السبت , يوليو 27 2024

مجدي الحسيني بحديث الذكرايات:” عبد الحليم قال جواي عفريت وأم كلثوم قالت للسنباطي جايبلي عيل فدخلت موسوعة غينيس”

حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة/ من الارشيف)

يُعتبر عازف الاورغ الاول بالوطن العربي الموسيقار مجدي الحسيني من أبرز الذين ساهموا في إضفاء لمسة سحرية للألحان الشرقية الخالدة ، ويكفي أن اسمه اقترن بأهم ما قدمته الفنون العربية من أساطير عابرة للأجيال ، مثل كوكب الشرق أم كلثوم ، والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ، ونجوم الزمن الجميل فريد الأطرش وغيرهم.. وهذا اللثاء كنت قد اجريته مع العازف المتفرد في منزل الموسيقار محمد سلطان.. وأُعيد اليوم نشره في خانة الارشيف لانه من الحوارات الشيقة مع عازف دخل موسوعة غينيس بأبداعه ومهارته وكان حديث ذكرايات مسيرته العنية بأهم الاعمال.

مجدي الحسيني ومحمد سلطان

 

*كنت في برامج الأطفال مع بوسي ونورا وصفاء أبوالسعود وهاني شاكر حدثنا عن هذه المرحلة؟

– كان عمري عشر سنوات تقريبا حينها، وكان السبب هو أحد أقربائي من أسيوط، وكان يعمل فى الأوبرا، قدمني إلى بابا شارو مع أبلة فضيلة، وكنت أغني وأعزف أوكورديون وبيانو، ثم قدمني أسعد فهمي، مهندس الديكور، لبرنامج «ماما سميحة» في التليفزيون، وكان يدربنا الموسيقار محمد فاروق سعد ومحمود رمزي، وعازف البيانو أحمد رمزي، وكان عمرى آنذاك 12 سنة، كما انطلق زميلنا الطفل هاني شاكر من هذه البرامج، وجسد شخصية “سيد درويش” في الفيلم بالاسم نفسه.

مع عمر خورشيد والعندليب

*عازف الغيتار عمر خورشيد كان بفرقة غنائية تغني الفرنسية وأنت في فرقة تغني بالإنكليزية كيف حصل التعارف بينكما؟

– كنا فرقتين من أشهر وأكبر الفرق، كانت الأولى تغني بالفرنسية وهي فرقة القطط الصغيرة وفيها عمر خورشيد وعمر خيرت الذي كان يلعب على الدرامز وهاني شنودة كان يعزف بيانو وأورغ وصادق قليني كان يغنى بالفرنسية، وكان لوكاس يعزف على الساكسفون وتيمور كوتا يعزف على البيز والغيتار ورئيس الفرقة كان وجدي فرنسيس، أما فرقتنا فكانت إنكليزية اسمها  «المعاطف السوداء» وكان مؤسسها ورئيسها إسماعيل الحكيم ابن الكاتب المسرحي الكبير توفيق الحكيم وكان يعزف الغيتار، وكان شريف ظاظا ابن خالة عمر خيرت هو مطرب الفرقة، وعمر خيرت يعزف على الدرامز، وكانت الفرقتان تعملان في مكانين متقاربين، نحن في قصر الحرملك بالمنتزه وعمر خورشيد وفرقته في فندق فلسطين، وربطتني وعمر خورشيد صداقة ورحلات، وما أذكره أن عمر خورشيد عزف في إعلانات مع عبدالعزيز محمود، وعزف موسيقى تصويرية مع حلمي بكر فى أعمال فنية ودعاني للمشاركة معه في الإعلانات والموسيقى التصويرية لأفلام من ألحان حلمى بكر ومنها فيلم «انت اللي قتلت بابايا».. لكن أول مرة ألتقي عمر في عمل واحد مع عبد الحليم كان في «أبي فوق الشجرة» ثم عملنا مع أم كلثوم سوياً.

الموسيقار مجدي الحسيني والاعلامية ابتسام غنيم بمنزل الموسيقار محمد سلطان

*كيف بدأت العمل مع العندليب؟

-كان عبدالحليم يريد أن ينجز أغاني «أحضان الحبايب» و«يا خلي القلب» و«الهوا هوايا» و«جانا الهوا » لفيلم «أبي فوق الشجرة»، وكان الأورغ آلة حديثة وغربية، وطلب أورغ من عمر خورشيد فقال له “عندي واحد صاحبي بيعزف أورج لكن عمره 16 سنة” فرد عليه عبد الحليم:«عنده 16 سنة هاتجيبلي عيل ياعمر؟» ولم يرض عمر أن يتسبب لي في إحراج وقال له: «إيه رأيك تيجي تسمعه حاجة من شغلك؟»، ولم يقل لي إنه يريد عازف أورغ، وقال عمر لي: «تحب تشوف عبد الحليم وأعرفك عليه؟ قلت ياريت قال عندنا بروفة بعد بكرة في مقر الفرقة الماسية في شارع عدلي، وياريت تجيب الأورغ معاك تسمعه حاجة من عزفك»، فذهبت ولم يكن عبدالحليم قد وصل بعد، وحين رأى عازفو الفرقة الماسية آلة الأورغ اندهشوا لنغماته الغريبة والمتنوعة، وأرادوا أن يسمعوا نغماته، فقام مجدي بولس عازف التشيللو والبيانو، بعزف صولو مقدمة أغنية «أراك عصي الدمع» وبدأ عزف مقدمة أغنية «مشيت على الأشواك»، وكنت أتميز بسرعة الحفظ فحفظتها منه، وأخذت أعزفها، فإذا بعبدالحليم يدخل، وكنت أعزف مقدمة «أحضان الحبايب» وسمعنى وأبدى دهشته، وشاركت في البروفة مع الفرقة، التي كان يقودها هو بسبب غياب علي إسماعيل.. وفيما كنا جميعا نعزف مقدمة الأغنية أوقف الفرقة فجأة عن العزف وقال لهم: «الواد جواه عفريت» بعد ذلك قال لى: «عقابا ليك كنت هأعمل أغنية واحدة بس دلوقت هاتشتغل معايا في كل الأغاني»، وأسمانى عبدالحليم «الريكوردر» لأني كنت أحفظ اللحن بسرعة وتعاونت معه في أعمال أخرى ومنها «مداح القمر».

كوكب الشرق

*وماذا عن تعاونك مع ام كلثوم؟

-احمد السنباطي طلب مني ان اذهب الى استاذ رياض والده في استوديو 35 فى الإذاعة، ولم يطلعني على سبب رغبة أبيه في أن أذهب إليه فذهبت  ووجدته ومعه بعض عناصر الفرقة ووجدت سيدة جالسة إلى جواره تلبس نظارة شمسية وتغطي رأسها بإيشارب وسلمت على رياض السنباطى وحين سلمت على هذه السيدة فإذا بها تقول لرياض السنباطى: «إيه ده يا رياض انت جايبلي حتة عيل ماطلعش من البيضة؟!» وفزعت من كلامها هذا وزعلت لأن كان عندي 18 سنة، ولاحظ السنباطي هذا وطلب مني أن أعزف، وقال لي: «يالا يا عم مجدي سمع الست أم كلثوم حاجة من شغلك كده» ففزعت أكثر لما عرفت إنها أم كلثوم فقد كان غاية طموحي أن أراها وأسلم عليها، فما بالك أنها تسمعنى لتقرر إذا كنت سأعمل معها أم لا، وعزفت جزءا من أغنيتها «ودارت الأيام» وانصرفت، بعدها بأيام بدأنا العمل في بروفات أغنية «أقبل الليل»، و(يضيف):” وقالتلي أنت بتعمل حركات كثيرة أثناء العزف، وسأسميك “اليويو”، ألا تلاحظ أن عمر خورشيد يقف رزين وهو يعزف فرقلت لها إن عازف الغيتار ليس كعازف الأورج، ربما تستلزم آلتي ذلك وتخرج الحركات مني دون قصد وأنا منفعل بالعزف”.

مجدي الحسيني وعبد الحليم

الاسرع ودخول غينيس

*دخلت موسوعة «غينيس» كواحد من أسرع 10 عازفين في العالم؟.

– نعم وحصلت على الجائزة في أمريكا.

*ماذا عن أشهر الأفلام والمسلسلات التي أنجزت لها موسيقى تصويرية؟

– «اليقين» لمحمود يس وشهيرة، إخراج يحيى العلمي، وحصلت فيه على جائزة أفضل موسيقى تصويرية، ومسلسل إذاعي في 2007، كما حصلت على جائزة أحسن موسيقى في المهرجان الدولي للإعلام عام 2008 عن مسلسل «أميرة الحب والحرب» عن قصة حياة أسمهان.

مجدي الحسيني وذكرايات عن ام كلثوم والسنباطي

الزمن الجميل وعبد الحليم

*تعاملت مع عمالقة الفن العربي في الزمن الجميل ، ما هو سر تميز الفنون في تلك الحقبة الفريدة ؟

-هو سر رباني لا يشمل الموسيقى فقط ، وإنما كافة أنواع الفنون المختلفة كالسينما والمسرح والغناء وغيره ، كما أن هذا السر الرباني يشمل أيضاً الذائقة الموسيقية والأذن الموسيقية ، يكمن في المتلقي والمرسل على حد سواء ، ولم يكن موجوداً فقط في مصر وإنما في كل أنحاء العالم ، ولكن اليوم كل هذه العناصر اختلفت وتغيرت ولم تعد كالسابق..(ويتابع) الفن في الماضي كان مختلفا تماما عن الآن، مشيرا إلى أن هناك عاملين أساسيين كي تصبح فنانا، وهي الاحترام والاهتمام بالتفاصيل.

*أكثر فنان استمتعت بالعمل معه من حيث البساطة والمرونة واليسر في أعمالك ؟ 

-استمعت مع كل من تعاملت معهم من فنانين ، ولكن الفنان عبد الحليم حافظ كان أقربهم لي ، وكان بمثابة الشخص المسؤول عني ، وهو الأمر الذي تحدثت عنه بعض الصحف حينها ، كما أن علاقته بي كانت السبب بالأزمة الوحيدة التي حصلت بينه وبين فرقته ، حيث كنت من المفضلين لدى العندليب.. يصمت قليلاً ويقول) اتذكر ان أغنية “قارئة الفنجان” قعدوا يحضروا فيها 5 سنين، غير البروفات 45 يوم يوميا على اغنية واحدة، وشالوا كلمات في نظرهم لا تصلح، فالمقطع الذي يقول (فحبيبة قلبك يا ولدي نائمة في قصر مرصود) كان اصلها (فحبيبة قلبك يا ولدي نائمة ويحرسها كلاب وجنود)، لكن عبدالحليم حافظ رفض وقال لا تصلح كلمة كلاب».وتابع الحسيني: «لذلك أصبح عبدالحليم حافظ فنانا منفردا لن يأتي مثله، ولا يمكن أن يقارن أحد به، فمن موجود الآن تذهب إليه الجماهير الغفيرة وتحاول أن تصعد إلى منزله؟».

شاهد أيضاً

أكرم الكراني :” عندما اكتب عن الفنان احمد زكي يجب ان اتقمص الشخصية”

كتب/ اكرم الكراني(القاهرة) يظل الفنان الموهوب احمد زكي متصدرا المرتبة الاولي من بين جيله من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *