الإثنين , ديسمبر 2 2024

بالفيديو.. هكذا قتلوا المخرج نيازي مصطفى ومن الممثلة الشابة التي تزوجها سراً؟

اعداد/ حسانة سليم

ذات صباح من أكتوبر عام 1986 كان كلّ شيء طبيعياً خارج الشقة رقم 12 في العمارة رقم 1 التي يسكنها المخرج السينمائي المشهور نيازي مصطفى في شارع قرة بن شريك في حي الدقي في القاهرة. كعادته يوميّاً منذ بدأ عمله عند المخرج عام 1970 وتحديداً عند الثامنة صباحاً صعد الطباخ محمد عبدالله من سلم الخدم داخلاً من الباب الذي اعتاد نيازي مصطفى تركه مفتوحاً حاملاً معه صحف الصباح. فدهش إذ رأى الباب مغلقا على غير عادة فطرقه ليوقظ مخدومه لكن أحداً لم يجب. توجّه إلى عمله الحكومي ليعود مرّة جديدة في منتصف النهار. صعد من سلم الخدم فوجد الأبواب ما زالت مغلقة. طرقها فلم يسمع جواباً. نظر من ثقب الباب فوجد أنوار الشقة كلها مضاءة. عندئذ قصد منزل الحاجة زينب شقيقة المخرج نيازي مصطفى في المنيل طالباً منها المفتاح الاحتياطي للشقّة.

عاد الطباخ ومعه المفتاح الآخر للشقة. فتح بابها الرئيسي وكاد يسقط مغشياً عليه من هول ما رأى. وجد جثة مخدومه المخرج نيازي مصطفى غارقة في الدماء ممددة قرب سريره في غرفة نومه مرتدياً جلباباً أبيض ويداه مقيدتان من الخلف بـVكرافتة» وشرايين يده مقطوعة بشفرة حادة. لاحظ وجود فوطة على فم المخرج القتيل. أسرع الطباخ إلى شقة جار المخرج مستغيثاً ثم أخبره بما حدث طالباً منه الاتصال بشقيقة المخرج تلفونياً. بعد لحظات غصّت الشقة بأفراد أسرته الذين نقلوا الجثة من مكانها إلى السرير ثم قدم رجال البوليس. بعد ذلك ضاق المكان بأصدقائه وزملائه الفنانين الذين هرعوا إلى الشقة فطلب رجال المعمل الجنائي إخلاء الشقة لهم كي لا تضيع الأدلة وكانت بصمات الأهل والأقارب ملأت المكان كلّه فيها. عثر رجال المباحث على ملف ضخم يحتوي على أوراق ومذكرات المخرج. بعد فحصه وجدوا أنه تعرض للعبث. من بين أوراق هذا الملف وشهادات استثمار بأسماء سيدات، عثروا على علبة سجائر تحتوي على سيجارتين ويعرف عن القتيل أنه لم يكن يدخن. عثر أيضاً على فردة شبشب وراء الباب الخارجي وعلى نظارته الطبية قرب أوراق مبعثرة على مائدة الطعام تخص أعماله السينمائية الأخيرة. لدى سؤال الطباخ محمد عبدالله أقرّ أنّه شاهد مخدومه للمرة الأخيرة في الساعة الثامنة من مساء اليوم السابق لمصرعه، حيث قدم له طعام العشاء وتركه يشاهد برامج التلفزيون مؤكداً على أن زوار مخدومه جميعاً كانوا من الفنانين والفنانات وبعض الوجوه السينمائية الجديدة وكان آخر من شاهده في الشقة مع مخدومه سيناريست نحيف الجسم أسمر اللون.

قال بواب العمارة في التحقيقات إنه شاهد المخرج القتيل يعود إلى شقته في السابعة مساء وبعد ذلك بساعة حضر الطباخ ومعه العشاء… أفاد أصدقاء المخرج القتيل أنه عاد إلى شقته فور انتهائه من تصوير المشهد الأخير من فيلم «القرداتي» وأنه كان يستعد لإخراج فيلم جديد عنوانه «أنا وقلبي والقانون» وأنه كان يعيش وحيداً في شقته التي استأجرها منذ 1948. أكد جيرانه على أنه كان يعيش في الشقة مع زوجته الفنانة الراحلة كوكا وكانا يرتبطان بعلاقات جيدة مع الجيران. لكن بعد رحيل زوجته انقطعت علاقاته بهم فأصبح في حكم العازب.

زواج عرفي

كشفت تحريات المباحث أن نيازي تزوج عرفيا من فتاة صغيرة تعمل ممثلة مبتدئة وهي منى اسماعيل، ورشحها لبطولة مسلسل تلفزيوني وكان أيضاً على علاقة ثانية بمصممة أزياء شوهدت معه غير مرة، وأن القتيل كان قليل الأصدقاء من خارج الوسط الفني ويزور إخوته وأقاربه في منازلهم ولم يكن أحد منهم يزوره في شقته خاصة بعد وفاة زوجته كوكا..حين سئل خبير المونتاج جلال مصطفى (شقيق القتيل) عن معلوماته عن الحادث قال إنه حين علم بذلك توّجه مسرعا إلى شقة شقيقه ودخل مع الطباخ الذي كان ينتظر وصوله إلى غرفة النوم فوجد الجثة ملقاة على السجادة قرب الدولاب ومفرش غطاء كرسي المائدة لفّ حول عنقه والدماء تسيل من عينيه. تعاون مع الطباخ وبواب العمارة في نقل الجثة إلى السرير. لاحظ أن يديه خلف ظهره فحاول تحريرهما ولم يفلح ثم اكتشف أنهما مربوطتان بكرافتة فأبلغ الشرطة وأكد على أن أخاه لم يكن له أعداء أو ضغائن مع أحد تؤدي إلى قتله.

شكلت مديرية أمن الجيزة فريق بحث من 50 ضابطا بهدف كشف غموض الحادث وبالتالي كشف القاتل المجهول. اعتمدت خطة البحث في البداية على استجواب سائر المترددين على شقة القتيل ومراقبة خط سير عدد من الأشخاص قيل انهم من أقارب الزوجة الراحلة كوكا، كان بينهم والمخرج خلافات بسبب الميراث. إلا أن التحريات أكدت على أن خلافات الأقارب انتهت منذ ثماني سنوات.. إنتقلت التحريات لاحقاً إلى الفنانة الشابة منى اسماعيل التي ورد اسمها في التحقيقات وأشيع عن علاقتها بالقتيل وزواجها منه عرفيا وانتهت التحريات إلى أن هذه العلاقة انتهت منذ عام وأن القتيل كان يريد فعلا الزواج من الممثلة الشابة لكن فارق السن بينهما حال دون ذلك إذ كان عمره 78 عاماً وعمرها 28 عاماً أي أن ثمة فارقاً بينهما (نحو خمسين عاماً)، أكدت التحريات أنها تزوجت بعد ذلك مليونيراً أقام لها حفل زفاف أقرب إلى الأسطورة في أحد الفنادق الكبرى. فاتجهت الشبهات لاحقاً إلى كهربائي قريب للطباخ كان يقيم في الصعيد واعتاد التردد إلى الشقة لزيارة قريبه. قال شهود إنهم شاهدوه قبل الحادث بيوم يتجول أمام العمارة التي وقعت فيها الجريمة، لكن تبين أنها مجرد أقوال ولا علاقة بين الكهربائي والحادث فانتقلت التحريات إلى نقطة أخرى وهي التدقيق في المعاملات المالية والتعاقدات كافة التي تمت في الفترة الأخيرة بين المجني عليه وعدد من الأشخاص على أساس أن يكون القتل تم بغرض السرقة فظهر أن القتيل كان يودع أمواله البنوك ولا يحتفظ في شقته بأي مجوهرات وأنه كان يحمل معه مائة جنيه فحسب.

أمل جديد

توقف رجال المباحث أمام توقيت الجريمة: وقعت بعد العاشرة وهي الساعة التي يخلد المجني عليه فيها للنوم، لكنه استقبل قاتله بنفسه بدليل عدم وجود آثار عنف أو كسر في منافذ الشقة ثم أنّه قاوم قاتله بدليل وجود آثار المقاومة في يديه على نحو جروح… أدلت إحدى الجارات في شهادتها بمعلومات منحت أملا لرجال المباحث في كشف اللغز مفادها أنها تقطن في الشقة الكائنة أسفل شقة المخرج وأن ليلة الحادثة بعد خروج الطباخ من شقة المخرج ترامت إلى أسماعها أصوات غريبة من شقة المخرج، عبارة عن سقوط شيء ثقيل وقفز وجري داخل الشقة ما جعلها تشكّ في حصول مشاجرة وذلك ما لم يحدث لأن نيازي كان يتميز بالهدوء والبعد عن جو المشاجرات. أضافت الشاهدة ان هذه الأصوات اختفت وأعقبها سكون تام ثمّ سمعت صوت باب الشقة يفتح ويغلق سريعاً وأحست بأن من خرج من الشقة كانوا مجموعة لا فردا واحدا. ثم استمع رجال المباحث إلى أقوال 65 من الكومبارس والعاملين مع المخرج والمترددين على شقته. فتشوا سيارته الخاصة ورفعوا البصمات من على زجاجتين عثر عليهما في السيارة واستمعت النيابة أيضاً إلى أقوال عدد كبير من الفنانين والفنانات تربطهم صداقات أو علاقات فنية بالمخرج القتيل من بينهم المرحومة محاسن الحلو مدربة الأسود المشهورة في السيرك القومي المصري التي صرّحت في شهادتها ان المخرج طلب منها تجهيز قردة من السيرك لتشارك فاروق الفيشاوي فيلم «القرداتي» مقابل أجر يومي لها قدره 800 جنيه ولمدة 9 أيام وكانت تتولى هي تدريب القردة بنفسها. قالت إن المخرج كان معتدلا في حياته ولم يتزوج بعد وفاة كوكا إلاّ الفنانة نعمت مختار واستمر هذا الزواج لمدة شهر واحد فقط ولم يكن يتناول المسكرات أثناء عمله. ختمت أقوالها أنه كان مشهورا بالبخل الشديد حتى على نفسه وأن أقرب أصدقائه إليه هو الفنان فريد شوقي وكان قرر مدير إنتاج الفيلم أن يتقاضى نيازي أجراً في الفيلم قدره 12 ألف جنيه. تقاضاها على أربعة أقساط قبل انتهائه من التصوير.

إعادة التحقيق

توقفت خيوط البحث عند هذه المرحلة بسبب كثرة علاقات القتيل وكثرة المترددين عليه ثم لوجود كمّ كبير من البصمات داخل الشقة لأقاربه وأصدقائه الذين سبقوا الشرطة في الذهاب إليها ثم قيامهم بنقل الجثة من مكان الجريمة ما أضاع معالمها فقررت النيابة حفظ القضية وتقييدها ضد مجهول.. في 15 سبتمبر عام 1989، أي بعد مرور ثلاث سنوات على حصولها قررت نيابة الدقي إعادة التحقيق في الجريمة من جديد والسبب أن أحد المسجونين فيليمان طرة أدلى بمعلومات تفيد في التوصل إلى قاتل نيازي مصطفى فعادت القضية تشغل الرأي العام في مصر من جديد. قال السجين (محمد حمدي، حُكم عليه بالسجن 50 عاما لاشتراكه مع آخر في قتل رجل وفتاتين مجهولتين) في شهادته التي أعيد فتح التحقيق إثرها ان سيدة كانت تزوره فى السجن قائلة له إنها على علاقة بالمخرج نيازي مصطفى وأنها تتردد عليه كثيرا في شقته وأن زوجها «الكوافير» علم بذلك فقرر قتل المخرج فلحق بها بعدما قصدته ليلة الحادثة وهجم عليه فكتم أنفاسه ولف فوطة حول عنقه وساعدته هي في خنقه… هنا انتهت أقوال السجين.

استدعي الكوافير وزوجته فتبين عدم وجود أي صلة بينهما والمخرج فتم مواجهتهما بالسجين لكنها لم تأت بجديد. بعد ذلك تم فحص سجل السجين فاتضح أنه قاتل صديقه أمين الشرطة وأنه هرب من محكمة الجنايات أثناء محاكمته وأنه قبض عليه مرة جديدة بتهمة قتل رجل آخر وحكم عليه بالإعدام ثم خفف الحكم في الجريمتين إلى السجن 50 عاماً. لم يكن الأمر إلاّ محاولة من السجين لإتاحة الفرصة أمامه للهرب مرة جديدة ووصلت التحقيقات إلى طريق مسدود.

شاهد أيضاً

عفاف شاكر ساهمت بنجومية شقيقتها شادية وتزوجت كمال الشناوي 30 يوم، وزوجها الثاني اعتنق الاسلام وماتت في هذا البلد؟!

#عفاف_ شاكر ممثلة مصرية وهي الشقيقة الكبرى للفنانة #شادية لم تحظى بنفس القدر من الشهرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *