الجمعة , مارس 29 2024

سيدة الأرض أم ناصر:” أريد أن َأضم أبني قبل أن يموت”، ثائر الغضبان:” هذا ما يحصل في السجون الاسرائيلية؟”، رائد عامر:” يدفنون الأسرى في مقابر الأرقام للمساومة!”

تحقيق/ ابتسام غنيم

ما سر تلك الأرض؟ بماذا مجبولة؟ أيعقل ان مياهها هي السبب؟ عن فلسطين أتحدث… فلسطين القوية والشامخة التي تنجب أبطالا،أولادها وأمهاتها وشيوخها الذين منذ ولادتهم ونراهم شعباً جباراً، لا يهزه رياح،قلوبهم قوية لا تهاب الموت لا نراهم إلى في الصفوف الأمامية مع كل معركة تحصل،يأبون الانهزام.. كل بيت في فلسطين قدم شهداء، شهداء القضية، وكل بيت له أسيراً في السجون الإسرائيلية ورغم كل هذا رؤوسهم مرفوعة كي لا تنكسر القضية..وهذا ما حدث مع “سيدة الأرض”.. هي أم ناصر والتي لقبت بهذا اللقب لأنها سيدة جبارة وسنديانة جذورها ممتدة في أرضها فلسطين لها في الأسر خمسة اولاد، ورغم هذا إلا انها لا تمشي الا شامخة ومرفوعة الرأس وتقول دائما “أن هذا ما كتب الله لها كي يختبر صبرها”، يا لها من سيدة، ابنها الأسير ناصر على فراش الموت وهي مهيئة لخبر موته وسعيدة وصبورة..فالمرأة القوية قادرة على تحدي ظروف الحياة القاسية، لتبقى صامدة طوال الوقت…

سيدة الارض تحمل صورة ابنها الأسير

elmaw2a3.net التقى بالباحث والخبير الفلسطيني الدكتور ثائر الغضبان الذي حدثنا عن مأساة ناصر الذي يحتضر في الأسر، واخبرنا ماذا يحصل بالسجون الصهيونية، كما هاتفنا سيدة الأرض أم ناصر المتمسكة بأرضها رغم أن الصهاينة دمروا منزلها أكثر من مرة، الا انها أبت أن تترك فلسطين، وكانت بكامل صمودها وعزيمتها وايمانها، وهي تحدثنا عن اولادها الاسرى وابنها الشهيد، كما كان لنا اتصال مع رائد عامر امين سر  مجلس ادارة نادي الاسير الفلسطيني، والذي حدثنا بدوره عن وضع الاسير ناصر حميّد المتدهور ،وعن سجون الأرقام حيث يتم دفن الاسرى والشهداء فيها وهم من ابناء فلسطين المحتلة . بداية تحدثنا مع الدكتور ثائر الغضبان الذي قال:

الدكتور ثائر الغضبان

– مؤسسة الاسير الفلسطيني وتادي الأسير الفلسطيني يهتمان بالأسرى بشكل عام من حيثيات عدة سواء بالاموال التي تُرسل لهم وبالرواتب التي تصلهم، لكننا اليوم امام مشكلة بل معضلة كبيرة وهي ان الاسير ناصر حميّد، كان من المفترض ان يسافر للعلاج كونه مصاباً بالسرطان، وحاولنا كثيراً معالدته خارج السجن لكن ما من جدوى، عمره 51 سنة وموجوداً بالأسر منذ 30 سنة ومحكوماً عليه بسبع مؤبدات و50 سنة سجن، وتم ارسال اكثر من رسالة مناشدة لمساعدته .. كما ارسلت ام ناصر رسالتان للملك عبدلله في الاردن حتى يتدخل شخصياً، واتمنى من جلالته ان يتدخل قريباً حتى ينقذ ناصر من هذا العذاب ويتم علاجه في الاردن، كونهم هناك اي الاطباء ضالعون في علاج مرضى السرطان، كما طلبت ايضاً أن يتم تحديد لقاء يجمع جلالته معها اي بالسيدة ام ناصر ” سنديانة قلسطين” تلك المرأة الصامدة بأرضها حيث استشهد زوجها وابنها ولديها خمسة بالأسر من بينهم ابنها ناصر الذي يحتضرحالياً، وذلك بتدخل من ابو مازن كي تقابل جلالة الملك عبدلله.. (ويتابع) الاسرائيليون رافضون رفضاً تاماً معالجة ناصر وبالتالي خروجه من الأسر رغم تدهور وضعه الحي، ومؤخراً في اجتماع الامم المتحدة، حين كان ابو مازن يلقي كلمة رفع صورة ناصر امام 185 دولة، وقال لهم ان هذا الاسير محكوماً عليه بسبع مؤبدات و50 سنة سجن ومصاب بالسرطان ويحتضر ويمنعون والدته من زيارته، وبالتالي ان يتعالج خارج السجن، وانا هنا أحترم الموقف المنطقي الذي سجله ابو مازن، اي انه وصف ما يحصل ولكن اين العلاج؟ اميركا تدعم اسرائيل لتحاربنا، وتم اصدار عدة قرارات لصالح فلسطين لكن للأسف لم بتم تنفيذ أي منها، ولا زلنا مكانك راوح.. اين الاجراءات الحقيقية؟ هل علينا أن نشحذ حقوقنا؟ كل دول العالم لا تلتفت للقضية الفلسطينية ولم يُسجل احداً موقفاً تجاه الأسير ناصر حميّد، وبالتالي تجاة آلاف الاسرى والشهداء في فلسطين المحتلة.

الباحث الفلسطيني ثائر الغضبان يُكرم أم ناصر

* كنت قد كتبت مقالاً شرحت فيه عن معاملة الاسرى؟

-صحيح، وأشرت  من ان الأسرى في عيادة سجن الرملة يواجهون الموت البطيء، والممرض هو نفسه السجان، وانهم اي الاسرى حقل تجارب لشركات ادوية صهيونية، المستشفى بالسجن هي عبارة عن اربع غرفٍ متقابلةٍ تحوي أسرّة حديدية أو اسمنتية وليست طبية ، الممرض هناك ،اي  السجان كما اسلفت الذكر ، يأتي صباحًا بالمسكنات التي غالبًا ما تكون ” حبة أكامول ” لكل الأوجاع منها السرطان والسكري والضغط والزائدة ،والجلطة وضمور العضلات وبتر الأطراف ، أوجاعٌ تحتاج أغلبها لعملياتٍ جراحيةٍ فوريةٍ ومعقدةٍ وطويلة ، يتم مداواتها بالمسكنات كأنها ألمٌ في اللثة أو نزلة برد، في سجن الرملة، استشهد بتاريخ 26-11-2019 الأسير المريض بالسرطان سامي أبو دياك، بعد أن أمضى 18 سنة في السجن، خمس سنوات منها يصارع المرض والموت دون أن تقدم له أدنى رعايةٌ طبيةٌ أو نفسية، لينضم إلى 221 شـهيداً سبقوه منذ عام 1967، بينهم 67 شـهيداً نتيجة المرض ، وبقيتهم بسبب التعذيب أو القتل المباشر بالرصاص.. (ويعلق) ويقع سجن الرملة في منتصف الطريق بين مدينتي الرملة واللد داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وهو مجمعٌ أمنيٌ مترامي الأطراف شُيد في عام 1934 من قبل سلطات الاحتلال البريطاني ، ومحاط بسور مرتفع، بعد النكبة ، حوّل الاحتلال الصهيوني ، ” سـ.ـرايـ.ـا الرملة ” إلى مركزٍ لجيشه ، ثم في عام 1953 تم افتتاح أول قسمٍ فيه لاعتقال الفدائيين الفلسطينيين والمصريين العابرين من سيناء وقطاع غزة.. ثم بعد النكسة، تم تحويل “السـ.ـرايـ.ـا ” بكاملها إلى سجن مركزي جنائي للصهاينة ، مع تخصيص قسم واحد منه للأسرى الفلسطينيين من مدينة القدس المحتلة،  وفي عام 1968، خصص الاحتلال الصهيوني قسمًا منه لاعتقال الأسيرات الفلسطينيات ، عُرِف باسم ” نفي ترتسي ا”،( ويضيف) قبل نهاية عقد السبعينيات من القرن الماضي ، باشرت إدارة سجون الاحتلال ببناء قسم للأسرى المرضى ” مراش ” ، وهو الذي يُعتَقَلُ فيه حاليًا الأسرى المرضى.. ويقوم سجن الرملة أيضًا بتنظيم حركة الترانزيت بين السجون ومراكز التوقيف المتعددة ، وتطلق إدارة سجون الاحتلال عليه مصطلح “معبار” ، حيث يمر منه الأسرى المنقولون من سجون شمال فلسطين إلى سجون الجنوب أو الوسط ، والعكس، 74 سنة من القهر والمعركة لن تنتهي الا بتحرير ارضنا المحتلة.

الاسير ناصر حميّد

سيدة الارض ام ناصر:” أؤمن بقضاء الله وأريد أن أرى ناصر قبل ان يستشهد”

وفي اتصال مع “سنديانة” فلسطين ام ناصر الملقبة ايضاً بـ” الخنساء” ولت الكيان الصهيسوني دمر منزلها اكثر من مرة وظلت مُتمسكة بأرضها بتنا نطلق عليها لقب ” سيدة الارض” تفاجأت بمعنوياتها العالية وعزيمتها التي لم تتزعزع، وصوتها الذي لا تخلو نبراته منال شموخ والصمود والعزة فقالت:” ابني ناصر لا زال في الاسر رغم انتشار المرض بجسمه، ولا أستطيع أن ازوره الا مرة كل شهر، أاراه من بعيد.. (وتابعت) ابني من مخيم الأمعري في محافظة رام الله والبيرة، معتقل منذ عام 2002، ومحكوماً بالسجن المؤبد سبع مرات و50 عاما سجن، ناصر من بين خمسة أولاد لي يواجهون الحكم مدى الحياة في سجون الاحتلال، بتهمة مقاومة الاحتلال الصهيوني”..(وعلقت بفخر):” اعتقل ناصر عام 2002 معاولادي الثلاثة نصر، وشريف، ومحمد، كما اعتقل شقيقهم إسلام عام 2018، ووجه الاحتلال له  تهمة القاء صخرة على رأس جندي اسرائيلي خلال عملية عسكرية لجيش الاحتلال في مخيم الأمعري ما ادّى لمقتله، ولي ابن سادس هو شهيداً اسمه عبد المنعم أبو حميد ارتقى عام 1994. وكان يلقب بـ “صائد الشاباك” بعدما تمكن من قتل ضابط إسرائيلي.

سنديانة فلسطين ام ناصر

*وضع ناصر سيء بمعنى ان خبر استشهاده ستُعلن في اية لحظة؟

-(ترد بفخر وحزت على السواء)/:اعرف هذا تماماً ولا يصيبنا الا ما كتب الله لنا، لكن أمنيتي الوحيدة هي أن أحتضنه قبل أن يموت، أريد أن يخرج ابني للعلاج في الخارج، أريد أن أضمع الى قلبي قبل أن يموت لا سمح الله ، ناشدت كل العالم، من حقي أن أسلم عليه، أراه، ألمسه، أحس به”.

رائد عامر:” جثمان الأسير ورقة مساومة”

ايضاً كان لنا اتصال مع رائد عامر امين سر مجلس ادارة نادي الاسير الفلسطيني فقال:” وضع الأسير ناصر سيء جداً وذلك وفق التقرير الطبي الاسرائيلي، اي انه قد يُستشهد في اية لحظة داخل السجن، ما يعني انه سيُدفن في مقابر الارقام التي فيها عدداً كبيراً من السجناء الاسرى، الذين تم دفنهم من دون ان يروهم ذويهم، لانهم تحت بند العقوبة ولم يكن قد تم الافراج عنهم، يعني حتى بعد وفاة الأسير الفلسطيني تظل العقوبة مُستمرة عليه من قبل الاحتلال”(ويضيف) ومقابر الأرقام هي مقابر سريّة دأبت سلطات الاحتلال على احتجاز جثامين شهداء فلسطينيين وعرب فيها، لا سيما من منفذي العمليات الفدائيّة إلى حين تسليمهم في صفقات تبادل أو غيرها.

امين سر نادي الاسير الاستاذ رائد عامر

* يعني جثمان الاسير بتحول الى ورقة مساومة من طرف الصهاينة؟

-بالظبط، سلطات الاحتلال تضع أمام كل قبر لافتة حديدية صغيرة تحمل رقما يرمز للشهيد من دون اسمه،  وهي وسيلة من وسائل الضغط والابتزاز البشعة التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين حتى وهم أمواتاً، فإسرائيل تدرك أهمية ورمزية أن يدفن الشهيد بين أهله وفي أرضه، ولذلك تتعمد احتجاز هذه الجثث، لزيادة معاناة الأهل وضرب معنوياتهم، لإضعاف روح المقاومة لدى الفلسطينيين.

*هل كتب ناصر رسالة؟

-اكيد ودع فيها مُحبية وطلب من الجميع عدم التخلي عن القضية الفلسطينية، والاهتمام بالأسرة واهالي الشهداء، والوفاء والتضحية لأرض فلسطين الحبيبة.

في الختام نقول ان القضية الفلسطينية لن تموت ما دام هناك قلوباً تضخ دماء واوكسيجين يمتد في الروايا،كيف تموت قضية واصحابها مؤمنين بها، يحبونها كحبيب ممسك بيد حبيبته،يهتم بها ويكتب لها الشعر، ويرفض ان تتركه او يتركها..كيف تموت قضية وأهلها يد بيد متشابكين؟.. كيف تموت قضية وأهلها يحملون الكوفية عالياً؟، تلك الكوفية التي ترمز للعز والشرف والتضحية… لن تموت قضية فلسطين ما دام أجيال جديدة تخلق يوميا…فلا بد لليل ان ينجلي ولا بد القيد ان ينكسر .

امين سر مجلس ادارة نادي الاسير السيد رائد عامر

   

 

شاهد أيضاً

غسان صليبا:”زينوا الساحة تليق بعمر، ونكذب حتى نعرف الحقيقة ولحل مشاكل مُعلقة”

حوار/ جهاد ايوب يمر الزمان بالقرب منا فيترك بصمته علينا، ويخاوينا العمر فيرسم مشوار ملامحه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *