الأربعاء , أبريل 24 2024

حصريا مجد القاسم:” أرفض المهرجانات ولا أنسى فضل عادل امام وكثر قلدوا علي الديك وهذا مصير حلمي فريد الاطرش؟”

حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة)

مجد القاسم اسم أثبت شخصيته الفنية بكفاح وجهد، قدم اعمالاً مميزة ومرة لم ينجرف وراء الاعمال المبتذلة مهما كانت الاعراءات، حلمه كان تقديم قصة حياة الموسيفار فريد الاطرش لكن العمل تعثر، ورغم تغييّر المناخ الفني الا أن مجد القاسم لا زال باقياً على الخط الذي اتبعه منذ بداياته الفنية.. معه في القاهرة كان هذا اللقاء الحصري.

*حدثنا عن عملك الجديد؟

-اغنية بعنوان” مجنون رسمي”، من كلمات برهان الجرماني الحان وجدي الصايغ توزيع جعفر اسماعيل، وصمم الكليب الياس جريح، وسوف اطلقها على اليوتيوب مع مطلع رأس السنة الجديدة، وأتمنى أن تنال أعجاب الجميع وأن تكون فأل خير بالعام الجديد.

*الاغنية باللهجة السورية؟

-صحيح، وهي عودة لي الى اللهجة السورية بعد أن قدمت العديد من الأعمال المصرية، وهذا العام أحببت أن أعود الى اللون السوري، وفيها نوع من خفة الدم والدلع، وقبل أربعة أشهر أطلقت أغنية “انا مش بخير”، ولاقت رواجاً كبيراً من الحان محمد الصاوي وكلمات اسامة ابانوب وتوزيع باسم منير، كما انجزت اغنية ديو لمصر شاركتني في غنائها المطربة آية عبدلله  حملت عنوان ” لو هاتكلم عن مصر” واهديتها لرجال الشرطة في عيدهم من كلمات أشرف ظريف والحان محمد فهمي عبد الحميد وتوزيع محمود صادق.

*ايضاً قدمت أغنية مع شقيقك المطرب محجوب بعنوان “مرسيدس”؟

-صحيح، وكان ديو لطيفاً وشبابياً، ومن انتاج شركة مزيكا للمنتج محسن جابر لكن للأسف الكليب لم يأخذ حقه كما يجب، مع العلم أن الالبوم الذي أطلقته حينها كان يتضمن مجموعة من الاغنيات الممتازة مثل “نكته بايخة”، لذا لم أعد أطلق البوماً كاملاً وصرت أصدر أعمالي “سينغل” لتأخذ كل أغنية حقها كما يجب من حيث الدعاية والأنتشار.

*تشعر أن الجو الفني تغير كثيراً رغم وجود السوشيل ميديا وسرعة انتشار الاغاني؟

– المناخ الفني تغير كلياً، في السابق كان يوجد “بركة”، وانا وأبناء جيلي كنا نتجه للأعمال القيمة ونقدمها للجمهور، يعني مثلاً احد البوماتي وصل مبيعاته الى 8 مليون نسخة، وهذا يعني أن 8 مليون نزلو االى سوق الكاسيت وقصدوا أن يشتروا شريطي، هنا كانت لذة النجاح، كنت أشعر بقيمة محبة الجمهور وتفاعلهم مع أعمالي، اليوم الاغنية تفرقع من خلال قنوات اليوتيوب عبر الموبايل بـ24 ساعة من دون مجهود، انا مع التطور التكنولوجي ومع الانتشار السريع لكنها في الوقت نفسه سلاح ذو حدين، لسبب أن يوجد قنوات تافهه تستقطب مشاهدات بالملايين وكلها مزيفة، وانا كمجد القاسم أفضل أن يكون لديّ مليون مشاهدة حقيقية لأشعر بمتعة النجاح لأني أرفض الزيّف..

*لكنك وجيلك لم تظلموا وفرضتم أنفسكم على الساحة وحققتم نجاحات كبيرة؟

-بالظبط، لكننا ظُلمنا من حيث التوقيت، اذ عندما عملنا كان في بداية  التسعينات لغاية 2005 أذ مع أنتشار السوشيل ميديا وتطور الانترنت، هنا صارت الفجوة بين الموسيقى وما يُقدم، وقتها انتشرت أغنيات “الطحن وغناء اللي تحت السلم”، وهذه الأعمال بلا قيمة وتشوه الذوق العام.

*تقصد لون المهرجانات كما يُسمى اليوم؟

-هذا اللون متواجد بقوة لكني لا أُحبه لأنه لا يتضمن لا كلمة ولا لحن.

*ولو تضمن كلمة جيدة؟

-لو تضمن كلمات جيدة وتغير من شكل المزيكا حتماً سنقبله جميعاً، لكن بكلمات مُسفة ولحن صاخب أعتبره يُدمر مجتمع وعادات وتقاليد، يوجد أُغنيات تحتوي على الفاظ فيها الكثير من قلة الأدب وهذا مرفوض تماماً بالنسبة لي.

الفنان مجد القاسم والاعلامية ابتسام غنيم

*يعني مع قرار الفنان النقيب هاني شاكر؟

-طبعاً..

*البعض لامه وأعتبره يقطع أرزاق نجوم المهرجانات؟

-لا أوافقهم الرأي أبداً، يعني لو القت الشرطة القبض على تاجر مخدرات هل هذا يعني انهم قطعوا برزقه؟ ما يحصل تدمير للذوق العام وللاجيال الشابة وعدم الارتقاء بفكرهم،(ويتابع) للأسف يوجد الجيلين الآخريين ظلموا بسبب أنتشار هذه الأعمال التافهه.. الشباب اليوم هل يعرف تاريخه وجذوره وتراثه؟ أجزم لا للأسف، وهنا  يجب على الأسرة  ان تلعب دوراً بالارتقاء بفكر أولادها وأضطلاعهم على الموسيقى الراقية والغناء القيّم.

* استغرب عدم مشاركتك بشارة أي من المسلسلات السورية أو المصرية أو لبنانية لماذا؟

-لا أعرف، لكن كان هناك نوعاً من هضم حقوقي.

*كانوا يستبعدونك؟

-بالظبط..

*منذ بدايتك وتعيش معاناة من ترحيل من مصر الى محاربة وغيرها؟

-لا يسعني سوى قول الحمدلله، من بدايتي واجهت الصعاب وأنتجت لنفسي وفرضت صوتي على الساحة وحققت نجاحات كبيرة.

* في بداياتك أعدت اغنية لفايزة احمد؟

-صحيح، “اللي بتسأل عليا”، كنت أغنيها دائماً بحفلاتي، وبعدها سجلتها ضمن البوم وأطلقتها و”كسرت الدني”، انا من عشاق المطربة الكبيرة فايزة احمد رحمها الله.

*لماذا لا تُعيد بعض من الاغاني القديمة بتوزيع جديد لتعرف الاجيال الشابة عليها كما فعلت مسبقاً؟

-لان شكل الموسيقى اليوم أختلف تماماً، عندما أعدت أغنية السيدة فايزة احمد قدمتها بأسلوب راقي لم يشوه اللحن الأصلي، اليوم أين الكمنجات والناي وباقي الآلات الموسيقية، علماً انه يوجد أُغنيات قديمة رائعة وتستأهل أن تُعاد ليتعرف الشباب عليها، ولكن أين التوزيع القيم والشرقي الذي اعتدنا عليه؟ توزيع اليوم سيشوه اللحن الاصلي وهذا ما لا أقبله.. الا اذا قدمت بأسلوب أغاني المهرجانات وهذا مستحيل أن يحصل لانه سيكون اهانه للمطرب الاصلي للأغنية ولتاريخ الفن الأصيل، وانا بعد 25 سنة من العمل والجهد والكفاح واحترام القيم والفن لا أقبل تحت أي ضغط من الظروف أن أسيء للفن ولتاريخي.

*ماذا عن حلمك مسلسل “فريد الاطرش”؟

-صار في طي النسيان.. قدمت العمل في الاذاعة ولعبت شخصيته، وعندما قررنا تقديم سيرته الفنية والانسانية بعمل درامي تعثر العمل لثلاث مرات متتالية، لماذا لا اعرف..

*أحببت ايهاب فهمي الذي جسد دوره في مسلسل “الشحرورة” عن حياة صباح؟

-صدقيني لم أُشاهد العمل.

*واحمد شاكر في مسلسل اسمهان”؟

-احمد صديقي وحبيب قلبي وكان شاطراً جداً ونجح لكني لم أشعر انه فريد الأطرش، حتى سولاف فواخرجي مع احترامي لفنها لم تقنعني بدور اسمهان.. في مسلسل فريد الاطرش الذي كنا سنقدمه كانت ستجسد نسرين طافش دور اسمهان، لكن العمل تعثر للأسف.

*لكن مسلسل “اسمهان” نجح كثيراً؟

-بصراحة لم أُحب المسلسل، رغم عشقي لفريد الاطرش واسمهان، انا قرأت مذكرات كل منهما الشخصية ويوجد اشياء لا يُمكن أن تُقال، علينا احترام الخصوصيات، لكن في المسلسل زعلت جداً انهم أظهروها على انها جاسوسة، اسمهان كانت من اساسيات الثورة السورية وساعدتهم جداً، ومن المعيب أن يُظهروا والدتها الاميرة علياء المُنذر بهذا الشكل المُعيب.

*لكنها كانت تُحب الفن؟

-صحيح، لكنها لم تعشق فريد غصن الملحن، للأسف أظهروا العائلة كلها وكأنها مُفككة.

*شاهدت مسلسل “ليلى مراد”؟

-شاهدت بعض الحلقات ولم اتابعه، لم يشدني العمل، (ويتابع) كنت في كزابلانكا بالمغرب وكنت اتجول لاشتري بعض الاغراض لاسرتي تفاجأت من أن أغلب المحلات مُغلقة، وعندما سألت عن السبب قالوا لي أن الناس في بيوتها تُشاهد في هذا التوقيت عرض مسلسل ” ام كلثوم” الذي اخرجته انعام محمد علي، المسلسل كان قوياً ورائعاً للغاية وجمّع اللعرب على مشاهدته.

*لكنه انتقد ايضاُ لانه أظهر شخصية أم كلثوم مثالية جداً؟

-الانتقادات كانت غير موضوعية.

*كيف كنت ستقدم فريد الاطرش؟

-السيناريو كتبه رفيق الصبان رحمه الله، وسأقدم كل حياته الفنية والشخصية، منذ الطفولة ونزوحهم من سوريا الى لبنان ثم الى مصر، وحالة البؤس التي عاشها، والى أي مدى تعذب وكيف كان يملك موهبة خارقة، وطور بموسيقاه، وكيف كان اميراً بأخلاقه وكرمه، وكنا سنتطرق لقصص الحب التي عاشها مع سامية جمال وشادية، وايضاً لسلبياته وحبه لسباق الخيل، هو بشر ولديه انسانيات كثيرة وكذلك سلبيات، يعني هناك واقعة كنا سنقدمها وهي اثناء اشتراكه بفيلم مع الفنانة مريم فخر الدين، حصل أن دعته للعشاء يوماً بوجود عدد كبير من الاعلامين والفنانين وتأخر لمدة ساعة ونصف، اكتشفت بعد ذلك انه كان جالساً مع بواب عمارتها الفقير المعجب به والذي لا يستطيع أن يشتري تذكره لحضوره وسماعه، وعمد فريد الى تقديم نمرة غنائية له، وعندما عاتبته مريم قال لها هذا الرجل من جمهوري “ومافيش حد أهم منو”.. ايضاً كنا بالمسلسل سنتطرق لعلاقته بالعندليب عبد الحليم حافظ وكيف أن المنافسة بينهما كانت شريفة وبكنان لبعضهما كل الاحترام.. وصدقيني فريد الاطرش شخصية فريدة لن تتكرر كان متنوعاً وكله فن، وظهر بعز تألق الكبار ونجح وفرض موسيقاه بظل وجود أساطين الفن مثل عبد الوهاب ومحمد فوزي، والعمل لو خرج الى النور “حيكسر الدني”، سواء انا قمت ببطولته أو غيري..

*لمن تستمع هذه الفترة؟

-بصراحة، لا زلت أحن للقديم، انا مُتعلق بالاغاني القديمة حتى أغنياتي القديمة اسمعها.

*هذا العام ودعنا صباح فخري؟

-رحمه الله، قامة لن تتكرر على الاطلاق وأدى رسالته على أكمل وجه.

*ما رأيك بعلي الديك؟

– لون شعبي حلو، وعرف كيف يستخدم أمكانياته وبقدم لوناً مُختلفاً جعل 99%من المطربين يقلدونه، لونه منفرد مثل فهد بلان رحمه الله.

*فهد بلان كانت السيدة أم كلثوم تحب لونه؟

-صحيح ومرة قالت له بتسجيل لها  ” اول مرة أسمع راجل يغني”، لنبرته الرجولية.

 

*مجد القاسم لو طلبت منك ان تقدم فيلماً عن حياتك ما هي المحطات التي تُركز عليها؟

– سأتحدث عن سلسلة طويلة من حياتي منذ البداية  في السويداء، نحن تسع شباب وابنتان، والمعاناة التي ذقناها، قدومي الى مصر ثم ترحيلي، الجهد الذي بذلته لاثبت نفسي.

*ستظهر شخصية شقيقك فيصل القاسم في العمل؟

-طبعاً، وفيصل بعيداً عن السياسة هو شخصية طيبة وكوميدية، وله فضل عليّ لا انساه هو من قطع لي تذكرة السفر لآتي الى مصر وأعمل بالفن.

*وبسببه تم ترحيلك؟

-هذا اليوم لا انساه، ولا أنسى فضل الزعيم عادل امام عليّ، اذ كلمني يومها وكنت حينها بالدوحة وقال لي “انا هاعمل المستحيل عشان ترجع مصر وتكون بينا بفترة قصيرة”، وهكذا كان وعدت.

*ماذا عن المئة دولار المزورة؟

-(يضحك ويقول) اول مرة اتيت بها الى مصر، كان معي دولارات من ضمنها مئة مزورة وانا لا أعلم، فتم توقيفي بالمطار لمدة سبع ساعات، ثم تأكدوا اني اشتريتها من الخارج ومن دون أن اعرف انها مزورة فأطلقوا سراحي.

*اشتقت لسوريا؟

-(تدمع عيناه ويقول) اشتقت لبيوتنا وأهلنا وأحبابنا وجيرانا.. منذ 11 سنة لم أزر سوريا الحبيبة.

* بعد هذه المعاناة والنجاحات التي عشتها هل تسمح لاولادك بأحتراف الفن؟

-الزمن تغير، حالياً هم يختارون ما يريدون حتى من حيث الملبس، لكن أولادي كلهم مثقفون فنياً ومنذ طفولتهم الحقتهم بالكونسرفتوار، مؤيد يعزف غيتار ولجين تعزف بيانو لاني أعرف أن الموسيقى ستؤثر على نفسيتهم وفكرهم وترتقي بذوقهم، ابنتي متأثرة بالاعمال الغربية، وابني يسمع للجميع لكن ينتقي النخبة دائماً.. يعني كلاهما يسمعان وائل كفوري وانغام وعمرو دياب وناصيف زيتون وحسين الجسمي ، ويبحثان عن الجديد الراقي.

شاهد أيضاً

الدراما العربية لرمضان 2024: “داع/رة دامية تزور القيم لمجتمع يدعي التدين والعفة!”

بقلم / جهاد أيوب الدراما العربية للموسم الرمضاني فقط وفي هذا العام 2024 بغالبيتها خاوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *