلفزيون بل دخلت المنصات كيف تقيم هذه الخطوة؟

-شهدت الدراما العراقية تطور ملحوظ و برأيي الشخصي ٣ اسباب لذلك الاول هو وجود فكر كتابي شبابي جديد امتزج بين ابداع الاجيال السابقة و ثورية الجيل الشبابي الحالي فخلق نص يحمل الفكرة الجيدة بلهجة الشارع المحببة و المقربة، السبب الثاني هو وجود طفرة شبابية في عالم التمثيل تنوعت و تعددت لدرجة وقوع العديد من المخرجين و المنتجين بـ حيرة الاختيار و الذي خلق تنافس كبير بين الشباب ، السبب الثالث دخول تقنيات حديثة و معدات جديدة متطورة مع فكر اخراجي جديد بات ما نراه في الشاشة من جمالية المشهد مغاير تماماً لما كنا نراه قبل سنوات قليلة، جذبتنا الدراما نحو الشاشة الصغيرة بقوة لنتفاجىء بعدها بإختراق المنصات لهذا الامر وسحب البساط من اقدام الشاشة الفضية بإبداع شبابي مختلف جداً ، يُعرض في العراق الان و نحن نجري هذا الحوار مسلسل ” الجنة و النار ” وهو مسلسل منصات اثار اهتمام الجميع بطريقة تحدث لأول مرة في بلاد الرافدين انصح بضرورة متابعته.

 

شاهد أيضاً

سمير شمص حكاية فنان تألق بالفن وعشق الأسطورة صباح بشغف!

بقلم // جهاد أيوب سمير شمص فنان صنع خصوصية تُحترم في فن أصبح اليوم مهنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *