الإثنين , أكتوبر 14 2024

في الحلقة الاخيرة المخرج احمد يحيى: “ابكيت الرئيس السادات فكرمني وقتلت عادل امام”

حوار/ ابتسام غنيم(من الارشيف)

الحلقة الثانية والاخيرة

*تعاملت مع عادل امام في فيلم “حتى لا يطير الدخان” وهو العمل الوحيد الذي مات فيه؟

-فعلاً، وكان هذا الفيلم نقلة فنية نوعية لعادل امام قصة هذا العمل للكاتب احسان عبد القدوس، وعادل كان خائفا من موضوع الفيلم والشخصيةكونها تحمل نزعة انتقامية وهو لا يريد أن يظهر كمنتقم ثم يموت في النهاية، لاعتقاده أن الجمهور سينصرف عن العمل بسبب هذه النهاية والشخصية المنتقمة، وفي ليلة عرض الفيلم أخبرته أن كل الحفلات كاملة العدد ومحجوزة لمدة ثلاث أيام مقدمة فلم يصدق نفسه وحضر إلى السينما واستقبل استقبالا حافلا، وفي النهاية سمع عاصفة من التصفيق ونال عن دوره بالفيلم جائزة احسن ممثل في مهرجان قرطاج، وبعدها تكرر لقائي معه بفيلم”كراكون في الشارع”.

*الا تفكر بأعادة بعض افلامك كمسلسلات؟

-لا افكر في هذا الامر على الاطلاق لانه سيكون لها معنى واحداً وهو الافلاس، هذه وجهة نظري، اعطني اسم مسلسل مأخوذاً من فيلم حقق نجاحاً كبيراً.

*فيلمك”يا عزيزي كلنا لصوص” تمت اعادته كمسلسل؟

-“ده كلام برضو؟” ووبصراحة لم اسمع احداً اثنى على المسلسل، على عكس الفيلم الذي نلت عنه جائزة الاخراج الاولى بمهرجان الاسكندرية الدولي.

*”ما بعد العار” المأخوذ من مسلسل “العار” اعجبني والنقاد اثنوا عليه؟

– لالالا، لست معك لسبب اني ضد التوليفة كلها، يعني مثلاً هل يعقل ان يتم اعادة تقديم فيلم”رد قلبي” الذي يُعد من اهم الاعمال السينمائية على الاطلاق فمن منا ينسى الاميرة انجي وحبها لابن البواب علي عبد الواحد؟ هل مسلسل “افواه وارانب” مثل الفيلم؟ طبعاً لا، في السابق تزعم هذه الحملة بتقديم الافلام القديمة بنسخ جديدة المنتج رمسيس نجيب الذي اعاد “المتهمة” لاسيا داغر بفيلم “المرأة المجهولة ” لشادية و”بين الاطلال” صار “اذكريني” و”ارحم دموعي” تحول الى “حب وكبرياء” كانت تجارب، وخضتها شخصياً من خلال فيلم “ايامنا الحلوة” بفيلم حمل عنوان”وتمضي الاحزان” لنجلاء فتحي وقتها كنت بمأزق وكان عليّ ان اقدم عملاً لنجلاء فتحي فخضت التجربة لانقاذ المنتج ورغم انها تجربتي لكني لا احبها ولا احب ان اشاهد هذا الفيلم الذي هو فيلمي، والفيلم مر مرور الكرام.

*لكنك تحب نجلاء فتحي؟

-جداً، هي ممثلة رائعة بكل المقاييس، فعلا نجلاء سندريللا رقيقة وانا بطبعي احب رومانسيتها، وابدعت في “رحلة النسيان و”حب لا يرى الشمس” اللذين اخرجتهما لها، وكانت في مشاهد البكاء تبكي من كل قلبها وتبدع كأجمل ما يكون.

*ابكيت الرئيس السادات بفيلم”لا تبكي يا حبيب العمر”؟

– واذكر أن الرئيس الراحل أنور السادات قد صرح في أحد خطبه الرسمية انه قد شاهد  الفيلم في منزله وانه بكى يومها كما لم يبك من قبل، حتى انه قال لفريد شوقي عندما التقينا به” لقد أبكيتني يا فريد بس الفيلم حلو جداً”، ثم سألني “انت عندك كام سنة؟” قلت له”30 سنة يا ريس”، فقال لي:”ووزنك كام؟” فقلت له “52 كيلو ياريس” فرد عليّ بالقول”بقى انت تبكي انور السادات بأخراجك لهذا الفيلم الخطير؟” وضحكت يومها من قلبي وسعدت جداً بتكريمه لنا، وعلى فكرة كل طاقم عمل “لا تبكي يا حبيب العمر” انهاروا من البكاء اثناء التصوير.

*كيف اخترت قصة الفيلم؟

– كنت سهرانا عند النجم فريد شوقي وجلست أحكي له ولزوجته قصة فيلم “لا تبكي يا حبيب العمر” التي ألفتها، حكيت له القصة بالحوار وكانت النتيجة أن بكى فريد وزوجته في الحديقة وقمت منصرفا لأركب سيارتي فهرول خلفي وفوجئت به يضع في يدي مبلغ كبير من المال، فقلت له “ما هذا؟” فرد “عربون ما حكيته لي فأنا أريد أن تكون هذه القصة ملكي”، وبالطبع لم أخذ منه النقود فقال لي إذن غدا نلتقي في المكتب لكي نوقع العقود، فملك الشاشة بإحساسه وخبرته تأكد أن هذا الفيلم سيكون فيلم عمره، وفعلا هذا ما حدث فقد صرح فريد في عدة لقاءات وأكد أن أعظم أفلامه وأحب أدوار له شخصيا وفيلم عمره هو فيلم “لا تبكي يا حبيب العمر” متخطيا بذلك أكثر من 350 فيلم قام بتمثيلهم، وهذا العمل كان بداية 8 سنوات صداقة وحب مع فريد شوقي الذي يمكن أن أحكي عنه الكثير وللعلم إن هذا الفيلم قد أبكى العالم العربي ويذكر أن باعة “الكلينكس” المناديل الورقية كانوا يحتشدون على باب السينما لبيع المناديل قائلين للجمهور لابد لمن يدخل هذا الفيلم أن يحمل معه  كلينكس لأنه سيبكي كثيرا، ايضاً قدمته اي لفريد شوقي بشخصية مميزة بفيلم”الموظفون في الارض” بشخصية الموظف الذي يضطر للعمل بالشحادة متنكراً ليعيل اسرته.

*كيف تصف رؤيتك الاخراجية؟

– اقدم الواقعية الرومانسية مثل الاستاذ هنري بركات الذي كان يقدم الرومانسية ويعالج من خلالها موضوعا وقضية، كما احب جداً صلاح ابو سيف صاحب الروائع الواقعية.

*احب جداً فيلمه”حمام الملاطيلي” الذي اثار ضجة؟

-هو من اهم الاعمال الفنية بتاريخ السينما على الاطلاق، لكن الرقابة كانت حينها متزمتة والفيلم ناقش قضية مهمة والحالات الشاذة موجودة بمجتمعنا واليوم اختلف الامر وصاروا يتناولونها،(ويضيف) في الستينات والسبعينات الرقابة كانت قاسية ففي فيلم “الخيط الرفيع” لفاتن حمامة عندما تشتم محمود ياسين وتقول له “يا ابن الكلب” وصل الامر لوزير الثقافة، علماً ان الشتيمة كانت موظفة في سياق الاحداث كونه حطم حياتها وتخلى عنها فتعمد الى قص ملابسه وهي تشتمه يعني لم تسبه في وجهه، بينما اليوم الموضوع اختلف اليوم وعمت البلطجة والالفاظ البذيئة بأغلب الاعمال.

*سمير سيف عندما قدم فيلم “قطة على نار” قدم النجم اللبناني شوقي متى دوراً خطيراً وهو الشاذ من خلال الايحاء ولم تعترض الرقابة؟

– لكن الفيلم كان حينها مخصصاً للكبار والمخرج الدكتور سمير سيف قدم القضية من خلال الايحاء وشوقي متى لعب الشخصية بأسلوب السهل الممتنع من دون اي لفظ خارج.

*ما رأيك بالمخرج داوود عبد السيد؟

-لا احب رؤيته الاخراجية ابداً.

*لكن فيلمه الـ”كيت كات” كان رائعاً؟

-الفيلم قدمه قبل سنوات واخذ اكثر من حقه لكن رصيده الفني لا يوجد فيه اعمالاً تستحق كل هذا التقدير.

*ماذا عن خالد يوسف ؟

-جيد واحببت فيلمه “حين ميسرة”

*ويوسف شاهين؟

– احب افلام يوسف شاهين حين يكتب له احداً السيناريو ويتولى الاخراج لانه مخرج ذو خصوصية ولن يتكرر، وعلى فكره فيلمه “صراع في الوادي” لن يتكرر بتاريخ السينما لسبب انه لم يتدخل بالسيناريو.

*هل يعجبك محمد رمضان؟

– اعتبره فريد شوقي الخمسينات.

*لكن افلام فريد شوقي تضمنت رسالة مثل “رصيف نمرة خمسة” و”جعلوني مجرما” بينما النقاد لا يركزون الا على السلبيات بأعمال محمد رمضان مثل البلطجة؟

– بفيلم”شد اجزاء” قدم دور المنتقم كما فعل فريد شوقي بفيلم “جعلوني مجرماً”، وبمسلسل “الاسطورة” قدم شخصية المحامي الذي رفضت النيابة قبوله لانه فقيراً رغم انه الاول على دفعته بالجامعة، ومن الطبيعي ان ينتقم بعد مقتل شقيقه، لذا اتمنى على محمد رمضان ان ينوع بأعماله لانه لو استمر على هذا المنوال سينتهي بعد ثلاث سنوات فقط، وعلى فكره محمد سعد انتهى بسبب تكرار شخصية”اللمبي”.

* هل تحب سينما المخرج اللبناني محمد سلمان؟

-(يضحك كثيراً ويقول)”ده حبيب قلبي الله يرحمه”، عندما دخل عالم الاخراج طلب منه المخرج ان يقطع سيناريو الفيلم اي ان يُقسم المشاهد، واذ بمحمد سلمان يمسك السيناريو ويمزقه، هو من حكى لي هذه الواقعة، هو دخل عالم الاخراج واشتغل بالتمثيل وعمل بالتلحين وكان صوته جميلاً ويملك خفة ظل لا مثيل لها، وعلى المستوى الشخصي من منا لا يحبه، وعلى فكره اعشق المشهد الذي قدمه بفيلم عبد الحليم حافظ “ابي فوق الشجرة” وهو يُدلع نادية لطفي كان كوميدياً للغاية، كما تعاون معي بفيلمي “وداد الغازية” لنادية الجندي حيث لحن اغنيات الفيلم التي قدمتها نادية وللأمانة كانت اغنيات جميلة للغاية، وعلى فكرة منذ صغري وانا احب محمد سلمان.

مع الاعلامية ابتسام غنيم

*عندما كنت صغيراً كنت الطفل الاشهر بتاريخ السينما المصرية؟

– صحيح، يومها اكتشفني المخرج حلمي حليم الذي التقاني بـ”غروبي” وكنت حينها في التاسعة من عمري اجلس هناك واقراء جريدة الاهرام، فلفتت انتباهه واقترب مني وصار يتحدث معي وعلم اني افضل قراءة الجرائد على قصص الاطفال، وصار يسايرني ثم قال لي انه يقوم باخراج فيلم لعبد الحليم حافظ ويريدني لدور شقيقه الصغير، فاعطيته رقم والدي وطلبت منه ان يكلمه، وبالفعل كلمه ومثلت بفيلم “حكاية حب”، وبعدها مثلت معه فيلم “البنات والصيف” ومرة لم اشعر بالرهبة لان التمثيل لم  يكن ببالي، لكن للامانة لفتني عمل المخرج كونه قائد العمل وهو الذي يدير البلاتوة فقررت ان اكون الربان بالفن لاقود اي فيلم اعمل به، بعد الثانوية دخلت معهد التمثيل قسم اخراج.

 

 

 

 

شاهد أيضاً

صاحب ” حلو الفن” فرنسوا حلو لامال فقيه:” يطلقون على انفسهم القاب، واغلب اصحاب المدونات لا علاقة لهم بالكتابة والصحافة”

“ما ارتهن ولا يوم لجهة معينة، أو استسلم , وساير الدارج، أسلوبو ماييشبه حدًا حتى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *