الجمعة , مارس 29 2024

سيدة الشاشة اللبنانية رندة كعدي:” حنان استبدلت الاسى وهذه هويتها الحقيقية، وبهردابشت تحديت نفسي مع الام التي رمت اول حجر على العدو”

حوار/ ابتسام غنيم(بيروت)

سيدة الشاشة اللبنانية بلا منازع، مع كل دور تقدمه تُبهرك، ومع كل شخصية تتقمصها تجعلنا نثق اكثر بقدراتها وامكانياتها، كما انها حالة استثنائية من الرقي متجسدة في انسانة تبَنّت هذا الرُقي كأسلوب حياة، فهي راقية في كلامها وإبتسامتها وتصرفاتها، وفي التعامل مع تحديات حياتها المهنية، وبالتالي في إختياراتها الفنية وعلاقاتها مع زملاءها، فإستَحَقت أن تكون مثلاً أعلى لجيل ومرحلة، اذ رَسَمت معالم شخصيتها وبَلوَرتها فصارت ذات تركيبة متميزة وكاريزما خاصة، وأمست مختلفة لا تُشبه أحداً.. انها القديرة الراقية رندة كعدي التي كان لي شرف هذا الحوار معها.

*بداية نبارك لك فيلم ” هردبشت”؟

-“الله يبارك فيكي”، سعيدة جداً بهذه التجربة السينمائية وفخورة بها للغاية، وانتظر يوم الافتتاح لألمس مدى ردة فعل المُتلقي، كوني خضت تجربة جديدة بكل المقاييس، اذ دخلت ضيفة الى عالم الشباب، وبقدر ما انا أؤمن بالغمز بين الاجيال، لكن بالمقابل أن ادخل الى منطقة جديدة بالفن فهو مغامرة بالنسبة لي، ومع ذلك قررت ان اتماشى معها، لا سيما وان الدور الذي اقدمه جديداً ومختلفاً وفيه عمق ورسالة سامية، (وتتابع) أجسد دور المرأة الجنوبية التي تُمثل كل سيدات الجنوب الفاضلات اللواتي يفتخرن ويجاهرن بأيمانهن بأرضهن، كما وانهن اول من رمى اول حجر على العدو.. المرأة الجنوبية هي ايضاً أُماً مقاومة تكافح وتربي اولادها على حب الارض والوطن وعدم الانجرار الى الطيش، وسنرى انها اماً لثلاث شباب، الصغير يكون باراً لوالدته، ويستوعب كل القيم الذي غرستها فيه فهو مؤمن ويصلي ولا يختلف مع احد وابن بيت وابن بيئته الطيبة على السواء، اما الشابان الاخران فللاسف  تطغو عليهما مشاكل المجتمع وينغمسان بأجواء المتوسيكلات وتهريب الحديد والممنوعات.. (وتتابع) نقل ” هردبشت” صورة المجتمع الذي لا يقبل التعاطي مع الفقير، وكيف بالمقابل هذا المجتمع نفسه قادراً على اجتذاب الشباب الغير متعلم و”المعتر” الى الهاوية.. يعني فئة كبيرة من المجتمع تتصيد بالمياة العكرة وتعرف كيف تنفذ مخططاتها من خلال هؤلاء الشباب..

 

*المثل الشائع”فتش على الام ولِم” يظلم الأم والشباب الفقير على السواء؟

-بالظبط، بالفيلم سنجد الام ضحت وربت وعمدت أن تجعل اولادها يحملون زوادة حب الوطن والخير، لكن قسوة الحياة، والحي الذي تربيا فيه حيث يفتقد الى الثقافة والتوجيه وغيرها من الضغوطات دفعت بالشباب الى السقوط بالهاوية.. مايعني ان الام هنا مظلومة والمجتمع ظلمها ودمر أولادها ايضاً.

*احببت الشخصية؟

-جداً، وابنتي تمارا هي الكوتش، فعندما أستملت الورق تمعنت به جيداً، وبدأنا نرسم خطوط الشخصية وانفعالاتها، وبالتالي اشتغلت على اللهجة فأنا من البقاع ولكنتي بقاعية، وكان ان اجدت اللهجة الجنوبية كما يجب، كنت خائفة أول الامر لان الدور دسم ، ومهما لعبت من شخصيات شريرة وطيبة الا ان هذا الدور بقدر ما كان فيه الطيبة والحنان الا ان تركيبته صعبة ومستفزة وفيها تحولات وانفعالات ذات خصوصية يجب اتقانها لاصوب على الهدف.. وأملي ان انال اعجاب الجميع.. وكما اسلفت الذكر النص والاخراج كانا بغاية الروعة وهما للاستاذ محمد الدايخ والانتاج للاستاذ امير فواز.. الفيلم كوميديا سوداء الجمهور، سيُضحك المشاهد لكنه في النهاية سيبكيه على واقعنا المرير.. الشباب والصبايا عاشوا ببيئة فيها فقر وحرمان وقلة معرفة ومجتمع لا يرحم،  وكانت الطامة الاكبر عندما استغلوهم بالغطاء المادي.

*مشهد وداعك لعبدلله في ” للموت3″ كانت يدمي القلوب هل استحضرت مرحلة مؤلمة مررت بها؟

-ابداً، عندما ادخل اللوكيشن وارتدي ثياب حنان اتحول لحنان تلقائياً، وحنان أحبت عبدلله طيلة 45 سنة قبل ان تتزوجه وعندما تزوجته اتخذ الغرام بينهما منحى آخراً، فتجلت المودة والرحمة بينهما، وهي عندما كانت تقول له “انا امك واختك ورفيقتك وحبيبتك” كانت صادقة بكل كلمة تقولها..

*حنان الى اي مدى واقعية بحياتنا؟

-فهمت ما تقصدين.. هناك عاملات في الملاجىء يكن قاسيات بعض الشيء، لكن حنان اسم على مسمى لسبب انها تربت في ملجأ وافتقدت للعطف، وهنا عندما اصبحت تعمل في الملجأ قامت بعملية استبدال للاسى الذي ذاقته، وكان ان دافعت عن سحر وهي طفلة تتعرض للتعنيف، واعطت هوية طفلة ميتة لطفلة لقيطة هي وجدان التي صار اسمها ريم.. وعندما اخذتهما دروب الحياة الا انهما ظلا يعتبرانها منبع الحنان الحقيقي لهما وهي تعتبرهما قطعة من قلبها.. (وتتابع) عندما استلمت الحلقات الاولى من للموت بهرني اسلوب ندين جابر الرائع، وانا أُجل النص الذي له قدسية، وقرأت دوري وتناقشت مع تمارا حول هوية حنان وتاريخها، وبعدها كنت جاهزة من اول لقطة، وفيليب اسمر “حبيب قلبي” يعرف بدوره كيف يُلمع الشخصيات برؤيتة المتميزة، من هنا خرجت كل شخصيات للموت بأجزائه الثلاثة ببصمة متفردة وبراقة.

*وماذا عن الصفعة الى وجهتها للطفلة خلود؟

-” ماكان الي قلب اضربها”، وأصر استاذ فيليب على ان تكون اللقطة حقيقية، “عدنا المشهد ست مرات وفي آخر مرة وجهت يدي صوب شعرها وبرمت وجها وظبط المشهد”..

*وقالت لها بعد الصفعة انا ما عرفت ربي ولا خلف؟
-فعلا كانت جملة عميقة ومؤلمة، لانها لم تكن تريد ان يأتي مثل هذا اليوم الذي تضرب فيه خلود التي تعتبرها ابنتها..

*مبروك التكريمات ؟

-“الله يبارك فيكي”، التكريمات الثلاثة التي نلتها هذا العام عززت الرضى بيني وبين نفسي وايقنت أخيراً اني وصلت للقمة والحمدلله، والخطوات المقبلة ستصبح اعمق بكثير والهدف سيكون اكبر واسمى، التكيم الاول كان في مهرجان بيروت السينمائي للمرأة، والثاني في مهرجان ” ميرا” بالفينيسيا، وبضيعتي تم تكريمي برعاية مؤسسة ميشال ضاهر.

*الاعمال التي تتابعينها؟

-“للموت”3، وشاهدت ثلاث حلقات من ” النار بالنار” وجذبني للغاية، وسأعود واتابعه من جديد عبر اليوتيوب، وان كنت ضد تأجيج العنصرية بين بلدين شقيقين، وايضاً شاهدت “وأخيراً” و أهنىء كل فريق العمل وبالتالي صناع المسلسل شركة ” الصباح”.

 

شاهد أيضاً

غسان صليبا:”زينوا الساحة تليق بعمر، ونكذب حتى نعرف الحقيقة ولحل مشاكل مُعلقة”

حوار/ جهاد ايوب يمر الزمان بالقرب منا فيترك بصمته علينا، ويخاوينا العمر فيرسم مشوار ملامحه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *