الأربعاء , أبريل 24 2024

جورج وسّوف.. ما بين الرّصاص والقرآن الكريم

كتب/زاهي حميّد

لم يكن خبر وفاة وديع جورج وسّوف خبراً عاديّاً بالنسبة إلى كلّ بيت عربيّ دخل إليه أبو وديع عبر فنّه ومقابلاته التلفزيونيّة ليصبح جزءاً من ذكرياتنا ومناسباتنا وحنيننا.. الموت المفاجئ للشاب الثلاثيني صدمتنا جميعاً فكيف هو الحال بالنسبة للأب المفجوع على بِكرِه الذي كان يلازمه في جميع أعماله ورحلاته ويهتمّ بأدقّ التّفاصيل الّتي من شأنها أن تُريحَ والده الفنّان الكبير، حتّى أنّ لقب “أبو وديع” بات هو اللقب الرسميّ لسلطان الطّرب.
حالة الحزن الّتي ولّدها هذا الخبر المفجع لم تكن مُستَغرَبة لما لجورج وسّوف من مكانة في قلوب العرب جميعاً وهذا لقربه من النّاس ولعفويّته في التصرّف والحديث حتّى يجعلك تشعر أنّه يخصّك وفردُ من أسرتك…لهذا لم نستغرب أبداً وجود شيخ مسلم يتلو القرآن في عزاء ولده وهذا كان بطلب خاص من السّلطان الّذي إختار سورة مريم لتتمّ تلاوتها في وداع وديع… وهذا لا يدلّ سوى على إيمان الوسّوف واحترامه الأديان جميعها؛ فهو إبن كل بيت عربي وهو الإنسان المسيحي والمسلم معاً..
موقف إنسانيّ آخر قام به جورج وسّوف في عزّ محنته ومصابه الجلل؛ فأثناء نقل الجثمان من بيروت إلى كفرون مسقط رأس الوسّوف في سوريا وجّه أبو وديع رسالة مهمّة إلى جميع أحبّائه الّذين ينتظرونه لمواساته في بلدته طالباً منهم بمحبّة وإلحاح عدم إطلاق الرّصاص أثناء تشييع وديع كي لا يصيب أحد مكروه ما فيصبح الحزن والألم مضاعفين وهذا من خلال فيديو صوّره الوسّوف من السّيّارة الّتي تنقل جثمان وديع… ففي أصعب لحظة ممكن أن يعيشها الإنسان وهو في طريقه ليدفن ابنه لم يغب عن بال الأب المفجوع أن يحافظ على سلامة غيره وألّا يعرّض حياة الآخرين للخطر وهذا موقف إنسانيّ نابع من قلب مؤمن عرَف معنى الإيمان وعرف أيضاً معنى الفقد…

شاهد أيضاً

احمد السعدني نفسيته سيئة.. أشرف زكي:” منتحلو مهنة الصحافة يتحرشون بالفنانين”

متابعة/ حسانة سليم اعتذر الدكتور اشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، على الهواء لنقابة الصحفيين بعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *